أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن لطيف علي - اسحاق بار موشيه .. أول يهودي يكتب مذكراته عن بلاد الرافدين














المزيد.....

اسحاق بار موشيه .. أول يهودي يكتب مذكراته عن بلاد الرافدين


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


هو احد كبار القصاصين اليهود الشباب الذين نزحوا من العراق الى اسرائيل وظهرت مواهبه الأدبية والصحفية فيها، وتسنم المناصب الحساسة والمهمة في دار الإذاعة الاسرائيلية في أورشليم- القدس ، ودون في كتب ذكرياته خفايا الحياة السياسية وموقف الحكومات والشعب العراقي من الطائفة الاسرائيلية، بعد ان نضج تفكيره ودراسته في السنة الأولي في كلية الحقوق ببغداد.
ولد اسحاق بار - موشيه في 23 ينايرعام 1927 في بغداد، من عائلة ميسورة . وتولع منذ طفولته بالقراءة، ومن خلال ولعه هذا وتنقله وحضوره في المكتبات العامة حصل على تخويل من احد المسؤلين في وزارة المعارف في العراق للدخول الى المكتبة الوطنية العامة في بغداد لصغر سنه . درس الابتدائية في مدرسة راحيل شمعون ، واكمل دراسته الاعدادية في مدرسة الرصافة عام 1943ودراسته الثانوية في الاعدادية الاهلية وهي مدرسة يهودية كانت تدار من قبل الطائفة الاسرائيلية في بغداد . وإلتحق بار- موشيه بكلية الحقوق ودرس فيها عام 1945 . وعمل في عدد من الصحف كمحرر، منها صحيفة "الشعب" و"الاهالي" .
هاجر من العراق عام 1950 بعد حملة الاضطهاد والفصل القسرية ضد يهود العراق لحملهم على الهجرة، وهكذا غادر جل يهود العراق قسرا بتهجيرهم من بلدهم وموطن ابائهم واجدادهم . وقد أسس في اسرائيل صحيفة الانباء اليومية واشرف على ادارتها عامين . وفي عام 1972 بدأ عطاءه الأدبي الثر، فكتب وأصدر مجموعات من كتب القصص القصيرة باللغة العربية .
يذكر أستاذ الأدب العربي الحديث في الجامعة العبرية، د. شموئيل (سامي) موريه في كتابه "القصيرة القصيرة عند يهود العراق " ان بار- موشيه يبتعد في قصصه عن الحدث ويهتم بالجو النفسي والحوار الداخلي خاصة وبواسطته يحاول رسم الشخصية، فقصصه هي قصص نفسية تهتم بالعلاقات الانسانية واللحظة الانسانية المكثفة .
ويذكر الاستاذ موريه إن معظم ابطال قصصه "يعانون من الانفصام بين العلم النفسي الباطني او عالم الاحلام وبين العالم الخارجي الذي يحيط بهم، والحلم او الوهم بالنسبة لهم لا يقلان اهمية وتأثيرا عليهم من الواقع ، بل ان الاوهام والخيال واحلام اليقظة هي بالنسبة لهم أهم من عالم الواقع . فأبطاله يتأرجحون على الاغلب على الخيط المشدود بين سلامة العقل والجنون، بين الاحلام والهذيان، بين الكابوس وضبابية المشاعر، وهو مولع بالحوار في قصصه ."
صدرت له اول مجموعة قصصية بعنوان "وراء السور" ومجموعة قصصية ثانية بعنوان "الدب القطبي وقصص اخرى" عام 1974 و "رقصة المطر وقصص اخرى" عام 1974. ونشر الأولى من سلسلة مذكراته التاريخية بعنوان " الخروج من العراق" عام 1975 ولأهمية هذا الكتاب قامت الحكومة العراقيه بترجمته في ثمانينيات القرن العشرين من اللغة العبرية الى اللغة العربية، في طبعة خاصة وللتداول المحدود من منشورات ما سمي "مجلس قيادة الثورة في العراق" وصدر بعنوان " الهروب من العراق" وبذلك يكون بار- موشيه اول من كتب مذكراته من يهود العراق ومهد الطريق للكثير من اليهود العراقيين ان يكتبوا مذكراتهم باللغة العربية بتشجيع من رابطة الجامعيين اليهود ومنهم : أنور شاؤل ، ود. سلمان درويش، ومير بصري، د. نسيم قزاز، وشالوم درويش، وسمير نقاش ونعيم قطان .. وغيرهم .
وآخر من يواصل كتابة مذكراته باللغة العربية، هو الاديب الكبير أ.د. سامي موريه في موقع "إيلاف|" ، وقد طبعت مذكراته في بغداد مؤخرا بدون علمه وموافقته وقد سببت له ألماً كبيراً لأنه لم ينتهي من كتابة مذكراته التي ينشرها بشكل حلقات.
وصدرت للأديب اسحاق بار- موشيه مجاميع قصصية اخرى، لكن اهم كتبه هي مذكراته التي اصدرها بصورة رواية بأجزاء اربعة، تمثل وثيقة تاريخية مهمة تروي تاريخ يهود العراق وتعايشهم مع اخوانهم العراقيين بكل مللهم وطوائفهم ، وما تعرضوا له من ممارسات غير إنسانية . وهي تبدأ من ذكرياته "الخروج من العراق " و"بيت في بغداد" و" ايام العراق " و " يومان في حزيران"، إذ توفي في مدينة مانشستر قبل ان يصدر الكتاب من قبل رابطة الجامعيين اليهود بشهرين ولم تتكحل عيناه برؤيته مطبوعا.
وهذا الكتاب يروي فيه الاحداث التي مرت على العراق وتفصيل تأثيرها على حياته كفرد وعلى حياة المجتمع العراقي عامة وعلى حياة الطائفة اليهودية خاصة، وعلى مصيرها . ويصف في روايته هذه يومي الفرهود في الاول والثاني من حزيران عام 1941 اللذين تركا اثرا مؤلما وعميقا الى هذه اللحظة، وسوف تبقى وصمة سوداء في تاريخ العراق المعاصر في نفوس العراقيين بصورة عامة واليهود بصورة خاصة. فقد تعرضوا للقتل والاغتصاب والسلب والنهب خلال هذين اليومين الأسودين.

وتصف سميرة المانع اعمال بار - موشيه بأنها وثائق مهمة تؤرخ لفترة حرجة صورت ما كان من علاقات الألفة المودة التي كانت قائمة بين الشعب العراقي ويهوده ، وكيف تدنت هذه الصلة الى مستوى القتل والارهاب الذي ادارته حكومات عريقة في الرجعية ومغرقة باليمينية، بالاضافة الى عوامل خارجية لاحول للفرد العادي في صدها. وظف اسحاق في اعماله القصصية الفردية الموصلة الحلقات ليكشف احداثا واقعية، بعضها مؤلم حفا في ظروف تشابكت فيها حياة العديد من اليهود مع غيرهم من سكان العراق .
توفي اسحاق بار موشيه الى رحمة الله في التاسع من ديسمبر عام 2003 في مانشستر بانكلترا بسب مرض القلب، فتوقف قلبه الكبير وقلمه السيال وفكره الثاقب. وهكذا فقد العراق وأدب يهود العراق، اديبا كبيرا ودبلوماسيا خلد خدمته في مصر بكتابه الفريد "مصر في قلبي"، ومعلقا صحفيا محترما، محبا للعراق ولجميع إخوانه العرب في البلاد العربية مخلصا لأصدقائه العراقيين خاصة، وكان يواسي المعوزين ويؤازر اصدقاءه يوم الضيق، فكان نعم الصديق ونعم الانسان المحب لاخوانه في الانسانية.





#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لامبان في كتاب جديد : اصل الحجاب وثنيّ ولا علاقة له بالاديان ...
- رشيد الخيُّون.. تجربة عقلانية في نقد الأصولية الإسلامية
- العراق واليابان في التاريخ الحديث .. التقليد والحداثة
- يهود العراق .. ذكريات وشجون
- نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي
- كاظم مرشد السلوم : التدخل الحكومي أسهم في تدهور السينما العر ...
- مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ
- تاريخ التعليم في العراق واثره في الجانب السياسي
- الإعلامي محمد السيد محسن : الإعلام التلفزيوني اخذ مني الكثير ...
- طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي ...
- محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر
- عمارة .. ومعماريون
- العراق ..الشعب والتاريخ والسياسة
- حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
- سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
- صدور العدد الأول من مجلة اطياف
- مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح ...
- يهود الديوانية .. اسماء وذكريات
- الحداثة في العمارة الاسلامية


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن لطيف علي - اسحاق بار موشيه .. أول يهودي يكتب مذكراته عن بلاد الرافدين