أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - أدميت قلوبنا يا حزيران














المزيد.....

أدميت قلوبنا يا حزيران


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 16:02
المحور: القضية الكردية
    


مؤلمة جدا الكتابة عن أحبة فقدناهم، لم يعد الصيف بذاكرتي دلالة للحر والعطش فقط، بل هو فصل المآتم، حزيران ذلك الشهر الذي فرحت فيه أمي بقدوم بكرها للدنيا يبكيني، في الثالث منه قالت لي زوجتي افرح انه عيدك، تأملت وجهها الجميل وقلت في نفسي أنا للقلب أن يفرح في شهر الموت حزيران، في الثاني منه قتل سمير قصير، وفي التاسع عشر منه أخذت يد الغدر الشيخ معشوق الخزنوي، وفي الواحد والعشرين منه كان الغدر بالمرصاد لجورج حاوي. أدميت قلوبنا يا حزيران، الجامع فيما بين الشهداء الثلاثة قضية واحدة "الحرية والديمقراطية" .
لماذا الخزنزي؟
الرواية الرسمية تقول أن السلطات الرسمية بعد تحقيق مفصل دام أربعة ساعات مع المتهمين تبين أن الجريمة "جنائية بحتة" وأن الشيخ الخزنوي قتل لأنه خرج عن نهج الطريقة الدينية لوالده.
في نيروز 2005 (رأس السنة الكردية) شارك الشهيد في الاحتفال الذي يقام في الجزيرة السورية، احتفالا بهذا اليوم، الذي هو اليوم الجديد للأكراد، ويرمز الى الانعتاق والحرية، قال في كلمة مؤثرة أعاد فيها الأمور الى نصابها من حيث العلاقة فيما بين رجال الدين ومجتمعاتهم وأقر بضرورة التحامهم مع هموم الناس واخراطهم بالحياة العامة للدولة والمجتمع فقال بكلمته " الحرية والاستقلال لهذا الشعب آت لا محال، شاء من شاء وابى من أبى، ولكن اعلموا أن الحقوق لا تمنح وانما تؤخذ بالقوة، لا أحد سوف يعطيكم حقوقكم وحريتكم صدقة عن أرواح أمهاتهم، وعندما لا تثبتون وجودكم، ولا تقفون على أرض صلبة، ولا تظهرون وحدة صفكم ولا تحيون تاريخكم بأنفسكم فان الآخرين لن يمنحكموها".
في ذكرى مرور سنة على انتفاضة القامشلي قال في حفل تأبين فرهاد محمد علي صبري " يعلم الجميع إنني يوما ما ما شاركت في مأتم موت والذين هم لصيقون بي يعرفون أنني لا أشارك في سنوية أبي ،لست بحاجة إذا كان البعض بحاجة الى أن يحتفل بالموت ، فأنا أحد الناس الذين هم ليسوا بحاجة الى أن يحتفلوا بالموت إلا إذا تمكنا أن نحول الموت الى حياة" وحرض في سياق كلمته على الحرية والوحدة والعمل على انتزاع الحقوق فقال " فرهاد عزيز علينا جميعا ...... لكن من الذي قال أن عشرين ونيفا من شهدائنا ليسوا بمستوى عزة ومكانة فرهاد. لم مرت ذكراهم وانتم خامدون ، نائمون،من الذي نومكم، من الذي أفهمكم أن الحياة لاتوهب للموتى أمثالي وأمثالكم،أن الحقوق أيها الأخوة لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تؤخذ بالقوة دماء الشهداء يجب أن تكون قطراتهم سقيا لشتلات حقوقكم، لن نسمح بعد اليوم أن تنسوا شهدائكم، ليست الشيعة مخطئة يوم تتحدث كل سنة عن الحسين، رجل استشهد قبل الف واربعمائة سنة، لا زالت أمته، لا زالت شيعته تحتفل بدمه لا لأن رجلا مات، انما لأنهم يريدون أن يحيوا جماعة وأمة وشيعة بسقيا دمه".
دعا الشيخ الخزنوي يومها الجموع الى عدم الخوف والبصق بوجه الجلاد " أنا أحد الناس أخشى السياط كثيرا، ولا أريد أن أتذكرها، ولكن منذ أن دعاني والده (والد فرهاد) الى هذه الجلسة لا أدري لماذا تذكرت ياسر وسمية، ياسر هذا الصحابي الجليل الذي وقف جلادوه في وجهه وهم يقولون له سنعطيك كل شيء، سنهبك ما تريد، سنتركك، فقط اشتم محمد، فأبى ياسر وأبت سمية بل بصقت في وجه ابا جهل، هكذا وصلتني الرواية. لقد طلبوا من فرهاد أن يشتم أهله، أن يشتم شعبه، أن يشتم أمته، لا أدري هل بصقت في وجههم ..... " كانت تلك الكلمات بمثابة الوصية التي الهبت الشارع، وكأن لسان حاله يقول لهم لا تخشوا بالله لومة لائم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، شهداء الفكر والرأي على امتداد التاريخ كثيرون، وهم أحياء بقدر ما أفكارهم حية بين الناس، حيث النهاية المادية للجسد لا تؤدي الى نهاية الفكر، وهذا ما فات قتلة الشيخ الخزنوي الذي شكل نموذجا لرجل الدين الملتزم بقضايا شعبه الوطنية والقومية. كان الشيخ الخزنوي داعية مجددا في المضمار الديني بما يناسب الحياة المعاصرة وتحدياتها. قد يكون القاتل اسكت ذلك اللسان الجهوري الناطق بالحق بلسانه الكردي، الا انه لن ينجح بخنق ملايين الأصوات التي تقمصت شخصيته وتعاليمه، كان الشيخ يدعو الى تعايش الكرد مع محيطهم العربي والاسلامي، وكان يدعو العرب والمسلمين لعدم التخلي عنهم، كان يحذر من التوجه الغربي نحو الكرد للسيطرة عليهم في محاضرة له تحت عنوان الشباب والانفتاح العالمي قال " ان الغرب وبعد نسيانه للأكراد كل هذه القرون، ها هم يسلطون الضوء على هذا الشعب في ظل تغييب لهم من قبل المجتمعات والدول والتنظيمات الاسلامية ..." وحول سبب ذلك الانفتاح الغربي على الكرد قال " باهتمامها بالكرد الآن تريد أن تجعل من قضيتهم قميص عثمان .... يؤسفني أن أقول ان شمال العراق يعيش الآن في أمان وسلام تحت حماية طائراتهم، والبنية التحتية تؤسس بخبراتهم .... والمسلمون غائبون في كل هذه الخطوات .... اذا ترك المسلمون اخوانهم الأكراد فريسة للغرب ..... فلا يلومن المسلمون حينئذ الا أنفسهم اذا أصبحت كردستان لا سمح الله خنجرا في جسم الأمة، وأصبح الأكراد لعنة على المسلمين في المستقبل القريب ..... " .
قتل الشهداء الثلاثة لأنهم مثلوا حلما جميلا مشرقا ألوانه زاهية عنوانه الحرية والديمقراطية، عرفوا الألم الذي نخر قوام شعوب منطقتنا وجعله سائغا ووفيرا أمام أنياب الاستبداد والظلم.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل
- بالأمس علوش واليوم فتفت من يكون غدا
- تركيا والدور الضرورة
- سمير قصير من باريس الى القدس
- يسألونك عن العراق
- خطاب مفتوح الى الرئاسات اللبنانية الثلاثة
- الأول من أيار في ظل الأزمة الاقتصادية
- ما بين جنبلاط و جعجع
- 13 نيسان فيما بين باكستان و لبنان
- بقاء الفيدرالية رهن بوحدة الأكراد
- فيدرالية الطوائف و نظرة اليسار اليها
- شرق المتوسط مرة أخرى
- غوران جسر الوحدة الوطنية و تكريس التنوع الكردستاني
- نوروز بملامح جديده
- الحرية فيما بين الثامن و الرابع عشر من آذار
- هل هو العراق الجديد ؟
- حرب دينية بدولة فاشلة
- التغيير وعصمة ولاية الفقيه
- لن نسامح و لن ننسى
- سعد الفينيقي و سمير العربي


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود محمد - أدميت قلوبنا يا حزيران