أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مها عبد الكريم - ذاكرة الاخضلال والهشيم















المزيد.....

ذاكرة الاخضلال والهشيم


مها عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 3046 - 2010 / 6 / 27 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


اراها تلتمع بوضوح صورتنا معاً في تلك الليلة حين قدّمتِ لي ولاول مرة دعوة لازور غرفتك الخاصة لكن اعذريني فأنتِ فيها ظالمة وقاسية فقد جهدتِ دائما حتى لحظتها لتجنبي وكأني احمل عدوى مرض خطير، ربما لانك احببتِ عالم الكبار اكثر من اي شيء اخر تجنبتِ عالمي الغارق في طفولة لاتنتهي.. سمحتِ لي ان الج عالمك الساحر فقط لان صديقتنا المشتركة توسلتك ان تفعلي ذلك كونها اقرب اليك غير مدركة اني كنت الاقرب لما يدور في رأسك فقبلت دعوتكِ فرحة ومتغاضية عما ادركته باحساسي المبتلى .. تبادلنا الاحاديث ولعبنا لاول مرة وضحكنا ملأ قلوبنا حتى توقف الزمن وطاف السرير الذي ضمنا نحن الثلاثة حول العالم ..
كم بكيت في تلك الايام بسبب الخوف الذي صار يملأ القلوب حول مستقبلي.. هم يخافون وانا ادفع ثمن ذلك الخوف غير عابئين بقلقي ومخاوفي التي تتنبأ باقتراب مواسم الهموم، وكان موعدها يوم عرفت اني قُبلت في جامعة الموصل التي لم اكتب اسمها بين اسماء الجامعات التي اخترتها في استمارة القبول ، تساءلت الآف المرات لماذا دون ان اعرف اي باب اطرق لاجد الجواب وعلى الوجوه غير حيرة وصمت .. محاولاتي اليائسة لتغيير النتيجة ضاعت ادراج الريح ، للحظة واحدة بكيت بحرقة لم اعرفها من قبل وكأني ارى يداً خفية تعرف مكامن الخوف في من حولي فتلاعبت بها لهدف.. لم يكن هناك الكثير من الامل مع ذلك سمحوا لي ان اسافر الى جامعتي البعيدة انا التي لم تبتعد يوما عن البيت صار عليّ ان اتدبر اموري لوحدي وان اتحمل مسؤولية نفسي وامضي في دراستي في مدينة تبعد اربعمائة كيلو متر عن بيتي، سألوكِ ان تسافري معي كأنكِ اخت كبرى غادرتنا وها انا الان احتاجها عوناً لي خلال الايام الاولى فقبلتِ بود وكنتِ يومها حبيسة البيت منذ زمن، خبر قبولكِ السفر كان افضل ما سمعت في ايام افترضتها الاجمل فانقلبت الى الاسوء..
كنتِ تحادثيني طوال الطريق وكأنك تحاولين ان تمنعي ما في قلبي من حزن ان يبتلع الضجيج فنغرق في لجة الصمت المرعب ، وكان حرياَ بي ان اواسيكِ انت الغريقة في بحور اليأس والترقب لكني لم اعرف كم ستتقبلين مواساتي ونحن لم نتقرب من بعضا من قبل، كنا نلتقي في مناسبات متباعدة نتبادل احاديث ودية قليلة لكن علاقتنا لم ترتقِِ ابدا لمستوى صداقة حقيقية مع اني تمنيت كثيرا ان تكون كذلك يوماً ما ، كانت العقبات بيننا اكبر من قدرتنا على تجاوزها فبقينا بعيدتين عن بعضنا، وحين عرفت بما اصابك كنت افكر باستمرار كيف ستكون علاقتي بكِ وماذا عليّ ان اقول عندما التقيكِ مجددا وهل سيجرحكِ لو اني تفحصتكِ بنظراتي الفضولية لفترة اطول من المعتاد ؟
" هل تعرفين ان هذا السفر جاءني هدية من السماء ؟ صرت لا اخرج من البيت الا للذهاب الى عيادات الاطباء، وقبل اسبوع من الان شعرت اني لن اتمكن من تحمل المزيد ، فالمرض واليأس تحولا الى سجن قاتم يخنقني في كل لحظة .. لا يمكن ان لا يكون الله مطلعا على كل ما نعانيه من ظلم وان لا تصله انهار دموعنا وتأوهات الآمنا ..."
لم اكن في تلك المرة نفس الصغيرة التي كنت تتجنبينها ولا انت ذات المتألقة كنجمة بعيدة بعد ان القى بكِ المرض العصي في درك اليأس والحزن.. وحتى هذه المرة لم تسمح الظروف ان تكون بيننا تلك الصداقة العميقة فانا مشغولة بهموم المكان الجديد اسأل نفسي ليل نهار كيف ستنقضي الايام والشهور هنا، وكنت تشعرين بافكاري هذه احيانا فتسارعين لتهدئة مخافي وكم مرة تشاركنا نفس السرير نقرأ ذات الكتاب وكأن الايام عادت الى تلك الليلة البعيدة يوم دخلتُ عالمكِ السحري دون موعد ..
اعذريني فأنا كنت دائما هكذا ومازلت اشعر ان من يمرون بمحن يتحولون الى بشرٍ من نوع خاص اكثر رقياً، اعلى شأناً كانهم ملوك او ربما اقل صلابة كأنهم من زجاج ، كل ذلك يجعلني اخاف ان تفتح كلماتي عيون جراحهم الغافية فافضل حذري او الصمت ..لذا لم اتجرأ يوماً ان اسألك بماذا تفكرين وانت بذلك الوضع واي شعور ينتاب امرأة تقف على اعتاب الشباب بلا ملامح ..ادين لاحاديثنا القصيرة انها كسرت حواجز الحذر وفتحت اقفال الابواب الموصدة دون افكارنا ومشاعرنا الغارقة في بحار عميقة من الحزن.. اتذكركِ كل صباح تمسكين قلم الكحل المتصاغر خجلا بين يديكِ ان يرسم بلونه الفاحم ملامح سيدة الجمال المتساقطة، تقاطيعك الشاحبة بعده اكثر رقه وعيونك اقل وشاية باحزانها...لماذا اخاف الاحزان وقلبي مترع بها منذ امد بعيد واي شيء اخشى حين اتجنب سؤالكِ ؟ ما كنت ستكونين تلك المتألقة في خيالي بذكائها المتقد لو لم تفهمي ما يجول في رأسي فتبادرين الى حديث يفتح ابواب الجحيم..
"كان في قلبي امل ان يكون كلامه معي كما في كل المرات السابقة مجرد تهديد لكنه في اخر مرة استدعاني فيها طلب مني مرة اخرى ان اعيد النظر في قراري لاني ان لم افعل هذه المرة سيكون ندمي عميقا ، كانت لهجته هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة فارعبني بتلك الوقفة المائلة وهو يسند جسدة الغليض على باب الغرفة المشرع فيكاد بجسده ذاك ان يغلق المدخل بينما يتدلى كرشه المنتفخ خارج سترته .."ستندمين على قرارك هذا " قالها لي وهي ينظف اسنانة بطرف مفتاح سيارته بشكل يثير الاشمئزاز ومع اني كنت اشعر بخوف يهز كياني من مصير مظلم ينتظرني الا اني جهدت لحظتها ان اكون رابطة الجأش قوية وانا اجلس قباله وحدي في تلك الغرفة .."
ليتك استطعت بذكائك المدهش ان تعرفي ما ينتظرنا من احزان فتخليتِ عن رغبتكِ العارمة ان تكوني جزءا من عالم الكبار وقبلتي يدي الصغيرة الممتدة لك لنلعب معا بكومة الرمل والاصداف على شاطئ بحيرة الحبانية ذات صيف ونغمس اقدامنا في مياه البحيرة دون ان نعبأ بقصص اهلنا المرعبة عن ذلك المخلوق الصغير الذي يعيش في تلك البحيرة والذي سيسارع لقضم اصابعنا بمجرد ان تطأ اقدامنا الماء.. ليتك عرفت كم ستكون اقدارنا متشابهه وان صاحب الوجه القبيح هو زميل صاحب الكرش القبيح الذي ارعبك..!
" عندما استدعاني اول مرة سألني ما اسمك فقلت له : اناهيد ..فنظر في وجهي للحظات ثم سأل وما معناه فقلت له ان اناهيد هي احدى آلهات الجمال في الحضارات القديمة (*)، فأبتسم باستهزاء واضح ثم قال : يعني انتي هسه آلهة الجمال ؟!.. انهم يكرهون ويحاربون الجمال اينما كان حتى لو كان في معنى اسم مجرد .. لكن لم يكن هذا وحده سبب كرهي لهم ولا انكر ان لبابا دور كبير في تعرفي بهم ورسم صورة واضحة عنهم لذا لم اتردد لحظة في رفض الانضمام لهم برغم كل الضغط والتهديدات ..
تصوري انا ايضا لم اتخيل نفسي ابدا ادرس في جامعة تبعد كل هذه المسافة عن بيتنا فمجموع درجاتي في البكلوريا جيد وهو يؤهلني لدخول جامعة في بغداد لكنهم رفضوا اعتراضي بحجة ان جامعات بغداد لم تقبل بمثل هذا المجموع.. هل ينفع ان آتي بكل الذين قُبلوا في جامعات بغداد شهودا على كذبهم؟ كانوا يستمتعون بنظرات الحيرة والعجز في عيوننا امام ظلمهم وجبروتهم..
"في سنة تخرجي من الثانوية فتحت كلية التربية باب التقديم الخاص لمن لم يحلصوا على قبول خلال التقديم العام للجامعات ولاني كنت من هؤلاء قدمت اوراقي لقسم اللغة الانكليزية التي اعشقها فقُبلت وفي السنة الثانية لدراستي الجامعية تم تحويل كلية التربية الى كلية الحزب وصار لزاما على كل طالب يدرس فيها الانتماء الى حزب البعث ... كنا بحدود العشرين، طلابا ًوطالبات رفضنا الانتماء لهذا الحزب بشكل قاطع.. تم استدعائنا عشرات المرات من قبل رئيس اتحاد الطلبة وهو عادة ما يكون بعثي بدرجة حزبية عالية، وتحدث معنا بشكل جماعي وفردي وكان اسلوبة يعتمد الترهيب والتهديد .."
كيف لم يتمكن الخوف من قلبكِ في ذلك الزمن المرعب وفي كل يوم تطرق اسماعنا قصص مرعبة لما يحدث لمن يعترض او تعترض وكيف يختفي طلاب الجامعات دون عودة ..لا انسى صديقتي منى يوم ضاعت منها هوية الكلية وعندما راجعت لاستخراج هوية جديدة طلبوا منها نشر اعلان في جريدة محلية مع دفع غرامة مقدارها خمسة وعشرون دينار لحسابات الكلية وقبل استخراج هوية جديدة لها كان عليها كأجراء اخير مراجعة رئيس اتحاد الطلبة ليضع توقيعه على طلب الحصول على هوية جديدة..ذهبت معها للبحث عن غرفة رئيس الاتحاد، طرقنا الباب ودخلنا بشكل اعتيادي فسألنا عن الغرض من الزيارة فاخبرته صديقتي فطلب مني بشكل فض مغادرة الغرفة واغلاق الباب ورائي فخرجت وبقيت انتظر منى خارج الغرفة لخمس دقائق بعدها خرجت ودون ان تتوقف امسكت بيدي وسحبتني مشيرة لي ان امشي معها بسرعة دون اعتراض او سؤال وعلى وجهها شحوب ظاهر.. بعد اسئلة اعتيادية عن اسباب فقدان هويتها طلب منها بشكل مباشر ان تتعاون مع الحزب للوشاية بأي زميل او زميلة لها تشك بمعارضتهم للحزب فابدت موافقتها على طلبه لتضمن خروجها من تلك الغرفة ولتلعن اليوم الذي اضاعت فيه تلك الهوية..
"لم آبه كثيرا لتلك التهديدات والمضايقات وبقيت مصرة على موقفي وفي السنة الاخيرة وقبل الامتحانات النهائية بزمن قليل تم استدعائنا نحن شلة الممتنعين لاجتماع اخير وفيه تم ابلاغنا ان قرار عقابنا قد صدر عن وزارة التعليم العالي وسيكون بعدم منحنا الشهادة الجامعية بعد انتهاء السنوات الاربع التي قضيناها في الدراسة ... "
تباً لتلك الورقة السخيفة وهل تليق بك ايتها المتربعة على عروش الجمال البهي، لك ان تزيني جدرانك باسماء كل الاطباء الذين فشلوا في ترويض جسدك المعترض على الظلم بلا تبتلع الحياة او اعداد وصفات الدواء الذي تناولتيه دون جدوى ولك سماوية الروح ان تعلمي كل المنهكين والمستسلمين واجيالاً ستولد خرساء لغتك الفريدة ...
"مرعب ان تنتهي سنوات الدراسة الطويلة تلك دون الوصول للهدف لكني تأملت في نفسي مرة اخرى تحمل الموقف لكن جسدي كانت له حسابات اخرى وبعد وقت ليس بطويل اكتشفت بوادر المرض الذي احدثته الصدمة ومع اني بدأت اراجع الاطباء لعلاجه لكني لم انقطع عن الدراسة وبقيت صامدة حتى اليوم الاخير برغم نظرات الطلاب الاخرين لنا وبرغم البقعة الصلعاء التي راحت تكبر في مؤخرة رأسي .."
قلت لكِ : كم اتمنى لو اننا اختان نعيش في بيت واحد ، كم كانت حياتنا ستتغير لو ان ما اتمناه حقيقة فضحكتِ وقلتِ لي: انا اتمنى ان تكوني اختي انا ولا اريد ان اكون اختاً في بيتكم لاني احب بابا كثيرا ولا اريد ابا لي غيره ..
-وانا ايضاً احب ابي ولا اريد ابا لي غيره..هل تذكرين يوم اخذنا انا وانتِ لمشاهدة فرقة شكسبير اللندنية وهي تعرض مسرحية هاملت في بغداد؟ كنتُ في الثانوية وقتها، استطيع ان اجزم اننا كنا اصغر مشاهدتين، قال ابي ان العرض سيعجني جدا وبالفعل كان كذلك ..هل تعرفين اني مازلت احتفظ حتى الان بالكرّاس الصغير الذي وزعته الفرقة قبل العرض وفيه كل شيء عنهم واعمالهم ؟...وهل تعرفين ان ابي اكثر وسامة من ابيك واكثر طيبة ودائما كنت اقول ان عمي يشبه المطرب ..!، اعترضتِ على تشبيهي ذاك مبتسمة وانا كنت اضحك واصر على انه يشبهه ورحنا نضحك.. ونضحك ...
"نعم كنُت قوية جدا وقمت بأداء الامتحانات النهائية حتى اخرها، برغم ان عددا كبيرا من مجموعة الممتنعين توقفوا عن الاستمرار بالدراسة فور سماعهم خبر حجب شهادة التخرج عنهم.. المرض وحده وشى باحزاني .."
هل علينا ان نكون ممتنين وننسى لان عقابنا كان لاشيء قياسا بمن كان يعذب في سجونهم او يقتل؟ معلقة انتِ بين السماء والارض الى الابد وانا مُنعت من العمل في دوائر دولتهم.. الا ترين ان القدر جمعنا مرة اخرى رغم اعتقادي ان لا شيء سيجمعنا من جديد بعد لقاءنا الطويل ذاك... قلتِ لي وقتها ان قناعتي العميقة بصحة مبادئي وافكاري وانها الحق الوحيد الذي يجب ان احققه واتبعه، هو فقط كل ما يستحق ان اقلق بشأنه...
"ايامي تحولت كلها الى اطباء ودواء وترقب ان يأتي العلاج بنتائج ايجابية لكن الاسوء فقط هو ما كان يتحقق، وراحت المساحات الصلعاء الخاوية تمتد في ايامي طولا وعرضا.. ما رأيكِ ان نذهب غدا معاً الى حمام العليل ؟؟.."
اتذكر بشكل جلي يوم كنتِ اجمل فتاة تقف على اعتاب الشباب بأنوثتها ورقتها وذكائها المميز، كم تمنيت وقتها ان اكون مثلك تماما وان ينمو في رأسي ذات الذكاء المتقد الذي يثير اعجاب الاخرين وثنائهم.. رأسك الجميل تحول الى شلالٍ اسود هادر يساقط جدائله ...
"ومازالت سنيني تضيع وستظل .. وسيلبسون جلود الحملان وخطومهم تنغرز في شرايين حياتنا كل يوم.. يريدون ان آخذ سكيناً مشحوذة لاقطع بها السِنة ذاكرتي ان تبوح بتاريخهم والا ستجرفنا دموع التماسيح خارج التاريخ والزمن والحياة .. بهم اين اصبحنا الان ؟!.."
اظنكِ تدرين انهم لا ينسون اعدائهم ابداً، وكذلك فعلوا يوم وقف صاحب الوجه القبيح ببابنا يسأل.. اين هو؟.. وجد في الموت خلاصه الاخير فهل لنا من عذاباتكم من خلاص بغيره ؟ يحزنهم اننا كنا نجتاز العقبات التي يضعونها امامنا ، لذا كان علينا دائما ان ندفع الثمن ومازلنا رفيقة حزني حتى اللحظة ندفع ..وكان على ابي ان يموت بصمته وان يعاقبوه حتى في قبره !!
"انسى ؟.. وهل بحثت في نفسي لذلك الطغيان غير غفران عميق او نسيان اعمق، لكن انظري الي وانظري حولك هل تشفى طعنات خناجرهم في اجساد الضحايا وهل يكفّون؟ ...عندها ستفهمون انهم ذات المرض الذي اعيا اطباء الدنيا ان يجدوا له شفاء .."
يقيناً ليس في الذاكرة مكان للذكريات الجميلة واخر للحزينة ، هي تختلط في مزيج مترابط لا يمكن فصله عن بعضة وان انسى جزءا منها او اتذكره يعني حتما ان يحدث نفس الشيء لباقي الاجزاء .. لذا سيبقى اسمكِ في ذاكرتي مرتبطا بعشرات القصص والحوادث والصور والافكار الجميلة والملونة والحزينة والقاتمة والباكية، وكذلك سيكون اسمي في ذاكرتكِ ..ولن يكون للنسيان معناَ عندي غير تشويه كتاب باقتلاع صفحات منه، اختفاء كل شيء، انطفاء، تلاشي وموت ..
لكم ان تنسوا آلآمكم ولكم ان تصمتوا كأموات.. لكننا سنحفظ ذاك الحزن العميق وانهار الدموع التي ذرفناها مختنقين بالصمت، سنحفظ تاريخ أفول احلامنا ورفاتها كأنها كنز ثمين علينا ان نحميه دوما من اللصوص وسنظل نعرضه كما تَعرض الاصداف مكنوناتها الثمينة التي صنعها الالم...


(*) اناهيد هي كوكب الزهرة او فينوس وفي الاساطير "أناهيد" هي امرأة فتنت الرجال بجمالها الأخاذ, فغضبت عليها الآلهة وقضت بأن تعاقب,فحولتها الى كوكب لتتعذب معلقة في الفضاء.



#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر... انتخابية !
- -القاتل الخفي- مازال يفتك بسكان حي الانصار في النجف
- فلم -بابل- .. الاختلاف وهاجس الارهاب
- قناة الشرقية والاستمرار في تشويه صورة الفن العراقي
- هوامش من ذاكرة لا تحفظ الأسباب
- من هوامش ذاكرة لا تحفظ الأسباب
- ارتجال..
- اليوم السادس.. اليوم الحاسم
- أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏
- حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏
- سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
- احتجاج
- انتظريني..
- انتظريني ..
- وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و ...
- على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
- الحُجب
- فصل جديد في قضية مستمرة
- (تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
- ربع النفط للشعب !!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مها عبد الكريم - ذاكرة الاخضلال والهشيم