أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!














المزيد.....

برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 15:13
المحور: الادب والفن
    



أنها أشهى من الكاتوه بألف عطارد .هكذا تخيلت مراهقتي الممثلة الفرنسية برجيت باردو ،اكثر فاتنات السينما أغراء في ستينيات القرن الماضي والتي اكتشفها المخرج الفرنسي روجيه فاديم ثم تزوجها ليقول إن الدمى لن تصل في يوما ما لما تمنح هذه القطة من إغراء الفراش والصوت والنعاس في الفراش الدافئ.
هذه النجمة التي شاخت الآن في سبعينيات عمرها قال لها شارل ديغول مرة : انك مدللة ووحدك من يشعرني برغبة كامنة تجعلني ارفع برج أيفل على أكتافي .
تعيش اليوم في خريف عزلة معتنية بالحيوانات الأليفة فقط ( القطط ،الكلاب ،الفقمة )وتاركة إلى الذكريات كل مشاويرها مع زمن الأغراء والأفلام الساخنة وشفاه ألن ديلون وجارلس برونسن وجان بول بلموندو الذي لم يخفي رغبته بها ليكمل معها قبلته الطويلة حتى بعد انتهاء مشهدها السينمائي .
وربما جان بول سارتر ذاته كان يعنيها عندما كتب ان الوجود مع ناعمة مثل هذه يضع السماء بوار نزواتنا والشهوة المنفلتة .لهذا كانت سيمون دي بوفار تنظر أليها من طرف الجفن وتقول هي مؤدية وأنا صانعة فلسفة .والفرق كبير بين هذا وذاك ...!
انكفأت في مكان منعزل تعيش عالم الوحدة وربما لا تريد أن تستعيد ما موجود في أرشيفها من أشرطة سينمائية للفتاة التي كانت في يوم ما توقظ في باريس ذكورتها وتؤثر على نفسية جيل بأكمله ليتمنى واحدة مثلها اكثر مما كانت رواية البؤساء تؤثر في الذاكرة الفرنسية بعدما قال جاك لانغ وزير الثقافة :كان على فرنسا أن لا تضع رواية البؤساء في منها الدراسي للمرحلة الثانوية إذا برجيت باردو موجودة ،فهذا الغزال الناعم يلهينا عن ألف رواية مثل بؤساء فكتور هيجو...!
لم تعد تذكر أحدا ، لم تعرف الصحافة عن حياتها الخاصة .وأصدقاؤها المقربون سريون ولا يعرف عنها شيئا ،وكلما أرادت عدسة مصور الاقتراب من تجاعيد ووجهها هددته باللجوء إلى القضاء والتعويض بملايين الفرنكات ..!
في آخر مدونات هذه القطة كتبت :كنت أعطى لأشعر أني لذيذة بما فيه الكفاية .!
علق آلن ديلون على تلك العبارة :بل وتزيد على ذلك .!
في ستينات القرن الماضي كانت نساء باريس يراقبن غرور هذه القطة ويحاولن تقليدها ،إلا أن أي واحدة لم تنجح ،لقد صنعها روجيه فاديم في فيلم (وخلق الله المرأة )ثم تركها تبتكر أداءها بخفة ورشاقة واغراء ورومانسية لم تظهرها أي واحدة قبلها ،فقد كانت تفعل الشجار في أمواج صدرها وتمارس فنا بريئا ومغريا في التعامل مع اللقطة السينمائية عندما يكون أمامها ولا ويريد أن يفعل معها شيئا ..1
تركت كل هذا الزمن الشهي لأن الشباب لن يكون أبدياً مع صاحبه لهذا أرادت أن تملئ عزلتها بأنوثة أخرى .هي أنوثة القطط فأسست لهن جمعية وكذلك فعلت الشيء ذاته مع الفقمة والثعالب والكلاب ،وتقول :طالما لبست فرو الثعالب لاجلب الدفء لواحد يقول :انه مغرم بي .الآن على الثعالب أن تلبسني وأنا اشعر بالندم لموتها من اجعل فروها .!
مثلت برجيت باردو زمنا هاما في أزمنة القرن العشرين ، انه العصر الذهبي المصنوع بفتنة نساء لن تنجب مثلهن فرنسا مرة أخرى ( برجيت باردو ، كاترين دينوف ،إيزابيل ادجاني ، صوفي مارسو ، ميراي ماثيو ، اديث بياف ،فرانسواز ساغان ، سيمون دي بوفار ،سيمون سينوريه ، وسواهن ممن صنعن في أنثوية الأرض حسا رائعا لصناعة لهفة الرجل الجديدة في عصر ولدت فيه شهوات أخرى غير الجمال والأغراء ،شهوات فيتنام والحربين العالميتين ،وحرب الكوريتين ،وثورات التحرر ، وما آتى في معاطف الحروب القصيرة والطويلة ..!
وربما هي وغيرها نحت غي التقليل من اسى ما حملته بنادق القرن العشرين من مآسي للشعوب الكادحة والفقيرة التي رات من سحر السينما تعويضا على ما يلحقها من اسى واظهاد من حكامها وهم يريدون ان يحولوا الناس الى دمى للمال والتصفيق والانحناء امام التيجان ، حد الذي وصل بادولف هتلر يبعث الى غنتروب وزير اعلامه ليقول :ابحث عن واحدة بساقيين تلتهبان اغراء لتنسي جنودنا البرد الروسي الذي غرقنا فيه كما غرق نابليون قبلنا .
وذات العبارة كان ديغول يكررها وهو يتابع هذه القطة المدللة في اداءها الفاحش :لو كنت موجودة في الحرب لخففت كثيرا على الفرنسيين الم سقوط باريس بيد الالمان ،وربما صدرك هذا قوى كثيرا من ركائز خطنا الدفاعي ماجينو وسوف يصمد طويلا امام مدرعات البانزر .!
الآن لم تصمد برجيت باردو امام مدرعات الزمن ،تهدل كل شيء فيها ، ولم يبق من طعم تلك اللذة سوى صدى دافئ يتردد بين شفتي الن ديلون :خذني الى نارك لتعلمني كيف احترق بشهوة الورد للرجل المميز .1!
في اخر صورة لها بدت العجوز برجيت باردو متشائمة مما اصابها ،متوترة وعصبية المزا ج ،ويقال انها رفعت كل المرايا في بيتها .!
لكنها مع ما اعطت وسحرت وابدعت تبقى تحمل لذة الذكرى ودهشتها ،وربما يسجل لها في تاريخ الانوثة :انها واحدة من قلائل من حركة الحلم والشهوة في اجيال لاتحصى من القطب الشمالي حتى مدغشقر..!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتباكات الغرام في يوم وليلة........!
- الدكتاتور العالمي ...شرقي بامتياز..........!
- العراق والأطفال ومونيكا .!
- الحس واللمس والمداعبة .....!
- المنطقة الخضراء ...منطقة الناس الفقراء .......!
- جنوب المعدان ..جنوب الطليان .........!
- بريمر ...وطن البرحي والخستاوي.........!
- مافي الصدر ...ليس سوى المطر ............!
- الليلة ....ستهبط الالهة بأجنحة النخل وخبز الفقراء...!
- بروكسل ( قطة وحمالة صدر وجنوب ).....!
- الموت اشتياقا .والاشتياق موتاً و ( عضة الشفتين )..!
- كاترين دينوف ..الآلهة الفرنسية القبيحة ..................!
- الفنانة ماجدة الرومي ..عضو البرلمان العراقي ...!
- خواطر مارلين مونرو ..خواطر رامسفيلد ....!
- مشهد من قتل فتاة يزيدية رجماً بالحجارة ..!
- تزويج الاطفال ...أنسانية دون غشاء بكارة .....!
- عضة الاباتشي.!
- للناصرية ..للناصرية ( صديقة الملاية رامسفيلد )
- أميرات البيرة ( فريدة ، لؤلؤة ، شهرزاد ، سنابل )...
- مطر مندائي ..في منديل لميعة ...!


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - برجيت باردو ...قطة باريس .وفقمة الأغراء كله ......!