أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - فهمي لهرم الحاجات الانسانية















المزيد.....

فهمي لهرم الحاجات الانسانية


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 19:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمثل فهم الحاجات الإنسانية من أهم الأشياء التي تشد انتباه من يهتم بدراسة سلوك الإنسان وتصرفاته والأشياء المؤثرة فيه والتي من خلال التحكم فيها يتم التحكم في الشخصية والتصرف وبالتالي في دراستها يتم التعرف علي البعض من أسباب التصرفات الخاصة بهم او بطريقة اكبر التصرفات الخاصة بمجتمع معين او مجموعة معينة .. ونت من اشهر النظريات الخاصة بالتأثير الفسيولوجي للحاجات الإنسانية علي الدوافع الشخصية للإنسان يعد هرم موسلو Moslow الذي يعكس ناتج دراساته الطويلة للسلوك الإنساني والحوافز الخاصة به والتي تنبع من الحاجات التي تم تحديدها في تلك النظرية وتقسيمها في هرم الحاجات الإنسانية والذي يعد جزء من النظرية التي تم تقديمها في عام 1954 في كتابة الشهير Motivation and Personality حيث اكتسبت شهرة واسعة في عملية تحديد الدوافع وبالتالي الشخصيات وتكوينها

لقد عمل موسلو لسنوات عديدة في دراسة الإنسان كما عمل علي تحديد وتقسيم الحاجات الإنسانية التي تحرك الدوافع الشخصية وبالتالي تحرك الأشخاص والجماعات وتؤثر في الإنسان والمجتمع من خلال دراسته لسنوات للإنسان والحيوان (القرود) والحاجات الأساسية الخاصة بهم والتي تشكل الحافز Motive لكل من الإنسان والحيوان,, تشكل الحوافز التي تؤثر علي التصرفات والشخصية واستطاع تقسيمهم لخمس مجموعات أو مراحل,,

ومثل موسلو تلك الحاجات بطريقة هرمية حيث تكون قاعدة الهرم الحاجات الأساسية من ماء وغذاء والجنس وغيرها من الحاجات التي مثل الحاجات الفسيولوجية physiological needs ثم يعلوها الحاجات المتعلقة بالأمان والأمن safety needs تعلوها الحالات الخاصة بالانتماء belonging needs ثم الحاجات الخاصة بالذات esteem ثم الحاجات العليا والتي أن وصل الإنسان لتحقيقها وصل لسمو تحقيق الذات وبالتالي لأعلي الدرجات وهي تحقيق الذاتactualization needs

والإنسان يلبي الحاجات الملحة أولا فهي تكون من الأهم للمهم... فمثلا في حالة الجوع والعطش يبحث الإنسان عن سد الحاجة للماء قبل الغذاء فالإنسان لا يعيش لأكثر من يومين بدون ماء بينما يعيش مدة اكبر بدون أكل وعليه البحث عن الماء يسبق البحث عن الغذاء في حالة الندرة الخاصة يهما,,, وعندما يتم تحقيق تلك الحاجات ينتقل الإنسان للحاجات الأعلى من البيت والعمل والمجتمع الإحساس بالأمان في مكان امن مجتمع امن بيت امن ,,, ثم يرقي في احتياجاته ومطالبة للحاجة للانتماء أن يكون جزء من عائلة وأبناء الأصدقاء الحميميه في العلاقات مع الآخرين وبعد تحقيق هذه الحاجات تبرز الحاجات الخاصة بتحقيق الذات Esteem او ما يطلق عليه هنا self-respect and self-esteem وهي تنقسم إلي مرحلتين المرحلة الأولي وهي الحاجات الأولية من الحصول علي الاحترام والتقدير من الآخرين الاعتراف به وبكيانه بأعماله الاعتراف به كانسان بانه قادر علي فعل شيء والتفاعل وبالتالي من لا يحصل علي تلك الحاجات يحس بالدونية وعدم الثقة في النفس والآخرين وبالتالي بالعقد النفسية وان تم تلبية تلك الحاجات يصل لمرحلة الاهتمام بالسمعة والكرامة وحتى السيطرة هي اعلي قمة هرم الحاجات الإنسانية التي تحرك الإنسان فيصل لمرحلة احترام النفس وبالتالي تحقيق الذات وقبول الذات بحصوله علي كل الحاجات الأساسية التي تشكل نفسية سليمة قويمة وتبعده عن تعقيدات عدم احترام الذات وبالتالي الشعور بالدونية...

ويجب التفرقة هنا بين الدرجتين المتعلقتين بالاحترام ... الدرجة الأولي منه هو الاعتراف والاحترام من الآخرين الاحترام الاعتراف التقدير من الآخرين تجاهه.... أما المرحلة الأعلى فهي الاحترام من النفس وهنا تأتي الثقة بالنفس,, احترام النفس وتقديرها والنظر باحترام لها.. وهي درجة عالية جدا وبالتالي هي تصالح كبير مع النفس يصل بها لطلب الاحترام من النفس فما عاد بحاجة للسعي لاكتساب الثقة من خلال احترام الآخرين له بل يرقي بالنفس لدرجة ان تصل لاحترام وتقدير النفس ... وقد يفهم بعض قصار النظر او الفكر او العلم هنا أنفسهم في تلك المرحلة السامية وهنا يكون الغرور وليس الثقة بالنفس فمن يصل لتلك المرحلة لا يفرض نفسه ولا يعرضها فيفقدها احترامها لنفسها ومن يصل لتلك المرحلة لا تكون به ندوب مشاكل نقص تحقيق الدرجات الأقل من هرم الحاجات النفسية والتي كما قلنا تشكل أمراضه النفسية التي تكون دونه وتلك المرحلة العالية من القبول فمن يصل لتلك المرحلة كما سنفهم لاحقا يكون علي اعلي مرحلة من قبول الآخرين والترفع عن النظر لصغائر الآخرين لأنه ينشغل بصغائر نفسه ليصل لها للقبول الذاتي بعد قبول الآخرين... فمن ينشغل بصغائر الآخرين لا يخدع نفسه بحلم بلوغ درجات التصالح مع النفس التي تنقله لمراحل التصالح مع الكون بما فيه من نفس وآخرين

ومن خلال متابعة ما وصل اليه موسلو Moslow نستطيع ان نخلص الي انه يؤيد ادلر Adler في ما وصل إليه حين افترض أن هذه الحاجات هي ما تمثل جذور اغلب مشاكل الإنسان النفسية والسيكولوجية وبالتالي هي ما تسبب كل تلك الأمراض والعقد النفسية

ويري موسلو Moslow أن في البلدان المتقدمة تعتبر الحاجات النفسية الفسيولوجية وحتى الحاجات الخاصة بالأمان مستكفاه وفي بعض الحالات أو تكاد تكون اغلبها الحاجات الخاصة بالانتماء تكاد تكون هي أيضا حتى ولو بصوره بسيطة مستوفاة ويري موسلو أن الحاجات الخاصة بالاحترام هي فقط ما يكون من الصعوبة بمكان الحصول عليها واستيفائها حتى في هذه البلاد المتقدمة.. وهذا مما يدعوا للدهشة حق وان كان يفسره التكالب الشديد علي السلطة والقوة في تلك البلاد وبالتالي يكون الصراع عالي جدا والحصول فيه علي الاحترام والثقة صعب وهذا تفسيري الخاص في ظل رؤية موسلو ... ويعتبر موسلو Moslow أن الأربع حاجات الأولي تكاد تكون الآن في مجملها حاجات أساسية ضرورية من اجل سلامة النفس وان من لا يحصل عليها يكون الاحتياجات الخاصة به سالبة بطريقة ما Deficit Needs أو ما يطلق عليه D. Needs وتشكل هذه الحاجات الدافع الخاص بالإنسان للتحرك ويري موسلو Moslow ان الخلل الذي يصيب الإنسان عندما يتم تهديد احد هذه الحاجات وفي حالة عدم الحصول علي تلك الحاجات لا يظهر علي كخلل عضوي ولكنه يؤثر علي الحالة النفسية للإنسان ويصيبه بالتوتر وبالتالي له تأثير سلبي علي سيكولوجية الإنسان ويري موسلو Moslow أن الإنسان يقوم منذ الولادة بتلبية تلك الحاجات ويتطور الإنسان بتطور هذه الحاجات فيبدءا الرضيع بتلبية الحاجة للطعام والتنفس ثم ينطلق لتلبية الحاجة للإحساس بالأمان فالانتماء ثم جذب الانتباه وبالتالي تحقيق الذات والتصفيق للصواب وغيره

كما يري أن الإنسان تتغير تصرفاته وطبائعه بحسب تغير قدرته الفردية في تلبية هذه الاحتياجات بطريقة طبيعية فتحت وطأت الظروف القهرية تتراجع الحاجات الإنسانية بنفس تراجع بنائها من الطبقة الاعلي للأقل.. فمثلا عند انهيار حياة الإنسان العلمية نجده يرجع بالحاجات الخاصة به لتلبية الحاجات الخاصة بالشعور بالأهمية ولو خسر إنسان عائلته ستجده يتراجع للحاجات الخاصة بالانتماء والبحث عن الحب أن أصيب إنسان بالإفلاس المفاجئ ستجده يتراجع لتلبية حاجات الشعور بالأمان والبحث عن المال كمصدر من مصادر الأمن والأمان. كما أن الحاجات في بعض الأحيان تكون جماعية اجتماعية... فعند الحاجة الحروب الأزمات تجد المجتمع بأسره يبحث عن القدوة عن القيادة عن القائد ... في الحروب ومع انهمار القنابل أو في الزلازل والكوارث الطبيعية تجد مجتمع يبحث عن الأمان المخبأ.. لو اختفي الخبز ستجد المجتمع ينحدر بالحاجات الإنسانية لسد الحاجة الأولية والدنيا في الحاجة للغذاء ولا ننسي كم تصارع المصريين عند أكشاك بيع الخبز وكيف نزلت حاجات الإنسان لإشباع الحاجة الأساسية في توفير الغذاء وتقاتل وقتل من يبحث عن الخبز... وغدا سيتقاتل العالم علي الماء حين يندر الماء بالتالي يعود البشر للحاجات الأولي وهي تمثل قمة الإحساس بعدم الأمان وتمثل أقصي درجات الضغط النفسي

وعلي هذا تتشكل حاجات الإنسان وأفكاره أو مخاوفه الداخلية والتي تحركه من خلال الرحلة التي يمر بها ومن خلال الحاجات التي لا تلبي بطريقة سليمة أثناء بناء الهرم النفسي للإنسان في مراحل حياته وبالتالي البناء النفسي لمجتمع ككل فتؤثر علي سلوكه وطباعة وأمراضه النفسية وتشكل وجدانه كله وبالتالي يتحرك الإنسان أو المجتمع من خلال مخاوفه الخاصة بالحاجات التي يتم تلبيتها بطريقة غير سليمة. إما الحاجات العليا وهي اعلي الهرم الخاص بمسلو وهي ما تمثل B-Needs أو الحاجات الخاصة بالكينونة فهي قمة الحاجات الإنسانية وقمة الرقي الإنساني

والحقيقة إني من خلال فهمي للموضوع أري إننا كشعوب ما نقدر علي الخروج من حيز ال D-Needs إلي حيز B-Needs وبالتالي وللأسف السبب هو تحالف قوي السياسة الداخلية والخارجية وللأسف حاليا حتى مثقفينا ما قدروا الخروج والوصول لحيز B-Needs وبالتالي هم منغلقين معلقين بكل ما علق بمراحل عدم تحقيق الحاجات الأساسية التي تشكل تشوهات في النفس وبالتالي في المجتمع ككل وما قدروا علي الخروج وما فهموا وعلموا بوجود هذه المرحلة العليا فقد علقوا في المراحل الأقل

وقد قام موسلو Moslow بعمل رائع حين استخدم النظرية الخاصة به وببحث حياة بعض ممن وصولوا لمرحلة B-Needs وما يقصد به هنا مرحلة تحقيق الذات العليا مثل ابر هام لنكون وتومس جفرسون والمهاتما غاندي وألبرت اينشتين والينور روزفلت وويليام جيمس وبندكت سبينوز وآخرين قام بدراسة قصة حياتهم وتحليلهم للوصول لكيفية وصول تحقيق الذات العليا .. ومن خلال دراستهم حدد قائمة تحدد سمات هؤلاء والتي تجمع بينهم جميعا وبالتالي تؤثر وتشير علي أسباب تفوقهم وتحقيقهم لذاتهم

والحق أعجبني كثيرا الأسلوب العلمي الذي يتعامل معه أمثال موسلو وهم العلماء وأصحاب الفكر ومستخدمي العقل وليس من يشير لاستخدام العقل دون القيام باستخدامه وصولا للفكر والتحليل ... أعجبني كيف يصل للحقائق بالأسلوب العلمي كيف يفسر المعطيات وكيف يتم الدراسة والاستخلاص مما يتم عرضه وليس مثل من يقول بعرض يومي لمقولات وأفعال وإشكال الآخرين ولا نري له فكر أو تحليل أو نظرية أو مرجع لما يتم عرضه فهناك فارق بين من يلم من اليمين والشمال ويعرض من هنا ويقول من هناك بينما لا فائدة ولا عائد مما يقوله فان كان بدون منهجية في التحليل فهو مؤكد بدون سببية للعرض وبدون هدف ونتيجة لهذا العرض .. و انا أري ا ناي واع او باحث الوصول لهذه الحقيقة كما يستطيع من يبحث حقا عن التغيير وإيجاد الوسائل والسبل حقا للوصول للحقائق متحريا العلم والطرق السليمة في التحليل متجنبا ضرب الودع واستخدام ضربات الحظ, والأخطر استغلال جهل الآخرين واستسهالهم الحصول علي المعلومة فيلفق ما يلفق وما يكون علي الهوى,,,, ثم يجروا ويتجرءا علي التمسح بأهداب العلم والعلماء... ,والعجيب ان هؤلاء يكونوا الأعلى صوتا في المناداة بالعلم وفي التعرض للآخرين علي أساس إنهم فاقدي النظرة العلمية بينما كلامهم الإجمالي المنتقص من نظرة علمية وأساليب تحليلية سليمة ما هو الا انعكاس لفقر القدرات العقلية والعلمية ولهجات وأساليب بل ونوعية وتكرارية الموضوعات التي لا تؤدي فقط للملل والسأم من انغلاقياتها ودورانها في فلك واحد ممل مهما نوقش وبحث بل تثبت بما لا يدعوا للشك النقص الحاجات في كل الحاجات الأساسية التي تكلمنا عنها وبعد أصحابها التام عن الأمان النفسي والتقدير النفسي للذات وبحثهم المستمر عليه من الآخرين وافتقارهم للثقة في الحصول عليه هو ما يدفعهم لتكرار نفسهم بطريقة مرضية

وانأ اتفق مع موسلو ان القدرة علي استخدام العقل وتنزيهه من النوازع الشخصية وبالتالي القدرة علي الالتزام بالأخلاق في الحكم علي الأشياء هي سبب وراء الوصول لتقدير الذات فهو يري ان هؤلاء الناس الذين عكف علي دراستهم والذين حققوا درجة تحقيق الذات العليا وبالتالي وصولا لمرحلة احترام وتقدير الذات والنفس يري إنهم وصلوا لهذه المرحلة لأنهم جميعا يتمتعوا بصفة تم رصدها وهي إنهم يتأثروا بشكل كامل بالحقيقة .. وبالقدرة علي التفرقة بين الوهم والحقيقة بين الخداع وبين الحق بين القيمة الحق ولا يخدعهم البريق الخادع للأشياء الغير صادقة وسليمة... حسهم قوي ناحية الحق والحقيقة وما هو قويم وسليم الغير متكلف يبعدوا عن الرياء والزيف ويعرفوا الفارق بين الرياء والصدق والزيف والحقيقة ... ولذلك تميز هؤلاء الناجحين ووصلوا لاحترام الذات لأنهم جعلوا أفكارهم تتمركز صوب ما فيه خير البشر ساعين لإيجاد الحلول والبحث عن الحلول وتحقيق الحلول بدل الانشغال بالبحث والتنقيب عن الأخطاء والمشاكل... الفارق شتان بين هؤلاء من سلموا من أمراض العصر ونواقصه وبين من غاص فيها وعاش بها بين من يبحث عن الحقيقة ويبحث عن الحلول وبين من لا يري غير الأوهام ولا يبحث غير عن النواقص والمشاكل يخلق المشاكل ويملأ الأجواء بها بدل من السعي لحل مشاكل البشرية بما فيه خير البشرية حقا .. وللأسف نري الكثيرين منغمسين داخل أنفسهم بطريقة مضحكة وهم رافعي شعار البشرية وعندما يختلف معه مثل من يهاجم الدين ثم يقول لا خلاف لي مع هذا الدين لأنه لا يضرني ولكن خلافي مع هذا لأنه يضرني .... الني هنا هي ما يفرق بين المريض والسليم فهؤلاء الساعين حقا يفكروا في البشرية وليس في الني وما يضرني وما يؤذيني وانا وانا وانا .....فهؤلاء الذين يغرقوا أنفسهم ويغرقوا الآخرين معهم في مشكلة مثل مشكلة الرقيق في صدر الإسلام وكأن العالم الحالي به رقيق ومن من من المسلمين اللذين في مقولاتهم الآخرين ينعتوهم بعبيد الآخرين والجهالة والتأخر تناقض فكري عقلي وازدواجية تعكس كل أمراض فقد الحاجات الأولية والتي تبني النفس السليمة وتبعدها عن تلك الأمراض الفسيولوجية الشديدة

اهم ما يميز من يقدر ذاته ويحس بها ويبتعد عن السعي في استسقاء رضي وقبول الآخرين هو السعي لحل المشاكل من يري في كل شيء مشكلة قابلة للحل بالعمل والسعي فكما يري موسلو ان هؤلاء تختلف نظرتهم وقدراتهم علي الفهم والحس الخاص بهم تجاه الأشياء فيفهموها صح... حيث تكون التوقعات الخاصة بهم تجاهها سليم وغير نابع من تجربة شخصية تفقدهم الموضوعية والحيادية فقدرتهم علي التجريد وبالتالي الرؤية القويمة للأشياء عالي جدا نتيجة للثقة بالنفس والتي تبعدهم عن الانحراف لنيل رضي الآخرين وقبولهم او محاولة قبول أنفسهم بتطويع الأشياء.. هؤلاء عرفوا ان الغاية في المعرفة وخوض التجربة فالعبرة بالرحلة والعمل وليس بالنهايات يفرقوا بين الخسيس والنبيل الجيد والسيئ بحس قويم مغلف بقيم لا يشيبها اعوجاج النزعات والميول وينتقص منها الهوى النفسي المعني والهدف

من يحققوا ذاتهم لهم طرق خاصة في الاتصال بالآخرين فهم أولا يحبوا الخصوصية وهم مستقلين في فكرهم عن عوائق تقاليد والموروثات تكون حدودهم الأخلاق والمثل العليا يعتمدوا علي التجربة الإنسانية والفكر والحكم الذاتي علي الأشياء من خلال إطار القيم العليا والتي هي أساس احترام النفس لا يخضعوا لأعباء اجتماعية من موروثات فهم في عالم اعلي من القيم والمنظور دون النظر بدونية للآخرين بل قائم علي احترام الآخرين كجزء من احترام النفس.... فكما يقول موسلو هم يتمتعوا بقيم التواضع واعلي درجات الديمقراطية واحترام الأخر.. منفتحين علي كل الأعراق والأشخاص يقبلوا كل مختلف أي ان كان درجة اختلافه بل بالعكس يقدموا المختلف ويهتموا به ويعتبروه كنز ثمين علي اختلافه معهم وعنهم وذلك لأنهم لا يبحثوا عن الاحترام ويتملقوه من الآخرين بل عن احترام الذات وتقديرها في ظل قيمها وأخلاقها ويطلق عليهم موسلو اسم Geneinschaftsgefuhl يتميزوا بأنهم يهتموا حقا بالمجتمع والإنسان يمتلئوا بالثقة للغير ولا يعبروا عن اهتمامهم بالعلاقات الشخصية مع الآخرين بل يقدسوا العلاقات الحميمة الوثيقة القريبة مع قلتها.. وبالتالي يكون ما يميز من يصل لدرجة التوافق مع النفس وقبول الذات والآخرين ما يميزهم عن الآخرين هو حس الدعابة فهم في سخريتهم يسخروا من أنفسهم دون الآخرين فيعودوا بالدعابة علي أنفسهم وليس الآخرين ..... عجيب والله أليس هذا بعجيب؟؟؟ كما يشير موسلو انخم يتمتعوا بقبول عام بأنفسهم وبالآخرين قبول عام وعدم رفض لا للذات ولا للآخرين .... يقبلوا الاخري أي ان كان وكيفما كان ... غريب الفارق بينهم وبين من يحقر الأخر وبين ما لا يري ولا يعي حتى كيف يحقر الأخر لتأصل كل هذه الأشياء وترسبها العميق بوجدانه مشوهة سلامة النفس والروح وبالتالي الحكم علي الآخرين وبالتالي علي النفس يقبلوا الآخرين كما هم ولا يسعوا بأي طريقة لتغييرهم ليكونوا كما يروا هم ان يكونوا ...يقبلوا أنفسهم كما هي لذلك هم بسطاء بهم عفوية بعيدين عن التكلف... ولذلك أكثر ما اسعي للحفاظ عليه في النفس هي تلك البساطة والعفوية فليقل من يقل عن النضج ... فالعفوية هي البساطة وقبول النفس وبالتالي التصالح مع النفس التواضع هو مفتاح قبول النفس بساطتها عفويتها ان تكون كما تقبلها هي قمة قبول الذات وبالتالي الإحساس بتحقيق الذات وبالتالي الترفع عن السعي للحصول علي القبول من الآخرين ومعه التنازل عن الكثير من النفس مما يحال معه قبولها من نفسها بعدها التكلف التصنع الأصباغ هي دلالة عدم قبول النفس وعدم الثقة من قبول الآخرين لها فيتم اللجوء لتلك الأصباغ والتجمل والتلون لينال صاحبها بعض القبول من الآخرين ... السعي للظهور متناسق منمق كما يريد الآخرين ان يروك هو منتهي انعدام الثقة بالنفس ومعاناة الإنسان من افتقار الإحساس بتقدير وقبول الآخرين له كما هو فيلجأ للتجمل لهم لقبوله حتى ولو نال التجمل الأخلاق والأفكار والمعتقدات والمبادئ.. وانأ أؤيد موسلو في ان العفوية والدهشة هي سبيل الإبداع والابتكار ,,,,



#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معني الحب واثاره في الانسان
- هل الخوف من الموت سبب ام نتيجة لوجود الله
- الموت الحقيقة الوحيدة التي لا ينكرها او يختلف عليها الانسان
- مدرسة التاريخ اكبر معلم لمن يريد ان يعرف
- مقابلة مع الدكتورة نوال السعداوي 2
- مقابلة مع دكتورة نوال السعداوي -1
- عالم اللاهوت الفيلسوف موسي بن ميمون
- الصمت كان ابلغ رد علي كل ماقيل فالف تحية للدكتور طارق حجي
- تري هل ينجوا من الملك الهمام ومفتونته
- لم لم يحسس علي البطحة غيره فهل قصده هو فقط الدكتور حجي
- هل ندرك انفسنا وهل نملك القدرة علي الحكم علي انفسنا
- صباحية مباركة ايها الملك
- رب الملوك اذا وهب لا تسألن عن السبب
- هل هو خلق جديد ام تعديل وتحسين Wait $ See
- فلتعبد حتي الحجر لكن لا ترمني به... جميلة العبارة يا تري فهم ...
- ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 4
- كيف نفهم رؤيتنا للامور وتوقعاتنا واختلافاتنا
- عيب يا نجار كنت احسبك اكبر من هذا
- ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 3
- جوار الاصدقاء بحث داخل الذات


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - فهمي لهرم الحاجات الانسانية