أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - يوم ضحايا السيارات المفخخة في العراق















المزيد.....

يوم ضحايا السيارات المفخخة في العراق


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 03:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الموت في الشوارع ...والعقم في المزارع .... وكل ما نحبه يموت !!
رحم الله السياب !

والله قد كرهت الكتابة نفسها ........ ولا اود ان اكتب شيئا اي شئ ....... لأنني يئست من اصلاح الحياة في العراق .. يأسا كيأس يونس عليه السلام ... يوم ترك قريته وتبرأ من نبوته حين حار بأمر اهل الموصل .. وكيأس علي الدر من اهل العراق في ايامه يوم قال لهم : لقد ملئتم قلبي قيحا !

ولست بالاديبة ولا الكاتبة ... ولست من الفقهاء ولا من العلماء ... ولكن فواجع العراق ، احرقت قلبي .... لأننا ان كنا نكتب لاجل الاصلاح ... فلننصح انفسنا قبل نصح غيرنا .... ولكن : هم الموت .......... اصبح هما جماعيا !!

اجل الموت في الشوارع يا هؤلاء الجالسين في البرلمان بمباركة اصواتنا .... والسائرين بسيرة فرعون وهدام في الظلم الاجتماعي ...
حاولت الدول الديمقراطية تجنب مسألة الظلم الاجتماعي ، لأن عدم تحقيق العدالة الاجتماعية في منظار فلاسفة الديمقراطية انفسهم يعني عدم وجود ديمقراطية ولكننا استوردنا الديمقراطية بكل خطاياها حتى بتوزيع الفقر بالتساوي ... بل تقدمت الديمقراطية العراقية على الاخرين بصفة توزيع المفخخات على الشعب .... والقتل الجماعي...

وهذا ديدن كل نظام سياسي معنا ......... يقتلوننا !! حتى لقد تكون لدينا اعتقاد جماعي خاطئ : بأن الحكومات محقة بقتلنا !! اجل !! نحن نقول يوميا : بأن العراقيين يحتاجون الى من هو قوي كي يحكمهم !! ولن يصلح حالهم الا بالقوة والعين الحمراء !!
ولماذا نحن من بين جميع شعوب الارض يجب ان تحكمنا العين الحمراء !!!

لقد طغت عصابات القتل والاجرام فينا وتمكنت الى درجة بلغت اعلى المناصب ...... كما فعل حزب البعث وعصابات ابو طبر الشهيرة التي قادها هدامهم ...........

وكم بكينا لاجل الحرية ....... وكم تحرقنا شوقا للقاء الحرية ........... ولازال الفرج عنا بعيد : متى نصر الله ، الا ان نصر الله قريب ........ والبلد يغلي ........ والعالم بل شعوب الارض الاخرى تتمتع بالعيش الرغيد !!

وكأن الحرية الحمراء : وبابها الذي لاتدقه الا الايدي المضرجة قد خلق لنا وحدنا !!

ان ثمن الحرية في العراق ....... كبير كبير ........ حتى لقد عشق العراقيون سجانهم ..... هربا من تمني الحرية !!

لم يأتي جياع العراق ليطرقوا ابواب البرلمان ... ولم يحاسبهم احد على رواتبهم الخيالية ... كما في الثورة الفرنسية ! حين وقف الجياع على باب ماري انطوانيت ثم سجنوها ....

ولسنا نملك في بلدنا ذرة من الوطنية التي تجعلنا نستذكر ارواح هؤلاء الذين يذهبون يوميا بالمئات .... لاجل انجاح العملية السياسية ....

وكل سيرتنا مع اهل البرلمان و الحكومة الجديدة العتب .... لم لا يتم اصدار قانون ... للتبرع بنسبة من رواتب اهل البرلمان .... لدعم عوائل التفجيرات الجماعية ؟ ولم لا يخصص البرلمان جلسة من جلساته لمناقشة امرهم ؟ والنظر في شؤونهم ... تلك الجلسات تعقد لزيادة روابت اهل البرلمان وزيادة تحصينهم وتحصين حياتهم الثمين .... لم لا يتم تغريم الاحزاب بل ونشرها على قائمة الارهاب ... اسوة بالنازية والبعثية وكل من تسول له نفسه تحقيق المكاسب السياسية بتفجير الشعب ... وهذه حقيقة ... يتم استهداف العراقيين لتصفية الحسابات بين حزب واخر او لأن الدول المجاورة غير راضية بحكم الاكثرية في العراق .... ولايجدون حلا سوى تقتيلنا وتشريدنا ... زرافات ووحدانا....

ان هنالك علاقة كبيرة بين قتلى الانفجارات الجماعية ... اوضحايا المفخخات .... وبين اعضاء البرلمان والاحزاب ... هم ليسوا بأقارب ... كلا ... لكن كل من الفرقاء في البرلمان والحكومة .... ينتقم من الاخر ... بتفخيخ طائفته في سيارة مباشرة بعد اي احتدام سياسي !

ولقد رأينا بأعيننا كيف تم الانتقام من اهل الشعلة والكاظمية والثورة والحرية ... وكل بغداد .... وبلغت تفجيراتهم العمارة ... بعد كل نجاح تحققه الحكومة .... وبعد كل ازمة سياسية ... والايدي كثيرة من اتباع هدام واذنابه الى دول الجور ... الى القوى الحزبية وماتملكه من ادوات الموت وصناعته البغيضة !

فمن جهة : الحرب السياسية قائمة .... ولا اصدق شيئا اسمه السياسة في العراق .. لقد قال عمر ابن سعد بأنه يعرف الحسين ابن علي ويعرف قدره ... ويعرف اجرام يزيد ابن معاوية اللعناء ... ولكنه : لايترك ملك الري والعراق يذهب من يديه .... فأقدم الملعون على فعلته الشنيعة بقتل سيد الشهداء عليه السلام .... فقط لأجل ملك العراق ...

ويذهب المئات اليوم كالحسين ... واهله ... مظلومين يشكون الى الله تفتيت لحومهم ..... لا لذنب عملوه.... ولكن فقط : لان هنالك حكومة جديدة يراد تشكيلها في العراق ! ولأن التكارتة فقدوا ملكهم في العراق .. اجل فقط لأجل ملك العراق !

لقد قامت الدنيا ولم تقعد مذ وصلت الاكثرية الى الحكم في العراق .... وهاهم منذ 2003 يتحلبون من لحومنا ... .ولكن الخزي كل الخزي .... اننا نعتبر من يموت في السيارات المفخخة : على انهم ثلة من الناس ... قتلوا في حادث ارهابي وانتهى امرهم ... وعليهم السلام !! وقضي الامر ... هكذا ...

فيهم من هو طالب في مرحلتة الدراسية الاخيرة ذاهب الى الجامعة ...

فيهم اثنين من الشباب ... تنتظرهم امهم الارملة .... فتثكل ... وتفقد عقلها ... لتنال الترمل والثكل معا ..

وفيهم العجوز الذي ركب الباص كي يذهب لاستلام راتبه التقاعدي ..

وفيهم المرأة التي ذهبت لكي تتسوق لاولادها وعائلتها ...

توكلوا جميعا وركبوا ذلك الباص ..... واذا بالموت يحتضهم باكيا اجمعين .... ويقول : وا أسفي ان اكون موكلا بالموت ! وا أسفاه ...ولربما لم ير الموت امثال هذه الشنائع حين قبض ارواح ملايين البشر على مر السنين ...

فحتى الموت يعاني تجربة مريرة هو الاخر .... ثم ان الموت ينسى والناس ينسون ... وكأن هؤلاء المظلومين ... هم ليسوا ببشر
بل كأن هذا الموت المريع البشع ... وسيارات الاوباش المخففة في الشوارع .... ليست بجرائم ضد البشرية ... لم تذكرها الامم المتحدة ... ولاحقوق الانسان .... ولا منظمة العفو الدولية ... رغم انهم فئة مميزة جدا .... من الشهداء ... دفعوا دمهم .... ضريبة لاستمرار العملية السياسية ... واستمرار النظام الجديد في العراق ..

بل العجيب في هذا الزمان : ان منظمات حقوق الانسان ووزارة حقوق الانسان مخصصة للتأكد من سلامة السجناء .... والارهابيين الذين ساهموا في تفخيخ البشر وتفجيرهم .... ويطالب الالاف اليوم بألغاء عقوبة الاعدام وتلك الامور الترفيهية للمجرمين ........... ولايهتمون بمقتل المئات على يديه !!

كأن المئات : لا شئ ! صفر في حسابات الايديولوجيات الحديثة !!!!!!!!!!!! اجل ايديولوجيات التسامح الكاذب !
وليس البلية في ايامنا عجبا .... بل السلامة فيها اعجب العجب !

اجل : لقد وضعونا تحت معادلة مفادها : اننا نحمد الله على سلامتنا وكفى ! من مات قد مات وقضي الامر الذي فيه تستفتيان !!
لو تعلم الحكومة الجديدة مقدار الفرح الذي عمنا ساعة سقوط هدام .... وكيف ظننا ان ابواب السعادة قد فتحت لنا ... لو يعلم هؤلاء .... كم مغدورين وكم مظلومين نحن : حين تكون دماءنا ثمنا لاستمرار حكومتهم .... ولكننا ابدا لانمر ببالهم !! ولا احد يذكرنا .... ولا احد يهمه امرنا .....

لا ادري ... انرفع القول فيهم الى برلمان لاهم له سوى اسعاد اعضاءه بزيادة الرواتب الخيالية خيالا !

انرفع القول فيهم الى رئيس الوزراء ... وهو شخص وحيد ... لو قدر لنا ان نكون مكانه لهربنا من جحيم السلطة في العراق ! وجحيم من نتعامل معهم ونصدر اوامرنا فلايطبقونها !

انرفع القول فيهم الى رئيس الجمهورية ؟ .....ام نرفع القول فيهم الى رئيس البشر وبارئهم وخالقهم ورازقهم ؟

هل ان عددنا كبير الى هذه الدرجة ؟ ولسنا نعادل سكان ولاية من ولايات اميركا نفسها ؟

ام اننا زيادة عدد ويجب ان يتم التخلص منا حفظا للتوازن البيئي ؟ بل لموازنة قوى الطبيعة ؟

هل اننا المغضوب عليهم في حادثة تسونامي؟ ولسنا نرتاد المسابح .... ولم نعرف السياحة في عمرنا ....اجل عمرنا الذي ابرم عقدا مع ملاك الموت
الطاهر .... ! حتى لقد برئ الموت من الموت ! وهو يرى المفخخات تفجر فينا يوما بعد يوم .... لقد استقال الموت من منصبه ....

حكمت الاقليات في ثلاث دول فقط بين بلدان العالم المختلفة .... حكموا في جنوب افريقيا اقلية تقزز الضمير البشري من افعالها الشنيعة .... وحكم التكارتة والصداميين العراق .... وحكم نسبة من السكان تبلغ 10% او 5% البحرين ... ومنحت الجنسية لكل دول الخليج ... وان لم يسكنوا البحرين .... كي تخرس الاكثرية ...

ولقد دفع الناس في العراق ثمن الحرية غاليا ..... اين منا الجزائر ذات المليون ... واين منا تسونامي ... واين منا هيروشيما وناكازاكي ...
وتذهب الضحايا في تلك البلدان لتعبد الطريق .... لحياة امنة بعدها .... الانا .... وايانا ... فلقد اعطينا للمقابر الجماعية ، واعطينا للقادسية وام المهالك واعطينا الاطفال الرضع والنساء الجائعات للحصار ... ونخر الجنون والامراض النفسية جيل المخضرمين ... وملأت الامراض الاجتماعية نفوس ابناءنا حتى لقد مسخت القيم والتقاليد ..

يقول فكتور هوغو : ان الخزي ليتعطش الى الاحترام ... ولقد تعطش خزي القتل والموت والدمار في العراق الى قطرة من ماء الحياء فلم يجدها .... لا في جبين اعضاء برلمانه ..... ولا في جبين الاحزاب التي ادعت اجمعين انها جاءت لنصرة المظلومين في العراق ....
وكم من الجرائم ارتكبت باسماء هؤلاء المظلومين ... حتى لقد قلنا : لانريد من ينصرنا .... فلقد رأينا كيف لم تجدي بين جوانحنا منذ قرون صرخة الحسين المظلوم : اما من ناصر ينصرنا !!

ان العار كل العار .... ان يذهب ابناءك الى الموت زرافات ووحدانا ... في كل يوم .... لاقبر ولاغسل ولاكفن ... وانت تجلس في البرلمان .... لاتذكرهم حتى ... لاتؤرخ وفاتهم بيوم تذكاري حتى ...

يوم المظلومين في الانفجارات الجماعية ... ويوم المظلومين في المقابر الجماعية .... ويوم اغتيال الطلبة ..ويوم اغتيال النساء ... لا ادري كم يوما نحتاج !!



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمن الحرية 10 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 9 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 8 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 7 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 6 / من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية 5/ من قصص ضحايا الارهاب في العمارة
- ثمن الحرية ... 4/ من قصص ضحايا الارهاب ..
- ثمن الحرية 3 / .. من قصص ضحايا الارهاب
- ثمن الحرية 2 / من قصص ضحايا الارهاب
- ثمن الحرية .. من قصص ضحايا الارهاب
- حين يقتلون علماء ... في الربيع الخامس والعشرين
- نساء ميسان ... لا احد يفهمهن !!
- لأنني .. لاأغني .. !
- البرلمان ... والطمع ...
- بلاد على قارعة الطريق ! ... ومن يهتم !
- نساء في سوق النخاسة ..............الحديث !
- خواطر ... اخيرة ..
- ذات الموضوع .... لا اغيره ...
- تيتي تيتي ... مثل مارحت !!
- الديمقراطية العراقية ...!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - امنة محمد باقر - يوم ضحايا السيارات المفخخة في العراق