أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياقلبى لا تحزن ( 2-2 ) - مذبحة بنى قريظة .













المزيد.....

الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياقلبى لا تحزن ( 2-2 ) - مذبحة بنى قريظة .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 18:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن أمة تشوهت مشاعرها وأحاسيسها مثلما تشوهت عقولها ..!!
نحن أمة لا تتعاطف مع الضحايا فى أى كارثة أو مصيبة إلا بعد أن تنظر فى بطاقات هوياتهم ..فإذا كانوا على نفس هويتنا الدينية تدافعت الدموع تجرى من عيوننا ..وإذا لم يحظوا بهذا الشرف فلا يعنينا أمرهم فى شئ بل قد ينالوا منا الشماتة كونهم غير مؤمنين وما مصيبتهم تلك إلا غضب من الله وإنتقامه .!!

لا يقف التشوه عند هذه الدرجة بل يحدث تشوه وإنفصام غريب فينتابنا المزيد من التناقض والشذوذ الحسى ..لنواجه مشهد واحد بمشاعر متناقضة .. فنحن نلتاع لقتل الأطفال والمدنيين فى العراق ولكن حسب هوية القاتل والمقتولين ..فإذا كان المقتولين من هويتنا والقاتل من هوية أخرى إنطلقت صرخاتنا وأناتنا وبكائنا وإرتفعت رايات الإنتقام ..بينما لو كان القاتل من هويتنا والمقتولين خارج نطاق إيماننا فمشاعرنا لا تكون صارخة ولا تكتفى بالبرود بل يصل تشوهها إلى درجة الفرحة والزهو والتشفى فى المقتولين .

تتداعى أمامى مشاهد كثيرة أتلمس فيها مشاعرنا المشوهة و إزدواجيتنا الغريبة , وهذا التناقض الرهيب الذى نحمله ليجعلنا نكيل الأمور بمائة مكيال دون أن يغمض لنا جفن .!!
فهناك من هلل للعملية الإرهابية بتدمير برجى التجارة العالمية ..وإنتابته الفرحة بمنظر البرجين بعدما تحول إلى جحيم مستعر يحرق أربعة ألاف من المدنيين !..وللأسف هناك من قام بالتكبير وإعتباره نصر الله العزيز .!!

نألم ونصرخ حزنا ً على أم فلسطسينية ثكلى على إبنها الصغير الذى إغتالته الهمجية الإسرائيلية ..ولا نشفق على أم إسرائيلية فقدت إبنها الصغير فى عملية نقول عنها أنها جهادية .

نرتاع من الهجمة الإمبريالية الأمريكية على العراق وندمع بصدق على المدنيين الذين وقعوا ضحية الهجمة الأمريكية الهمجية ولا نذرف دمعة واحدة على ذبح الشيعة للسنه ولا السنه للشيعة ..لا نحزن ولا نألم لذبح رهائن أجنبية فى العراق بل يهلل البعض منا لهذا العمل الجهادى الذى مورس فيه الذبح بالطريقة البدائية البدوية من الوريد إلى الوريد على ضحية مدنية لا تحمل موسا ً فى جيبها وكل خطأها أن حظها العاثر أوقعها فى يد مجاهدينا .
كنت أنوى أن أرفق بهذا المقال شريط فيديو يعرض مشهد ذبح رهينة ألمانية على يد جماعة الزرقاوى ..وكيف تم ذبح الرهينة كالنعجة وبدم بارد وأعصاب هادئة من ذابحه وسط تهليل من مرافقيه ..بينما الرهينة تئن أنينا لا زال حتى الأن صوته يمزقنى ...أحسست بقسوة الإنسان عندما يكون همجيا تُنتزع منه أى رحمة وإنسانية .

نحزن على قتل أطفالنا ولكننا نفتخر بقاتلى أطفال الغير ..نستقبلهم إستقبال الأبطال ..ونودعهم بكل تبجيل وفخار بل نعتبرهم شهداء تنتظرهم حوريات الجنه بكل شوق لأفعالهم الجهادية بقتل وذبح المدنيين .
كثير من الذين نودعهم وننعتهم بالشهداء فى عمليات إستشهادية كانت بطولتهم أنهم فخخوا أنفسهم فى حافلة أو سوبرماركت فيكون كل قتلاهم مدنيين من نساء واطفال وشيوخ ولا نحظى فى هذه المذبحة بمقتل جندى واحد ..لقد هللنا لهم وودعناهم لأنهم يقتلون المدنيين .!!
وهاهو سمير القنطار نستقبله إستقبال الأبطال ونفرش الورود تحت قدميه بعد عودته من الأسر ..سمير القنطار هذا قتل مواطن إسرائيلى أمام طفلته ذات الأربع سنوات ولم يتورع أن يدك رأسها بمؤخرة بندقيته ليقتلها هى الأخرى .!

مشاهد ومشاهد تمر من أمام عيوننا الغافلة أو التى تريد أن تغفل ..عيوننا التى تغربل المشاهد لتوجه مشاعرنا تجاه بوصلة هويتها ..ولتحقق فينا إزدواجية غريبة وقدرة أغرب على الكيل بمائة مكيال .

ولكن قد يتساءل البعض ..ماعلاقة هذه المشاعر الإزدواجية والمشوه بالدين ..وما علاقة هذه الأفعال الحمقاء للإرهابيين لكى تنسب للدين .
كما تناولت فى الجزء الأول من هذا البحث الموروث التوارتى الغارق حتى الثمالة فى العنف والهمجية لتكون نصوصه حاضرة يستقى منها الحاخامات وينهلوا كل بشع وهمجى فينتجوا فى النهاية فتاويهم البشعة ..أجد أن الموروث الإسلامى حافل هو الأخر برؤى وقصص وتاريخ تؤسس لمنهجية قتل المدنيين بل تعطى له مظلة تشريعية لتمرر الفعل بهالات من التمجيد للقتلة واللعنة للمقتولين .!

بداية يجب الإنتباه أن الإسلام يختلف عن اليهودية فى جزئية واحدة , فبينما نرى التوراة ذات موقف متشدد وعنيف ضد الأخر من بداية تسطيرحروفها حتى نهايتها , سنجد أن الإسلام يحمل رؤى مختلفة ومتباينة لموقف واحد ...فكما يقال بأن القرآن حمال أوجه أو بتفسير أكثر دقة وموضوعية هو دين سياسى بإمتياز وهذا ما أشرت فى مقالى "تديين السياسة أو تسييس الدين " حيث نرى زخم من الأيات المتناقضة التى تدعو فى القليل منها إلى الصفح والتسامح وفى الأغلب للقتال وضرب الأعناق ...ولكن سيزول هذا التناقض عندما نعلم بأن كل أية جاءت فى ظرف سياسى وتاريخى محدد ...وأن التسامح لم يأتى إلا عندما كان الظرف السياسى لا يقبل غير ذلك ... ولكن تكمن الإشكالية الحقيقية فى أن النصوص الفاعلة أو الناسخة هى النصوص الداعية للعنف والقتال .

كل العمليات الإرهابية لقتل المدنيين والتوحش فيهم تتكأ على أية وتاريخ ...الأيات هى قرآنية والتاريخ هو إسلامى ..فلو تطرقنا للأيات فسنجد قوله { ومن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم } البقرة :194- وقوله {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا }[الشورى : 40] - وقوله : {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى : 41].

هذه الأيات تفتح الطريق على مصراعيه أمام قتل المدنيين ..فيكفى أن يقتل العدو مدنيا ًً منا سواء متعمدا ً أو بطريق الخطأ حتى نمارس تفعيل الآية بقتل مدنييه بكل إرتياحية وبمبرر يمرر كل العنف والشراسة .

المؤسف أن مفهوم الإعتداء على الأخر بمثل ما يعتدى علينا يتغلغل فى نفوسنا ويصبح منهجية حياة توقع الإنسان فى مستنقع الإنتقام ودوائر الثأر الجهنمية التى تقودنا إلى الغوغائية والبدائية .
فهل يحق لى أن أقتل أو أغتصب إبن قاتل ومغتصب إبنى .؟
وهل يجوز فى المجتمع الإسلامى ذاته ..أن أقوم بذبح إبن قاتل إبنى إنتقاما ً لولدى , أم أن العقاب ينال القاتل ذاته .
هل أبنى منظومتى الأخلاقية والسلوكية على فعل الأخرين ..أى هل أتدنى وأتوحش عندما أجد خصمى على مستوى من التوحش والهمجية والدناءة .
وطالما هذه الأية شريعة حياة فهل سأقبل من عدوىّ أن يمارس عمليات إبادة جماعية على قومى لمجرد مقتل فرد منه ..فهل يحق للغرب أن يتوجه إلى العراق أو أفغانستان لينصب مذبحة جماعية لقرية ما لأن هناك رهينة غربية قد تم ذبحها من الوريد إلى الوريد ..هل نقبل ذلك ؟ ..بل هل تقبل الشعوب الغربية بذلك .؟

( ومن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ) تفتح الطريق أمام كل الخصومات لممارسة أفعال إنتقامية وثأرية مجنونة لا تعرف طريقا ً للتوقف بل توقعنا فى فى كثبان رملية لا نجد لنا فيها طريقاً للخلاص ..فسنجد مذابح يقيمها الشيعة للسنه ولا يستثنى السنه بل يُبدعوا مذابح تحصد العشرات من القتلى فى الحسينيات والأسواق ..سنجد أن الجماعة الإسلامية فى الجزائر مارست خلال 3 سنوات مذابح للجزائريين أكثر من الذين ذبحتهم إسرائيل من العرب على مدار الصراع العربى الإسرائيلى .

الفتاوى الإسلامية التى تخوض فى شرعية قتل المدنيين تتكأ على هذه الأية والتى تطلب كسر قلوب الأعداء ..وفى فتاوى أخرى تسمح بالقتل والذبح ليس كرد فعل لسلوك العدو بل كسلوك إستباقى يجد شرعيته فى أن المدنى هو مواطن منح الساسة صوته الإنتخابى ويدفع الضرائب ويميل بالولاء لبلده .!!.. وكأن المطلوب من المدنى حتى يُستثنى من الذبح أن يكون مواطنا ً فى نسيجنا !!!..بالطبع هو تبرير واهى يحاول تمرير الهمجية لكى تتوحش .

هناك شئ يثير الإنتباه وتندهش من عدم تداوله من قبل شيوخنا ..فلماذا لا تشاع فكرة أن قتلنا للمدنيين من أعدائنا تأتى فى سياق حرب لاتعرف فيه القنبلة والصاروخ ماهو مدنى ولا عسكرى ..فلا يستطيع الصاروخ إنتقاء الجنود دون المدنيين وهكذا هى شريعة الحروب .
هم لا يقولون هكذا لأنهم يريدون تصدير قتل المدنيين ..أن يخلقوا شرعنة لقتل المدنى عامدا ً متعمداً ..أن تكون العمليات الجهادية خالصة لقتل المدنى ..أن تكون كل صواريخنا ورصاصنا وسكاكيننا فى صدور المدنيين ..إنهم يمنحوا الفعل الإنتقامى الثأرى الهمجى مظلة شرعية تسمح بالقتل الغير رحيم .

الشيخ ابن عثيمين يفتى بجواز قتل نساء واطفال الكفار في الحرب قصدا ً
يقول الشيخ ابن عثيمين في شرحه لكتاب الجهاد من "بلوغ المرام": (فإن قيل؛ لو فعلوا – أي الكفار - ذلك بنا، بأن قتلوا صبياننا ونساءنا، فهل نقتلهم؟
* أنه لنا أن نقتل النساء والصبيان... لما في ذلك من كسر قلوب الأعداء وإهانتهم، ولعموم قوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ
http://www.youtube.com/watch?v=53fWWzp0A38

لا تكون الأمور محصورة فى رد فعل إنتقامى وثأرى كما يحاولون تسويقه وفقا ً للأية ..ولا هى أية يُساء فهمها كما سيحاول المعتدلون والمتحضرون أن يخرجوا من هذا المأزق بالرغم من وضوح وبيان الآيات ..ولكن هناك مظلة كبيرة وقدوة حسنة مارست فعل ذبح المدنيين بدون ذنب ليتشبع الضمير الإسلامى الجمعى بكل قساوة والقدرة على البدء والإستباق بممارسة الهمجية .

فلو نظرنا للتاريخ الإسلامى فستمر علينا مذبحة بنى قريظة لترسم خلفيات قوية بألوان داكنة لكيفية أن يكون التوحش والذبح للمدنيين , وكيف يتم بدم بارد ومن عباءة قدوة حسنة ..هى لم تكن فى حالة رد الفعل وإنما كانت فى موقف الفعل والفاعل لتمارس التوحش بلا رحمة ولا مبرر .

فى كتاب: تاريخ أبي الفداء – الفصل الخامس – التاريخ الإسلامي - غزوة بني قريظة ..لكاتبه الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء وهو واحد من عدة مصادر تناولت مذبحة بنى قريظة لتتطابق مع غيرها ..يذكر

ولما اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف عن الخندق راجعاً الى المدينة ووضع المسلمون السلاح فلما كان الظهر اتى جبرائيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ان الله يامرك بالسير الى بني قريظة فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي‏:‏ من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلي العصر الا ببني قريظة وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب كرم الله وجهه برايته الى بني قريظة ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بئر من ابارهم وتلاحق الناس واتى قوم بعد العشاء الاخرة ولم يصلوا العصر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصل احد العصر الا ببني قريظة فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ذلك وحاصر بني قريظة خمساً وعشرين ليلة وقذف الله في قلوبهم الرعب ولما اشتد بهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا حلفاء الاوس فسال الاوس رسول الله صلى الله عليه وسلم في اطلاقهم كما اطلق بني قينقاع حلفاء الخزرج بسؤال عبد الله بن ابي بن ابي سلول المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الا ترضون ان يحكم فيهم سعد بن معاذ وهو سيد الاوس ‏)‏‏.‏ فقالوا‏:‏ الى ظناً منهم ان يحكم باطلاقهم فامر باحضار سعد كان به جرح في اكحله من الخندق فحملت الاوس سعداً على حمار قد وطاوا له عليه بوسادة وكان رجلاً جسيماً ثم اقبلوا به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقولون لسعد‏:‏ يا ابا عمرو احسن الى مواليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قوموا الى سيدكم‏.‏ والمهاجرون يقولون‏:‏ انما اراد صلى الله عليه وسلم الانصار والانصار يقولون‏:‏ قد عم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فقاموا اليه وقالوا‏:‏ يا ابا عمرو ان رسول الله قد حكمك في مواليك‏.‏ فقال سعد‏:‏ احكم فيهم ان تقتل الرجال وتقسم الاموال وتسبى الذراري والنساء‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لقد حكمت فيهم بحكم الله تعالى من فوق سبعة ارقعة‏)‏ ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة وحبس بني قريظة في بعض دور الانصار وامر فحفر لهم خنادق ثم بعث بهم فضرب اعناقهم في تلك الخنادق وكانوا سبعمائة رجل يزيدون او ينقصون عنها قليلاً‏.‏ ثم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني قريظة فاخرج الخمس واصطفى لنفسه ريحانة بنت عمرو فكانت في ملكه .

لن يستوقفنا هنا أن حكم الذبح قد تم في اليهود بقرار سماوى جاء من فوق سبع سموات وحضور جبريل ممثلا ً للجانب الإلهى فى بداية المشهد فهكذا هو التبرير ..وهكذا كان الحال أيضا ًمع المذابح التى مارسها اليهود فى التوراة ..كما لن يستوقفنا وجود سعد بن معاذ فى المشهد وأن الإحتكام كان له ليتوافق مع حكم إلهى جاء من سبع سموات !..ولن نتوقف أيضا عند السبى وتوزيع السبايا من النساء فهكذا كان الدين والهدف المنشود من القتال ورفع كل رايات الجهاد المقدس .
ولكن سنركز الرؤية على وقوف أكثر من 700 إنسان فى خنادق وضرب أعناقهم بحد السيف ..!!
ولكن للأمانة نذكر بأن هذه المذبحة مارست القتل على من هم فوق سن العاشرة فمن نبتت شعر عانته كان مصيره الذبح !!..أى أن المجاهدين كانوا يشلحون عورات الفتيان اليهود فمن يجدوا شعر عانته قد نبتت ضُرب عنقه بحد السيف , ومن لم تنبت بعد فله الحظ أن يكون عبدا ً .
مذبحة ليس لها مكان إلا فى الوحشية ..فجماعة محاصرة محصورة لمدة 25 يوم وتضم مجموعة من المدنيين يتم إقتحامهم بعد إثارة الرعب فى قلوبهم ..ثم يتم فرزهم لتسلم وتقسم النساء اللاتى هن الهدف الدائم والمنشود من كل فتح إلى المجاهدين ليغتصبوهم تحت يافطة ملكات اليمين ..ثم يوضع الذكور فى الخنادق ليدور السيف بلا رحمة ... ماذا إختلف هذا المشهد عن مشاهد لهولاكو أو الصرب أو دير ياسين .!!!

ماذا نسمى هذه المذبحة هل هى عمل رحيم أم توحش ..هل هولاكو والصرب واليهود مجرمون عندما يمارسون مثل هكذا أفعال همجية .؟!
لا نستطيع أن نحاكم التاريخ فهكذا كان تاريخا ً وهكذا كانت البدائية ..ولكن الإشكالية والمصيبة أن هناك قدوة حسنة توضع فى المقدمة ومثال رائع للإحتذاء والإقتداء مازال حاضرا ًفى الفكر والوجدان ..فهو ليس هولاكو الذى ذهب وإندثر بل هو حاضر بهالات ووشاحات من الرحمة والسلام ..و مثالاً فى الإحتذاء والإقتداء والفعل والتفعيل .

لا تسأل إذن لماذا نحن نقبل بقتل الأطفال والمدنيين ...ولا تسأل لماذا نمجد الإرهابيين الذين يفخخون أجسادهم فى حافلة أو سوبر ماركت أو حسينية أو جامع .
ولا تسأل لماذا نفرح بحرق 4000 إنسان فى برجى التجارة العالمية ..ولا كيف يهلل البعض لذبح رهينة مدنية من الوريد للوريد .
التراث يجرى فى دمائنا فيشوه كل قيمة ولتنتهك على مذبحه إنسانيتنا لتحل مكانها كل قسوة وتبلد وهمجية .

دمتم بخير .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق ...
- نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجيبا ً للدعاء .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم ر ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين ...
- لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
- من داخل دهاليز الموت إشتقت لحضن أمى .
- إشكاليات التراث ومتطلبات العصر وأين يكون حرثنا فى الأرض أم ف ...
- لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 2 ) - لا تسأل ولا تعرف .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 8 ) _ أشياء مطلوب الإعتذار عنه ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتل ...
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 5 ) .
- تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى ...
- إلى هذا الحد وصلنا لحالة من الشلل والتسطيح والتهميش .
- تديين السياسة أم تسييس الدين ( 1 )- اليهودية نموذجا ً .
- ثقافة المراجعة والإعتذار المفقودة .
- نحن نخلق ألهتنا ( 6 ) - الله رازقا ً .
- تأملات فى الإنسان والحيوان والبرغوث .
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 4 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 3 )
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 2 ) .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياقلبى لا تحزن ( 2-2 ) - مذبحة بنى قريظة .