أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهد سلام - لحظات الوداع














المزيد.....

لحظات الوداع


ناهد سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 16:50
المحور: المجتمع المدني
    


استجمع الطاقات والامل والحب وعظمة الاله واللا اله لينظر في عينيه الغائرتين ووجهه المنتفخ ، وقبَل جبينه فغسلت مفرقه بعض قطرات الدمع ، يستذكره ايام الصبا والاحتيال في لعب كرة القدم مع اولاد الجيران في الشارع ، واسترجع بابتسامه يوم بكى اول حب بين يديه ، وتلك الشتائم التي رمى بها والديه اذ اختلفوا وترك منزلهما ليقصده ، ابتسم قليلا وهو يقاوم حشرجة الدمع في مقلتيه، حاول ملياً قهر تنهداته فغاصت في قلبه ، ضغط اعضاء وجهه وافرغ حنقا بالضغط على أسنانه .
عاد يتأمل مليا وبعينَين جاحظتَين كأنما يُخزن ملامح ذاكرة ، او كأنما يخشى اغلاقهما فتكف برهة عن ابصاره ، خرج صوته كغريق في بحر الفقدان دون جدوى من صراخه ،
أتى صوته من البعيد ودَع صديقهُ : صديقي وبراءة طفولتي ورعونة شبابي ، كنت النصف المكمل لي ، والان بفقدك بتُ جزءاً ضئيلا من كل ، اصبحت عزيزي ذكري ايامنا وتجاربنا ولا مستقبل سوى الذكرى .
سامحنى صديقي اذ خذلتُك يوم وقعت بضائقة مادية وما استطعتُ رمي طوق نجاة ، واغفر لي صديقي اذ وشيت لوالدك انك تعاطيت المخدر اثر خلاف نشب بينكما .
صديقي يا عمري الماضي ، وذكرى المستقبل ، أتوسلك أن تغفر لي تفريقي بينك وبينها اذ لم تكن مناسبة لك .
واسمح لي وكنت اتمنى ان املك شجاعتك لاعتذر لك في حين الموقف ، اسف صديقي اذ اخطأت بحقك واثرت الوحدة والغضب والعند ، فأتيت انت بكل شجاعة يتطلبها الاعتذار لمن لم تخطئ في حقه وراضيتني ، صديقي قد كنتَ محقا لكن غروري منعني ان اعتذر منك فسبقتني بقوتك وطيب نفسك وايمانك القوي بي وبعقلي ان يدلني على خطأي ، مرارا وددت الاعتذار منك فخانتني كلماتي وخذلتني رجولتي وعصف بي كبريائي ، اما الان فأستمد قوتي منك حتى وانت ساكن ، واستشعر فيك عظمة دوما كانت جزءأ من حضورك ، انا مدين لك بالاعتذار فهل تقبل ! اسف صديقي .
صديقي ، طفولتي وشبابي ، يا ذكرى غدي انت حي بداخلي ، اعدك ان اعتني بزهرتك ، واودع كلبك لمن يحسن رعايته وفور تخطي لخوفي من الحيوانات سأعتني به عزيزي .
أعلم انك ستوصيني خيرا بأسرتك فلا تقلق .
صديقي كل ما ارجوه لك ، ان تنعم براحة وأمان لطالما بحثنا عنهما سوية ، ولكم اتمنى عزيزي ان يصدق الرب بوجود الجنة حتى اتوسله ان تكون من مريديها ولتنعم هناك بكل انانيه وبذخ وشرور ، ولعلي سأتابع اكثر واؤمن بتلك الروايات عن تناسخ الارواح لربما تنجلي روحك في احد فاقابلك ونتصادق من جديد .
نَم بأمان صديقي

سلام



#ناهد_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيبُ زماننا والعيب فينا
- ثمن الانسانية
- أطالب ب :حق الموت !!
- الحياة حلوة
- مسافرة
- مقابلة الاحسان بالاساءة
- حالة
- بقايا ذاكرة
- بماذا أجيبها ؟
- رسالة من امراة الى رجل
- هل أنا مومس ؟!
- و الحزن اقدس
- ولماذا نُنكر علينا مشاعرنا ؟!
- مبروك ما اجاكم
- رأي صريح ومباشر
- ما بعد الحب ..كفى
- عيد باي حال عدت يا عيد


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهد سلام - لحظات الوداع