أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - من وراء تظاهرات البصرة وما اهدافها ..!؟















المزيد.....

من وراء تظاهرات البصرة وما اهدافها ..!؟


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وراء تظاهرات البصرة وما اهدافها ..!؟
محيي المسعودي
دعونا نتفق في البداية, على حق جميع العراقيين, بالتعبير عن الآراء والافكار والاعتقادات, بكل الوسائل السلمية بما فيها حق التظاهر , للمطالبة بالحقوق والحريات , التي كفلها الدستور العراقي . ولكن التظاهرات الأخيرة التي حدثت في محافظة البصرة طرحت اسئلة عديدة تحتاج الى اجوبة حقيقية ومقنعة وليس الى اجوبة سياسية , كما ان التظاهرات كشفت واشرت بوضوح جاهزية واستعداد الشعب العراقي للانخراط في اي مشروع تخريبي فوضوي يُعده أعداء البلاد , ولا ينتهي إلا بوأد وحدة العراق والنظام الديمقراطي الجديد فيه وربما الى الغاء اسم العراق من خارطة العالم .. وتساعد على ذلك الحرية الممنوحة للعراقيين - الغير مستعدين ولا مؤهلين ولا هم في حال يمكنهم التعامل معها - وان هذه الحرية "والحال هذه" , تكفي لانفلات الوضع بالكامل, بسبب ضغوط الحياة الشديدة داخل البلاد والمعاناة التي يوجهها العراقي , بدأ بالبطالة وانتهاء بشحة الماء والكهرباء ومرورا بثراء المفسدين والسرّاق وذوي النفوذ السياسي على حساب الأموال العامة . وعند النظر للواقع العراقي اليوم نجد ان الحريات الممنوحة للعراقيين حديثا . تعد مناطق رخوة في نظام وتكوين الدولة العراقية الجديدة وغالبا ما تكون هذه الحريات مناطق مؤهلة لتفريغ الاحتقانات التي تحصل داخل المجتمع بشكل طبيعي او بتغذية من جهات مستفيدة داخل وخارج العراق, معادية بطبعها للعراقيين وتحاول توظيف ذلك من أجل "فوضوة " البلاد . وامام هذه الحال تعجز الحكومة العراقية عن معالجة هذه الاحتقانات قبل تفجرها, وللعجز أسبابه الكثيرة, ولكن ضعفالحكومة على رأس تلك الاسباب, والضعف سببه الفساد وحداثة التجربة الديمقراطية في العراق وتخندقات الساسة . وبيدو أن حال العراق "هذه الايام" جاءت مناسبة لتنفيذ مشاريع التخريب التي تدعها دول بعينها . اذ ليس من المستبعد أن تكون الكويت أو إيران إلى جانب جهات داخلية وراء المظاهرة التي انطلقت في البصرة وأن هذه الجهات استغلت الشعارات التي رفعتها المظاهرة وهي شعارات منطقية تقوم على حق دستوري وهو مطالبة الشعب بحقوقه من الخدمات وخاصة الكهرباء . ولكن هذه المظاهرة ازيحت عن موقعها وهدفها الطبيعي قبل انطلاقها واثناء وبعد الانطلاق , لتتمكن الجهات المعادية تنفيذ أجنداتها داخل العراق . والمظاهرات ينطبق عليها القول الشهير لعلي بن أبي طالب "كلمة حق يراد منها باطل" إذ من حق أي من الشعب العراقي المطالبة بحقوقه التي كفلها الدستور , ولكن السؤال الأهم هو : هل تحقق طرق المطالبة وخاصة المظاهرات التي حصلت في البصرة حصول المواطن على حقوقه ؟ وهل الحكومة قادرة على تنفيذ مطالب المواطن ؟! وهل الوقت مناسب للمطالبة بهذه الحقوق ؟ وما هو حجم الخسائر التي سببها هذه المطالبات "التظاهرات" وتسببها لاحقا ؟ وهل أن هذه المطالبات منقطعة لحصول المواطن على حقوقه ومنتهية عند المواطن نفسه, ام ان وراءها اجندات محلية ودولية استغلت قسوة حياة هذا الإنسان وبساطته من اجل تحقيق مشاريعها التي تهدف إلى تخريب البلاد وتعطيل حق الشعب في حكم نفسه بنفسه . وأن هذه الأجندات جاءت لتمزيق البلاد حتى لا يشكل العراق بنظامه الجديد خطرا على دول الجوار . وان هذه المحاولات تُباركها وتشارك فيها امريكا بهدف اعادة تشكيل النظام والدستور في العراق . بمعنى اخر محاولة لإعادة الدكتاتورية .
عند متابعتي اخبار التظاهرات في البصرة أعلمني أحد المعارف هناك أن اموالا دُفعت لبعض قيادات المظاهرة من جهة غير عراقية لم يستطيع معرفتها وذكر لي أن قادة الخط الأخير في التظاهر استلموا 500 دولار ولا يعلم من هم في الخط الاول وكم استلموا من الاموال . تًرى من الذي موّل هذه المظاهرة !؟ اعتقد أن الذي مولها ليس الذي يريد أن تصل الكهرباء للعراقيين عامة وأهل البصرة خاصة بل الذي يريد أن ينسى العراقيون جميعا شكل الكهرباء ومعنى النظام الديمقراطي ثم ان وقت المظاهرة تزامن مع صراع سياسي داخل البلد بين اطراف جميعها لا تحترم العراق ولا العراقيون وهمهم الوحيد الوصول للسلطة . ومن المؤكد أن أطراف هذا الصراع لهم اليد الطولى فيه . وقد خرج احد السياسين على قناة فضائية معروفة بمعاداتها للعملية السياسية الراهنة . وحاول تحريض الناس على التظاهر والتمرد وفي الختام تاجر بمعاناة ودماء الناس من اجل اصطياد فرصة, قد توصله للحكم
هدف المظاهرة وما يمكن تحقيقه
لو سلمنا بحق التظاهر وحسن النية من وراءه واستبعدنا أي تدخل من الداخل والخارج فان هدف التظاهر سينحصر في تحقيق المطالب الشرعية التي رفعها المتظاهرون وهي الحصول على الخدمات وأولها الكهرباء وهنا يُطرح سؤال : هل تستطيع الحكومة العراقية الحالية المنتهية ولايتها تحقيق هذه المطالب ..؟ للاجابة على هذا السؤال نقول : تؤكد السنوات الماضية والحال هذي أن تحقيق هكذا مطالب يُعد أمرا مستحيلا خلال السنوات القليلة القادمة ! اذن كيف تتحقق هكذا مطالب خلال أيام معدودة كما يطالب المتظاهرون ..؟
بعد التظاهر واثنائه تبرز أمام المتظاهرين خيارات . الخيار الأول المطالبة بإسقاط حكومة مركزية لم تشكل بعد وحكومة محلية عمرها يناهز السنة .. أي أن الشعب - في الاولى - يسقط ما اختاره قبل ثلاث شهوروقبل ان يُجربه, وهو أمر يدل على جهل وتخبط فاضحين يمر بهما الشارع العراقي إذ كيف يطالب بإقالة حكومة مركزية لم تتشكل بعد ولم يجربها وحكومة محلية جربها لمدة سنة فقط في المحافظات. ولو تحقق هذا المطلب للمتظاهرين واستقالت الحكومة المحلية والمركزية . هنا يصبح أمامنا خياران الأول أن نُعيد الانتخابات ونختار ممثلي الشعب من جديد .. وبالتأكيد سيكون هذا الخيار أسوء مما سبقه بسبب السرعة والإرباك اللذين سيرافقان الانتخابات اضافة لضعف الحكومة وضعف التغطية الدستورية للانتخابات .. مع كل هذا , حتى ولو تم الانتخاب فلن ينتخب الشعب إلا اشخاص من بينه, ومادام الشعب لم ينضج ديمقراطيا بعد, ولم يبرأ من الفساد والإرهاب فأن القادمين إلى الحكومة سيكونون من هذا الشعب أي يحملون مرض الفساد والفوضى والجهل في استخدام الديمقراطية . أما الخيار الثاني وهو الأرجح حدوثا, هو أن تعمُ الفوضى العراق كله وتفقد الحكومات المحلية والمركزية السيطرة على الشارع ما عدى كردستان . عندها لا مناص للشعب من أن تحكمه العصابات والمافيات العاملة في الفساد والجريمة لأن لديها المال والسلاح . وعندها لن يتسنى للشعب المطالبة بأي من حقوقه .. وقد يتحقق ما تتمناه امريكا وتخطط له منذ ما قبل الانتخابات الاخيرة بقليل مع دول عربية وقوى سياسية محلية إلا وهو العودة الى النظام لدكتاتوري . عندها سيكون الدكتاتور الذي يحكم بغداد قادرا على إرسال جنده لسحق الشعب كما فعل صدام عام 1991 .. وحتى عام 2003 دون ان يتجرأ شخص واحد على التظاهر من البصرة وحتى الموصل
العوامل والأسباب التي ساعدت على التظاهر
لاشك أن الحريات والحقوق التي منحها النظام والدستور العراقي في عهد ما بعد صدام كانت الأرضية القوية التي وقفت عليها التظاهرة لشعور المتظاهرين أنهم محميون بالقانون والدستور .. وإلا لكان مصير كل من تظاهر الموت له ولعائلته كما كان يفعل صدام . ولولا هذه الأرضية لما قامت أية مظاهرة . وكلنا نتذكر ان البصرة خاصة منذ عام 1981 وحتى 2003 تعرضت للتهجير أثناء الحرب العراقية الإيرانية وكانت ساحة للحرب وقد كانت خالية من اهلها تقريبا في عقد الثمانيات حتى شاركتها المحافظات الأخرى بالجوع والمرض أيام الحصار الذي فرضته امريكا والغرب على العراقيين بسبب خلافاتهم مع صدام حسين . وقد كانت الخدمات في البصرة هي الأسوء في العراق منذ حرب الخليج وحتى 2003 ولم يتجرأ أحد على التظاهر والحديث عن مأساة المدينة خلال الحقبة المنصرمة . وقد عانت البصرة الامرين على مدار عقدين من الزمن .. وكان العقدان الاخيران من القرن المنصرم هما الأسوء في تاريخ المدينة الحديث .. وقد شهدت تحسنا طفيفا بعد العام 2003 .. إذن لم يكن أهل البصرة متنعمين فقدوا نعمتهم هذه الأيام فتظاهروا من أجل استعادتها .. وعليه ليس قلة الخدمات هي السبب الحقيقي وراء التظاهر بل هناك وراء الاجمة ما وراءها ....! يقول أحد المتابعين لعصابات الجريمة في البصرة . أن هذه العصابات قوية ومحترفة في القتال أكثر من الجيش والشرطة العراقيين, وهي مستعدة للتعاون مع أية جهة داخلية او خارجية تمنحها المال وتساعدها على ممارسة علمها الإجرامي واللصوصي . ذكر متخصصون في الشأن العراقي أن مخابرات دول عربية واقليمية تعمل في العراق منذ سقوط النظام السابق قد احتضنت هذه العصابات وشرعت بتمويلها لدرجة اصبحت قادرة على التحكم بها كيفما تشاء. وأظن أن الساعة حانت لأن تؤدي هذه العصابات دورها من خلال حشد الناس البسطاء واطلاق غضبهم تحت عناوين وشعارات وطنية او مطالبات بحقوق انسانية وخدمية والهدف الخفي دائما هو أن تعم الفوضى العراق وتسود روح اليأس والقنوط شرائح الشعب من مستقبل العراق , مما يتيح للمترصدين بالبلاد تحقيق مآربهم .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبغض الحلال ... المالكي رئيسا للوزراء - مرة اخرى –
- الفضائيات العراقية .. اعلام امتلك الحرية وغابت عنه المهنية
- لماذا يُعدُّ -طائفيا- تحالُف ائتلاف دولة القانون والائتلاف ا ...
- الى الكويتيين .. مهلا انكم تدفعون العراق الى انتاج صدام آخر
- بعد فشلهم باقامة نظام ديمقراطي في العراق .. الأمريكان يبحثون ...
- امريكا خلف السعودية للتدخل في السياسة العراقية
- السياسيون العراقيون يرضعون حليب الديمقراطية من صدر الام التي ...
- الطفولة في بابل براءة منتهكة تبحث عمّن ينقذها ويرعاها.. هل م ...
- ثبّتوا أقدامكم ، انكم على سراط مستقيم
- مجلس محافظة بابل يخالف المادة 28 من الدستور العراقي ويجبي ال ...
- الأمريكيون في العراق .. دائما, ينتصرون للجلاد على حساب الضحي ...
- ادب تفاعلي يستخدم تكنلوجيا الاتصالات الحديثة لكشف واقع اجتما ...
- الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات
- الثقافة في محافظة بابل بين احلام المبدعين وجفاء السياسيين
- درس في الصحافة لمن لا يحسن السياسة واخواتها
- هل يسدد - السياسي العراقي- كلفة انتاجه ... الى المال العام ! ...
- طريق الرفاق الى .. حكم العراق
- انا ام وجثتي
- في كتابه - مسلمة الحنفي ... قراءة في تاريخ محرّم -
- الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي المسعودي - من وراء تظاهرات البصرة وما اهدافها ..!؟