أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كمال سبتي - كلمات إلى مقتدى الصدر














المزيد.....

كلمات إلى مقتدى الصدر


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 925 - 2004 / 8 / 14 - 09:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أخي مقتدى..
عزمتُ على كتابةِ رسالةٍ إليكَ.. وأنا لا أدري من أينَ أبدأ ؟
أَأبدأُ من الفِقْهِ الشّيعيّ..وماذا يفيد الفِقْهُ الآن ؟
ولكنكَ كنتَ تقولُ ككلِّ رجالِ الدين الشيعة بأنَّ المقاومةَ منافيةٌ للشّرع وقد سمعتُها منكَ ذاتَ مرّةٍ فقلتُ في نفسي : إنّما هذا الشّابُّ يُدركُ أنَّ قيادةَ الناس إلى الإبادةِ أمرٌ يأباهُ الفِقْهُ الذي يُدَرَّسُ في حوزةِ النَّجف وفي كلِّ حوزة.
ولقد تغيَّرَتَ الآنَ وقبلَ بضعةِ شُهور وبيني وبينكَ ما في الآية 28 من سورة آل عمران : { إلاّ أنْ تتّقوا منهم تُقاةً }ويضعُ الشّيخ الطَّبريّ المفسِّر ، غيرُ الشّيعيّ ، أمامَ تُقاة :{ التكلمُ باللسانِ دونَ النيّة.وقيلَ:ما لم يبلغ هَرَقَ دمِ مسلمٍ ، أو استحلال ماله.}
وقد قال جعفر الصادق: { لو قلت أنَّ تاركَ التقيّةِ كتاركِ الصّلاة لكنت صادقًا.}
والتقية : اسم مصدر ل " توقّى " و " اتّقى " ، تقولُ : توقيتُ الشئَ ، واتقيتُهُ ، وتقيتُهُ ، تقىً وتقيّةً ، أي حذرتُهُ.
وفي تاج العروس ولسان العرب نقرأ :
{ التقيّة في اللغة : الحيطةُ والحَذَر من الضّرر والتوقي منه ، والتقيّة والتقاة بمعنى واحد ، قال تعالى : ( إلاّ أنْ تتقوا منهم تُقاة ) أي : تقية ، بالاتفاق.}
وقال ابنُ منظور :{ وفي الحديث : «قلت : وهل للسَّيفِ من تقيَّةٍ ؟ قال : نعم، تقيةٌ على أقذاء، وهُدْنةٌ على دَخَن» ومعناه : إنّهم يتّقونَ بعضهم بعضاً، ويُظهرونَ الصُّلحَ والاتفاقَ وباطنهم بخلاف ذلك.}
وأعلمُ أنكَ ستأتيني وأنتَ طالب الحوزة بما ينصرُكَ { الآنَ } من القرآنِ في الجهاد ويدحض دفاعي هذا ، عن مبدأ " التقيَّة " في الفقهِ الشّيعيّ والذي تدرسُهُ كلَّ حياتِك.
لكنني سأذكّركَ بالتحكيمِ وبقولِ عليِّ فيه لابنِ عباس :{ لا تُحاجِجْهم بالقرآن فهو حمّالٌ ذو وجوهٍ،يقولُ ..ويقولونَ..ولكنْ حاجِجْهم بالسُّنَنِ فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً.}
أخي مقتدى..
ولست ذاهباً في الفقهِ إلى أقوالٍ أخرى أو وقائعَ أخرى وأنا الرجل العلمانيّ المؤمن بتقويةِ القوانين الوضعية،لا الإلهية، للدولة.
لكنني أرى أنَّ قتالكَ الآن هو على غيرِ مبدأ مذهبِكَ قبل شُهور ، وعلى غيرِ مبدأ مذهبكَ قبل قُرون.
فلقد ماتَ شُبّانٌ كانت عوائلُهم تحتاجُهم ، وسيموتُ فقراءُ يحتاجُهم البناءُ الطّبقيُّ في البلد..فلم لا يذهبونَ ليتشكَّلوا خزيناً في البناءِ من أجل إنقاذ البلد في ما بعدُ من الإحتلال وخدّامِه ؟
والبناءُ أخي مقتدى هو القوةُ الوحيدةُ القادرةُ على طردِ المحتلّ ، إذ أنَّكَ غيرُ قادرٍ بغيرِهِ ولا بلدانٌ حتّى.
وما نحنُ أمامَ الماكنة الأيميركية الجبّارةِ سوى أولئكَ المساكينَ الذينَ أفرَحَنا المسيحُ ذاتَ مرّةٍ بـ"طوبى" في موعظة الجبلِ ووعدنا فيها بوراثةِ الأرضِ ، تلك التي سيَعِدُنا بها القرآنُ من بعدِهِ أيضاً. مساكينُ نحن و حتّى غيرُنا من السّاسةِ والرّؤساء .
وأنا أخي مقتدى قد عارضتُ الحربَ في كتاباتي بقوةٍ لأنني لا أظنُّها وسيلةً لرخاء.
وها أنا مبتعدٌ عن حفلةِ البذخ الأيميركيّ في تعيينِ الخدم ، ومنتظرٌ أن يتحقّقَ مشروعٌ سلميّ للديمقراطية في بلادنا فأعودَ إليها نهائياً..
وفي ظني إنَّ هذا المشروعَ سيتحقَّقُ إنْ نحن فهمنا أنَّ الماكنةَ الجبّارةَ لا تكسرُها أفعالُ مقاومةٍ بدائيةٍ معاكسةٍ لها، بل هي تُغذيها في الديمومةِ وتُبقيها شَرِسةً ، فاغرةً فاها.
سيتحققُ هذا المشروعُ إنْ نحنُ ذهبنا بأطفالنا إلى الدّرسِ الجديد ، لا أنْ نقفلَ مدارسَهم ونرعبَهم برصاصِ الأنصار المنتشرينَ على سطوحِها.
سيتحققُ هذا المشروعُ إنْ نحنُ بنينا مؤسساتٍ للديمقراطية لا أن نقتلَ آمالَ بنائها وهي بعدُ آمالٌ بوزارة للأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المُنكَر.
سيتحققُ هذا المشروعُ إن نحن تركنا دسائسَ الجيران وضَحِكْنا منْ كلماتِهم المرسلةِ إلينا، اللطيفةِ في ظاهرها والضامرةِ فتنةً كبرى في باطنِها.
سيتحقّقُ هذا المشروعُ إنْ نحنُ آمنّا بوجودِ الآخر ، الذي لا يشاكلُنا في الرّأي.
سيتحقّقُ هذا المشروعُ لأنّ التاريخَ قال هذا بعدَ انهيار دولة الدكتاتور.
ولأنني أسنُّ منك ، ولأنني رضعتُ فِقْهَ المذهبِ طفلاً من ذاتِ البيت ، وإنْ أخذني الأدبُ أبعدَ منهُ في ما بعدُ ، فاسمحْ لي أخي مقتدى أن أقولَ لك :
عدْ إلى درسِكَ في الحوزةِ واترك السّلاح..
عدْ إلى مبدأ مذهبِكَ في تلكَ الآيةِ من سورة آل عمران وفي الحديثِ وفي ماقاله الأئمةُ والعلماء.. تقيةً على أقذاءٍ ، والأقذاءُ من الناس : السِّفلَةُ ، أخي مقتدى..



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يعرف أدونيس..
- الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربي
- أخاف على شعبي من الإحتلال والمقاومة
- أميريكا والبعث
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الناصرية
- في رسالة شخصية إلى كمال سبتي : المعماريّ العراقيّ خالد السلط ...
- نصوصٌ من - بريدٌ عاجلٌ للموتى
- ثلاثة نصوص من - بريدٌ عاجلٌ للموتى
- الشّاعرُ وَأُخْوَةُ يوسُف..
- شيءٌ عن السّيّاب : صِلَةُ قُربى..
- حكاية في الحانة
- الشاعر شهيدا ..
- مكيدةُ المصائر
- آخرونَ قبلَ هذا الوَ قت
- حكاية في الحانة
- مكيدةُ المصائر
- القصيدة ملجئي الوحيد للثأر
- البلاد
- الحرب والشعر
- اِبْنُ رُشْد ..


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كمال سبتي - كلمات إلى مقتدى الصدر