أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بسام الهلسه - ماكريستال..افتضاح الاخفاق















المزيد.....

ماكريستال..افتضاح الاخفاق


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 12:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



*بقبوله استقالة –والاصح اقالة- الجنرال ستانلي ماكريستال, قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي العاملة في
افغانستان, يكون الرئيس الاميركي باراك اوباما قد اختار اهون الشرين: التضحية بضابطه المشاكس, او التضحية بمكانته وسمعته كرئيس قادر على ادارة من يعملون بامرته وضبطهم عند الضرورة.
وما كان له ان يتردد في الاختيار وهو على عتبات انتخابات الكونغرس القادمة التي يتوعده الجمهوريون بحسمها لصالحهم, ويركزون بشكل خاص في حملاتهم الدعائية على ضعف الرئيس اوباما وفشل استراتيجياته في التصدي "للارهاب", وفي الحفاظ على مكانة اميركا القيادية في العالم.
* * *
لكن اقالة ماكريستال ليست سوى تسوية جزئية لتهدئة غضب كبار المسؤولين الاميركيين الذين طالتهم انتقاداته اللاذعة التي ادلها بها لمجلة "رولينغ ستون", ورأوا فيها فضيحة مدوية لهم على الملأ, وخروجا للعسكر على تقاليد الانضباط والطاعة الواجبة للمسؤولين السياسيين المدنيين.
ولأن اوباما يدرك الاثر الذي ستحدثه اقالة قائد كبير مثل ماكريستال في اوساط المنافسين والحلفاء والاعداء, والاستنتاجات التي ستتولد لديهم, وبخاصة بصدد تقييم الوضع في افغانستان, فقد سعى الى التخفيف من وقع القرار بتعيين قائد معروف جيداً بدلا من ماكريستال, هو الجنرال ديفيد بترايوس, قائد القيادة المركزية, مع التوضيح والتأكيد على ان تغيير القادة لا يعني تغيير الاستراتيجية المعتمدة في افغانستان.
* * *
لكن هذه الاقوال لا تبدو مطمئنة بقدر ما تثير من القلق:
قلق الرأي العام الاميركي, وقلق شركاء اميركا في الحرب.
فقد سبق وان قيل كلامٌ وتأكيدات مشابهة عند تعيين الجنرال ماكريستال نفسه لقيادة القوات في افغانستان في حزيران- يونيو-2009,اي قبل عام بالضبط, خلفاً للقائد السابق الجنرال ديفيد ماكيرنان, الذي عُزيت اقالته حينها لفشل الاستراتيجية التقليدية التي يتبعها في مواجهة "العدو" في افغانستان, وكان الجنرال ماكريستال احد ابرز نقادها, فيما كيل المديح لماكريستال وجرى الاحتفاء به وبالاستراتيجية الجديدة التي
التي قيل وقتها بأنها ستأتي بالنصر, الى الدرجة التي اغرت اوباما بتحديد موعد لبدء انسحاب تدريجي من افغانستان بحلول منتصف صيف العام القادم 2011!
* * *
توالت الايام والاسابيع والشهور ثقيلة, ومضت منذ حزيران-يونيو الماضي, دون ان تتمكن القوات الاميركية من تقديم ما يسمح لها بالزعم بأنها حققت ما هو جدير بمسمى النصر, والموارد والجهود والاجراءات التي بذلت طوال سنة:(عشرات الآلاف من الجنود الجدد الذين ارسلوا لساحة الحرب, الاموال الاضافية التي تم ضخها لرشوة فئات افغانية وشراء تعاونها او سكوتها, مجالس "لويا جيرغا" السلام, الزيادة الهائلة في عدد وعدة منتسبي اجهزة الجيش والامن الافغانية, التعاون مع الحكومة والجيش الباكستاني في المواجهة, والاستراتيجية العسكرية الجديدة القائمة على الزحف البري والاستيلاء على معاقل المقاومة الافغانية, بدل الاستراتيجية السابقة التي اعتمدت على القصف الجوي),
بدا وكأنها بلا طائل, تراوح عاجزة عن احراز تقدم جدي على طريق الاهداف المحددة: تشتيت وتدمير "قوى التمرد"- اي المقاومة الافغانية-, مع العمل على مساومة قياداتها تحت ضغط النار بأمل تطويعها للقبول بالمشاركة في الحكومة تحت سلطة الاحتلال. السعي الى عزل الشعب الافغاني وابعاده عن تأييد المقاومة وتوفير المدد والحاضنة لها, ومحاولة كسب فئات منه على طريقة " صحوات القبائل" واللعب على موضوع الاثنيات والمناطق كما جرى في العراق. تعزيز الحكومة والجيش والامن الافغاني, بما يسمح بتقليل الحاجة تدريجياً للجهد الاميركي والاطلسي.
* * *
حصاد هذه الجهود كان التأزم, والمزيد من الخسائر والنفقات, ليس بسبب افتقاد الارادة لدى اميركا, ولا بسبب نقص كفاءة القادة او الوسائل, بل بسبب رفض اغلبية الشعب الافغاني للاحتلال وادواته, ونجاح مقاومته في استيعاب الاستراتيجية الجديدة وصدها بفاعلية ملحوظة. والتأزم في الوضع بنتجة الاخفاق في الميدان, هو ما دفع بالجنرال ماكريستال ومساعديه الى الاحباط والسخط الذي افصح عنه الحديث لمجلة "رولنغ ستون". فما كان لقائد آمر من مستوى ماكريستال ان يغامر بسمعته ومركزه الوظيفي المتقدم لو ان الامور تسير على ما يرام, وكان سيتجاوز عن الانتقادات التي اعلنها, او ابقاها ضمن اطار المراتب الهيكلية, لو ان الاوضاع حسنة او حتى محتملة. كان لديه ما يحرص عليه ويضيفه لسجله المهني ويباهي به.. فقط لو كان ثمة ما يَعِد بالتحسن!
يدل على هذا حديثه للصحفيين الذين التقاهم في مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل في 10-6 الماضي, بعد لقائه مع وزراء دفاع الحلف الذين اجتمعوا لتقييم الوضع في افغانستان واستمعوا لتقديره للموقف بعد سنة من مباشرة الاستراتيجية الجديدة. فرغم رغبته في اسماع المتسائلين ما يرضيهم, الا ان ما امكن تعداده من انجازات, بدا ضئيلاً امام الادعاءات التي روجت, والامر الاهم انه لم يصادق على وعد قريب بالنصر والانسحاب, وهو ما يعني الاستمرار في الحرب الدائرة في بلاد بعيدة وتحت سماء غريبة دونما افق منظور بنهاية مرتقبة. وكذا الاستمرار في صرف نفقات جديدة باهظة في ظل ازمة مالية واقتصادية تتفاقم يوماً بعد يوم, وتزداد مع تفاقمها اعداد الناقمين.
هذا التقدير للموقف على الارض هو النقيض لما يدعيه اوباما وفريقه المنهمك في اطلاق وعود لا اقدام لها, تماماً كوعود سلفه جورج بوش الابن, ومن قبلها وعود الرئيس جونسون
الذي كان يغرٍق اميركا في فييتنام اكثر كلما ادعى انها تقترب من النصر!
* * *
لم يكن امام ماكريستال اذاً, سوى النجاء بنفسه والتنصل من الاخفاق الذي يراه ويعاينه بناظريه, فألقى بقنبلته الانتقادية التي دوت في واشنطن. اما اوباما الذي وجد نفسه وقد افتضح, فلم يكن امامه ان يفعل سوى ما فعل: اقالة ماكريستال, والدفع بأفضل خيوله الى الميدان الافغاني: الجنرال بترايوس, مؤملاً منه ان يسترد ثقة الامة الاميركية القلقة, والشركاء المنزعجين الذين بدأوا ينسلون مما تورطوا فيه وعلقوا.
لكن الصراع في افغانستان, لا يتقرر بارادة واشنطن وقادتها واستراتيجياتها المتعددة المتعثرة منذ تسع سنوات, بل بالشعب الافغاني.. بعزيمته, وبمقاومته التي لا تحتاج الا للصمود لسنوات قليلة حتى تقنع الولايات المتحدة بما سبق للمقاومة الفييتنامية وان اقنعتها به.



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الاختلاف...البشر ليسوا اشياء !
- خبرٌ عابر..أسوأ من الخيانة !
- تشومسكي ..اضافة جديدة ؟
- سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد
- مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة ...
- القمة والقاعدة..وجهة النداء
- سبب آخر للاعتذار
- خزانة الألم..السينما في خدمة السياسة
- مستعرب وعرب..حب وحوار!؟
- أمل دنقل..بلسان عربي مبين
- آفاتار:استعارات.. واحالات
- تشيخوف..حفاوة جديرة بالتقليد
- ضد الكتاتورية
- غولدستون: تعليق الجرس
- في حوار لم يحدث مع اوباما: بلا حسد! استحق جائزة نوبل!
- محمد علي باشا :الإقليم .. والقيادة
- الثورة الفرنسية : ما لم يطوه التاريخ
- اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !
- انتخابات لبنان : تقدير ..وتذكير
- - انتم لم تنتصروا في الحرب - !؟


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بسام الهلسه - ماكريستال..افتضاح الاخفاق