أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد جاسم الساعدي - ازمات بنيوية في الثقافة العراقية














المزيد.....

ازمات بنيوية في الثقافة العراقية


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 23:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أزمات بنيوية في الثقافة العراقية
يواصل الكتاب والأدباء العراقيون إثارة الأسئلة النقدية والحوارات لمناقشة سبل الخروج من الأزمة المركبة والمعقدة جدا التي تكتنف حال الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بعد الانتخابات الأخيرة.
ولعل الاشتغال الجاد على هوية الاتحاد الفكرية وبرنامجه الثقافي ووضوح مسيرته الثقافية تشكل أهم عناصر الحضور والتماسك واستيعاب الاختلاف والتعدد والاستقلالية والخروج من الأشكال النمطية وهيمنة المركز واستحواذه.
وهذا لا يتأتى إلا بمعرفة ونشاط ثقافي يأخذ في الاعتبار، مراكز الاتحاد في المحافظات وإدراك لحجم المسؤوليات التي يقتضي ان ينهض بها الاتحاد على مستوى التعدد الثقافي في العراق ودور المثقفين والأدباء والمبدعين في المشاركة والانتقال إلى مرحلة نقدية جديدة، ليس بالضرورة ان يكون هؤلاء الأدباء مسجلين في عضوية الاتحاد.
الثقافة التي ننشدها للعراق الآتي، غير مسجلة ولا مقيدة في سجلات وضوابط او منظمة معينة، ولا مؤسسات كما إنها لا تخضع لشروط والتزامات، غير شروط الحرية والإبداع وخلق بيئات ثقافية نقدية تمارس حق التعدد والاختلاف وتستوعب الطاقات الشابة وإمكانات التفاعل واللقاء مع فضاءات متنوعة على المستوى الفني والنقدي والدخول في صلب الحياة الثقافية والتعليمية والتربوية وممارسة الحرية في نقد وتفكيك مضاعفات الفساد الإداري والمالي والهبوط الحاد في مستويات التعليم والإدارة العراقية.
فالفعل الثقافي عندئذ في مستوى هيئات اتحاد الأدباء في المركز والمحافظات، ليس نظاما صارما ولا مقولات جاهزة تصدرها قيادات أو زعامات تستدعي الالتزام والتنفيذ، إنما تأتي بالاشتغال لخلق بيئة ثقافية جديدة، تنفتح على عالم المحيط الثقافي في الجامعة والمؤسسات والمنظمات الثقافية والاستفادة من الطاقات الأكاديمية الخلاقة في البحث والتحليل والمقارنة.
تضم الجامعات العراقية قدرات كبيرة في العلوم الاجتماعية والنقدية والفلسفية، لا يمكن للثقافة العراقية ان تغادر مواقعها الهشة بعد تراكمات أربعة عقود من الخوف والشعور بالعزلة والإحباط إلا من خلال توفير حرية البحث والنقد والتفاعل العضوي بين الجامعة والمحيط الثقافي.
وتواجه اتحاد الأدباء والكتاب في العراق سواء في تشكيلته القديمة أو الجديدة ضعف اداءاته الإدارية، تتلخص بافتقاره إلى شبكة من الاتصالات المنتظمة ذات الفعالية في الحضور والاستجابة والتواصل الالكتروني مع الفروع واتحادات البلدان العربية والعالم، وهذا لا يتم إلا بحسب إدارة متطورة وذات كفاءة عالية ومتفرغة للعمل نفسه.
والاتحاد يعاني من العزلة على المستوى العالمي والإقليمي لأنه صوت "خافت" ومنزو، لم ينهض بعد ولم يتلمس طريق التواصل في نشرة او جريدة او مجلة ثقافية.
ولم يستطع حتى الآن ان يفرض حضوره على مؤسسات الدولة الثقافية مثلما الحال مع وزارة الثقافة وتظهر في الأفق بين الحين والآخر أزمات، غالبا ما يكون منشأها ذات بعد شخصي وحساسيات مفرطة في "الأنا" وقد لا نذهب بعيدا، اذا قلنا ان اتحاد الأدباء والثقافة العراقية منذ عقود وحتى الآن هي حصيلة تراكمات معقدة من الخوف وأزمة الثقة والتراجع في كل مناحي الحياة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال، عزل الثقافة عن محيطها التربوي والتعليمي والسلوك الإنساني ومجموعة الأزمات المعقدة التي تدخل على الإنسان والجماعة. لهذا لا نستغرب غياب شروط النقد والحوار والتواصل مع مراكز الاتحاد في المحافظات اذ بلغت حد الشعور بالتهميش والإقصاء وغياب "الشفافية" في الكشف عن موارد الاتحاد ونظامه المالي وطرق الإنفاق، بالإضافة الى حصر السفر وحضور المؤتمرات والملتقيات في دول العالم وفي العراق أيضا بعدد محدود من أعضاء الاتحاد.
وينصرف الحال الى "هشاشة" أساليب الحوار مع المثقفين العرب سواء في اتحاداتهم العربية او المبدعين والمفكرين منهم لان الأمر لم يأخذ بعده الفكري والثقافي والحواري وبلورة رؤية نقدية وغالبا ما كانت الأزمة مع اتحاد الأدباء العرب تخرج عن مفهومها النقدي الى حال الغضب والتشنج والاتهامات!!
وتدور في حلقة ضيقة وشخصية أحيانا.
وتفتقر الى عناصر القوة في الحوار بالخروج من الأطر السياسية والمواقف العلنية التي تتحكم ببعض الاتحادات العربية الى المبدعين العرب الذين يدركون حجم وفاعلية الثقافة والمثقفين العراقيين.
إننا بحاجة الى رؤية فكرية ثقافية تأخذ حيزا من المناقشات والحوار واللقاءات مع الأدباء العرب الى فضاءات المثقفين والتواصل معهم.
والحال نفسه يمكن ان يجري اولا مع المثقفين والمبدعين العراقيين بالخروج ايضا من دار الاتحاد في بغداد الى الأدباء في مراكزهم بالاستماع اليهم وخلق أجمل أشكال التواصل والعلاقة معهم، ومغادرة الشعور بالعزلة والانقسامات الأخرى التي ظهرت بعد سقوط النظام السابق واستيعاب الأشكال الأخرى من الاحتجاج والتهديد بالانسحاب من مركزية الاتحاد.
ولايبدو ان محاولات تشكيل "اتحادات" متنوعة في جنوب العراق وفي بغداد أيضا وفي مناطق أخرى من العراق يعد خروجا وتمردا على الثقافة العراقية بقدر ما تعني التركيز والإحاطة وتنظيم طاقات الإبداع واحتضانها وتقريب المسافات الثقافية من السلطات والمؤسسات الحكومية والمنظمات المحلية وحرية الحركة والانتشار والإبداع في التواصل، على ان تتمتع بالاستقلالية والحرية والنقد والانفتاح على المحيط من دون تدخل او احتواء الأحزاب والكيانات وقوى النفوذ المحلية الأخرى، وهذا لا يتم ولا تتحقق آفاقه الا من خلال ضوابط إدارية وقانونية وسن نظام داخلي جديد على مستوى الاتحاد العام التي يمكنها ان تمارس حريتها من خلال أنظمة داخلية، وتخرج بها من سلطة القرار المركزي.



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مؤتمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- قناة السومرية ... نقطة نظام
- الحركة العمالية في العراق
- اتحاد أم اتحادات ؟
- الحملات الانتخابية
- التعليم في العراق ونظرية التربية النقدية
- من شقاوات الحزب والثورة !
- مغامرة العوم في أعالي الفرات
- الجامعة المستنصرية : الخوف والعنف وهبوط المستوى العلمي
- العنف وانقلاب 8 شباط 1963 في الذاكرة العراقية...
- رواية (مكان أسمه كميت) الواقع والمتخيل في السرد القصصي
- التعليم في العراق: الواقع والآفاق
- في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين!
- حملة لتفعيل الحوار وثقافة المجتمع المدني
- المؤلف/ الراوي/ البطل في القصة العراقية القصيرة في المنفى*
- كتاب (الحركة الوطنية في العراق وإضراب عمال الزيوت النباتية)
- العراق بين ثقافتين...ثقافة المجتمع المدني وثقافة العنف
- منصور حكمت: قراءة جديدة للماركسية الشيوعية فقدت معناها وارتب ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد جاسم الساعدي - ازمات بنيوية في الثقافة العراقية