مشروع إنتاجي بحاجة الى ممول !

اكرم سليم

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 21:11
المحور: كتابات ساخرة
    

كثيرة هي المشاريع التي عملتُ عليها في حياتي ، منها ما كان ناجحاً ومنها ما سقط بالضربة القاضية ، منها ماعشقتُ العمل بها ومنها ما مارستها مكرهاً ، كانت مشاريع متنوعة ، صناعية ، زراعية ، تجارية ، وعند الاخيرة ( التجارية ) بركتُ ورفعت الراية البيضاء واعلنتُ اني لا اصلح لها ابداً لأنها دعتني لمعاشرة أسوء ما خلق الله من بشر ( ربما كانت صدفة فلو خُليت قُلبت مثلما يُقال ) ، ولكنها كانت صدفة ثقيلة حقاً لم استطيع تحملها وحلفتُ بعدها بأغلظ الأيمان ان لا أطأ ثانيةً ( عش الدبابير ) كما يقول اخواننا المصريون ، فالمرتع التجاري الملئ بالكذب والغش هو مَنْ اجلسني متربعاً على ( الحديدة ) وعيني شاخصة الى السماء وأُغني : هذا مو إنصاف منك غيبتك هلكد تطول ، الناس لو تسألني عنك شرد اجاوبهم شگول ؟ ! . . . الف حيف والف وسفة مثلك يخون وي ولفه ! .
وما ان رويت قصصي مع المشاريع لأحد الاصدقاء حتى قال لي مُشجعاً : ولماذا كل هذا الإحباط يا اخي ، فأن بلدك العراق الآن يحتاج الى مشاريع عديدة للنهوض بهَ فكل شئ قد تخرب وبحاجة الى إصلاح ، ويمكنك ان تُفيد وتستفيد ، فقلت له وما طبيعة المشروع الذي تقترح إنشاءه في العراق وحسب إمكانياتي التي تعرفها ، فأجابني : خذ مثلاً . . مشروع معمل شيبس ، مشروع معمل معكرونة ، مشروع معمل البسة رياضية ، مشروع لإنتاج وتوزيع لوازم المائدة ، مشروع لإنتاج الصوابين والمنظفات خصوصاً وقد توسخت حتى الظمائر ، مشروع انتاج وتوزيع ( سيديات ) لطميات الرادود المبدع باسم الكربلائي ! ، مشروع لإنتاج وتوزيع مختلف انواع المحارم والحفاضات للاطفال والفوط النسائية وبمواصفات كندية ، مشروع لإنتاج المايوهات الشرعية تحت الركبة والكولونات ، مشروع إنتاج مصابيح غرف النوم الخافتة فالطلب عليها كبير هذه الايام ويُنتظر تصاعد الطلب في السنين القادمة حيث سيتضاعف عدد العاطلين عن العمل ، مشروع لإنتاج السيارات التي تسير على الطاقة الجنسية الهائلة لدى شعبنا ، مشروع متخصص بعمليات التجميل والتدليك و( نتف ) الشعر ، مشروع إستنبات اللحى لمن لاينبت الشعر في وجوههم ، واللحى مثلما تعرف من ضرورات العراق الجديد ، مشروع مدينة العاب وسيرك وترويض وحوش ، وما اكثر الوحوش التي بحاجة الى ترويض ، وهذ المشروع ادوات إقامته متوفرة في السوق المحلية ولا داعي لإستيرادها فالعراق اصبح ملئ بالقرود والضباع والارانب ، مشروع سلسلة مطاعم للكباب القومي المتآخي على وحدة ونص ، مشروع لنسج ( العگل ) ، مشروع لإنتاج البخور والمباخر والمسابح ، مشروع لخياطة الشراويل الكردية وبيعها على حدود الاقليم للداخلين إليه آمنين ، مشروع حاضنات عصرية لتفريخ الغيرة الوطنية . وختم صديقي كلامه قائلاً : ها ؟ . . ماذا تقول بكل تلك المشاريع ، واني على يقين بأن كل خساراتك ستعوضها مع أي مشروع تختاره من تلك المشاريع ! .
أجبتهُ قائلاً : ان لي مشروع آخر يختلف عن كل المشاريع التي ذكرت ، وهو اكثر واقعيةً واكثر ربحية من تلك المشاريع، وهو يا سيدي الكريم مشروع لإنتاج الخصية العراقية المهددة بالإنقراض ، ولكني احتاج الى مَنْ يموله .
اكرم سليم

#اكرم_سليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات