أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - حرب بين امرأة ورجل ، من يكون فيها المنتصر؟













المزيد.....

حرب بين امرأة ورجل ، من يكون فيها المنتصر؟


ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 15:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


‏النساء والرجال جميعا بهم الأقوياء وبهم الضعفاء ، وبهم المناضلين وبهم الخاضعين ، وهكذا في كل صفات الأنسان الأخرى .
لا توجد صفة معنوية خاصة بالرجل دون المرأة أو تزيد عند الرجل على المرأة أو أن نسبتها في الرجال أكثر من النساء أو في النساء أكثر من الرجال ، هذا ما أعتقده انا وهذا يثبته لي الواقع .
طبعا ليس واقع المجتمعات العربية وأنما واقع المجتمعات التي لا تميز بين الجنسين والتي يتمتع بها الجنسين بنفس المقدار من الحرية والحقوق ، ففي هذه المجتمعات تكون النظرة المجتمعية لكلا الجنسين نظرة واحدة وهي بالطبع نظرة أيجابية، وليس نظرتين كما في مجتمعاتنا أحدهما أيجابية في حق الرجل وأخرى سلبية في حق المرأة .

هكذا بدون منطق وبدون دليل عقلي وعلمي المرأة ضعيفة والرجل شجاع ، المرأة غبية والرجل ذكي ، المرأة كيدها عظيم والرجل بريء (وعلى نياته) ، المرأة شريرة والرجل طيب ولا يعرف الا الخير ، المرأة دموعها دموع التماسيح والرجل دموعه صادقة وغالية ، المرأة عاطفية ولكن أذا أوقعتها عاطفتها في مشاكل تعاقب عليها أشد العقاب والرجل عقلاني ولكن أذا وقع في مشكلة‏عاطفية سيكون هو الضحية المسكين، المرأة ثعبان والرجل حمل وديع، المرأة ناقصة والرجل كامل ، المرأة عورة والرجل شرف يشرفها ويشرف نفسه، المرأة متعة من ضمن متع الرجل والرجل أنسان، المرأة شيطان والرجل ملاك طاهر .
بأختصار المرأة مجرمة والرجل هو القاضي العادل الوقور .

هكذا يعتقدون في المجتمعات العربية، لا فرق عندهم بين امرأة وامرأة ورجل ورجل، فكل امرأة هي بهذه الصفات وكل رجل هو بعكس هذه الصفات ولا مجال للنقاش في هذا الأعتقاد فهو لديهم حقيقة دينية وثقافة مجتمعية عملوا على تأسيسها وترسيخيها في شعوبهم نساء ورجالا فصدقها عقلهم الباطن وأوهمهم بها فأصبحوا يرونها حقيقة واقعية. والحقيقة هي أنها كذبة كبيرة لا تمتاز بها الا مجمتعاتهم ونسائهم ورجالهم فقط، وبعض المجتمعات المتخلفة .

فهل تستطيع امرأة في مجتمع من هذه المجتمعات أذا قدر لها أن تدخل حرب مع رجل أيا كان هذا الرجل سواءا زوجها أو زميلها أو أخيها أو حتى حبيبها ، هل تستطيع هذه المرأة أن تقاوم الى آخر نفس وأن تصمد وأن تحقق النصر في النهاية وهي المذنبة بالفطرة في نظر مجتمعها وهي الخاسرة لأنها الضعيفة في نظر نفسها ومجتمعها أيضا، وهي الشريرة التي كيدها عظيم ؟

بالتأكيد سوف لن تنتصر على خصمها مهما كانت قوية ومهما كان ضعيفا ، ليس لأنها لا تستطيع من تلقاء نفسها ولكن لأنها تعيش في مجتمع يسلبها جميع أسلحتها ومقومات أنتصارها ويسلمها للرجل، ويساند الرجل في حربه ضدها ويدعمه بكل أدوات الدعم القاضية عليها ، فحينها لاتستطيع الأستمرار والثبات في حربها لأنها ستكون ضعيفة ضعف خارجي وليس ضعف داخلي أي ليس من نفسها بل من تحالف المجتمع مع الرجل ضدها ومن النظرة الظالمة لها، فهي وأن كانت شجاعة بما يكفي فأنها لن تقوى على مقاومة رجل ضعيف يسانده ويقف بجانبه مجتمع أقوى منها، فمن المؤكد بأنها ستحكم عقلها الذي سينصحها بالتنازل والأستسلام من البداية لأنها ستكون الخاسرة في النهاية . فلماذا تجهد نفسها وقد حكم عليها بالهزيمة قبل أن تبدأ أول شرارة في حربها.

مثال: أذا تحدت امرأة رجل في مجتمعنا العربي الأسلامي الذكوري الذي يتصف بجميع ماتقدم ، من سيفوز بهذا التحدي؟
لو كان هذا التحدي في مجتمع أنساني متقدم كالمجتمعات الغربية فسيكون الجواب هو : سيفوز من له القدرة الأكبر على المقاومة والصبر والعناد.
ولكن في المجتمع العربي سيفوز الرجل حتما لأن المرأة في‏ هذا المجتمع ليست هي بذاتها وبشخصيتها الحقيقية وأنما هي امرأة تقوم بدور تمثيلي مفروض عليها ، فأن حاولت هذه المرأة أن تتجرد من ذالك الدور وتعود لذاتها وشخصيتها الحقيقية سيمنعها حينها ذكائها من هذا العبث الذي لا طائل منه ، فكيف لها أن تتحدى رجل بيده رقبتها !
وأن لم يردعها عقلها وفضلت أن تغامر وتخاطر بحياتها فلن تستطيع الأستمرار أيضا لأنه سيقطع عليها الطريق رغما عنها ، متخيلا نفسه ومصدقا بأنه القوي وهي الضعيفة وأن قوته آتية من ذاته وروحه وليس من مجتمعه ودينه وما يغدغونه عليه من قوة ونصرة وعزة ودلال ، وأن ضعفها هو فطرتها التي خلقت معها والتي تجعلها دائما هي الخاسرة معه .

لو أن هذا الرجل دخل في حرب أو تحدي مع امرأة غربية أو تعيش في دولة غربية هل ياترى سيظل يعتقد نفس الأعتقاد ! أم أنه سيغير نظرته نحو المرأة ويقول بينه وبين نفسه : الله يخلي ديننا وثقافتنا ومجتمعنا الذين كسروا أنوف نساءنا وجعلوا ضعيفنا ينتصر على أقوى امرأة بيننا .. !



#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصناف المنقبات ..
- لن أكرهك ..
- أستاذي العزيز د.طارق حجي : أرجوك لا تفهمنا غلط ..
- النقاب من عادة الى عبادة !!
- إجابات على اسئلة القراء الكرام ..
- يا منقبات فرنسا : رجال فرنسا ليسوا عرب الصحراء ..
- أسباب تمادي رجال الدين في الأستخفاف بعقول الناس ..!!
- لتعدد الزوجات حسنات يا لخسارة الغربيين والغربيات ..!
- وأنقلب السحر على الساحر.. !!
- انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة
- الذكر دلوع الله ..
- أواخر الشتا .. قصة قصيرة
- أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)
- أنا وأعدائي الوهابيين .. !
- الأصرار على الحب .. قصة قصيرة
- الفرق بين السيد حمادي بلخشين وسي السيد محمود الشمري / تحليل ...
- مفهوم القوة في العالم العربي .
- يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟
- السنة والشيعة ...
- أبو عنتر ... نموذج للرجل العربي ؟


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - حرب بين امرأة ورجل ، من يكون فيها المنتصر؟