أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - فضائية الجزيرة.. بالعبري!!















المزيد.....

فضائية الجزيرة.. بالعبري!!


أسامة أبوديكار

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال لي أحد مغرمي كرة القدم "العتاقى" أنه ظل لأكثر من عقدين، ينتظر المونديال العالمي كل أربع سنوات، ليعيش شهراً من "الغرام" الكروي قلّ نظيره.. برفقة بعض أصحابه وزوجاتهم اللواتي يتابعن الكأس بشغف لا يقل عن شغف زوجته..
حتى كان كأس 2006 الذي نقلته الـART بشكل حصري، وبدأت "محنة" التشفير والبطاقات والاشتراك وغير ذلك.. في العالم العربي.
"المغرم" العتيق بالكرة، حاله كحال أصحابه، بسيط ودخله محدود، ولا يكاد يصل إلى آخر الشهر حتى يكون قد عاش "غصّات وإحراجات وبهدلات" تكاد لا تنتهي، وحين يقبض راتبه، لا يمضي عليه أكثر من يومين في أول الشهر، حتى يتبخر في تسديد القروض وإيجار المنزل وحساب البقال وفواتير الكهرباء والماء والهاتف.. وغير ذلك من ضرائب، وكأنها قذائف سوداء قاتلة، تطلقها وزارة المالية التي ربما تظن نفسها وزارة مالية الملكة إليزابيث أو قصر الإليزيه أو البيت الأبيض، ولا تدرك أنها وزارة مالية دول "مشحّرة" وشعب غلبه الفقر والحرمان.
وبالتالي من غير الوارد أن يفكر بدفع المائة دولار ثمن كرت الجزيرة ليشاهد موندياله الغالي.. والغالي جداً.
وبالطبع حال صاحبي هذا هو حال الـ 95% من العرب، إذا استثنينا دول النفط التي ربما بدأت شعوبها تعاني من بعض الحرمان والفقر أيضاً، وبالتالي حرم أكثر من مئتي مليون عربي من مشاهدة العرس العالمي الذي يحتفل بمنافسات لعبة الفقراء..
أليست كرة القدم هي حقاً لعبة الأزقة والحارات الشعبية، منذ أن كان صبيان الحي يصنعون كرة القش والخرق ويركضون خلفها بشغف؟!
أليست اللعبة التي خرج معظم نجومها، بيليه، مارادونا، رونالدينيو، ميسي.. وغيرهم الكثير من أفقر أزقة العالم.. وأصبحت أسعارهم بمئات الملايين فيما بعد؟!
لم تكن كرة القدم يوماً لعبة الأغنياء.. لكن وياللمفارقة الغريبة، حرم من مشاهدتها الفقراء، وتنعّم بها الأغنياء.. إن شهر المونديال الذي يأتي كل أربع سنوات يشبه كثيراً شهر رمضان!!
ففي رمضان يصوم الفقراء.. أما العيد فهو دائماً للأغنياء.
لكنها المعادلة التي تجتاح عالمنا العربي ليس إلا.. فمنذ عدة سنوات حاولت قناة "إن تي في" الروسية أن تمارس نفس لعبة الاحتكار هذه و تحتكر بث كاس العالم بالأراضي الروسية، أي قناة واحدة في دولة واحدة، وليس قناة لواحدة لأكثر من عشرين دولة، ولكن ثار الرأي العام ـ حيث يوجد لديهم رأي عام ـ والقضاء الروسي قال كلمته: لا للاحتكار.. ولا يفوتنا هنا أن لديهم قضاء أيضاً!!
رفض القضاء الروسي تعليمات الفيفا وحقوق البث وأعلن أن النقل مفتوح ومجاني، وليتكفل الإعلان بتكاليفه.
فلماذا تعطي الفيفا لتلفزيون واحد حق النقل بكل هذا الإقليم الشاسع، ولماذا تتحكم الجزيرة لوحدها بـ 300 مليون مشاهد؟!
كلنا نعرف أن معظم دول أمريكا الجنوبية تتكلم اللغة الاسبانية فلماذا لا تحتكر قناة واحدة النقل بكل ذلك الحيز الشبيه بالحيز العربي، بل نرى بكل دولة أكثر من قناة تتولى النقل.
وللتذكير فقط، فقد رفضت الصين تطبيق قوانين منظمة التجارة الدولية التي هي عضو فيها وتعتمد معاييرها، لأنها تجحف بحق الشعب الصيني.
الجزيرة تتكلف الملايين من دون أي "داعٍ!!"، وتصرف المليارات، وتريد تحميل المواطن الذي لا يهمه التحليل واستقدام الأسماء التي تطلب ملايين الدولارات، مثل ماتيوس وبيبيتو وفنغر.. وغيرهم ، المواطن العربي همه البسيط أن يحضر المباريات.. وفقط!!
وحتى القمر التركي الفضائي ينقلها مجاناً..
فضلاً عن التلفزيون الفرنسي والايطالي والروسي والاسباني والانكليزي وكل بلد بالعالم تقريباً ينقل المونديال وحده..
أليس من الواجب على الاتحادات العربية أن تشتكي للفيفا مما تقوم به من تصرفات غير مقبولة وحرمان متعمد للسواد الأكبر من الشعب، عن طريق الجزيرة أو الـART؟
هذا إن كان هناك اتحادات عربية حقاً!!
وبالعودة إلى صاحبي، الذي رأيته بعد مباراة الأرجنتين وكوريا الجنوبية منفرج الأسارير، وممتلئ سعادة بفريقه الذي استعاد هيبته وانتصر بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.. فبادرني: هل رأيت مارادونا وأولاده، ماذا فعلوا؟!
قلت: نعم.. إنه رائع.
وكنت أعتقد أنه لم يحضر المباراة لأنها من المباريات المشفّرة.. وحين سألته عن ذلك.. قال: "شالوم هبيبي".. أنا لا تفوتني أي مباراة في المونديال..
وبعد صمت أردف بخجل: صحيح أنني أحضرها بالعبري.. إلا أنني أعيش غرامي السابق، ودون ضريبة الجزيرة وقبلها ضريبة الـART اللي "تنذكر وما تنعاد"!!
صاحبي العروبي البسيط، والصادق والفقير الحال.. تمنعه قناة العروبة والإسلام.. عن المونديال وتعطيه الفرجة "بكرم زائد وبتعليق عربي أحياناً".. القناة 33 الإسرائيلية؟!!
لم أر أن ما حصل لصاحبي ولعشرات الملايين من فقراء العرب أتى صدفة أو عرضاً أو خطأً غير مقصود!!
وتزاحمت الأسئلة في ذهني.. وكان أبسطها: إن كانت الجزيرة تبث حصرياً في المنطقة العربية، فمن أعطى إسرائيل حقوق البث المفتوح ولجميع المباريات وعلى قنواتها الأرضية والفضائية؟!
بالطبع لن تأخذه ـ حين يكون البث مباشراً ـ إلا من فضائية العرب والمسلمين.. الجزيرة.. "الرائدة" بكل شيء!!
ومعلوم أن الجزيرة قد طلبت من البلدان العربية مقابل إعطائها البث على قنواتها الأرضية ولـ22 مباراة مبلغاً يبدو مذهلاً: 22 مليون دولار أميركي.. لا غير!!، وفضلت معظم تلك البلدان أن تصرف هذا المبلغ على ملاعبها ودعم الرياضة الوطنية على أن تدفعه مقابل 22 مباراة تختارها الجزيرة.. وهي المباريات الهزيلة في الكأس وللمنتخبات الضعيفة فيه!!
أما الدول العربية التي اشترت هذه الحقوق، فقد بدأت تبحث عن مصادر للدخل تغطي ما دفعته، وبالطبع لا تجد أمامها إلا وسيلتين: الضغط على مؤسسات الإعلان لجلب أكبر كمية من الإعلانات وهي المبالغ التي تحوّل بشكل غير مباشر ليدفعها المستهلك العادي.. أما الوسيلة الثانية، فهي البحث من خلال قريحة وزراء المالية، عن كيفية جديدة لفرض ضرائب على المواطن.. وفي كلا الحالتين كان صاحبي ـ مغرم المونديال ـ قد "أكلها"، اشترك أم لم يشترك.
ولكن لماذا كل هذا الكرم من فضائية الجزيرة مع إسرائيل؟!!
السؤال الآخر، الأخطر والأصعب، هل كان خطأً عفوياً من الجزيرة أن تدفع بفقراء العرب إلى البحث عن القمر الإسرائيلي "عاموس" وأن تشاهد المونديال بتعليق عبري.. وقد زين بصور نتنياهو وباراك وليبرمان؟!!
هل هناك هدية لإسرائيل توازي مثل هذه الهدية.. تقديم عشرات الملايين من العرب "خصوصاً العرب الفلسطينيين في غزة والضفة" لمتابعة فضائيات وأرضيات دولة "الرحمة والحريات والديمقراطية!!" في فرصة لا تتكرر إلا كل أربع سنوات، فرصة شغف الناس بالعرس العالمي؟!
لا أعتقد أن الجزيرة "الرائدة" قناة "الرأي والرأي الآخر!!".. وفضائية "المقاومة والممانعة" والعرب والمسلمين.. يفوتها ملاحظة مثل هذا الأمر.. لسبب بسيط أنه أوضح وأجلى من عدم رؤيته..
فالمشاهد في ظل المونديال، هو شخص آخر، لا شاغل عنده أهم من المونديال ومتابعة المنافسات والتعليق عليها والتوقعات وغير ذلك.. هي حجبت عنه، وأعطت إسرائيل لتفتح له الفرجة كما يريدها ويتمناها!!
الأمرَّ من ذلك أن اندفاع المشاهد العربي لمشاهدة القمر عاموس أتى بعد مجزرة إسرائيل في عرض المتوسط وتخبط الكيان في حالة من الإحراج العالمي.. ربما لم يمر بها سابقاً.
في بداية المونديال قال لي صاحبي، لقد حاصرتنا الجزيرة، أسوأ مما حاصرتنا إسرائيل في قطاع غزة..
وحين "استهدى" إلى "عاموس" قال لي: مثلما تفتح إسرائيل مسارب لبعض المواد الغذائية وعن طريق "رجال أمنها" في السلطة الفلسطينية.. على ما يبدو أن الجزيرة وجدت لنا الحل عن طريق "عاموس"!!



#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد العالمي لحرية الصحافة شجون وكآبات عربية
- الانتخابات العراقية.. وأمجاد داحس والغبراء
- غزة... نحو تفعيل إرادة عربية حقيقية
- النظام العالمي نحو حرب مالية شاملة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة أبوديكار - فضائية الجزيرة.. بالعبري!!