أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الناس السكرانه















المزيد.....

الناس السكرانه


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3037 - 2010 / 6 / 17 - 07:38
المحور: كتابات ساخرة
    


تصدير :
النابغة الجعدي حينما دخل على أحد المنشدين وهو ينشدُ قائلاً :
تطيبُ كؤوسنا لولا قذاها

ويحتملُ الجليسُ على أذاها .
رد عليه قائلاً:
قذى إن كان صاحبها بخيلٌ

يحاسبُ نفسه بكم اشتراها ؟

أعتقد بأن الفقراء الذين تبعوا الدين الإسلامي الجديد ووافقوا على حرمة الخمر وحرمة الربا وافقوا نكالاً بالذين يقدرون ماليا على شرائها وكذلك موافقتهم على تحريم الربا نكالاً بالذين يملكون القدرة على إقراض المال بالفائدة الربوية .

ولو طلبت الحكومة الأردنية من الشعب التصويت على حُرمة الخمر والمسكرات وتداولها أو جوازها وعدم تحريمها , لو طلبت فعلاً ذلك لكنت أول من يقوم بالتصويت على حُرمتها ومنع بيعها وشرائها ليس لأنها حرام بل نكالاً بالذين يشربونها ولا يسقوني منها .
بس صدقوني غالبية الشعوب العربية في حالة سكر أنا مثلاً بعتبر نفسي دائما حالم أو سكران حين أعتقد بأن هنالك في الدول العربية مساحة من الحرية ستجعلُ مني في الوقت الحالي ذا قيمة فنية وأدبية وأعتبر نفسي سكران ومسطول ومحشش حين أذهب في الأردن إلى أي مؤسسة مجتمع مدنية معتقدا أنها فعلاً مؤسسة مجتمع مدنية أو حينما أذهب إلى الاتحادات النسائية ولا أجد فيها نشاطا مدنيا أو مؤسسات ثقافية غير معنية بالإبداع وتنمية القدرات والمهارات الفردية الفكرية منها واليدوية , أنا فعلاً واحد سكران ومش صاحي.


والذين خططوا لبناء المدارس مسطولين وسكرانين والذين يفكرون بمقاومة المجتمع المدني وأمريكيا وتحديها أكيد إنهم سكرانين والعربي الذي يفكر بأن يأخذ كأس العالم في يوم من الأيام أكيد هذا مسطول ومحشش أو مش بكامل قواه العقلية , أي صدقوني ما فينا حدى صاحي
يعني الذي يقبل بأن يكون رئيس جمهوريته رئيساً لربع قرن أو حتى لوفاته أكيد أو من المؤكد أنه ليس بكامل قواه العقلية وأنه سكران ولو يقبل أي مواطن امريكي بأن يتربع أوباما على فراش البيت الأبيض نصف قرن لأرسلوه للمختبرات الطبية للتأكد من أنه سكران أو غير سكران أو على الأقل للتأكد من سلامته العقلية , لأنه لا أحد يقبل بما يقبل به -المواطن العربي- في أوروبا والدول المتقدمة إلا مواطنا سكرانَ أو فاقداً لعقله أو مخبولاً جدا .
ويتعاطى الشعب الأمريكي بالكحول كثيرا ولكنه رغم سكره لا يقبل بما يقبل به المواطن العربي, من هنا يجب أن نقول بأن الناس في الدول العربية غالبيتها سكرانة ولا تدري بالذي يدور حولها من مخاطر وأحداث جسام.

وأحياناً حين يلوم شخص شخصاً آخر على شيئ كان قد فعله فوراً يقول له :(شو كنك كاين سكران) ؟ وفي واحد من الناس عمل حادث سير على باب دارنا ونزل من السيارة وهو (متدروخ) زي السكران فاقتربوا منه الناس وتحسسوا رائحته فلم يجدوه سكراناً مع أن كل الناس شاهدوه وهو يقود سيارته وكأنه سكران على الآخر.

وفي واحد ثاني من الناس تزوج على زوجته حسب الشرع مرة ومرتين ولو فكر مواطن مسيحي في أوروبا أو في أي مجتمع مدني آخر لقالوا عنه أنه رجل سكران لمجرد التفكير بعمل ذلك.

وفي واحد مارس الجنس مع أمه غصب عنها وفي واحد مع شقيقته غصب عنها وفي واحد أيضا مارس الجنس مع شقيقته بكيفها ورضاها ومش غصب عنها ولم يكن لا هو ولا هي سكارى.

وفي واحد بمشي في الشارع دايمن(دائماً وهو يتمايل شمالاً ويميناً ولا يشرب الخمر وفي واحد أو في ألوف من الناس في مدينتنا بمشوا في الشارع وهم يتكلمون مع أنفسهم وما هم بسكارى أو سكارى وما هم بسكارى.

وكل سنة أنا شخصياً بشارك بحضور 90 أو 100 حفلة زفاف غالبيتهن ينتهين بمشاجرات وتكسير للطاولات والكراسي والشبابيك الخاصة بالصالات ولا يوج أي مخرب سكران وبيده بُطل عرق .

وكل الناس في مدينتنا في 10 الشهر أو من أول أسبوع في الشهر بصيروا يشتموا ويسبوا على حالهم وعلى الحكومة وتظنهم للوهلة الأولى أنهم سكارى ولكن نتائج التحاليل الطبية إذا أجريت لهم ستكون النتيجة إيجابية أي أنهم ليسوا بسكارى ولا يتعاطون أي نوع من أنواع المخدرات أو المُسكرات .
يعني صدقوني إنها البلد كلها سكرانة.

في ناس ابتسكر وبتبول على حالها من سيرة الدين أو بس يسمعوا في زيادة أسعار وفي ناس سكرانة من رائحة إجراباتها وفي ناس سكرانة من ظروفها وفي ناس سكرانة وبتشرب ماء الحلاقة والشباب العزابية سكرانين من قلة الجنس وقلة النوادي الليلية ومن قلة السينمات ومن قلة الرفاهية , والبلد كلها سكرانة.
و90% من حوادث السير في الأردن أو 98% منها لا يكون فيها السائق سكرانا أو متعاطيا للمسكرات أو للمخدرات علما أن نسبة حوادث السير في الأردن كبيرة جدا قياساً إلى نسبة أعداد السيارات حيث تقاس لكل عشرة آلاف مركبة , ولكن ماتورات السيارات يكن في حالة تعب وإرهاق وأصحاب الشركات يمكن بدفعوا رشاوي حتى تتم عملية ترخيص المركبات التي يجب أن تكون خارج الخدمة وبالتالي فالبُدي أي الهيكل هو السكران , وكل الناس في الشوارع ظروفها تجعلها تتخبط ببعضها البعض وكأنهم سكارى.

الناس غالبيتها سكرانة على طول يعني اللي ما بعرفش من وين يسدد فاتورة الكهرباء هذا أكيد سكران والمثقف اللي بسمع عن نسبة نشر الكتب في أوروبا لكل كاتب أكيد أنه يبقى مذهولا وكأنه في حالة سكر وإدمان على طول .

والشعوب العربية مدمنة على الفوبيا والإرهاب والخوف من الأيام القادمة وكلها تتمايل في المشي وكأنها في حالة سكر .

والبلد كلها سكرانة وأنا من المستحيل أن أُصدق بأن الذين يخططون لمستقبلنا أ،هم لم يكونوا في حالة سكر عندما خططوا ونظموا للشوارع وللتنمية ولمؤسسات المجتمع المدنية , حتى المذيع اللي في التلفزيون بنظلنا أنشوفه من أول أو من بداية وعينا بالحياة وحتى مماتنا وهو هو وأيضاً بنفس البدلة أو القميص ومذيع الأخبار يبقى نفسه والنائب في البرلمان يبقى نفسه يعني نفس النوع حتى وإن تغيرت الأسماء ومن هذا المنطلق أفكر بمقاطعة الحياة النيابية في الأردن خلال الأشهر القليلة القادمة احتجاجاً على أنواع المرشحين والتي لا تختلفُ عن بعضها البعض ومن هنا ومن هذا المنطلق أقول مرة أخرى بأن المواطن الأردني لا بد وأنه سكران جدا حين يعطي صوته إلى نائب أمي في السياسة والثقافة , والمواطن العربي أو الأردني لا بد وأنه سكران جدا حين يقبل بمستوى الفنانين الأردنيين أو العرب , وكل الشعب في حالة سكر من المحيط إلى الخليج ومن الباقورة إلى العقبة , من المستحيل أن يكون هذا الشعب صاحٍ وبكامل قواه العقلية علماً أنه لا يتعاطى لا المُسكرات ولا المخدرات إلا ما ندر جدا ندرة الحب والرومانسية في بلاد العرب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعادة السائلة
- خيانة سحرية
- بيت خالته
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الناس السكرانه