أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بشير زعبيه - -القتل رميا بالشائعات-














المزيد.....

-القتل رميا بالشائعات-


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 15:25
المحور: الصحافة والاعلام
    


نشرت مجلة(نيوزويك) اللأمريكية في أحد أعدادها تقريرا طريفا وجادا حول سوء استخدام الكتابة والتعبير في مواقع الرأي والدردشة على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) واختارت في ذلك كوريا الجنوبية نموذجا حيث يعتبر الكوريون أنفسهم " الشعب الأكثر اتصالا بالإنترنت في العالم " , وأشارت المجلة في سياق موضوعها الى مدى ما يمكن أن تؤدي اليه الكتابات السيئة وتحديدا الكاذبة أو ما أسمته بالاشاعة من تأثيرات سلبية خطيرة بين أفراد المجتمع وصلت حد تسجيل حالات انتحار تحت ضغوطات تلك التأثيرات وتداعياتها , ما جعل كاتب الموضوع يصف الحالة بـ " القتل رميا بالشائعات".. ولا يكشف أصحاب تلك الكتابات عن هوياتهم الحقيقية بل ينشرون ما يكتبون في الغالب بأسماء مستعارة أو بتوفيع (مجهول) , وقد يكون هؤلاء قريبين من ضحاياهم أو مجرد أدوات في عملية تصفية حسابات بين أشخاص أو جهات ما .
ولأن المتعاطين ما هذه الشبكة العنكبوتية في بلدنا صاروا بالضرورة جزءا منها فلا بد أن تأثيراتها ستطالهم حتما, ومن يتابع ما ينشرمن مواضيع وتعليقات في المدونات و المنتديات والمواقع الشخصية الليبية سيرى حجم تلك التأثيرات بمضامينها السلبية التي تدخل ضمن مصطلح الشائعة التي تحدث عنها مقال الـ (نيوزويك) بل وتتعداها في بعدها الكيدي العدواني الى القذف والتشهير وبأسلوب سوقي في كثير من الحالات جدير بأن يتوقف عنده الأخصائيون الاجتماعيون ليشخصوا هذه الظاهرة ويحللوا مدلولاتها الاجتماعية والنفسية وهي مدلولات لا أعتقد أنها بعيدة في توصيفها عن أعراض تشوه نفسي أو اجتماعي شأنه شأن العديد من التشوهات التي بدأت تظهر بشكل مقلق في مجتمعنا .. ان الذي يتلثم بقناع (مجهول) أو يخفي وجهه باسم مستعار قابعا في زاوية ما ,في ليل ما أو نهار -لايهم- ويعمل في الناس سبا وقذفا وتشهيرا لا يقف في استهدافه أفرادا بذاتهم بل يطال عائلاتهم وهو يعلم أن ما يطلقه انما هو كذب وشائعات مغرضة مدركا حجم تأثيرها السلبي لا يمكن الا أن يصنف كمريض نفسي أو اجتماعي ينتمي الى فصيلة أولئك المرضى الذين قد يؤدي مرضهم بالضرورة الى الحاق الأذى والضرر بالآخرين ..وان لم تصل درجة هذا الأذى في مجتمعنا الى الحالة التي رصدتها الصحيفة الأمريكية في مجتمعات أخرى وأسمتها " القتل رميا بالشائعات" وهو قتل مادي متمثلا في موت بعض ضحايا تلك الشائعات انتحارا أمام عدم السيطرة على انتشار تلك الشائعات وتحوله الى نوع من الضغط الاجتماعي أوقع هؤلاء الضحايا تحت أسر الشعور بالظلم والاحباط ثم العزلة فالانتحار يأسا , الا أن حالات من القتل المعنوي قد تحدث في المجتمع وهذا في اعتقادي هو الهدف الأساس الذي يحرك هؤلاء (الملثمون) كي يطلقوا رصاص الكره (الكترونيا) ضد من يختلفون معهم في وجهة نظر ما أو حتى الذين لايروقون لهم أو لا يلتقون مع أمزجتهم أو يحسون اتجاههم بنقص ما , أو يحسدونهم لمجرد نجاح ما حققوه .
قد يعلق أحدهم ويقول ان ما أذكره يمكن أن نسقطه على غير مجتمع حين نتصفح مواقع الرأي والحوار في ساحات أخرى فيما يمكن تعداده ضمن سلبيات التعامل مع كثير من ابتكارات التكنولوجيا شأنه شأن البث الفضائي والهاتف المحمول وغير المحمول على سبيل المثال , وأجيب بـ(نعم) , ولكن لا بد من الوقوف أمام هذه الظاهرة ومحاولة التعاطي العلاجي معها والمحافظة على مثل هذه الابتكارات كنعمة لا أن نحيلها نقمة, وقد تبدأ محاولتنا مثلا عن طريق ترسيخ مزيد الوعي بما يمكن أن تؤدي اليه تلك الظاهرة من مخاطر اجتماعية ليس أقلها نشر الحقد والكراهية وخلق أجواء الريبة والشك وانعدام الثقة فيما بين أفراد المجتمع وأولهم هؤلاء الذين ارتبطوا بعلاقة تعامل مع مجتمع (الانترنت) , وأيضا تربية الجيل الجديد على ثقافة الاستماع الى الرأي المخالف وتقبل الاختلاف وفهمه على أنه دليل عافية شرط الالتزام بأصول الحوار وتقاليده على قاعدة المسعى الجمعي نحو مشترك من شأنه التنوير والاضافة والاثراء بما يساعد على انجاز خطوات مهمة في اتجاه انتشال المجتمع من تخلف يعيشه , والدفع به نحو مستقبل يصبح في الامكان أن يكون أفضل .



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الصحفى ورد الرئيس
- قصة قصيرة : اش ..
- سباق مغاربي مقلق: التسلح يتقدم والتنمية الى الخلف
- ايران الثورة .. كنت هناك : ( 2 ) ذلك الثوري صاحب قاموس الممك ...
- ايران الثورة.. كنت هناك: (1) حكاية الرجل الثاني
- مليارات القلق
- قصة قصيرة : سيجارة
- الأشجار لا تموت دائما واقفة
- العرب وايران..صناعة العداوة
- الخيبة.. أو (رياضة الكراهية)
- الرهان علي الوقت الضائع
- - صناعة الجوع -
- كان هذا هو الموجز
- كم يلزم من الوقت ليتغيروا ؟!
- أنظر حولك وتفاءل !
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..
- الصديق الذي قتلته -النشرة-


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - بشير زعبيه - -القتل رميا بالشائعات-