أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!















المزيد.....

اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نفط في الصومال , و لا (اسرائيل) على حدودها , ولم ترصد منظمة الطاقة الذرية الدولية بقايا يورانيوم في بقعة ما من الأرض الصومالية يدلل على نشاط نووي مشبوه أو غير مشبوه في هذا البلد , فلم ننتظر أن يتحرك (المجتمع الدولي) الاسم الحركي لأمريكا حين تقرر التدخل في مكان ما من هذه الأرض حماية لما تراه مصالح لها؟! ولماذا ننتظر أن تتحرك الأمم المتحدة لفعل شيء ما من أجل الصومال وشعبه طالما لم يسجل مرصدها تحركا أمريكيا هناك ؟! اذ علمتنا تجارب مماثلة أن ذاك التحرك هو الذي يحرك المنظمة الدولية وأمينها العام .. قبل سنوات خمس أو ست جيشت أمريكا العالم ضد العراق فغزته واحتلته تحت سمع وبصر منظمة الأمم المتحدة التي لم تتأخر بعد في الاعتراف رسميا باحتلال أمريكا للعراق , وبين عشية وضحاها تحول العراق الدولة العضو في الأمم المتحدة من بلد مستقل الى بلد محتل , ولئن كان العنوان العريض الذي بررت به الادارة الأمريكية حربها تلك هو امتلاك العراق (المحتمل !) لأسلحة الدمار الشامل , فان عنوانين رئيسين في الحقيقة هما الذان دفعا الولايات المتحدة لخوض هكذا حرب , وقد نختصر هذين العنوانين في كلمتين فقط :( النفط و اسرائيل ) , وفيهما تتلخص المصلحة الأمريكية أو قل الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة .. وفي سياق التهيئة لتلك الحرب اكتشفت أمريكا (ديكتاتورية) صدام حسين وانتهاك حقوق الانسان في العراق , وكشفت عن تعاطفها ! مع الشعب العراقي وعن حبّ لهذا الشعب بلغ حد الاستعداد لشن حرب من أجل أن يعيش هذا الشعب الحرية! وينعم بالديمقراطية! ورأينا بل وعشنا ما حدث .. وفي السودان وتحديدا في دارفور يحدث الآن شيئا من هذا , فقد اكتشفت أمريكا ولو متأخرا أن حقوق الانسان هناك في خطر , وجرّت وراءها منظمة الأمم المتحدة الى هذا الاكتشاف ليبدأ ذلك السناريو الذي تنفذه وتكرره الادارة الأمريكية لخدمة مصالحها , وهو السيناريو الذي يعتمد في حبكته على مشاهد لأشكال متعددة من امكانيات التدخل يتم في العادة تغليفها بلافتة (المجتمع الدولي) وهو الدور الموكل في هذا السيناريو للمنظمة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن , ولم يعد خافيا في كل ذلك القول : ( فتش عن النفط ) .. لكن لا نفط كما قلت يمكن أن تفتش عنه في الصومال , ولا معلومات عن نوايا صومالية لانتاج أسلحة دمار قد تهدد (اسرائيل) ولا دلائل على وجود بقايا يورانيوم يمكن أن تفتش عنه وكالة الطاقة الذرية !! اذن لا وجود لحقوق انسان تنتهك في هذا البلد من شأنها أن تجلب الاستعطاف الأمريكي ومن ثم الدولي , تلك هي القاعدة : ما لا يثير انتباه أمريكا لن يثير (المجتمع الدولي) ! وان كان هذا الذي لا يثير ذلك الاهتمام بلدا يدمر وشعبا يقتّل ويهجّر على أيدي أبنائه أو على أيدي آخرين سيان , شعب يلجأ من الموت الى الموت منذ ثمانية عشر عاما .. يقول تقرير صدر مؤخرا عن مكتب مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين "ان نحو 80 الف صومالي قتلوا في العامين الاخيرين فقط فيما نزح مليون صومالي داخل البلاد ويحتاج ثلاثة ملايين آخرين – حوالي نصف عدد سكان الصومال- الى مساعدات غذائية عاجلة بينما عبر مئات الآلاف الحدود الصومالية الى جيبوتي واثيوبيا وكينيا " .. أرقام رغم مأساوية مدلولاتها لا يمكن أن تقرب لنا بشكل مؤثر صورة المأساة الكبرى بتفاصيلها الانسانية , تفاصيل الحياة أو المعانات اليومية للمواطن الصومالي , للعائلة الصومالية, للطفل الصومالي وحرب التحايل اليومي على الموت من أجل حياة مثل التي يعيشها باقي البشر العاديين .. ومع هذا فان الصورة برمتها لا زالت غير جديرة بأن تلفت انتباه (المجتمع الدولي) ومنظمته الدولية طالما ظلت خارج زاوية رؤية العين الأمريكية الممتدة من كوريا الى السودان مرورا بايران !! بل أن هذه المنظمة وكأنها ترى الصورة بغير ما نرى نحن في توصيف المآسي الانسانية وركائز حقوق البشر , فهذا السيد كويشيرو ماتسورا مدير عام اليونسكو يدافع في أحد تصريحاته عن "حق الآخرين في الحصول على المعلومات" في الصومال مدينا اغتيال أحد الصحفيين هناك,وهذا جميل ومطلوب لكن ماذا عن حق الصوماليين جميعا في الحصول على الحياة ؟! بالاجابة عن هذا السؤال ستكون الرؤية أكثر موضوعية وانصافا .. ما يحدث في الصومال هو مأساة بأبسط صيغ التعبير , ومن حق شعب هذا البلد العضو في منظمة الأمم المتحدة على المجتمع الدولي أن يهتم بمأساته وأن يسعى الى القيام بمبادرات جادة لوضع حد لهذه المأساة , لا أعتقد أن الشعب الصومالي يريد هذه المبادرات تحريكا لجيوش تغزو أرضه وتستبيح بلاده تحت أي مبرر فليس في هذه البلاد متسعا لحروب أخرى ,ولا لأبنائها طاقة اضافية للاحتمال , كل ما يطلبه مبادرات سياسية انسانية جادة تجعل لحالة الصومال أولوية في أجندة الكبار.. ومن حق المواطن الصومالي أن يتساءل بأسى كيف يثير الخلاف على نتائج انتخابات في ايران اهتمام هؤلاء الكبار ويدعوهم الى الاعراب عن قلقهم وانشغالهم بما يحدث في طهران جراء تلك الانتخابات , و لا يثيرهم أو يقلقهم حصاد الاقتتال والدم الذي تشهده مقديشو في الوقت ذاته ؟! .
كدت أنسى أن الصومال أيضا عضو في جامعة الدول العربية . وأن من حقه على العرب التنادي من أجل مساعدته لوقف هذه الحرب التي يقتتل فيها الأشقاء وتدمر فيها مقومات الدولة منذ قرابة العقدين , الصومال جار وشقيق للعرب ويفترض وفق هذا المعيار أن يكون ضمن أجندة أولوياتهم , لكن المشكلة التي ربما يدركها الصوماليون أيضا أننا لم نعد نعرف ماهي أولويات العرب , أو ما هي المعطيات التي يبني عليها العرب - نظامهم الرسمي- هذه الأولويات , كيف يصبح مثلا القلق من ايران أولوية ؟! كيف يمكن أيضا بصياغة أخرى للسؤال أن تلتقي أولويات العرب وتتوافق في أجندة هذا النظام مع أولويات من يفترض أن يكون عدّوهم ؟! كيف يصبح الاطمئنان على مصير وصحة جندي اسرائيلي خطفته المقاومة في غزة أولوية مطروحة على أعلى مستوى واضعي تلك الأجندة ؟!
حتى يفهم الصوماليون ذلك ليس لهم سوى الدعاء الى الله أن يحرك ما تبقى من دم افريقي في عروق الرئيس الأمريكي أوباما لينتبه الى محنتهم فيحرك ادارته لتحرك المجتمع الدولي فتتحرك الأنظار والمبادرات نحو بلادهم , أو أن يرزق الله أرض الصومال بنفط , انه على كل شيء قدير . .



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -القتل رميا بالشائعات-
- سؤال الصحفى ورد الرئيس
- قصة قصيرة : اش ..
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف
- ايران الثورة .. كنت هناك : ( 2 ) ذلك الثوري صاحب قاموس الممك ...
- ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني
- مليارات القلق
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!
- أنظر حولك وتفاءل !
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير زعبيه - اللهمّ أرزق الصومال بنفط من عندك !!