أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - لماذا تخلف العرب عن الصناعة















المزيد.....

لماذا تخلف العرب عن الصناعة


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 12:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يستغرب القارئ للتاريخ الحضارة الإسلامية بمنجزاتها العلمية والصناعية وأهمها تطوير الإسطرلاب وصناعة الساعة في الوقت الذي كانت شعوب الغرب في صراع وحروب فيما بينها ومتخلفة عن الركب الصناعي، الآن الصورة معاكسة وهي تخلف الدول العربية عن الصناعة في العصر الحديث.

لو ندقق في أصول العلماء المسلمين الذين أضافوا الكثير الى العلم والمعرفة وخاصة في الفلك ام العلوم وأهمها، نجدهم من أصول غيرعربية مثل الخوارزمي (اوزبكي) والدينوري (كوردي) والرازي (فارسي) والفارابي (كاخزستان) وابن الهيثم (عراقي) والبيروني (اوزبكي) وابن سينا (اوزبكي من اب افغاني) والطوسي (فارسي).

ان السبب تخلف العرب عن الصناعة هو ان العرب القدماء وخاصة العرب المستعربة (أحفاد عدنان) كانوا يحتقرون أصحاب الحرف اليدوية فكانوا يعيبون على اهل اليمن (أحفاد قحطان) لدباغتهم الجلود التي كانت تستخدم لصناعة النعال. فكان العرب يعتمدون على الفرس والرومان في الصناعة والبناء، لا يطيب المقام للبدو (الاعراب) السكن خارج خيامهم وما زالوا الى يومنا هذا يحتفظون العرب الحضر (المدن) بمخيماتهم في الصحارى في الجزيرة والخليج يعودون إليها في اشهر الخريف والشتاء.

بينما عرب قحطان أبناء اليمن بنوا سد المأرب التاريخي والصهاريج لتصريف مياه الأمطار والأعاصير في عدن وقد أهملت صيانة القنوات التصريف للمياه الصهاريج التاريخية فأدت الي ان تفيض مدينة عدن قبل سنوات بمياه الأمطار وكذلك بنائهم لعمارات سكنية متعددة الطوابق في صنعاء والحضرموت فكانت تعتبر ناطحات سحاب زمانها، وما المدرجات الزراعية على السفوح الجبال القائمة ليومنا هذا الا دليل آخر على تقدم عرب اليمن (قحطان) صناعيا وحضاريا وما زال الكثير لم يستكشف من الآثار التاريخية في اليمن فقد شاهدت قطعة أثرية في حوزة يمني على شكل ختم صغير او خاتم، فعندما نظرت أليها من خلال عدسة مكبرة وجدت نقشا لفارس يمتطي فرسه وبيده الرمح واضح المعالم ومتناسق الأبعاد يدعوا الى الإعجاب والاستغراب من تقنية النونو (تقنية المواد المتناهية في الصغر اي جزء من المليون من المليمتر) التي استخدمت في نقشها في ذاك العصر القديم في اليمن وبتلك الدقة، لقد تقدمت اليمن حضاريا قبل الإسلام بسبب نظام إدارة الحكم الاستشاري كما جاء في القران الكريم على لسان الملكة بلقيس ملكة سبأ (اليمن والقرن الأفريقي) " قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون".‏

أضافه الى النظرة الدونية للعرب المستعربة الى الحرفيين جاء الاستعمار العثماني لتوقف حركة التطور والعلوم والثقافة العربية والإسلامية لقرون عديدة. عند بدأ النهضة الصناعية في اوربا كانت المنطقة العربية والإسلامية في سبات عثماني مظلم في الصناعة والثقافة، فعندما دكت مدافع نابليون أسوار مصر أيقظت المصريين من حالة السبات ليتعرفوا على الحضارة الغربية وتبدأ النهضة في مصر من جديد.

وأتذكر الرواية التالية " فرحان خالق بعير" كان يرددها العراقيون عن موقف بدوي عراقي شاهد طائرة لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، فهي دلالة علي التخلف الصناعي والحضاري في منطقتنا في وقتها.

بعد الاستعمار العثماني جاء استعمار أسوء من الاستعمار العثماني استغل الثروات البترولية وبذر بذور الخلاف في المنطقة كي تبقى المنطقة في نزاع مستمر فيما بينها وتبقى معتمدة ومحتاجة إليه وهو الاستعمار البريطاني والفرنسي.

كان الاستعمار البريطاني اكثر خبثا ودهاء فخطط وفقا لاستراتيجية استعمارية بحتة فقسم الولايات العثمانية الى دويلات بحدود مصطنعة دون حساب للأخلاقيات الإنسانية فقسم الشعب الكوردي على اربع دول ومنح الأقلية الحكم على الأكثرية في العراق وفعلت فرنسا نفس الشيء في لبنان وترك قضية فلسطين بدون حل وكان بإمكانه فرض حل عقلاني وأخلاقي على الدول الدائرة في فلكه ولكنه ترك القضية دون حل مثلها مثل كشمير وبلوشستان والأهواز.

انتهى نصف قرن بعد التحرر من العثمانيين في نضال وصراع لتتحرر المنطقة من الاستعمار البريطاني والفرنسي وبعد التحرر الثاني بدأ الصراع على الحكم بين القوميات والطوائف والمذاهب والمغامرين وبين البداوة والحضارة. ولسوء الحظ المنطقة وجود ثروة بترولية كبيرة أمد من حكم الأقلية المسيطرة والمعينة من قبل الاستعمار البريطاني على مقاليد الأمور فكان جل اهتمامات الأقليات الحاكمة البقاء في الحكم دون الاهتمام بالتطور الصناعي مغاير لما هو الحال في دول شرق آسيا التي ارتبطت بشكل او آخر بالاستعمار الحديث الأمريكي او التي تبنت الفكر الاشتراكي وتمثل الآن قوة صناعية تنافس الدول الصناعية الغربية.

فهل تعي شعوب المنطقة حجم تخلفها و أسبابها، ان الحصول على قنبلة نووية او بناء العمارات الشاهقة بهندسة غربية وعمال وافدين ليس تقدما حضاريا وليس الاعتقاد بأحقية رؤيا تاريخية او فكرية معينة تعطي الأفضلية لمتبنيها على غيره، وإنما التقدم الحضاري هو ان يتمتع الفرد بحقوقه الإنسانية غير منقوصة ولن يكون اقل من حقوق الحكام والوزراء ورؤساء الأحزاب والعشائر وله حق التعبير والنقد ويأمن سيره وتجواله في اية بقعة في بلاده دون قيد او خوف وتختفي المناطق الخضراء والصفراء والشرعية النضالية التي يتمسكون بها حقا او باطلا لفرض امتيازاتهم الخيالية على العامة.

ان كينونة الإنسان وقدراته واحدة (قد تختلف بدرجات في اي مجتمع بذاته) ان كان في مجاهل غابات أفريقيا او في غابات الأمزون او في الصين او في الشرق الأوسط او في اوربا او في امريكا ولكن الظروف المحيطة بالإنسان هي التي تحدد مسارات الشعوب وتطورها، ان تبوأ باراك اوباما لأكبر منصب قيادي في العالم وهو من عرق أفريقي ونبوغ الهنود في برمجة الحسابات الإلكترونية ونيل علماء وأدباء مصر لجوائز نوبل في العلوم والآداب والتقدم التقني للشعوب الصفراء تدحض التفوق العنصري لقوم على آخر.

يمكن للعراق ان يتحول الى دولة صناعية رائدة في المنطقة ويطور مشاريع صناعية عملاقة وبسرعة قياسية مستفيدة من:
1. كوادره المؤهلة والمدربة.
2. توفر طاقة رخيصة وخاصة الغاز الطبيعي.
3. غني بالمواد الأولية الأساسية وخاصة للصناعات البتروكيماوية.
اذا توفرت العوامل التالية:
1. قانون استثمار فدرالي واضح بدون قيود او فرض مواقع استثمارية معينة على غيرها.
2. قضاء تجاري مستقل قوانينه مستمدة من الغرفة التجارية العالمية في باريس.
3. ضمانة البنك الدولي الى ان يتجاوز الاقتصاد العراقي الخطوط الحمراء والصفراء في المعايير المخاطر الاستثمار.




#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل مشكلة الكهرباء في العراق
- اياد علاوي يلعب بالنار
- حماس لها اردوغان يحميها وللقوميات في تركيا لها رب يحميهم من ...
- اين الحق واين الحقيقة في العراق
- جريمة القرصنة البحرية والخطاب المسرحي لإسماعيل هنية
- الأراضي المستقطعة من المحافظات العراقية
- أُنادي بإعادة الانتخابات العراقية
- كذب السياسيون ولو صدقوا
- ماذا لو تولى النجيفي او الهاشمي رئاسة المجلس النواب
- الحقوق والأحلام والممكن في العراق
- المالكي والقرار التاريخي المطلوب
- زلة لسان مام جلال بألف
- شبكة الانترنيت والأمن والاستقرار في العراق
- معارك الفيلة العراقية
- كركوك والأجزاء المستقطعة من المحافظات العراقية
- لا فائز في الانتخابات وانما الشعب العراقي
- سجن ثلاث محافظين والرابع في الطريق
- لا يا طارق العراق ليس عربيا
- كاميرات دبي واغتيال المبحوح
- الناخب العراقي والانتخابات القادمة


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - لماذا تخلف العرب عن الصناعة