أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سلامه - قر اءة في قصيدة (سنوات .. ..للشاعر : أشرف العناني )















المزيد.....


قر اءة في قصيدة (سنوات .. ..للشاعر : أشرف العناني )


محمد علي سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 00:31
المحور: الادب والفن
    


ربما مصالحة هذا العالم لا تكفي للمراوغة التامة في ميديا النشاط الذاتي للإنسانية ..... انقلابا ايدولوجيا في العقل نحو سفينة اتجهت رياحها الكاملة تجاه انتفاضتها الذاتية المشفرة والمشخصة للشعور الأبعد ..... قلصت رحلتها تجاه عواصف الشخص المملوك للغيب..وللتفاني ـــ ولم يكن الشعر منعزلا عنا ..كما تحركت سبل ما.. في النقد له ... تجاه الحمقا والتجاهل الإنساني لكائنات الشعر التي تحيا كبشر ..: الشعر نحن وآخرون في الداخل والخارج من الكون المطلق في حدود موجزة لشخصية فنان قلص الصورة وبات منتشرا في الأرجاء البعيدة ليقترب بنا لنقطة الصفر الأولي .. ثم يعود بالأوتاد الأرضية في رحلة بحث شاهقة عن الجذور التي شوهوها في أبحاثهم العلمية الطفيلية للكائن ، : الشعر كائنات دفينة عابثة في مطلق الشخصية الآدمية تجاه مجهول الواقع والأبعاد ، نحو حدث الله في البشرية ... تجاه الرسل واصول القانون البشري تدرجاً نفسياً في البحث النفس.. عن التقنيات الغائبة في الإنسان ـ استراتيجيا ـ نحو هذه الكثافات الغامضة في مطلق الروح بمولدها اللانهائي .. المتواصل في مطلق حركة العقل ،

نعم : وتنتقل هذه المجرات الي مجرات كاملة في الكتابة نحو الأفكار، كمحاور للسمات التي تنسف أنماط الكثافات في معول الوقت تدريجيا ، نحو غزو البيئة ذاتها في البنية النفسية للشعر علي انه نشاط مقاوم لجذور قديمة .. حديثة .. متصلة في متخذ التجديد نحو اكتمال الجمال التشخيصي للروح وللطب الذاتي ـ ناصحا إياها بالكئابة لأن الوضع غير مرضي ، وهناك خوف متصل بهذا التحريف الوجودي لنهاية العدم ومجرة الأيام بأعوامها الشاهقة ، نحو قدرة موجزة للقبض علي كل شيء في عقل الفن كفن ــ للطب الروحي ،الذاتي ــ معالجا ، كما يكون ويبدو له ـ : الشعر علاجا حقيقيا لقدرة الذين يخرجون بأنفسهم من الحاجز الضيق للمطلق ـ وتكمن هذه القوة التي احتلتنا بحثا عن تجاها حقيقيا للصورة الكاملة للكون والبشر ومعادلة النهايات بالأبدية الوجودية للنهاية نفسها !: فكيف نفلسف هذا الشعر ليبدو جميلا حقا علي الذائقة المتمرسة المعقدة في تذوقها الروحي ؟ وكيف نبني تلك العلامات في الداخل لنرتب كمية مسبقة من العلاقات المتواصلة تجاه النور الأبدي بحثا تكامليا في الأحلام المحدة ؟ ربما للحقيقية!ـ للجديد في ذلك ...،غير ما دفع الشعر لمحاوره ، وبات المصنف جاهز في الطازج اليومي المركون في غرف اللاوعي المظلمة ـ والسرية في ترتيباتها المتصلة في المجهول ، والمعزولة في عالمها الخاص ، ولم يكمن نشاط هذه الحركات الذاتية كتقدير علاجيا في العدالة الشخصية لفكر العالم ،ولم تشهد المنظومة الثقافية العالمية قصة كاملة للشعر في مراحلها ــ علي انه نشاط في الحقيقية للعقل وللجسد غرسا روحيا مع الكتلة البيئية للوعي والتشخيصات الخاصة للبشر كلا علي حدي في حياته المتصلة بالكائن اللغوي والعادات .

إذا علينا بمغادرة تلك الأسئلة بحلولها الضمنية التي لا تسمن ... لنشغل مقاعد فارغة للمطلق ، ونكتب دائما من حاجتنا لهذه الحدود الخاصة ..النفيية تجاه درج البقاء ، إذا ما جد جديد في علاقة هذه الكتابة ، غزو هذه السفن المتجهة للداخل ، للخروج بالعقل كما وجد نفسه متفانيا في العدول ،متناصفا في الرحلة المغربة تجاه الأفكار الجمالية المحملة بهموم البحث التراكمي في عقل البشر,, ومن هنا استجد قصة قديمة للكتابة وفكر هذه الفلسفة الشعرية علي أنها تفسد النشاط .. ولكن! وبعيدا عن هذا المعزول القديم ! أتقدم لهم بمدا الحاجة لهذه الفلسفات مقاما تراكميا في العقل ، علي ان الشعر له طابعه الخاص بكل الأشكال في مستوي شاعر بات يقر تحركه بقوة في المفردة التي أرسلت للغيب منه ذهابا وإيابا متصلا ، تقلصت في العدالة للموت والنهايات والأشياء .. ولتلك المقتنيات الجمادية الشعورية في مطلق الشاعر .. حين يحركها في كونه الخاص لكائنات تحيا بجواره يخاطبها وتخاطبه في رعب . وعلينا ان نجزئ هذه المصنفات كلها بعيدا في الانتماءات الداخلية القابلة لهذه الدرجة المرسلة تماما إلي الحرية الذاتية ، كحركة دينامكية للتخلص من الكبت النفسي والمعانات التشخيصية في ـ المعيشي ..اليومي ـ مع زمن فارغ تماما من الصلات الجادة والصلاحيات الغير مرضية لنا .

نعم : ويسعدني ان أدرج هذه الفلسفة النقدية البسيطة تجاه فكرة القصيدة والشاعر هنا .. لتتحرك مقومات ذاتية تشتعل في الذائقة ، للبدء وللقراءة في قصيدة شغلتني مرات دون توقف لأبحث فيها عن حركة الشعر ، والتي اخترتها خصيصا للكتابة عنها من وسط القصائد الكثيرة ، ومع ذلك تتوالي فكرة الكتابة هنا علي ان الشاعر بات جاهزا تماما للغوص في المنفي الداخلي تجاه حركة الشارع وعادات الناس والقوانين ـ الوجودية والكونية ـ وفقدانه الملتصق له في الجذور ـ والأشياء البيئية ـ علي انه يلخصها في شرح معاش ويتحرك لها ببطيء إلي الخلف ، دون وعي يمسح الأمكنة بخاطره .. قراءة له في الموجود من حياته والعالم ، وعلي هذا التصنيف يخرج بنا أحيانا أخري للمطلق لعيد الكون علي طاولة الحدث ، ولم يكن ليتذكره شخصيا في سياسة دولة يحيا فيها وغياب عدل ،، ولكن تدرج هذا الحزن والبحث في القصيدة علي النحو الشامل ..لكل شيء من الطبقة السياسية، الكونية ،علاقة بالتواجد المحاط "بالفسيولوجية الذاتية" لهذا الرهان علي البقاء في قسوة الوجود وشعارات هؤلاء البشر للظلم . ومن هذا الفكر كله تكتمل الدرجة المدرسية الشعرية في سلم الوقت مصنفا عالمينا لنقول : إذ أقول أنا هنا: أنني خصصت القصيدة هذه في عقيدة الشعر لتشغل مقعد دستور للمراجع الشعرية الحديثة التي تقلبك في الدهشة والتصورات النفسية العدمية في مقتني الشخص من حياته اليومية، ولم يتبني هذا المنطلق وحده.. حدود بات مشغولة تماما في الجزع التصوري للنفي ـ علي ان المعادلة عولجت تماما، وإذ ما تصورنا جميعا كل هذا ، ولم يكن الشاعر( أشرف العناني ) خارج المنظومة الكتابية والتصورات الجغرافية للقصيدة بحدثها في ( سنوات ) بل كان هو والقصيدة في ميثاق واحد متصل علي حدي ، متكتل أيضا في اتجاهه النفسي داخل ملكوته الخاص للترجمة الذاتية ، عندئذ وجد انه متعادلا في درجة ـ الموت اليقيني ـ بحثا عنه في هذه التقلصات ، فخرجت القصيدة بقضية الشخص الشاعر ونحن جميعا معه علي ان معانة الإنسانية ربما متشابهة وربما واحدة في اختلاف طفيف... تتجه هذه النجاحات مدرسياً لدرجة الشعر في المعادلة البشرية تجاه المصنفات الذاتية والكونية في عقل البشر ـ الغريب ، ومن هنا اتخذ الشاعر مقره ! ليبني تقلصات تصويرية ملحمية صورة ملحة في داخله تجاه تحرك مبدءا واحدا مختلف في الصور التي تلاحق شبح الواقع والتاريخ الذاتي للشخص ، ومن هنا تبداء منهجية الصورة الفنية للكتابة ..لتترك المسافة للقبول أو الرفض ! فأن كان القبول أحيانا مرغما عليه ـ بعد الرفض ، .. تمكث السيولة الذاتية لدرجة كافية لحرث عقل اللغة بمفردات وان وجد لها متشابها في اللغة لكنها في تخصصها تشعل الوقت فراغا للشعر بغلته وميكانيكيته اللغوية الصوفية أحيانا... وعلي هذه الدرجات التي ذكرتها في قصيدة (سنوات للشاعر أشرف العناني )مازال الوقت بحاجة للكثير منا .. بحثا عن أصولنا في الشعر .. ومدا تقاربنا في الشخصية الشعرية للفكر الإبداعي للمتذوقين للشعر ..مع نشاطهم الثقافي ،الفني ،الفلسفي ،في أيدلوجيات العالم الراهنة للصيغة المدرسية للجمال الفني في الشعر ، ومع ان الحدث يبعث هذه السمات كلها ليدلوا بنا الي قارعة الشواهد المتصلة بالخاطرة الشعرية للنفي ، أو ينصف المبدأ في حجرات النفي للشاعر في خاصيته الجمالية ، كيفية بناء هذه الجمل الشعرية من العدم الداخلي .. المطلق في ملكوت ينمو وحده ــ بعدا متصلا بالغيب ، علي ان المسافة التي يقصها الشعر ترتب مراحل متغيرة مدرجة في المجرة الواحدة للكون ، علاقة بهذا الزمن الغير مدرج للتوثيق ، والذي تم نفيه ليصبح تمامنا كما هو ..ونحن نكون هذا الزمن من عمر البشر في مراحل متغيرة .

تجيز هذه الصور الفلكية قصة الشعر .. لنعود كما بدأتها القصيدة وانتهت به ، ومن تلك العلاقة المقلوبة في مرسل الكتابة ــ أحيانا نجد الشعر متصل بالحقائق وأقرب لها وضوحا فلسفيا في التشخيص ــ وأحيانا أخري نجده متصل بالخيال ــ ومرات أخري بالواقع وغير ذلك ، إذا علينا أن نقرأ مثل هذه القصائد ونحاول تحليلها في المقام الأول تحليلا نفسيا بعيدا عن الدرجة النقدية في المقام الثاني ... لأنه ومن عدمه تحقيق الاثنين في معادلة واحدة ...

إذا لو وجد حديثا نفسيا صادقا للطب النفسي البشري تجاه التشريح الروحي والأحاسيس ، لوجدنا حقيقة اكتشافية في الكتابة ، لوجدنا الصلاحيات تماما مجددا كما اكتشفوها قديما في بعض نصوص الشعر والروايات وكتب الفلسفة التي شخصته ، ومن هذه الدرجة التي وردت للحركة الشعرية الحديثة في العالم وتقدمها ، وعزلها في بعض المناطق العربية لحاجتهم الجديدة للجهل... وتلك حرية للذائقة وتنم عن الثقافة المجتمعية ببنية البيئة المحيطة للشخوص ، ولكن ! ــ يظل ميثاق اللامابعد الحداثة ، يظل في منظومة متقدمة للحقيقة العقلية وللنفي العقلي نحو التجريد للحديث .. متضمنا قمة القديم .. منافيا الحداثة في حالة البشر الروحية للذائقة .. في تقدمها أيضا ، وان ظل البحث هذا في تدافعه نحو الاختلاف ..تماما ..بيئة واقعية مدهشة نحو الاختيار والاختلاف ، سوف نشعر جميعا بهذه الحداثة في لغتها الجمالية التي تغزو الكثافات البشرية من شعور وأحاسيس بأشياء ما دائما نبحث عنها وعنا فيها ربما .

لنتحول إلي ركن القصيدة إذاً :

لقد خرج الشاعر (أشرب العناني ) في قصيدة (سنوات ) ليسطر سنوات ملمة بالكثافة .. تواجدا حركيا مطوي في البناء الشامل لجبال الحدث واللغة التي باتت تتساقط من غزو محاربها الشاعر في ــ بيولوجيات الواقع الملموس ، والمطلق لكائنات تحيا علي صورة جماد .. ولكنها حية الشعور في فلسفته الذاتية .. تجاه الكون كخلق .. والمطلق ككائن غامض .. تجاه المرحلة كتعبير فالكي في العدمية الشهرية .. وتدفقه في الواقع الملموس ،ولقد خاض هذه ــ السنوات ــ بوجودية لم ندرك حقيقتها نحن بعد !، وبحاجة لسنوات متواصلة كسنوات (أشرف العناني) في عمر قصيدته (سنوات )تلك القصيدة المتصلة في الحركة الذاتية للكتابة وللشعر علي وجه الأخص ـ لغة متصلة في حركة المطلق للكتابة للكائنات الذاتية في انتشارها ..في ــ الموجودات والمحسوس للغواية البنائية في اللغة العربية ..علي أنها مصنف قريب للشعور والتعبير المعقد أحيانا ..بصلتها الإنسانية .. كلغة الكتاب المجيد( القرءان ) وعن ذلك الاكتمال يتواري النص الشعري في قصيدة ـ سنوات للشاعر أشرف العناني ـ علي المكنون في اللغة الواحدة ـ ببصمات خفيفة ..ثقيلة في الهامش الكوني للحدود العقل الجنوني .. المتزن لمرات في ادخار مفردات التراكم الداخلي .. صلة بالبحث والقراءة .. والمعرفة بأرجاء خفية تمكث حين الشاعر يود الانطلاق بلا تزامن .. يقنن بحثه الفكري الذاتي ..في علاقة هذا الملكوت بوجوده ..حدثا للبراهين والقصص في العادات الشخصية للتوريث ..و لو حددنا هذه اللغة ..معادا يتقارب في الجميع ..ترتيلا لأنشودة قريبة له ، فما علاقتنا نحن بالآخر وشعوره ؟ هذا اختلاف منهجي ربما ..! وبحاجة لوقفة بحث .. وان تعادلات أنماط اللغة الشعرية في حريتها الكاملة من دال ومدلول .. وشواهد لنقاط خلف الهامش التعبيري.. والجزئي ..المتغير في دينامكية النشاط الكتابي ، إذا هناك استقرار كامل للتوتر ... الشعر وهذا التشخيص .. يعادله النجاح في كفن البحث المتصل باللاشي، بوجود الحقائق المغيبة.

ومن هذا المنهج الذي أدرجته استدل علي نقطة مهمة نحو ما وجد بذات النص ككائن يعيش في المطلق الوجودي بحثا عن حل.. أو قبول لوضع ما ..أو رفض قاطع... ، وربما تدرجنا جميعا في سيولة المنهجية المعقدة لشاعر يرتب خاصية القانون الخاص له بالأشياء ، إنها لغة الشعر والبصمة في الشفرة التشخيصية للشاعر ، الذي يعبر عن مكنون الجوار المحاذي له ..في خضوعه للمثول بترتيبات مغلوطة في القانون الآدمي ..ليكشفها ورقة واضحة للمارة ..والدارسين.

و يسعدني أن ابدي تحياتي في هذا الوقت لرحلة القصيدة في الكائن الإنساني بلغة بسيطة في ثقلها التعبيري للمعاناة المستخلصة من جسد الحقيقية الغير مرضية للجميع .. ليظل الشعر هذا القالب الأقرب برغم اختلاف البعض علي هذا المنهج ....الا ان الشعر... هو السبيل الوحيد لحلول نبحث عنها ربما نجدها في القصائد بلغة نحبها جميعا فترغمنا علي أن نسعى للتجزيء والبحث عن داخلنا ادخارا للبشر .. لهذه الفلسفات الشعرية المعبرة في نشاطها المحسوس ..كجسد للبشرية تجاه النشوة .. والضياع الخلاق .. في مبدأ التنوير المجاري للحدث ..في حداثته الوقتية للتعبير .. سواء بالغة شعرية جديدة ــ أو بكتابات ما ..أو باللوحة ، ما فوق السريالية .. فدعونا نتأمل الأشياء في خصوصيتها.. لنعيدها لخصوصيتنا.. رونقا للجمال ..لذاتنا الباحثة عن نشوة اللقاء .. في قيده ، مكتوبا في ديوان أو في الفنون الأخرى المدرجة ...المكملة بعد الشعر في ــ إمبراطوريته الفنية ــ المتجهة تجاه الحقائق ..والنور.. واكتشاف الغموض ..أن سطر ذاته ..عند قارعة العالم كتابا مفتوحا للخارجين وحدهم في الثبات المطلق :



( سنوات .. : أشرف العناني )



سعداء بأننا عدنا .. ،

نتخفف من رفقتها غير العادلة لظهورنا ،

السنوات التي تلفت بفعل الحرارة والندم .. ،

وها تتخلص السفينة من كل حمولتها لتطفو مرة أخرى .

نحن الذين عدنا

بغير ريش ربما ، بغير أسماء ، بغير عشيقات ،

ولكن بذنوب أقل .

على العتبات نمسح ما علق بأحذيتنا من كوارث

- وكأننا عائدون إلى حياتنا من جديد – نفتح عيوننا على الهواء

الذي ينتظر خطأً ما كي يتحرك ،

بغير شك رأسنا هذا الذي يميل إلى الداخل هو هذا الخطأ ..،

كزاهد ٍ لا يتوقع زواراً ارتبك المكان

ارتعش اللهب الواهن في يده

بصعوبة ٍ سرقت المقاعد بعض الضوء لتتعرف علينا

نحن أصحابها

نحن الذين عدنا إلى منافينا المحببة إلى نفوسنا.....

هذه دواليبنا تفتح دلفها

دون أن تتحسر كبقية الزوجات على هدايانا الفقيرة . حظها الردئ

مثل امرأة من عصر جداتنا البدينات تهيئ الرفوف مكاناً نظيفاً لطي ملامحنا

ملامحنا التي لن نحتاج إليها

ما دمنا سنمكث طويلاً

مادمنا سنجرب طرقاً غير تقليدية لعلاج الأمل .

أقل ما يمكن جولاتنا القصيرة هنا أو هناك

أقل ما يمكن ..

كالعادة مرة وراء مرة نختلي بأنفسنا

ننفرد بجوعنا الطيب .

تحت أقدامنا – ليس في مكان آخر – الجنة التي

في كل مرة تمنحنا حق اللجوء

فنسارع إلى غرس نوايانا بالقرب من حواف الوسائد

البلكونات ، طاولة الكتابة

ناسين أن الأمطار نادرة في البيوت الضيقة

وأن دموعنا ملحية أكثر من اللازم

نحن الذين عدنا إلى الحجرات المدهوسة ببطء خطواتنا ..،

ترددنا الكفيف ..،

ساعاتنا الرملية .. ،

إلى صحراء تبيض ُ بالقرب من أنفاسنا.. ،

إلى أَسرّتنا ..،

المناطق الخطرة التي تحفظ أهوالنا برزانة مريض فقد الأمل

تهيب بالوقت :

من فضلك انتظر قليلاً ..........

لما العجلة ؟؟؟

نحن مذعورون ونتحلى بضبط النفس كما علمتنا

ألا ترى ذلك ؟؟؟

ألا تتعطف وتنسانا

ولو لنعدل هندام أيامنا ...،

على الأقل نتذكر لماذا نحن هنا أساساً ؟؟؟؟

نعدك : لا مهرب لنا ، معنا هزائمنا ..، أوتادنا ..،

ثم أننا لن نخدع القبور بالحكايات المعادة :

فقط سنتمدد هنا أو هناك ككلمات قديمة ،

مغبرين من معارك لا شأن لنا فيها

نعد الشاي

ونترك الأكواب باردة وممتلئة

فتعرف طوابير النمل أننا مشغولين بالتحديق في بعضنا البعض

ثم .........,

- وبلا ضرورة – نفرد عظامنا ,

أرواحنا هي الأخرى مفاصلها تتفكك ،

- ظانين أننا فعلنا ما علينا – نغلق أبوابنا

شبابيكنا في وجه الصدفة

في وجه الحياة ...

الحيطان التي تدربنا خلفها على النسيان سميكة

قلوبنا ليس من الصواب استعمالها هكذا في استعمالات رخيصة

ناقصون ناقصون !!!

من يتهمنا بذلك ؟؟؟؟

وما ذنبنا إذا كانت أرحام أمهاتنا ضيقة لهذا الحد ؟؟؟؟

ثم أننا سافرنا ..،

جندنا أقدامنا لأن تمشي طويلاً ..،

من عتبة إلى عتبة .. ،

من نهار إلى نهار ..،

إلى ليل بذيول طويلة يعلق نجومه هكذا حول أعناقنا

كتمائم تحفظنا من الحياة !!!!!

متنا كثيراً ..،

وفي كل مرة كان نقصنا يقل

يزيد

لكنه ظل هناك

لم ينسحب أبداً من ملعبه المفضل

مسقط رأسه

تلك المناطق الحرجة على حدود أرواحنا

شرّقنا

غرّبنا

تحايلنا على علامات الطريق

أبناء شيبة نحن الذين جئنا هكذا بغير تخطيط ..،

وبغير تخطيط تعصف بنا الحياة !!!

في كل مرة لم يكن لنا يد

زورنا ملامحنا

ابتسمنا بمرارة لشرطي المرور

للسماء التي لم تهتم .

حاولنا أن نفهم

رفعنا رؤوسنا كذئاب نحيلة تحارب الصحراء دون قصد

وحدنا كنا هنا

وحدنا بقينا هنا

ليس أكثر .

رائحة العرق في قمصاننا

أحذيتنا المغبرة بفعل اليأس

وكأننا واثقين من حياتنا

من وجودنا

من حجارة العدم حيث بغير توقف تنهار فوق رؤوسنا

بعضنا كان يسخر بمرارة

يضع خوذة

ويقضم خبزه الناشف

لكننا جميعاً تسمرنا أمام المقابر

شاركنا في جنازات لم تكن لنا

ثم أنهم بصعوبة أفلحوا في عد نهداتنا التي أمطرت بالقرب من تلك الذكرى

نسياننا هو الآخر كان ينتظر دوره

وما حدث هو أننا هربنا من كل ذلك

أعطينا ظهورنا لكلمات لا نعلم كيف احتملت كل هذا الخلود

" كأن شيئاً لم يكن " : كان بإمكاننا أن نفهم

غير أنه الوهم مهمازنا الذي تحرك كنميمة

لكسب المزيد من الأصدقاء

هكذا وبضربة ٍعمياء من خيال ٍميت ٍ

عدنا محملين بأرقام الهواتف

من غير أن تفهم جيوبنا بأننا مجرد غيمة ستعبر سريعاً

مسافرون بلا متاع ٍ ..،

لو كان آباؤنا ببناطيل جينز لعلمونا

من قال أننا سنهاتف طوب الأرض :

نؤكد له أننا هنا

نأكل جيداً ..،

ندخن جيداً ..،

نتوسد ظهور نسائنا كفحول معلوفة جيداً

ماهرون وممتلئون :

انه التواتر الأملس الذي يجعلهم أيضاً يتخفون خلف أيامهم

يختفون تحت تصرف الصدفة

اللغة غير طاهرة كما نعرف كل يوم ..،

دروبنا .. قلوبنا .. المحطات البعيدة .. الكراسي العمياء .. السماوات .. الدموع

الموسيقى .. الكتابة تحت ضغط عال ٍ .. أخطاؤنا أيضاً .. الفم المفتوح .. الأصحاب

كما تقول الكتب .. الحبيبات .. الشعوب المتروكة على خير .. الحماقة بغير نيّة ٍ ..

الخوف .. الطعام .. الحكمة .. الشجاعة كما طفل بعكازين .. الموت على سبيل الدعابة .. علامات الطرق

.. الرمال ..الحصى ..حجارة اليأس .. الأمومة .. الذات بكل عاهاتها .. الشتاء .. النهود التي قصدها أن تكون لنا .. الغيوم .. الحواس .. الأحلام .. الشمس كلما تقافزت فوق رؤوسنا كمهرج فاشل .. الخمر جمهورنا الرخيص .. الرأفة .. النجوم على سبيل الحصر .. القمر على سبيل الحسرة .. الحرية دون قصد .. المومسات .. المناعة .. منافينا الوفية رغم ذلك .. شبابيكنا .. أغشية البكارة .. خلسات الصوم عن النميمة ,, الحروف الشريفة .. ظلامنا الهندسي .. الهواء .. همسات المحبين القياسية .. العشم .. التبغ .. صحراؤنا هي الأخرى .. الحشمة .. الصقيع .. كل شبر .. كل سنتيمتر مربع .. :

ببراءة نعرف أننا ضحينا

ضحينا وانتهي الأمر ...

ــــــــــــــــــــــــ


مع نهاية القصيدة سنقول أيضا انتهي الأمر تماماً : ربما هذه النهاية تكفي للتوقف في اللحظة الآنية ، لنعيد التفكير مجددا في الحقائق المؤلمة للبشر ...أن قصيدة (سنوات للشاعر أشرف العناني )متغيرا جماليا خالصا في التقليص اللغوي لمنظومة الكتابة في لغة الشعر ــ بعدا استراتيجيا للإنسانية في ذائقتها .... وتتحرك القصيدة في كون البناء الداخلي لمراحل ــ التوتر...البحث عن هذه المصنفات الجسدية للبشر .. بما يحيطه من ضياع وافر تجاه لغز بحاجة للاكتشاف، ان هذه القصيدة تتوخي الحظر بخطواتها المنتشرة في الأبعاد .. التي تعود لها سريعا لتلتقي بالأشياء في خصوصيتها .. تعريها تماما.. في الظل المشدود من مؤخرة الكون ، ان اللغة التي وردت في هذا النص ..منهجيته للشعرية في السرد الانطوائي الجاد ..بحاجته ..لهو بمثابة درجة كاملة في التفوق العلمي الذي هو بحاجة إلي البحث في البشر.. والسعي لتطويرالكائن البشري .. في التجديد الكامل ، ومن حقهم ان يمنحوا هذا الشاعر شهادة ما من رسائلهم العلمية ... ليس في درجة شهادة وحسب .. لكن في التعرف علي هذا الشاعر في عزلته للتقرب منه وفهم فلسفته تجاه الأشياء ، ولم يكن لي هنا الا ان أضع هذه النقاط البسيطة في سرعة موجزة مني عن شاعر مثل ( أشرف العناني في قصيدة ــ سنوات ) الذي اتجه بذاتها ليفوق هذا اللغز الواقعي .. الوجودي.. بفكرته في الكتابة ، فكان أشرف باكتماله المنهجي في أيدلوجية الشعر علي وعي ديناميكي ..يمتلك العزف علي جيتار الأحداث وسط عنكبوتية الشعور المرهف ..بظلام الكون ..ومعادلة الخسارات الدائمة للبشر لا الكسب !ومن عدمه،، انني أمنطق هذه التوليفة لأخرج بي من هنا ...حتي أعي جيدا كثافات كتبت لدي قصيدة ممشوقة في صراعها الشامل ... لتخرج بنا من مساحة لمساحة .. لمستطيل غرس في عمق الدائرة الوجودية وبحاجة للفهم كما البشر بحاجة للبكاء والتطهير ثم النقاهة في عالم الجمال بمحراث الشعر الذي ينبت كلمات كالزرع بعد صياغة تامة للارض وتطهيرها ، لنعرف مدا تواصل الأرواح تجاه الخلود .. لو كان هذا الحلم حلم ..أو مجهول في كفن الجحيم ...عندما لا يوترنا هذا اللاوعي بحديثه الدائم فينا .

http://www.elnrd.com/notice/404.html

[email protected]



#محمد_علي_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات في المطلق
- قراءة في قصيدة ( المِدْفنَة) للشاعرة :ورود الموسوي
- نهار العودة
- كيف أحبك هذا المساء؟
- العلاقات الضائعة
- قراءة في قصيدة (جيولوجيا الأنا) لجمانة حداد
- المسافات الرهيبة
- خلفية ضئيلة
- رحلة الثقافة والعالم الفاسد
- جهات غير معنية تقود العمل
- أنا وكل هذا !!
- شاعر وثلاثة دواوين -أحمد سواركة-
- قراءة في قصيدة (الدمعة) للشاعرة رشا عمران
- قراءة في قصيدة (لحظة كن ) لأسماء القاسمي
- فنتازيا المجهول
- خلق بريء ... دم قذر
- قصيدة النثر
- كيف تكون سعيدا هذا المساء ؟
- من اللاشيء
- محور في الثقافة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سلامه - قر اءة في قصيدة (سنوات .. ..للشاعر : أشرف العناني )