أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف صالح - نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!















المزيد.....

نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 13:48
المحور: الادب والفن
    


نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!

شريف صالح


بدا لي رجلاً صارماً، بوجه وسيم دقيق الملامح، شعر فضي مرتب إلى الوراء، ونظارة عتيقة لا تجاري أي موضة. كأنه تشبث بأناقة الأربعينيات حتى مطلع القرن الحادي والعشرين. له صوت مميز جداً، مزيج من الهدوء والرصانة والثقة. هو لا يتكلم كثيراً مع أصدقائه، بل غالباً ما يكتفي بابتسامة هازئة أو تعليق ساخر مقتضب تؤكده تعبيرات وجهه.

رجل محدد، أو محايد، لا فرق، يستقبل من يعرفهم ومن لا يعرفهم بمجاملة واضحة، ولا ينجح في تبديد القليل من مشاعر الارتياب والتحفظ تجاه شاب لا يعرفه دلف إلى جلسته الأسبوعية التي تقام كل أحد في مقهى سوق الحميدية في ميدان باب اللوق.
غالباً لا توجد أعمار متوسطة في الجلسة، مجموعة من رفاق الدرب العجائز، تقابلها مجموعة شباب متنافرة معظمهم مجهول أتى مستدفئاً بقليل من ضوء الناقد الشهير.

جلسة غير متجانسة، لا تطرح موضوعا بل أقرب إلى النميمة الثقافية المعتادة في مقاهي ريش والحرية والندوة الثقافية وزهرة البستان. لعل الفارق المميز أنه سوف يصر على دفع ثمن "المشاريب" من جيبه الخاص، في ما يشبه عرفا اكتسب قوة القانون. هي جلسته فإذن المشاريب عليه. جانب آخر سخي في شخصيته فهو يعير الكتب والروايات إلى الشباب، ويضرب لهم موعداً لإعادة الكتاب أثناء الجلسة.

تلك الجلسة كانت همزة الوصل الحميمة، و الوحيدة بينه وبين المثقفين جميعاً ـ إذا استثنينا هاتف منزله ـ ولعلها أيضاً هي همزة الوصل الوحيدة بينه وبين ما نسميه "الحياة"، فعدا تلك الجلسة لا وجود آخر له: لا مكان عمل، لا مناصب، لا زوجة، لا أولاد.

يظهر مرة واحدة كل أسبوع، أو لنقل يتجلى على مريديه وأتباعه أسبوعياً، ثم يذوب ويختفي. يتحول على الأرجح إلى كائن ورقي: يلتهم الكتب، يتشرب المسرح، يترجم. ولا أظنها ستفرق معه إذا غفا كطفل فوق كومة كتب.

كان حقاً حالة نادرة جداً، ففي مصر كلها لم أسمع عن مثقف أو كاتب يأكل من عمل يده، فلا ينال منح تفرغ ولا يعمل في مؤسسة من مؤسسات الدولة. لعله هو وصنع الله إبراهيم، كانا الاستثناء القاتل للمعادلة السائدة.

ناقد واحد، وروائي واحد فقط، هما من يتفرغان للكتابة بشكل كامل، وبلا أجر ثابت. أما جحافل المثقفين فلكل منهم حساباته المعقدة ولا تثريب عليهم. كنتُ طبعاً معجباً بهذا العجوز الستيني اليساري الذي تحرر من كل أشكال الالتزام، وأقارنه مع شباب من أبناء جيلي يعملون في قطاعات وزارة الثقافة ولا يذهبون تقريباً وتصرف لهم الرواتب! لا أنكر أنني رغبت بشدة أن أكون مثل هذا الناقد الوحيد، أو مثل ذاك الروائي الوحيد.

كاتب بلا عمل إلا الكتابة هو ضرب من الجنون في عالمنا العربي. ويوم ناقشت صديقاً أخبرني أن الناقد الكبير يكتب ويشيد بروايات "خليجية" أكثر مما يكتب عن الروايات المصرية. لا أعرف إلى أي مدى كان صديقي محقاً في كلامه، لقد حاول أن يوهمني أن الناقد العصامي ليس عصامياً، كما ترك في داخلي تصوراً ساذجاً أن كل روائي في الخليج يرسل أعماله إلى النقاد العرب مشفوعة بوزنها ذهباً! وليت تصوري كان صحيحاً، فالخديعة حين اطلعت على أحوال كتاب كثيرين في الخليج ويصدق عليها المثل القائل:" لا تعايرني ولا أعايرك"!

لن أزعم أنه كان رجلاً مثالياً بلا أخطاء، وربما ذكر مرة في حضوري أن مسؤولاً ومثقفاً بارزاً نجح في تعيينه في جريدة الأهرام لكنه أبى ولم يذهب لاستلام التعيين.
وإن كانت سيرته، لا تخلو تماماً من الالتزام بعمل لفترة مؤقتة، فهو كان سكرتير مجلة المسرح، أيام أن كان هناك مسرح، ومسؤول قسم الأدب والفن في مجلة الطليعة اليسارية، ومن خلالها كان له الفضل في التعريف بالعديد من الكتاب المصريين والعرب.

ولأن "النظام" أغلق وأجهض هذه النوافذ الثقافية تباعاً، ومعظم اليساريين لاذ بالصمت أو ركب "المركب" القديمة بعد إعادة طلائها وكتابة "شعارات" جديدة عليها. وجد ناقدنا نفسه وحيداً، في الأربعين من عمره، بلا عمل ولا أسرة، فقرر أن يتمادى في وحدته، يعتاش على ترجماته ومقالات شبه منتظمة تصدر له في مجلة "المصور" أو غيرها.

وعن قراره التاريخي بتأسيس دولته ومملكته ومؤسسته الخاصة، ونيل حريته مرة واحدة وإلى الأبد، يقول في حوار مع محمد أبو زيد:" أنا الذي اخترت هذا ولم يفرض علي, وإنما أرى أن هذا شأن كل ظاهرة له وجهان. فمن ناحية هو مريح لي جدا، لأنه يعفيني من أي التزامات وامتلك حريتي بنسبة تكاد تكون كاملة, إذا تغاضينا عن قانون الطوارئ الذي يحكم البلد منذ ربع قرن (!) واعتقد أن جزءاً من هذه الحرية يرجع إلى إنني أختار ما أكتب، وأختار أين انشر ما أكتب, وكل ما أفعله أنا مسؤول مسؤولية كاملة عنه, الوجه الآخر هو انك ما دمت تعيش في أقدم دولة مركزية في التاريخ, وما دمت مصرا على أن تواجه هذه الأنظمة، فلا بد أن تدفع الثمن: عدم الاستقرار المادي أو النفسي، ألا توجد أي جهة تحميك، وأنا لا أشكو أحدا ولا أقول إنني ظلمت لأنني اخترت هذا حتى أواجه هذه المؤسسات وأقف ضدها, وافضحها بقدر الإمكان لأنها مؤسسات فاسدة, لا تتوجه إلى المثقف بقدر ما تتوجه إلى العمل في خدمة النظام, تتغير التوجهات الرئيسية للقائمين على النظام ويظل القائمون على الثقافة ينفذون السياسات المطلوبة منهم... هي فاسدة لأنها تدار تحقيقا لأهداف النظام, وإنا لست عضوا في أي مؤسسة ثقافية أو إعلامية داخل القاهرة أو خارجها وإنما أحاول أن أحقق ما يسمى بـ "الكاتب الحر" المسؤول عن كتابته فقط.(جريدة الشرق الأوسط، 21/1/2005)

ثمة معلومات لستُ متأكداً من صحتها، مثل سفره إلى قطر وهو في العشرينيات من عمره للعمل كمترجم في قصر الحكم لكن المخابرات البريطانية أبعدته، وفي رواية أخرى بأنه سافر إلى السعودية للعمل في مجلة "الندوة" لكن بعد توتر العلاقات السعودية ـ المصرية مع انهيار الوحدة مع سورية، أُبعد إلى القاهرة.. وهناك كلام عن تقدمه للعمل كباحث في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بحكم دراسته لكن التقارير الأمنية حالت دون ذلك، والأمر نفسه عن عمله في الهيئة العامة للاستعلامات.

في كل الأحوال، لا أظن أن المشكلة تكمن في "ماضيه الشيوعي"، فما أكثر الشيوعيين الذين وصلوا إلى أعلى المناصب آنذاك، وبعد ذاك! ولا في ميله إلى العزلة والانطواء، بل تكمن في هذا الكبرياء المفرط والاعتداد الزائد بالنفس، والرغبة في حرية كاملة غير منقوصة ولا تابعة لنظام معين. إنه أمر بطولي ونضالي وخارق للعادة أن يبقى هو المثقف الكبير بعيداً عن حاشية ثلاثة أنظمة توالت لستة عقود. لم يتكيف مع أي منها، ولم يقم بتعديل أوضاعه وفق متطلبات أية مرحلة.
هي خطيئة لا تغتفر من شخص بذكائه وثقافته الواسعة، وبالتالي فليس أقل من استبعاده من كافة جوائز الدولة، وكأنه عدو أو خائن لوطنه وبالتالي يجب أن يحرم من كل أشكال التكريم على هذا النحو المفرط في قسوته وجبروته، ورعبه من مثقف مستقل وملتزم.

ولا أظن أن كثيراً من رفاق الدرب ومن أتوا بعده، ومن كتب عنهم، كانوا إجمالاً ممتنين لما يقدمه للحركة الثقافية، لأنه ببساطة لا يمدح على طول الخط، بل بالأحرى هو لاذع، ساخر وحاد إذا انتقد، ومن أشاد بهم في رواية لا يأمنون جانبه في روايات أُخر. ولإصراره على مدار الساعة على فصل النص عن صاحبه، وعن الصداقة معه. أخفق مع الزمن في بناء الصداقات التي لها "وزن"، أو بمعنى آخر نجح على الدوام في اكتساب المزيد من "العداوات" التي لها "وزن"!

كان حاداً، وفاروقاً في معاركه، وقناعاته الفكرية واليسارية وإعلاؤه للجانب الاجتماعي ودوره في النص، كل هذا سلط عليه سهاماً من هنا وهناك. فبدا "دونكيشوتيا" أكثر مما يجب، غير بارع في الموائمات، ولا يخوض بحماس منقطع النظير إلا المعارك الخاسرة. اتهم يوسف السباعي بأنه "مكارثي" الثقافة المصرية، كما مدح جمال الغيطاني حين أصدر مجموعته الأولى قبل أن يُهاجم مؤسسة العلاقات العامة التي شيدها لاحقا ويتهمه بالسطو على كتاب "بدائع الزهور" في إحدى رواياته! ومن معاركه الشهيرة أيضاً هجومه على مسرحية "وطني عكا" لعبد الرحمن الشرقاوي ما أدى إلى منعه من الكتابة في "روزاليوسف"، والأمر ذاته تكرر عندما هاجم سمير سرحان وتلامذة رشاد رشدي، فمنعه سرحان من الكتابة في مجلة "إبداع"، ولعل آخر هجوم حاد له وصف الرواية الشهيرة "عمارة يعقوبيان" بأنها تنتمي إلى" أدب التلسين السياسي" ولولا أن صاحبها مثله من أهل الرصيف والهامش، ويجلس على مقهى الندوة الثقافية الملاصق ل "سوق الحميدية" فمن يدري ما رد فعله؟!

يمكن رد تلك الحدة إلى أصوله الصعيدية رغم أنه مواليد بني سويف التي بالكاد تحسب على الصعيد لقربها من ريف الجيزة والفيوم. لكن لماذا وهو الذي تخرج في قسم علم النفس في جامعة عين شمس (1958) لم يكن يجيد فن مناورة ومداورة الآخرين ويفضل أن يطلق رأيه صريحاً مثل طلقة الرصاص؟!

برغم كل أشكال التضييق التي عانى منها، وكل المآخذ المحقة والباطلة بشأنه، استمر الرجل مخلصاً لمشروعه النقدي، ولعل الرئيس السادات أفاده شخصياً من حيث لا يحتسب، بقرار إغلاق مجلة الطليعة عام 1977 باعتبارها آخر جيوب الشيوعيين، فبعد أن أصبح ناقدنا حراً طليقاً أصدر العديد من الكتب المهمة أثارت الكثير من الجدل مثل: ازدهار وسقوط المسرح المصري(1979)، أوراق الرماد والجمر(1985)، نافذة على مسرح الغرب(1987)، رؤى الواقع وهموم الثورة المحاصرة(1990)، من أوراق الرفض والقبول(1993)، المسرح المصري.. تجريب وتخريب، نفق معتم ومصابيح قليلة(1994)، في الرواية العربية المعاصرة(2004). ومن المسرحيات التي ترجمها: "فترة التوافق" تنيسي وليامز، "لعبة البنج بونج" أرتور أداموف، "يو . أس" بيتر بروك الذي ترجم له أيضاً سِفراً مهماً بعنوان "النقطة المتحولة: أربعون عاماً في اكتشاف المسرح"، إضافة إلى ترجمته لكتاب آخر مهم هو "نهاية اليوتوبيا" وكلا الكتابين صدرا عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت. وكل إصداراته تقريباً كانت بعيدة عن المطابع الحكومية الرسمية!

وإذا كانت كتبه لا تزيد عن عشرين أو خمسة وعشرين كتاباً، رغم أنه بدأ النشر تقريباً في الرابعة والعشرين من عمره ، فلأنه أعطى جل تركيزه للمقالة النقدية الصحفية التي يتابع من خلالها ما يستجد في الساحة الثقافية، ولم يغلق نافذته النقدية على الكتاب المصريين وحدهم بل ساهم في تعريف القارئ المصري بعشرات المبدعين العرب وعلى رأسهم عبد الرحمن منيف وسعد الله ونوس. وهو في هذا الجانب صاحب رصيد وإنجاز فريد، إذا وضعنا في الاعتبار أن معظم الصحف العربية المطبوعة تفتقر حتى يومنا هذا إلى ناقد ومترجم بثقافته وخبرته ودأبه. هو في ذلك يعد النسخة اليسارية المقابلة للنسخة اليمينية ـ نوعاً ما ـ التي يمثلها رجاء النقاش: المعارض/المتصالح، المحروم من الجوائز/ المدلل بها، اللامسؤول/المسؤول الكبير.

إلى أن جاء يوم وقرأنا جميعاً خبر تكريم الناقد الذي لا يُكرَّم، ومن خارج وطنه، حين أعلنت مؤسسة سلطان العويس الثقافية عن فوزه مناصفة بجائزة الدارسات الأدبية والنقدية عام 1993، مع الأكاديمية المرموقة يمنى العيد.

بالطبع كانت هناك نميمة ثقافية عن القيمة الضخمة للجائزة، وكأنها ثروة هبطت من السماء على درويش لا يستحق وليس ناقداً أعطى للثقافية العربية قانعاً راضياً لأكثر من أربعين عاماً. وبحسب المقربين منه فهو ينفق ذات اليمين وذات الشمال، وليس لديه ما يخشاه، وبالتالي سرعان ما أنفق قيمة الجائزة، لكن قيمتها المعنوية الكبيرة تبقى، فهي دون شك رد اعتبار له، بعد تجاهل رسمي طويل.

لقد تصورته دائماً: رجلاً رابط الجأش، خاض صراعاً مفتوحاً ضد ثلاثة أنظمة، ومعارك ثقافية لا حصر لها، فحتماً سيموت واقفاً كالنخيل ـ كما يقولون ـ أو جالساً مع مريديه في سوق الحميدية، حيث فجأة يغلق عينيه فيما تبقى على وجهه آثار ابتسامته الساخرة.

لكن ما حدث كان صادماً لي، فالعجوز السبعيني خسر أخته الكبرى سنده وراعيته الأولى في عزلته وعزوبيته. ثم انهارت صحته سريعاً، ونشرت له الأهرام صورة مأساوية أبعد ما تكون عن أناقته وهندامه الكلاسيكي، وكم بذلت جهداً كبيراً لإقصاء تلك الصورة عن ذاكرتي. لا أود أن أستبقيه في ذاكرتي شيخاً فانياً في دار مسنين، غادرها إلى مستشفى حكومي متواضع ثم إلى ثان وإلى ثالث، آملاً في نهاية عاجلة بين أيدي أطباء لا يعرفونه أصلاً! طالما لا يسأل عنه مسؤول كبير، ولا تأتي إلى غرفته باقات ورد كثيرة ، إلى أن مضى وحده في غيبوبة طويلة أنهاها حسب ما تردد في مستشفى القوات المسلحة.

خلال تلك الفترة نشطت اعترافات رمزية خجول بالرجل، والتي بكل أسف لم ولن يدري عنها شيئاً. إنها أقرب إلى منطق "إكرام الميت دفنه"، هو كان في حكم الميت وهم أرادوا أن يكرموه، فجأة يطبع المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة، كتبه التي نأى بها لعقود عن تلك المطابع.. فجأة تخصص مجلة تابعة لوزارة الثقافة ملفاً وداعياً ينعيه قبل أن يلفظ أنفاسه.. فجأة يعلن رئيس اتحاد الكتاب عن تحمل نفقات علاجه رغم أنه ليس عضواً في الاتحاد ومعروف بموقفه الصارم ضده، والوزير الذي لم يضمه ذات يوم في عضوية أية لجنة ولا في كشوف المنح قرر له فجأة منحة شهرية.. ثم آخر الفجآت: إعلان فوزه بجائزة التفوق!

ويا لها من مفارقة فالجائزة اسمها "التفوق" وتمنح لسبعيني في حكم "الميت"! لو كان اسمها "التقديرية" لبدت مقبولة أكثر، خصوصاً أن المبلغ سيكون مضاعفاً، وأن كتابا تبناهم في بداياتهم نالوها فعلاً. كم تمنيت لو استرد وعيه ولو لأيام قلية وعلم بخبر الجائزة، بأي تعليق ساخر كان سيستقبلها وأي تصريح ناري سيطلقه؟!

لعل الخبر الوحيد الذي كان سيسعده أن المسرحي البريطاني الشهير عندما علم بمرضه الشديد تنازل له عن حقوق كتبه التي أعاد المركز القومي للترجمة طباعتها، ولعلها المرة الأولى والأخيرة أن يتنازل مؤلف بريطاني عن حقوقه المادية لمصلحة مترجم مصري.

فجآت كثيرة لا حصر لها، حدثت للعجوز السبعيني وهو في غيبوبة الموت، لا أظنها كانت ستسعده، ولا أظنها كانت ستدفعه لإعادة النظر في مصيره باهظ التكاليف. بل بحكم تخصصه في علم النفس كان سيفهم بسهولة أن هذا كله مجرد حيل للتكفير الجمعي الرسمي عن ذنب معقد، ولا يُغتفر!

ولأنه أصيب بجلطة في المخ وذهب في غيبوبة النهاية منذ شهور طويلة، لن يتاح له فرصة إلقاء خطاب اتهام وإدانة، كما فعل طريد المؤسسة أو طاردها: صنع الله إبراهيم.. و للأسف لن تلتقط له وسائل الإعلام الرسمية صورته وهو يتسلم الجائزة من وزير الثقافة في لقطة تصالح تاريخية. وبالتأكيد لن يذهب فاروق عبد القادر (1938ـ 2010) لاستلام "شيك" بمائة ألف جنيه هو قيمة كي يبدده كما يحلو له ويدفع منه "مشاريب" المريدين في سوق الحميدية.



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاة أوباما
- أسامة أنور عكاشة.. مؤسس الرواية التلفزيونية
- الكاتب العربيد والقارئ القديس
- مصطفى صفوان: السلطة المحتكرة لا تحب الحق إلا باعتباره من اخت ...
- ذكريات قد لا يعرفها نصر حامد أبو زيد
- -مثلث العشق- مجموعة قصصية جديدة للكاتب شريف صالح عن دار العي ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف صالح - نادراً ما يموت كاتب عربي حر.. هذا هو فاروق عبد القادر!