أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - استغاثة مرضى














المزيد.....

استغاثة مرضى


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغاثة مرضى
حسن الهاشمي
بالرغم من خروجنا من نفق البعث المظلم الذي تسلط علينا منذ مؤامرة 1968م حتى زواله 2003م، فإن العمليات الإرهابية التي يرتكبها أزلام ذلك النظام ما زالت تترى علينا، ناهيك عن التخلف الذي كان سائدا في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية مما أثر في سيكولوجية المجتمع العراقي وجعلته مرتعا للكثير من الأمراض العضوية والنفسية، وبات الشعب المسكين يتلوى من تداعيات الإرهاب من جهة وأوجاع الأمراض التي تفتك بالكثير من الشرائح وتنهش أجسامهم نهشا من جهة أخرى.
إن تلك الجرائم التي ارتكبها البعث المجرم بحق العراقيين والإهمال في الجانب الصحي خلف وما زال يخلف مئات الألوف من الثكلى والجرحى وأصحاب الأمراض الجسدية والنفسية، وهم بحاجة إلى رعاية خاصة لا يمكن لإمكانيات الدولة مهما بلغت أن تغطي تلك الاحتياجات الملحة، وإنها دعوة إلى المحسنين وميسوري الحال لمد يد العون والمساعدة لانتشال العوائل المنكوبة والمرضى من واقعهم المزري الذي يعيشونه، ولا ينتظروا ذل سؤال المريض!!.
وتلك الحالات المرضية الغريبة ليست بغريبة على العراق فإن بوادرها قد طفحت في أوساطنا منذ أكثر من عشرين سنة وأضحت الآن ثقيلة على أهلها، إضافة إلى ذلك يواجه الفقراء حرب شرسة من غلاء الأسعار ، وانتشار الأمراض، وتفشى ظاهرة السوق السوداء والرشوة والمحسوبية والاحتكار والغش والربا .. ويعانى البائس الفقير من الحياة الضنك حتى كاد أن يكفر، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدعو قائلا: " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر " ، ويقول الإمام علي عليه السلام : " لو كان الفقر رجلا لقتلته ".
ولو أردنا أن تنزل علينا بركات السماء علينا أن نتراحم فيما بيننا، وأعظم التراحم هو إنقاذ مريض من البلوى والأوجاع وتوفير معيشة هانئة له ولعائلته، ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا، هذا ما ينتظر أولئك الذين يساهمون بإنقاذ المرضى من المآسي التي يعيشونها، وهو من أفضل الأعمال لما فيه الخير والمنفعة والفائدة لعباد الله.
ومن حسن عاقبة الأغنياء أن ينتهوا عن الإسراف و التبذير والترف والبذخ ويوجهوا فائض أموالهم إلى ضروريات وحاجيات الفقراء، وهي كثيرة وعلى رأسها بناء المستوصفات والمستشفيات لعلاج المرضى من الفقراء والمساكين، أو المساهمة في تكاليف العلاج الباهضة للأمراض المستعصية..
ألم يأن للأغنياء أن يستجيبوا لاستغاثة الفقراء ولاسيما المرضى منهم، ألم يأن لقلوب الأغنياء الذين ينفقون أموالهم إسرافا وبداراً أن ترق لأحوال الفقراء والمساكين، ألم يأن لعواطف الأغنياء أن تلين لآلام المرضى المساكين، ألم يفكر الأغنياء أنهم سوف يموتون ويتركون أموالهم خلفهم ويقابلون رب العالمين ليسائلهم عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ولا غرابة من الشعب العراقي فإنه شعب شهامة ونبل وحمية، وشعب متجذرة فيه الأصول الإسلامية والعشائرية الحميدة التي هي من بوادرها حالة الإكرام والكرم، وعلى كل من يستطيع أن يتقدم بخطوة بهذا الاتجاه عليه أن يقدم ولا يقصر فهي مسؤولية عظيمة لا تستطيع الدولة ووزارة الصحة أن تنوء بوحدها بها، وتتطلب أن ينخرط فيها الجميع كل حسب طاقته وكل حسب إمكانياته، فالطبيب بطبه والغني بماله وصاحب المهنة بمهنته، فتظافر الجهود حيال تلك المشكلة كفيل بالقضاء على تلك الأمراض التي تفتك بأبنائنا وبناتنا وشيوخنا وعجائزنا، فكلهم بحاجة إلى الاهتمام والانتشال من واقعهم المأساوي ومعيشتهم المضنية.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوانين بحاجة إلى تغيير
- حق الفرد في النظام الديمقراطي
- أدلة الانتخاب بين الضرورة وسيرة العقلاء
- نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية
- حقوق المرأة بين الفتاوى الظلامية والعدالة الإنسانية
- أين نحن من القضاء العادل؟!
- عولمة الديكتاتورية!!
- ديمقراطية بلا حقوق... الإنسان ضحية
- ديمقراطية انتقائية
- الحروب الجميلة...والجمهور السرابي
- ددولة الانشطار الديني
- الوعد الصادق..وهم يتبدد
- حسن نصرالله وسلطة العقيدة
- يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة
- الجانب المظلم من الديمقراطية......


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - استغاثة مرضى