أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق















المزيد.....

التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 21:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل ثلاث سنوات، التقيت الأكاديمي والمفكر العراقي وعالم الاجتماع فالح عبد الجبار في كردستان العراق، في المهرجان الثقافي السنوي الذي أقامته مؤسسة "المدى" الإعلامية. ولم أكن في ذلك الوقت أعرف الكثير عن فالح عبد الجبار. ولم أقرأ له غير كتابه الصغير "معالم العقلانية والخرافة في الفكر العربي المعاصر" الذي نشرته دار الساقي. وفالح عبد الجبار، يطوّر اليوم جهود ابن خلدون، وعلي الوردي في علم الاجتماع العربي. ورأي أن أفضل وسيلة لتطوير هذا العلم، إنشاء معهد للدراسات الإستراتيجية في بيروت، ثم في بغداد بعد ذلك، ينْشَطُ فيه علماء الاجتماع، ويقدموا، وينشروا أبحاثهم. وقد تمَّ له ذلك. فأصدر هذا المعهد مجموعة من الدراسات السياسية والاجتماعية العلمية المتخصصة المهمة منها: "المجتمع المدني في عراق ما بعد العرب"، و "الإثنية والدولة" لهشام داوود وفالح عبد الجبار، و"المستبد" لزهير الجزائري، و "محمد عبده.. إمام الحداثة والدستور" للمفكر السوري عبد الرزاق عيد، و "الدستور والمرأة" لرشيد الخيون وبدور زكي محمد، و"الديمقراطية.. مقاربة سوسيولوجية تاريخية"، وغيرها من الكتب المهمة، التي يحرص كل مُحلل ومُعلِّق سياسي مهتم بقضايا الوطن العربي وقضايا العراق خاصة، على متابعتها، والاستنارة بها.



دراسة دسمة عن صراع الأضداد العراقية

قام فريق من الباحثين الجادين بإعداد تقرير عن الحالة العراقية تحت عنوان "ديناميكيات النزاع في العراق: تقييم استراتيجي". ومن هؤلاء الباحثين رائد فهمي الباحث والمحلل الاقتصادي، والبروفسور راي كيلي المتخصص بالدراسات التنموية، وأليخاندور كولاس الذي كتب عن "سيناريوهات النزاع"، وتيم حيث الذي كتب عن "مساهمة في سيناريوهات النزاع"، وهشام داوود الذي كتب أخيراً عن "مساهمة في العلاقات الإثنية".

ورغم كثرة مواضيع هذا الكتاب، إلا أن عدد صفحاته لا يتجاوز 112 صفحة من الحجم الصغير. لذا فهو كبسولة فكرية وعلمية مكثفة ودسمة، تفعل مفعول جرعة الدواء. ويبدو أن "معهد الدراسات الإستراتيجية" قد درج على إصدار معظم كتبه بهذا الحجم، أو أقل قليلاً، مراعاة لسوق النشر العربي المتردية أولاً، وثانياً حرصاً على عدم انفلات القارئ العربي النزق – هذه الأيام - من الكتب الضخمة، في ظل تعدد وسائل الحصول على المعرفة، وانتشار الفضائيات، ووسائل التسلية التي أبعدت المتلقي العربي عن الكتاب، كوسيلة وحيدة سابقة للمعرفة والتسلية.



حاجة العراق والعرب لمثل هذه التقارير

يشبه تقرير "ديناميكيات النزاع في العراق: تقييم استراتيجي" 2005، سلسلة التقارير التي أصدرتها الأمم المتحدة عن "التنمية البشرية في العالم العربي"، منذ 2002 حتى 2009، والتي أعدتها مجموعة من الخبراء والباحثين العرب. فتقارير الأمم المتحدة تتحدث عن العالم العربي عامة، بينما تقرير "ديناميكيات النزاع في العراق: تقييم استراتيجي" يتحدث عن العراق وحده، ويركز اهتمامه على العراق. ومن هنا جاءت أهميته للعراق والعرب كذلك، في ضوء عدم وجود أبحاث علمية أكاديمية رصينة، للحالة العراقية بعد 2003.



اقتران التنازع بعملية ثلاثية الأبعاد

إن الحقيقة المُرَّة التي تصدمك بها مقدمة هذا الكتاب/التقرير، هي واقع العراق الاجتماعي والسياسي المرير، الذي يقول لنا بصراحة متناهية، ووعي علمي دقيق، أنه منذ نقل السيادة للعراقيين، في 2004، والعراق يرزح تحت وطأة النزاع بين قوى الطوائف والجماعات، في تنافس جماعي على "الحصص" و"المنافع"!

ويخلص التقرير إلى أن التنازع التنافسي، يقترن بعملية ثلاثية الأبعاد هي:

إعادة بناء الأمة ، وإعادة تشكيل هيكلية الدولة، وإرساء الاستقرار.



القتال من أجل السيطرة على الموارد

ويؤكد التقرير، أن مختلف أطراف النزاع يتقاتلون من أجل السيطرة على إعادة توزيع الموارد الاجتماعية - الاقتصادية، وعلى أدوات السلطة السياسية، في عراق ما بعد صدام. وهو ما نشاهده الآن، وما يجري حتى هذا التاريخ (2010) من خلال الأزمة السياسية العراقية الحالية، ورفض المالكي (الملك غير المتوّج) التنازل عن السلطة حتى الآن، رغم أن هذا التقرير قد كُتب ونُشر عام 2005 فقط.

ويؤكد التقرير – كما نعلم ونشاهد يومياً في العراق - إن مختلف الأطراف، ذات الأهداف المختلفة، تستخدم شتى الأساليب في التصارع حول الموارد والسلطة.

ومن الأمثلة التي يوردها هذا الكتاب/التقرير من الواقع العراقي الماضي (2005) وتنطبق على الواقع الحالي (2010) أنه خلال انتخابات يناير 2005 سعت غالبية القوى المتنافسة إلى كسب رضا الناخبين ، بوسائل غير عنيفة بشكل عام. وأدى نجاح الانتخابات إلى منح العملية السياسية الجارية درجة معينة من الشرعية.



كيف نقرأ مستقبل العراق؟

هذا هو السؤال المهم في نظر الجميع. فالواقع العراقي الآن يدركه الجميع، وقد أعطى الإعلام العراقي الحر – نسبياً – الفرصة للمتلقي العراقي والعربي والغربي، لكي يطَّلع على الواقع العراقي بشفافية ووضوح نسبيين.

أما عن الغد والمستقبل العراقي، فيتحدث التقرير عن "استطابة" العراقيين للاقتصاد الريعي، وهو اقتصاد تتولى فيه الدولة إطعام مواطنيها. وهي سمة الاقتصاد العربي عامة، سواء في الدول العربية النفطية، أو في الدول العربية التي تعتمد على مساعدات الدول العربية النفطية، والدول الغربية، وخاصة أمريكا. فالمواطن العربي هو ابن الدولة، والدولة هي والديه. وهي التي تُطعمه، وتسقيه، وتُربّيه، وتُطعمه، ثم تُميتُه متى شاءت! والاقتصاد "الريعي"، لا يتجلّى، ولا يُدمِّرُ فرداً، كما يتجلّى ويُدمر الفرد، في العالم العربي.

فيقول هذا التقرير إن العراقيين – كما هو الحال في معظم الدول العربية – يعتمدون على الخدمات الاجتماعية الممنوحة مركزياً لهم، كالماء، والتعليم، والصحة، والنقل العمومي. وقد تحوَّل النقصُ في الكهرباء والبنزين إلى سخط شعبي عام، وقد يصبح مصدراً لاعتراضات شعبية و/أو مسلحة. كما قد تتفاقم هذه الاعتراضات بفعل رفع الدعم الشامل عن أسعار السلع الأساسية، بعد أن اعتاد الشعب العراقي – كما باقي العرب - على "الرضاعة الريعية".

كما أن مفجرات النزاع، يمكن أن تنشأ وتقوم وهي – قائمة أو كامنة – من أفعال المتمردين الإرهابيين، والمجموعات المتطرفة التي كثُرت وظهرت في العراق بعد 2003. كما أن الاحتقان السياسي – كما هو الحال الآن – قد يدفع إلى زيادة المخاطر، وعمليات الإرهاب، ورفع نسبة الفساد، التي وصلت الآن إلى أعلى معدلاتها.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسائر العراق والعرب من تلاعب الدكتاتوريين الجُدد
- العراق هو الشغل الشاغل الآن للإعلام والسياسة
- العراق: من دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية الملالي
- من عراق الدكتاتور إلى عراق الدكتاتوريين!
- الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية
- المائدة العراقية: أمريكا طبخت وإيران أكلت!
- هل يُصلِحُ العطار الأمريكي ما أفسده الدهر في العراق؟
- لماذا خابت آمالنا في العراق الجديد؟
- هل عَلِمْنا بعودة المماليك للعراق؟!
- الديمقراطية كُرة النار التي تتقاذفها النخب العراقية
- سقط صدام لكن سلوكياته ما زالت فاعلة
- العراق: لماذا من جمهورية الخوف الى جمهورية الفساد؟!
- العراق ونتائج الامتحان العسير
- أدلة التنوير للخروج من -اللعنة-
- أسئلة الانتخابات التشريعية العراقية
- صوت صادح من أصوات التنوير الحديث
- العراق: من انتخابات 1923 إلى 2010
- العراق أمام استحقاقات الديمقراطية الصعبة
- العراق: بين سردين الطائفية وحوت البعث
- العراق: المثال العربي للعدل السياسي


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق