أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - قصة قصيرة المعلم الأول















المزيد.....

قصة قصيرة المعلم الأول


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 02:10
المحور: الادب والفن
    



المعلم الأول



غازي صابر

منذ الصباح الباكر والرياح العاصفة غاضبة ولم تهدأ بعد، ورغم رعونتها وغيضها الطافح فهي لم تترك ذرة رمل في الصحراء المحيطة إلا وقلبتها، وبكل ما تملك من حقد راحت تقذف بها وجه مدينتنا المستسلمة. لا قدرة لأحد على التصدي لغضبها العنيد. حتى أن الناس هنا حفظوا مواعيد قدومها فهي تأتينا قبل حلول الصيف أو في نهايته، ودائماً تأتي وهي تحمل على أجنحتها غيوم حمراء أو صفراء من الأتربة ، وحين تهاجمنا تزمجر في بنية مدينتنا فيصاب الناس بالفزع.
وأنا صبي كنت أسمع أهل مدينتنا يقولون حين تهاجمنا: لقد غضب الرب على أهل الأرض لكثرة الفساد فيها، وبعضهم يقول هناك سيداً صادقاً قد مات وهي غاضبة لفقدانه ، وقد تقلع عاصفة اليوم في رعونتها الأشجار أو تقلب السفن العائمة في البحار وقد تقلب الأرض عاليها واطيها.لا أحد يعرف متى يتوقف غضبها المدمر ـ ـ ـ !
كانت تعوي مثل ذئاب جائعة وهي تنفخ فحيحها في وجه المدينة. ومع إني كنت إعاني الوصول الى البيت عائداً من العمل، إلا أني أول من أستجاب للصراخ، لم يفصل بين عائلتينا إلا الجدار، ولهذا كنت أول من يحضنه ويحمله الى السيارة ،زوجته هي من فتح لي بابها وصراخها هو الذي جعلني القي ما بيدي وأترك بيتي وأسرع لنجدتها رغم عويل العاصفة ورغم الغبار الذي يلف كل شئ.
توجهنا به الى المستشفى. إبنه هو الذي يجلس خلف المقود والى جانبه إمه، بينما جلست أنا بالمقعد الخلفي وقد جعلت من ساقي وسادة لرأسه المتعب. كانت حرارة جسده مرتفعة، وهويئن من الألم. وأنا أنقّل قطعة القماش المبللة على جسده من مكان لأخر، أحسستُ بعمق الألم الذي يعانيه. كلنا نعرف إنه مريض بالخبيث وإن أشهره أو أسابيعه باتت معدودة.
حين حملته لداخل السيارة لم أشعر إني أحمل العم طاهر، ذلك الرجل الشامخ بقامته وساعده المفتول ونظراته الحاده كما كان قبل عقدين من الزمن، يوم كنت وأنا الى جانبه نشكل رقم عشره، هذا ما كان يقوله لي وهو يحاول تعلم القراءة والحساب وأنا طالب في المدرسة الإبتدائية.
وأنا أحمله شعرت وكأني أحمل طفلاً. كان يقول لي وهو يومها أبن الثلاثين وأنا تجاوزت العاشرة بقليل، إن محاولته تعلم القراءة والكتابة قد فات أوانها، وإنه مثل الغريب الذي هده الجوع وهو يبحث تحت النخيل عن التمرات التي عافها الأخرون.
كان طاهر جارا ً لنا وأنا الذي أسميته العم طاهر، لأنه كان يشجعني على مواصلة الدراسة ويومها كنت قريبا ًمن نهاية الدراسة الإبتدائية، وكثيرا ً ما حاولت أن أتركها، فخالي كان يشجعني على ترك المدرسة والبحث عن عمل حتى لا اكلف جدي المزيد في رعايتي، وكان يمنعني من الدخول الى بيت العم طاهر :
ــ لا تدخل بيت الكافر هذا، فهو يعاقر الخمرة كل مساء.
أفاق من نوبة الألم وفتح عينيه، نظر الى وجهي، تلمس يدي وغرس عينيه في عيني، فأحسست بنظراته وكأنها تريد أن تقول لي كما كان يغرز نظراته في وجهي سنوات الإبتدائية وهو يعاتبني بغضب:
ــ لا تتوقف! لا تضعف! إدرس!
كنت صبياً، وفي كل مساء عندما يعود العم طاهر من عمله يعطيني ربع دينار أو أكثر لا أتذكر بالضبط كي أشتري له حليب إسباع كما كان يسميه. كان الحي الذي نسكن فيه يسمونه الخان وهو عباره عن مجموعة من البيوت التي تضم الكسبه والعمال الذين يعملون في معمل صناعة السكائر التركي واللوكس في منطقة الكسره المجاورة للخان، وكنت أشتري له حليب السباع هذا من محل في منطقة العيواضية مقابل موسيقى الجيش ودائماً يترك لي مايتبقى من عانات يعيدها لي صاحب محل بيع الخمور. إلا أني أبقى في بيت العم طاهر لحين فراغ القنينة و كانت زوجته تحضر له الزلاطه وقطع الخيار المغمسة باللبن بينما يتربع هو في جلسته على البساط الذي تفرشه له أيام الصيف في الطرمة، هكذا كانوا يسمون المساحة الممتدة أمام غرف المنزل والمسقفة من الأعلى والمفتوحة على بقية مساحة البيت. وكثيراً ما كان يمازح زوجته أو يتغزل بها وهو يحتسي خمرته. كان يحاول أن يشعل غيرتها وهو يحدثها عن جمال النساء اللواتي ينقلهن في باصه الخشبي من باب المعظم الى الكاظمية. ودائماً كانت هي تتهيأ له فكنت أراها ترتدي ثوب نظيف وجديد حين تجلس الى جانبه، وما أن ينتهي من أخر كمية يصبها في كأسه وقبل أن يضيف الماء للكأس أمد يدي وأسحب القنينة وأخفيها بين ملابسي وأذهب الى البيت، وفي اليوم الثاني أعيدها لصاحب المحل وأحصل على التأمينات. كنت أجمع عانات هذه التأمينات وأشتري بها ما أحتاجه من دفاتر وأقلام .
مرة وأنا أنتظره كعادتي حتى يضيف أخر كمية من حليبه في الكأس ويضع القنينة الفارغة جانباً فأخطفها وأعود للبيت سألني عن المدرسة وهو يضيف شئ من الماء في الكأس، فأجبته لا بأس، فأضاف:
ــ هذه اللابأس خائفة ونابعة عن ضعف ـ ـ !
ــ أنت تعرف إني لا أحب المدرسة .
ــ لماذا ؟
ــ المعلمون لا يحبونني .
ــ ربما لأنك غير شاطر في دروسك ـ ـ ـ !
ــ معلم الحساب إستاذ فاروق كثيراً ما يرفسني بقدمه .ومعلم الرياضة إستاذ أياد يكرهني لأني فقير وملابسي قديمه وكثيراً ما يضربني بعصاه ويقول لي أنت طالب قذر، وهو يفضل الطلاب الأغنياء.
ــ أنت فاقد للأراده.
ــ وما هي الأراده؟
ــ الأراده هي أن تتحدى نفسك وتنتصر على ضعفك، أن تتغلب على كل شئ من أجل أن تكون شاطراً في المدرسة وفي حياتك وأن تعرف ماذا تريد وحين تصبح شاطراً سيحترمك الجميع، بأمكانك أن تحقق هذه الشطاره، فقط إرفع رأسك دائماً الى الأعلى، وإطرد الخوف والتردد من نفسك.
ليلتها خطفت القنينة الفارغة بخجل ولم أنم مع إن كل العائلة إستغرقت في النوم، كنت ليلتها فريسة لما قاله لي العم طاهر وما يردده على مسامعي الخال كل يوم. الأول يد فعني لتحدي الصعوبات ويؤملني بحىلاوة النجاح والفوز وحصولي على وظيفة محترمة بعد طول عناء. والأخر يريدني أن أتعلم أي مهنة وأنخرط في العمل سريعاً كي أحصل على المال.
وفي أول عطلة صيفية إستطاع خالي إقناع أحد البنائين كي أعمل معه. عانيت كثيرا ًمن قسوة العمل ربما لصغر سني وكنت يومها في الثالثة عشرة، تشوهت يداي من حرارة النوره وأنا أمزجها بيدي مع الماء ومن خشونة الطابوق وحرارته، وتغير لون بشرتي من حرارة الشمس وقسوة العمل. لم تغريني الأجرة الكبيرة التي كنت أحصل عليها في نهاية اليوم. وكنت طوال أيام العمل وأنا أقارن بين إستادنا في العمل هكذا كانوا يسمونه وبين معلمنا في المدرسة ،كنت أتخيل المقارنة بينهما.
وقررت مع نفسي إختيار التحدي ومواصلة الدراسة وقررت العمل في العطل المدرسية لأجمع المال الذي يسد كل إحتياجاتي.
في بعض العطل الربيعية والصيفية عملتُ مع إخت العم طاهر فقد علمتني كيف أسحب العربة ذات العجلتين وهي محملة بالخس ونحن نجوب أزقة العيواضية والصرافية وكانت تمنحني أكثر مما أحصل عليه من إسترجاع قنينة العم طاهر لبائع الخمور. كنا ننادي ونحن نجوب هذه الأزقة:
ــ خس ، خس ، خس أبو الطوبه.
كان إسمها هيله، إمرأة في الىثلاثينات، سمراء لكن الشمس والحزن صبغتا وجهها الجميل بالسواد. فقدت زوجها في حرب الشمال وقد ترك لها طفلين. وحتى لا تطلب من أحد بدأت العمل، وهي التي علمتني كيف أحمل صينة من الحلاوة المكاوية على رأسي وأدور بها في أزقة المناطق المحيطة بمحلتنا، وكانت هي التي تصنعها.
أوصلناه الى المستشفى وأدخلوه لغرفة الطبيب ثم أخذوه بعدها لغرفة العناية المركزه. ونحن ننتظر مقابلة الطبيب الذي يعاينه في الداخل، كان كل واحد منا يحدث نفسه ويفرك يديه ويستذكر العم طاهر. وما كان يشغلني شكل هذا المرض الذي إنتصر على هذا الرجل وأذله بهذا الشكل، لم يخطر ببالي أن يهزم العم يوماً ما، فطوال عقدين من الزمن لم أسمعه يشكو لأحد أو من أحد، لم أسمعه يشكو الحظ أو الزمن أو يخاف المجهول كما هي عادة الكثيرين. وحتى في السنوات الأخيرة حين كنت التقيه ويلاحظ على وجهي علامات تذمر كان يقول:
ــ لا تبتأس، مثلما جئنا نعود ـ ـ ـ !
حين خرج الطبيب من غرفة العناية هرعنا اليه فواجه زوجته وإبنه وهو مسرع في حديثه :
ــ إدعوا له، الأعمار بيد الله. لكني تبعته وحاولت أن أسد طريقه وأسأله أن يسمح لي بزيارته وأن يخبرني بحالته، فسمح لنا. إنتظرت حتى تخرج زوجته وإبنه من الغرفة.
جلست على طرف سريره وحركت ُ يديه وتمنيت له مع نفسي الشفاء والرحمة من ألم المرض، وقبل مغادرتي له إنتبه قليلا ًوفتح عينيه نظر بأتجاهي فرأيت في عينيه نظرة الوداع، كنت الملم فراشه فمد يده نحوي وهي ترتعش فأعطيته يدي اليسرى لأني كنت أحمل باليمنى قدح الماء فرفضها وطلب اليمنى، صافحني وحاول الضغط عليها، تلمس أصابعي وتوقف عند الأصبعين اللذين أمسك بهما عادة القلم وهو يدور بيده حولهما، حاولت أن أتحدث معه لكنه لم يستطع.
وأنا أسيرُ في ممر المستشفى بعد وداعه شغلتني طريقة مسكه ليدي وللإصبعين فتذكرت: في إحدى ليالي الشتاء الباردة وأنا أنتظر إنتهائه من شرابه وكان يجلس يومها على بساطه في غرفة الضيوف وكانت زوجته تشتكي البرد و كان يحدثنا كيف كان يواجه البرد القاسي وهو ينقل السمك في شاحنته من ميسان الى بغداد، وكثيراً ما تغرز إطارات حافلته في الطين على الرغم من إنه كان يلف حولها الزناجيل الحديدية حتى يتفادى دورانها في الطين المشبع بمياه الأمطار، ورغم البرد والمطر وهو ينتظرعلى أمل مرور شاحنة إخرى لعلها تأتي وتسحبه من الحفرة الطينية المتمسكة بشاحنته، وعلى الرغم من خلو الطريق من البشر وكثرة الحيوانات المفترسة إلا أنه كان كثيراً ما يغني حتى يقتل البرد والإنتظار وأحياناً يستمر في غناءه طوال الطريق غير المعبد بين بغداد وميسان.
كان يحب السمك وكثيراً ما يتناول السمك المشوي بعد الإنتهاء من شرابه ( حليب السباع ). ليلتها لم يتركني أذهب وأنا أخطف القنينة الفارغه كعادتي، أرادني أن أتناول العشاء معه وقد سألني عن المدرسة فقلت له إن معلم العربي يطلب منا أن نشتري قلم حبر لغرض تعلم الخط، فسألني:
ــ وهل أشتريت القلم ؟
ــ أحتاج لثلاث قناني فارغة أخرى حتى يكتمل مبلغ القلم ـ ـ !
ضحك كثيراً وكاد يغص في طعامه، ثم نادى زوجته أن تعطيني ما يكفي لشراء القلم، وقد مسك يدي اليمنى يومها وإصّبعي الكتابة بالضبط وهو يوصيني:
ــ أريدهما أن يخطا حروف جميلة، ويرسما لوحات رائعة، وفيهما حاول أن ترسم روحك على الورق.
في الخارج كانت الرياح الترابية تعوي بحزن الجوع والعطش واللذان يزحفان على أرض مدينتنا البائسة، حتى بات من الصعب رؤية الأشياء، وبين لحظة وأخرى كانت تصفق وبقوة إحدى نوافذ المستشفى المطلة على الممر الداخلي، أو تركل أحد الأبواب بصوت مدوي، وكأنها تحاول الدخول الى المستشفى عنوة. تارة تعوي بحزن ولوعة، وإخرى تزمجر بكل قوتها وكأنها قادمة للإنتقام، قادمة لتقلع جذر نخلة عصي على السقوط أمام عسفها ورعونتها وترابها الكالح الذي يعمي العين ويملأ الأنف والفم برمل الصحراء المالح .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعميرو التخريب
- عيد العمال وذكريات الطفولة
- نجم والي وصحبه
- الزياره المشؤومة
- الحوار المتمدن إسم على مسمى
- الصراعات الإقليمية والعراق
- كركوك وقشة البعير
- خال الحكومه
- قصة قصيره الخشبه والمسمار
- كوارث الفكر القومي والطائفي
- قصة قصيرة المقابلة


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - قصة قصيرة المعلم الأول