أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الشمري - أي ثقافة في عاصمة الثقافة الاسلامية/الحلقة الاولى _ثقافات متناقضة















المزيد.....

أي ثقافة في عاصمة الثقافة الاسلامية/الحلقة الاولى _ثقافات متناقضة


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 09:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل الحديث عن ثقافة العاصمة الاسلامية لابد من الرجوع قليلا الى ماضي مدينة النجف والتي اتخذ منها الامام علي(ع) كمدفن له بعد أستشهاده عندما اتخذ من الكوفة عاصمة لحكمه العادل والرشيد.ونحن هنا ليس بصدد سرد أيام خلافته ,لكن أود أن أنوه الى نقاط جوهرية لها علاقة بالموضوع وأي ثقافة أستطاع ان ينشرها خلال سني حكمه.ومنها:
1-نشر ثقافة العدالة الاجتماعية بين الجميع ولا فرق بين مسلم وغير مسلم ,فالجميع كلهم متساوون في العطاء من بيت مال المسلمين,وهناك شواهد تاريخية كثيرة بصدد هذا الموضوع .حيث أمتاز عصره بعدم وجود متسول في الكوفة اطلاقا ,لان الكل مشمول بالتوزيع العادل وله راتب من بيت مال المسلمين,والنقطة الاهم كان يتفقد يتامى الكوفة ويطعمهم العسل واللوز,ويوصي بهم خيرا.
2_استطاع ان يجسد العدالة الاجتماعية وينشرها بين الجميع من خلال فصل القضاء عن باقي السلطات ,وان الجميع يخضعون لاحكام القضاء دون تمييز بما فيهم رأس السلطة المتمثل في شخصه الكريم,وقضية مقاضاته مع اليهودي امام شريح القاضي خير دليل على ذلك.
3_النقطة الاهم والتي عمد على بث ثقافتها في المجتمع هي ثقافة المحبة والتسامح والتعايش مع كافة الاديان الموجودة في عاصمته انذاك وعدم فرض العقيدة الاسلامية بالقوة على الاخرين(حرية فكرية وشخصية),حيث ان هنالك مواطنين من بقايا الدولتين المناذرة والغساسنة ذات الديانات المختلفة كانت موجودة في الكوفة,والشئ الاهم هو نبذ سياسة الانتقام حتى مع أعدائه ,وبخصوص هذه النقطة هناك شواهد تاريخية منها,,,,عندما قابله أحد في جامع الكوفة وقال له يا علي اني أبغضك ولا أطيع اوامرك ولا أصلي خلفك ,فرد عليه الامام علي(ع) واني لم أقطع عطائك طالما لم تشهر سيفك ضدي,وهناك حادثة أكثر ايلاما وهي ضربة بن ملجم له وهوينازع الحياة على فراش الموت ,فاوصى ابنائه الحسن والحسين,بأن يحسنوا معاملة أسيرهم ويطعمونه كما يأكلون ,وأن لا ينتقموا منه ولا يمثلوا به ,وانما ضربة بضربة والعفوا اقرب للتقوى.
وبعد مقتله أنتهت فترة العدالة الاسلامية بكل تفاصيلها وأتت من بعده الوجوه الطامعة بالسلطة لغرض الاثراء وليس تطبيق مبادئ الاسلام,والى يومنا هذا,,,,وتولت الاحداث الجسام على العراق والعراقيين الى نهاية الحرب العالمية الثانية بين قتل وتدمير وامراض فتاكة وكوارث بيئية نتيجة لسوء الحكام وانظمتهم الجائرة المستبدة....
وبعد هذا العرض المبسط نعود لموضوع تسميات المدن حيث كانت تسمى مدينة النجف في فترة الاربعينا ت و الخمسينيات والستينات من القرن الماضي ,بمدينة الشعراء والعلم والعلماء والمثقفين ومنها ظهور أغلب قيادات الاحزاب الدينية والسياسية...
في فترة الثمانيات وبعد نشوب الحرب الايرانية العراقية أستبدل اسمها كحال بقية المدن العراقية الى مدينة(الدفانة)لكثرة من اشتغل من أهلها بدفن ضحايا قادسية صدام المشؤمة,كما كان يطلق جزافا على مدينة الناصرية بمدينة المليون عريف(حيث كان أغلب عرفاء الجيش العراقي السابق من الناصرية)وكما كان تسمى مدينة الحلة بمدينة المليون مسكوفج(نسبة الى عدد سيارات المسكوفج الروسية التي كان يقتنيها أهالي الحلة.)
بعد سقوط النظام تغيرت المفاهيم وتغيرت الموازين لمدينة النجف واتخذت عدة صفات ومسميات حسب ما هو طاغي على سطحها الاجتماعي ,
فتارة تسمى مدينة المليون عربانه(لكثرة العربات الخشبية المتواجدة في مدينة النجف والتي اصبحت الوجه الحضاري والسياحي لها )وكثرة العربنجية
وتارة تكنى بمدينة المرجعية الدينية لكثرة المراجع فيها والتي قطعت أوصال المدينة بالكتل الكونكريتية والحمايات الخاصة بها؟
وتارة تكنى بمدينة الايرانيين لتواجدهم المستمر بالالاف ,والسماح لهم بالتجوال والدخول الى جميع مناطقها عكس العراقيين من أهلها المفروضة عليهم قيود في التنقل.
واحيانا تسمى مدينة المليون معمم ,لكثرة الطلبة الاجانب الدارسين في حوزاتها ومدارسها الدينية.
وتارة تسمى مدينة الجوامع والحسينيات ,حيث أمتلئت جميع احيائها وشوارعها بالحسينيات والجوامع مع قلة من يرتادها.
واغلب أيام السنة تكنى بمدينة المسيرات المليونية الراجلة في جميع المناسبات الدينية,حيث تعطل الحياة العامة فيها وتغلق جميع الطرقات الخاصة بالمركبات لضرورات امنية .
وتكنى مدينة المليشيات الاسلامية حيث مركزها الفكري والتمويني من مدينة النجف,وتنشط فيها العصابات الاجرامية المولعة بقتل الابرياء بحجة مخالفتهم التعاليم الاسلامية,ومتجاوزين على أملاك الدولة وبناياتها,متخذين منها مقرات لاحزابهم .
والان اضيف اليها أسم جديد ,حيث تسمى مدينة التجارة العالمية,حيث أن أغلب سكانها يمتهنون التجارة قديما ,لكن حمى التجارة قد أصاب المؤسسة الدينية ,’حيث تشاهد بان جميع المراجع العظام لهم شركات تجارية عالمية كبرى ,متخصصة باللحوم ومشتقاتها وتجارة الاغذية والاقمشة والمياه المعدنية وغيرها من المهن المربحة جدا.
وقد عمدت الاطراف الدينية المتنفذة في المدينة الى جلب أعداد هائلة من مناصريها من جميع المدن العراقية وأسكنوهم في النجف ناشرين ثقافة التجاوز على أملاك الدولة(المال العام)وأنشاء احياء وتجمعات سكنية غير شرعية,موهميهم بفتواي كاذبة بأن أرض النجف أرض مفتوحة عنوة ومستباحة لكل المسلمين العراقيين أينما يسكنوا وبدون ضوابط قانونية..
وان اهم وأخطر الثقافات التي يعملوا وباصرار على أشاعتها في مدينة النجف هي الثقافة الطائفية والسب واللعن للرموز الدينية التاريخية واثارات النعرات الطائفية بحجة اظهار مظلوميتهم على مدى أكثر من 1400عام ,وهذا ما يستغل كثيرا في خطب المناسبات الدينية من قبل خطباء مؤدلجين لهذا الغرض ,من خلال أقامة مهرجانات وتماثيل أعدت لهذا الغرض وتصرف عليها الاموال الطائلة المنهوبة من المال العام كوسيلة دعائية لطائفيتهم المقيتة.
فأي ثقافةيحاول نشرها الاسلاميون الجدد في العراق؟وهل فعلا يردون أرجاع مفاهيم وثقافة الامام علي(ع) السلطوية قبل اكثر من 1400هجريةليختزلوها في فترة حكمهم ال12 سنة حتى يعلنوها عام 2012م عاصمة للثقافة الاسلامية.؟؟؟
هل طبقوا معايير علي(ع) في المساواة والعدالة الاجتماعية,ومدينته تعج بالفقراء والمعوزين والشحاذين والمتسولين؟؟وهو أبو الفقراء ومعيلهم.وهناك مجاميع من أدعياء خدمة مبادئه قد علت الاموال هاماتهم ,ودفنهم الثراء بشكل لا يصدق.
أين الحرية الفكرية والشخصية ,وهذه الايام تقوم الشرطةبالتجوال في مدينة النجف لتسجن الشباب من الذين يستخدمون دهن الشعر لروؤسهم ويلبسون السلاسل الفضية في رقابهم من الذكور ,بحجة انها حالة من حالات الميوعة الشبابية ,وينكرون عليهم حريتهم الشخصيةبدعوى أن مدينة النجف طابعها ديني بحت لا مجال فيه للحريات العامة والخاصة؟؟؟
أين مبادئ وحقوق الانسان والاتفاقيات الدوليةالصادرة من منظمةالعمل الدولية بخصوص عمالة الاحداث من كلا الجنسين,وهل طبقها الاخوة الاسلاميين في مدينة جدهم الامام علي(ع) كي يتخذوا منها عاصمة لثقافتهم اللاسلامية,فالالاف من الاطفال يشتغلون بالاعمال الشاقة كأعمال البناء والاعمال المزرية كمنظفي شوارع يعملون بأجور يومية في بلدية النجف,هذا بالنسبة الى الذكور .أما الاناث القاصرات فالقسم الاعظم يشتغلن في جمع القمامة لمعيشتهن والقسم الاخر يشحذن ,والبعض منهن يشتغلن كخادمات في بيوت رجالات الدين الذين يملكون من البيوت كما ملكت أيمانهم او يزيد,حيث يتعرضن للتعنيف والضرب أحيانا واحيانا الى التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي عليهن,وهن مسلمات امرهن الى قدرهن بسبب عوزهن المالي والظرف المعاشي القاسي الذي يمر على عوائلهن..
وهناك فئة تخلصن من القيود السلطوية التي فرضت عليهن من قبل عوائلهن او السلطة الدينية ورحن يعتاشين على زواج المتعمة(زواج الصيغة) والذي أصبح ظاهرة مستشرية ومستفحلة في مدينة النجف خصوصا وان الجانب الايراني والاحزاب المستمدة أفكارها من أيران هي من تشجع على ذلك من خلال خطب الجمعة بأمامة فقيه الامة (القبنجي) وأخته الفاضلة( بنت الهدى)في مجالس العزاء النسوية ,حيث تتحدث عن زواج المتعة بدون حياء وعلى شكل محاضرات وكأنما هو ليس بالزنى المقنع بالثوب الاسلامي.,وهناك اطراف من حواشي المرجعيات الدينية قامت بأستيراد فتيات أسيويات لاغراض مزدوجة,وربما في قادم الايام يصار الى استيراد مرضعات أسلاميات للكبار ,أذا بقي الوضع على ما هو عليه بدون ضوابط قانونية او شرعية ,كون أن هناك جهات لها أجتهاداتها الخاصة ولها اتباعها المقلدين الى حد عبادتهم والتصديق بهم.
هل تناسوا سياسة اخذ الثأر والانتقام .؟؟وها هي فرق الموت بكواتم الصوت الاسلامية تقتل يوميا من الابرياء ما تقتل وتسجل ملفات الجرائم ضد مجهول.ومحاولات فرض أفكارهم ومبادئهم الحزبية بالقوة على الاخرين ,وقاموا بنشر ثقافة بيع وشراء الذمم والضمائر في المواسم الانتخابية ,واخذوا ينظروا الى باقي أفراد المجتمع نظرة فوقية وكأن الاخرين خدما لهم وهو المتسيدين.وقد أرتدت سياستهم هذه سلبا عليهم من خلال فشلهم الذريع في الانتخابات الاخيرةوتقليص نفوذهم في الشارع.......
وهنالك ثقافة جديدة مستوردة نشرها الاخوة الاسلاميين في مدينة النجف هي ثقافة الفرهود والنهب والفساد المالي والاداري في كل دوائر مدينة النجف ,وهذا سوف أتحدث عنه بالتفصيل في الحلقة الثانية القادمة؟؟ترقبوها,,,,,,,,



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدر الاموال العراقية في ظل الحكم الاسلامي
- نفس الطاس ...ونفس الحمام
- شبح قادسية المالكي يلوح في الافق
- عودة اليسار العراقي الحل لانهاء أزمة النظام/الحلقة الثالثة و ...
- صورة من فساد المؤسسة الدينية
- عودة اليسار العراقي الحل لانهاء أزمة النظام /الحلقة الثانية
- عودة اليسار العراقي الحل لانهاء أزمة النظام
- الوليمة االرئاسية/ تقاسم قلادة الملك أم تقسيم العراق
- الشرف والمال خياران لا ثالث لهما
- نزيدالايتام لنضمن المستقبل
- دولة........بطيخ
- جيب ليل واخذ عتابه/تشكيل الحكومة العراقية:الحلقة الثانية /أت ...
- جيب ليل وأخذعتابه/تشكيل الحكومة العراقية
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- البطاقة التموينية لغزا محيرا,ما بين السوداني والصافي
- الفساد يستشري بالمؤسسة الدينية
- أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- أين القانون......يا دولة القانون ونحن في الذكرى السابعة لسقو ...
- أيهما أشد خطورة على الاديان ,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...
- أيهما أشد خطورة على الاديان,العلمانيين أم دعاة الدين/الصورة ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الشمري - أي ثقافة في عاصمة الثقافة الاسلامية/الحلقة الاولى _ثقافات متناقضة