أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ازمة النضال الفلسطيني















المزيد.....

ازمة النضال الفلسطيني


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 19:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



لقد تراجعت مناورة القيادة الفلسطينية عن هدف التحرر الكامل من المشروع القومي الصهيوني, الذي شكل هدف مناورتها منذ بدأت النضال ضد وعد بلفور الذي اصدرته بريطانيا بهذا الخصوص عام 1917م, حين قبلت (م ت ف) مبدأ التقسيم على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرئيل عام 1967م.
وقد كان من النتائج المباشرة لتراجع المناورة القيادية على المجتمع الفلسطيني, ان اضاف شرخا جديدا الى الحالة الانشقاقية الموجودة اصلا في الحركة الوطنية الفلسطينية, واضاف انجازا سياسيا جديدا الى انجازات المشروع الصهيوني.
لقد وصلت الهزيمة اخيرا الى ( ايمان وقناعة القيادة الفلسطينية ) بحقوق ( المجتمع) الفلسطيني الوطنية, حين برز خطر ضياع المصالح الاثنية الاسلامية المسيحية والطبقية البرجوازية في سياق ضياع حقوق كامل المجتمع الفلسطيني, الامر الذي نقل هذه القيادة قورا من نهج النضال المبدئي, الى نهج الصراع البراغماتي الانتهازي, الذي يقدم المصلحة الاثنية والطبقية على المصلحة القومية العامة. ولم يكن مستغربا ازاء ذلك ان يطفو فورا الى سطح الصراع والحوار الداخلي الفلسطيني حالة عدم ثقة و تبادل تهم التخوين و تهم التنازل عن الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
فقد انخرطت فورا القيادة الفلسطينية في تسوية ( عملية ) للصراع, منطلقها وشرطها الاعتراف العملي السياسي بشرعية وجود المشروع الصهيوني واولوية ضمان شروط استمراريته وامنه وتفوقه, كمقدمة لتلبية مطالب ( الاطراف) الاخرى وبصورة خاصة الفلسطينية منها.
ان ضمان استمرارية التفوق الشامل لدولة اسرائيل ( اقليميا) كما تحدد كيفيته وشروطه دولة اسرائيل ( فقط), بما في ذلك اشراف اسرائيل على ترتيب اوضاع ( الاطراف الاخرى) خاصة الطرف ( الفلسطيني) منها, هو الجوهر الوحيد للتسوية الجاري المساومة بشانها. والتي تتحقق الان باتجاه انجاز الاقليمي منها اولا والفلسطيني اخيرا.
ان مستوى القبول الاقليمي لدولة اسرائيل وتطبيع العلاقات معها يتحقق بدرجات عالية, فيتحول الى جزء من البنية الشرعية الاقليمية, يشكل قيودا اضافية على المناورة الفلسطيني. وكما كانت الشرعية الاقليمية مبررا لضرب النضال الفلسطيني فانها عادت الان لتكون قاتل مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة على مساوئه. الذي هو في النهاية ضمانة من ضمانات التفوق الاسرائيلي الاقليمي الشامل.
ان المناورة البرنامجية الصهيونية, هي مناورة استعمارية رجعية الطابع والهدف, لكنها حديثة الدلالة الثقافية والتقنية والتكنيك, استطاعت حتى الان ان تفرض ذاتها ووجودها على المناورة الاقليمية العادلة المطالب, حديثة التقنية, غير انها رجعية الدلالة الثقافية والتكنيك.
ان المردود السلبي الذي عاد على لمجتمعنا الفلسطيني من تراجع هدف المناورة القيادية, اجتاز خطره منذ زمن امن الثوابت الوطنية الفلسطينية, واي حديث عن التماسك على هذه الثوابت وخطوطها الحمراء هو هراء, وتضليل تجرؤ القيادة الفلسطينية الادعاء به لمعرفتها الاكيدة ان الدلالة الثقافية السياسية المسيطرة في المجتمع الفلسطيني, لا تحمل معنى وتحديد صحيح لمقولة الثوابت الوطنية, والا لكانت منذ زمن الثورة الفلسطينية تخلصت من هذه القيادة.
لذلك لم يكن غريبا ان يتسع نطاق حجم القيادة الفصائلية الاثني الطبقي الذي انجز كل منهم مساومته الخاصة مع قيادة ( م ت ف ) حول تقاسم المردود الفلسطيني من التسوية, في حين ان الباقي اعلن ( موافقته المبدئية) على ذلك وهو في انتظار انجاز مساومته مع هذه القيادة, اما قيادة حركة حماس فان فحش مطلبها في المساومة يجعل من المستحيل الاتفاق معها عليه, ان فك التحالف الاسلامي المسيحي, والاستقلال في نطاق سياسي اثني طبقي اسلامي خاص هو جوهر مطلب حركة حماس في المساومة الجارية مع قيادة( م ت ف ), اي انه لم يعد هناك ثابت وطني في كامل برنامجية المؤسسة السياسية الفلسطينية الرسمية والفصائلية.
ان الانشقاق الفلسطيني الراهن لا يتعلق بالتمسك بالثابت الوطني او التنازل عنه, بل يتعلق بالتمسك بالثابت الاثني الطبقي فحسب, اما ادعاء المقاومة المسلحة او المقاومة التفاوضية, فهو لا يرتقي عن انتهازية التضليل السياسي المسلح. الذي تخدمه مؤسسات اعلامية اثنية طبقية.
ما هو الثابت الوطني الفلسطيني؟ من الذي تجاوزه؟ ما هو حجم هذا التجاوز؟ هل تتجه المناورة الفلسطينية لتحرير هذا الثابت الوطني الفلسطيني من المشروع القومي الصهيوني؟
اسئلة فقط من حق (الدلالة الثقافية للانجاز الحضاري الفلسطيني المتحقق تاريخيا الاجابة عليها). اما اشكال الممارسة الديموقراطية من قياسات استفتائية واستمزاج شعبي واتجاه اجماع سياسي فصائلي, فلا يحق له ذلك, لان هؤلاء جميعا لا يملكون هذه الدلالة الثقافية, فلا تزال الدلالة الثقافية فيهم تعكس المرحلة ما قبل الراسمالية من مسار التطور الحضاري الفلسطيني. هذه المرحلة التي كانت ثوابتها تتعلق ( بالتقسيم المناطقي المركب من شبه الاستقلال الاثني الديني والطبقي الاقطاعي الزراعي الرعوي لارض فلسطين). حين لم تكن فلسطين وطن, ولا المجتمع الفلسطيني قومية حديثة, وكان اجتماعهما لا يعدو عن كونه ظاهرة ديموغرافية.
ان البنية التحتية الاقتصادية للمجتمع الفلسطيني, وتشكيلها الاجتماعي, اجتازت هذه المرحلة وعبرت الى المرحلة الراسمالية, لا ينتقص من ارتقائها الحضاري هذا الا ارتقاء البنية الثقافية الفلسطينية الى مستواها, وادراك ان ( الثابت الوطني بات يحمل معنى الثابت القومي الفلسطيني الشامل) لا الثابت الاثني الطبقي.
ولكن من اين للدلالة الثقافية الفلسطينة ان ترتقي لهذا المستوى, وهي تحمل صورة لتاريخها لا تتعدى رصف وقائع تقلبات السيطرة الاجنبية عليها, وتقلبات تبعيتها له, في اطار التبرير الاثني, الذي جعل لفلسطين ثلاث سجلات تاريخية هي السجل اليهودي والسجل المسيحي والسجل الاسلامي؟ ولا تحتوي هذه الدلالة الثقافية على اي صورة لمسار تطور المجتمع الفلسطيني الحضاري؟
ان صورة انتقال المجتمع الفلسطيني من تشكيل القبيلة العرقية الهائمة في حركة انتقال موسمية الى الظاهرة القومية الراسمالية الحديثة لا حضور لها في الدلالة الثقافية الفلسطينية, ولا تجيب على اسئلة كيف اخرجت الاثنية العرقية القبلية الفلسطينيين من مرحلة المشاعية البدائية, ولا تحدد عوامل استكمال بنية المجتمع الفلسطيني الاثنية بالاحتلال العربي الاسلامي لفلسطين, ولا تبرر انكفاء هذه الاثنية العرقية الثقافية الكاملة الى حالة اثنية دينية فحسب, ولا كيف استكمل مجتمعنا مسار تطوره الحضاري الى الظاهرة القومية الراسمالية الحديثة؟
كيف جاءت الطبقية الى المجتمع الفلسطيني وماهي تقلباتها الديموقراطية وما هي الية الانصهار الاجتماعي الفلسطيني, وما هي جدليةعلاقة الصراع الديموقراطي والصراع الوطني والحل التاريخي لذلك؟......الخ من الاف الاسئلة التي لا يجيب على اي منها ( منظرونا) .
ان وضوح الاجابة على كل هذه الاسئلة وحده الكفيل بتحديد ما هو فعلا الثابت الوطني الفلسطيني, وما هي المناورة القيادية اللازمة لانجاز مهمة تحريره من المشروع الصهيوني؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال : الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – ا ...
- قتل الشجر باللعن هل هو صحيح
- رفيقي هاني المصري/ رسالة شخصية
- موقع فلسطينيي عام 1948م في النضال الفلسطيني
- دعوة لبناء الحزب القومي الفلسطيني.
- رد على نوئيل عيسى, الخطأ لا يبرر الخطأ
- قصة اسطول الحرية بين حماسة الجمهور و جليد التحليل السياسي
- ابحاث في القضية الفلسطينية.
- الحيرة الفلسطينية بين مقولة المفاوضات ومقولة المقاومة
- المسافة بين الوعي الوطني والوعي السياسي
- ازمة اعلام حركة فتح ؟
- ماء منير شفيق اين يصب ؟
- مؤتمر حركة فتح المطلوب والمأمول
- المنطق المعكوس في الرد على زياد صيدم
- مبروووووووووك
- قراءة في قناعات الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- الفكر والتفكير العرقي القومي العربي راية من رايات التخلف في ...
- الفلسطينيون بلا اعياد
- هل تشكل السمات الشخصية اساسا للوحدة الداخلية ؟
- Dear Mr. President Barak Obama:


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - ازمة النضال الفلسطيني