أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حين تبتلع السياسة علم الاجتماع














المزيد.....

حين تبتلع السياسة علم الاجتماع


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 13:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين تبتلع السياسة علم الاجتماع

أ.د.قاسم حسين صالح
رئيس الجمعية النفسية العراقية

ثمة مفارقة،أن السياسيين لا يرتاحون لعلماء الاجتماع،والسبب أن السياسي محكوم بسيكولوجيا "التنبؤ المرضي للذات- بضم الميم"..أي أنه يصور الأمور ستكون على وفق ما يتوقع لها ،فيما عالم الاجتماع يحلل الأمور بحسب طبيعة العلاقات والقيم التي تحكم المجتمع وحركة تطورها .ولأن في هذا التحليل ما لا يتفق،وأحيانا يتناقض،مع تنبؤات السياسي فانه لا توجد مودّة بينهما..الا مع عالم اجتماع يقول للسياسي ما يريد ان يسمعه ويساير هواه..وهذا ما حصل مع رئيس النظام السابق وكان أحد أسباب الكارثة التي جلبها لنفسه وعائلته وشعبه ووطنه.فقد أحاط نفسه بمستشارين اجتماعيين ونفسانيين وتربويين "يمنطقونّ" أفكاره غير المنطقية و"يعبقرون" بصيرته مع أنها لا تخص الواقع ..فيما علماء الاجتماع المؤمنون بعلمهم والمخلصون لوطنهم صاروا بين من هاجر ومن صمت ومن أمسك بشعرة معاوية مع النظام.
وينجم عن عدم الأخذ بآراء علماء الاجتماع كوارث احيانا..نستشهد بأقساها وأوجعها.فادارة (بوش)لم تستشر علماء اجتماع ونفسانيين عراقيين موضوعيين بل استشارت من زيّن لها الأمور ،وأن العراقيين سيستقبلون "جيش التحرير" بالأهازيج.
لم يقرأوا ما قاله الوردي ،أن المجتمع العراقي مثقل بالنزاعات،وأن الجماعات فيه تميل الى الانقسام في معسكرات متعادية ،وأن العرب المستوطنين في سهول الشمال الغربي من العراق ما زالت تتحكم بهم قيم البداوة والعشائرية ،وأن الشعب العراقي منقسم تجاه نفسه ،وأن كفاحه الطائفي والاثني والقبلي يفوق ما هو موجود في شعب آخر.
ولم ينتبهوا(الأمريكان) الى أن شن حرب كبرى على العراق دون تخطيط لما بعد الحرب،واسقاط نظام دكتاتوري بغزو خارجي ..يفضيان الى انقسام المجتمع الى جماعات لا تعرف لمن تكون ولاءاتها!..وأن الأمر سينتهي الى صراع بحكم سيكولوجيا (الحاجة الى البقاء)!. ولم يأخذوا حتى بتحذير العلماء من أن الحرب قد تقضي على آثار العراق القديمة وذاكرته التاريخية.
ولم يطّلعوا على مذكّرات (المس بيل 1919)التي تنقلت بين العشائر العراقية وكتبت تحليلا عن الأحوال الاجتماعية في العراق .ولم يقرأوا ما كتبه عالم اجتماع امريكي مرموق(ميرتون-ت2003)الذي حذّر من تحكّم " المعطى العقائدي"بصياغة السياسة..وكيف أن بوش ،قبيل الهجوم على العراق "كان يصلّي من أجل القوة لتنفيذ ارادة الله" كما جاء في كتاب (خطة هجوم) لمؤلفه بوب وودورد..وأن حرب العراق هي تنفيذ لعدد من النبؤات الخاصة بالآخرة!..وأنها الخطوة الأكبر لمجيء المسيح الثاني الوشيك الوقوع!.
وما حصل من السياسيين العراقيين كان أكثر جهالة .لم يدركوا أن المجتمع العراقي صار بعد التغيير(2003)متشظيا ،وأن الطرق المؤدية الى الثأر وأخذ الحيف والاحتراب الطائفي فتح "مجلس الحكم" بواباتها أمام جموع تحكمت بثلثيهم "سيكولوجيا المظلومية" وبالثلث الآخر "سيكولوجيا الاحتماء"..وأن الديمقراطية تصاب بالرعب في مجتمع تسوده سيكولوجيتان بقانون جاهلي.
ومع كل ما حصل فان السياسيين العراقيين لم يلتقطوا العبرة..فكل مسؤول، بمستوى اتخاذ القرار ،أحاط نفسه بمستشارين من "حزبه"أو "أبناء العمومة"..وفي تعامله معهم شبه كبير مع تعامل رئيس النظام السابق وان بدا بثوب ديمقراطي.
ترى هل تتعظ السياسة وتكف عن ابتلاع العلوم الاجتماعية،أم أن سيكولوجيا "انّا وجدنا...ونحن على خطاهم سائرون".. تبقى تتحكم بالسياسيين الجدد من حيث لا يشعرون؟!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيلولة..قد تطيح بالنظام!
- البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!
- كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية
- سياسيون ولكن..مرضى عقليا!
- الى الائتلافين والعراقية..مع التحية
- السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام
- ثقافة نفسية 13:شيزوفرينيا- عتاب من مريض عقليا
- برلمان ديمقراطي ..لم ينتخبه الشعب!
- لمناسبة فوز ( الشرقية ) بالاستفتاء..تبيان موقف
- ثقافة نفسية : 12 طنطا!
- اثقافة نفسية -11: الرهاب الاجتماعي
- نتائج الانتخابات ..وسيكولوجيا العراقيين
- السطوة ..والديمقراطية
- في وداع برلمان 2005
- تشكيل الحكومة العراقية المقبلة -قراءة نفسية-سياسية-
- حين يخفق السياسيون ..وينجح السيكولوجيون!
- ايها العرب..ديمقراطية العراق زاحفة نحوكم!
- نتائج الانتخابات العراقية..في تنبؤات سيكولوجية


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - حين تبتلع السياسة علم الاجتماع