أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - مواقف غريبة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية في العالم العربي















المزيد.....

مواقف غريبة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية في العالم العربي


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 926 - 2004 / 8 / 15 - 12:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خاص بالحوار المتمدن
ليس غريباً على قوى اليمين العربي من دعاة ما يطلقون على أنفسهم بالقوميين العرب أن يقفوا إلى جانب من يمثلهم من الحاكمين في العام العربي ، لكن أكثر ما يثير الغرابة ويحز في النفوس أن يقف من يطلقون على أنفسهم بقوى اليسار والديمقراطية في العالم العربي إلى جانب أعتا دكتاتور فاشي دموي عرفه ليس العالم العربي فحسب ،بل والعالم أجمع خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، ذلكم هو الجلاد صدام حسين ، على الضد من مصالح الشعب العراقي الذي عانى أشد المعانات على أيدي هذا الدكتاتور وعصابته التي حكمت العراق طوال 35 عاماً ،حيث مارس أشد أساليب القمع بحق القوى السياسية بغرض استئصالها من الساحة العراقية وانفراد حزب البعث في حكم البلاد بأسلوب إرهابي لم يعرف له الشعب العراقي مثيلاً من قبل .
وبعد أن حقق الدكتاتور وحزبه الفاشي تصفية كل القوى المعارضة جسدياً وحجب كل الحريات العامة ، وفي المقدمة منها حرية الصحافة وإبداء الرأي ، وسائر الحقوق والحريات العامة والشخصية لشعبنا ، أقدم على زج العراق في حروب عدوانية داخلية ضد الشعب الكردي الشقيق منكلاً به أشنع تنكيل، ولم يتورع عن استخدام السلاح الكيماوي ضده منزلاً به خسائر بشرية ومادية جسيمة تقشعر لها الأبدان .
أما في حروبه الخارجية فقد خاض ضد الجارة إيرانً بالنيابة عن الولايات المتحدة حرباً وحشية مدمرة ، لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل ، كما تقول الأمثال العربية ، تلك الحرب التي دامت ثمان سنوات دفع خلاها شعبنا تضحيات جسام من أرواح أبنائه جاوزت أكثر من نصف مليون من القتلى، دعك عن مئات الألوف من المعوقين والأرامل والأيتام ، هذا بالإضافة على استنزاف كل الثروات الوطنية في تلك الحرب المجنونة، بل لقد أثقل العراق بعشرات المليارات من الدولارات إستدانها من دول عديدة لإدامة حربه العدوانية التي ورط العراق بها .
ولم يكد شعبنا العراقي يتنفس الصعداء بعد انتهاء الحرب حتى بادر النظام الصدامي إلى العدوان على الشقيقة الكويت حيث أقدم على مهاجمتها واحتلالها في الثاني من آب 1990 ،وعمل فيها نهباً وتخريباً وقتلاً مما لم يفعله المغول والبرابرة قبل قرون عديدة .
ورغم كل النصائح التي قدمت للدكتاتور صدام للإنسحاب من الكويت فأنه أبى واستكبر ،وظن أنه قادر على مجابهة الولايات المتحدة وحلفائها ، مما عرض العراق لحرب جديدة كانت اقسى بكثير من حرب الخليج الأولى وأتت على الأخضر واليابس .
وبدلاً من أن يبادر الجلاد إلى تقديم استقالته بعد نشوب الانتفاضة الشعبية في الأول من آذار 1991 ضد نظام حكمه الدكتاتوري الأرعن فور اندحار القوات الصدامية أمام القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها فأنه بادر إلى شن حرب بالغة القسوة ضد شعبنا مستخدماً كل ما تيسر له من ترسانة الأسلحة الثقيلة والطائرات لقمعها ، وكانت النتيجة مئات الألوف من الشهداء ومئات الألوف من المعتقلين الذين جرى تصفيتهم جسدياً في دوائر الأمن والمخابرات والسجون العراقية.
وكان من نتائج احتلال الكويت فرض الحصار الجائر على العراق الذي استمر حتى وقوع الحرب الأخيرة التي أسقطت النظام الصدامي في نيسان 2003 ذاق شعبنا خلالها الذل والهوان والفقر المدقع ومختلف الأمراض التي سببتها الحرب .
وبعد كل الذي فعله دكتاتور العراق وحزبه الفاشي نجد من تطلق على نفسها قوى اليسار والديمقراطية في العالم العربي أنها تقف إلى جانب النظام المقبور متجاهلة الويلات التي عاناها شعبنا على أيديه ، وتطلق صفة المقاومة على المجرمين القتلة من فلول النظام الصدامي الذين يفجرون السيارات المفخخة ويزرعون المتفجرات في الشوارع والطرق لتزهق أرواح الأبرياء من أبناء شعبنا كل يوم ، ويمارسون الاغتيالات والاختطاف والسرقة وكل أنواع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ، ويخربون المرافق العامة والبنية التحتية للعراق في محاولة للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء والسطو على الحكم من جديد .
أي يسارية ، وأي ديمقراطية وأي علمانية هذه التي يقف أصحابها إلى جانب هذا الطاغية وحكمه البغيض بحجة مقاومة الاحتلال الأمريكي في وقت ترتبط فيه بلدانهم بأمتن الروابط مع الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل ، وكأنما الشعب العراقي هو الذي طلب من الولايات المتحدة شن الحرب على العراق وهلل لها .
لقد كان الشعب العراقي يتمنى أن يجري إسقاط النظام الصدامي على أيدي أبنائه، وبدعم وإسناد الأمم المتحدة ، ولم يكن له أي خيار في تلك الحرب ، أما وقد وقعت الحرب ، وانهارت الدولة بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية والخدمية فإن المطالبة الفورية بخروج القوات الأجنبية لا يعني سوى الحرب الأهلية وإغراق العراق بالدماء والاستيلاء على السلطة من قبل أعوان النظام الصدامي التي لم يصيبها أي ضرر حتى الآن ، بل أن هناك من يغازلها في قمة السلطة الجديدة لإعادة تأهيلها من جديد ، ولا تزال تحتفظ بالسلاح والمال ومدربة على حمل السلاح ومتعطشة للدماء .
ومما زاد في الطين بله تنامي النشاط التخريبي لقوى الظلام المتلبسة برداء الإسلام التي تطمح في إقامة دولة طالبان جديدة في العراق ، وظهور وتنامي ما يسمى بالتيار الصدري المرتبط بالنظام الإيراني الرجعي وفسح المجال للسيد مقتدى الصدر بتكوين ما يسمى بجيش المهدي وتجهيزه بالسلاح والعتاد ليبادر إلى التصدي لقوات الجيش والشرطة في محاولة للسيطرة على الحكم وإقامة نظام حكم ديني على غرار النظام الإيراني .
ورغم كل هذه المخاطر الرجعية التي تهدد المجتمع العراقي ،وترمي للعودة به إلى القرون السحيقة من التخلف ، ومصادرة كل القيم والحقوق الديمقراطية لشعبنا التي ناضل شعبنا من أجل ترسيخها لعقود عديدة فإن قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية العربية ، ومع شديد الأسف ،ما زالت تتجاهل هذه المخاطر ، لا بل وتقف على الضد من مصالح الشعب وطموحاته في بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد ، وترسيخ المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
أن ما يثير الحزن والأسى في النفوس هو الوضع الحالي للقوى والأحزاب التي تنادي بالديمقراطية في العراق ، فرغم كل هذه المخاطر التي يتعرض لها الشعب والوطن من قبل قوى الظلام والفاشية فلا تزال دون مستوى الأحداث تفتقد الحد الأدنى من التضامن والتكامل مع بعضها البعض ، وتفتقد لمشروع برنامج سياسي يتضمن خطوطاً عريضة لجبهة ديمقراطية توحد الجهود وتعبئ جماهير شعبنا لنشر الوعي الديمقراطي بين صفوفها بعد أن حُرمت هذه الجماهير من أي ممارسة ديمقراطية خلال أربعة عقود من حكم الطغيان البعثي الفاشي .
إن الديمقراطية ليست رداء يلبسه الإنسان كي يصبح ديمقراطياً ، أنها تربية تبداً مع الولادة ، وفي ظل مجتمع خالي من كل أنواع القمع ، ومجتمعاتنا العربية ما تزال جميعها دون استثناء تعيش في ظل أشد أنواع القمع منذ ترى عينا الطفل النور ، قمع في البيت ، وقمع الدولة ، وقمع الإنسان لأخيه الإنسان ، وقمع الرجل للمرأة في ظل مجتمع تتحكم فيه قيم البداوة والعشائرية والطائفية المقيتة .
أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الحال هو قيام نظام حكم علماني ديمقراطي حقيقي يضمن تثبيت وصيانة الحقوق والحريات العامة للمواطنين ، ويمنع بموجب القانون أي تجاوز على هذه الحقوق والحريات بأي شكل كان ومن أي جهة كانت من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية في كيان المجتمع ، وترسيخ مبادئ السلام في العلاقة بين الشعوب واحترام إرادتها ورفض أفكار الحرب والعدوان والفكر الفاشي والظلامي المتخلف .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء ونصيحة للسيد مقتدى الصدر قبل فوات الأوان
- الإرهابيون يحاربون الله بتدمير دور عبادته وقتل عابديه
- أين الحقيقة في تصريحات المسؤولين ؟
- ماذا أعدت القوى الديمقراطية لمجابهة قوى الظلام والفاشية
- في الذكرى السادسة والأبعين لثورة 14 تموز1958 المجيدة
- إقامة الجبهة الديمقراطية العريضة سبيلنا للتصدي للقوى الصدامي ...
- استلام السلطة خطوة على طريق توطيد الاستقلال ،وبناء العراق ال ...
- في ذكرى استشهاد القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو
- من أجل قطع دابر الإرهاب والإرهابيين
- مَنْ يتحمل مسؤولية إرهاب القوى الفاشية والإسلامية المتطرفة
- هل يمكن أن يتوب البعثيون القتلة يا سيادة رئيس الوزراء ؟؟؟
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران 1967 مسؤولية الأنظمة العربية في ا ...
- القيادة العراقية الجديدة والمهمات الآنية الملحة
- ماذا تخطط الولايات المتحدة للعراق ؟
- هذه هي حقيقية مقاومة المخربين!!
- أعيدوا راية 14 تموز،ومدينة الثورة لبانيها الشهيد عبد الكريم ...
- أرفعو ايديكم عن العراق وشعبه!!
- الشعب العراقي والخيارات المرة!!
- أي كابوس دهانا - في ذكرى حملة الأنفال الفاشية
- ماذا يريد السيد مقتدى الصدر ؟


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - مواقف غريبة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية في العالم العربي