أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - بين نوري المالكي ويان بيتر بالكينده مسافة بعيدة ..















المزيد.....

بين نوري المالكي ويان بيتر بالكينده مسافة بعيدة ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين نوري المالكي ويان بيتر بالكينده مسافة بعيدة ..
نوري المالكي رئيس وزراء عراقي منتهية ولايته يحمل في العراق الرسمي لقب (دولة) .
بيتر بالكينده رئيس وزراء المملكة الهولندية منتهية ولايته لكنه لا يحمل لا لقب (فخامة) ولا (دولة) ولا لقب (أستاذ) ولا أي لقب آخر .
الأول زعيم حزب الدعوة الإسلامية في بلاد الرافدين والثاني زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي في الأراضي المنخفضة .
تابعتُ مواقف وخطى ورؤى الزعيم الأول بما يتعلق بالانتخابات العراقية البرلمانية التي جرت في 7 – 3 – 2010 كما تابعتُ مواقف وخطى ورؤى الزعيم الثاني بما يتعلق والانتخابات البرلمانية الهولندية التي جرت في 9 – 6 – 2010 . وجدتُ الكثير من اختلاف العلاقات الانتخابية وغير الانتخابية في كاريزما هذين الزعيمين . ربما هذا شيء طبيعي جدا فلا جامع يجمعهما رغم أنهما متدينان . بالتأكيد أن (الديمقراطية النقية البيضاء) هي الصورة الخارجية والداخلية في ثقافة الرئيس التنفيذي الهولندي يان بيتر بالكينده في موضوع الزمان والمكان وفي موضوع رعاية زهور بلاده الخضراء ، بينما (ديمقراطية المنطقة الخضراء) تحاذي خطوات متعرجة في مسير الرئيس العراقي التنفيذي نوري المالكي . أي أن الرؤية الحيادية للديمقراطية هي الشيء غير المستهدف في ثقافة نوري المالكي . كلاهما يملك مهارات كثيرة ، سياسية وروحية وسيكولوجية ، لا أريد التطرق إليها، لكنني أود أن أتطرق لنقطة اختلاف واحدة بينهما ، نقطة رئيسية ، تتعلق بالبنية الأساسية لرؤية كل منهما للنتائج التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة على كل منهما في بلديهما .
في الانتخابات العراقية كان نوري المالكي يعتقد انه وحزبه سيفوزان بها فوزا ساحقا وأن العديد من تصريحات الدعاية الانتخابية أكد فيها المقربون منه أن فوز أي قائمة أخرى على قائمته الانتخابية المسماة (دولة القانون) هو أمر مستحيل ، بل يحتاج إلى (معجزة) ، وقد تحققت (المعجز) ة فعلا حين رسا رقم المصوتين لشخص نوري المالكي في محطة القطار الرقمية الأولى ، بعد فرز نتائج انتخابات 7- 3 – 2010 ، بينما لم تستطع قائمته من الرسو في نفس المحطة ، بل تجاوزتها (القائمة العراقية) التي يرأسها أياد علاوي ، التي احتلت المرتبة الأولى في حين صار ترتيب قائمة (دولة القانون) بالمرتبة الثانية . كان هذا هو الواقع النهائي في النتائج الانتخابية مما جعل نوري المالكي يتجاوز المواصفات الانتخابية ، متمردا عليها ، محتجا على المفوضية العليا للانتخابات ، متهما إياها بخطابية تلفزيونية عديدة ، بأنها كانت مزورة لنتائج الانتخابات ، التي حاول الهروب منها بالانتقال المعقد إلى الخوض في معمعان خطوة جديدة استهلك فيها أجهزة الدولة عموما والمفوضية الانتخابية خصوصا ، عندما أجبرت ميكانيكية سلطته كرئيس للوزراء وظيفة المفوضية الانتخابية على (إعادة الفرز والعد) في المنطقة الانتخابية بالعاصمة بغداد بصورة ضيعت الكثير من الجهد والمال والوقت ، وغمرت البلاد بأزمة سياسية خانقة ، كما اوجد جبالا ثلجية أمام مسيرة الدولة مصحوبة بكثافة الانفعالات الكامنة وراء تصريحاته الفضائية وتصريحات عدد كبير من أصحابه ومساعديه من أمثال حسن السنيد وعلي الأديب وحيدر العبادي وحسين الشهرستاني وحاجم الحسني ورجل الدين علي العلاق وعباس البياتي وجميعهم (نوّاب) بالبرلمان الجديد متعالين على المواطنين العراقيين بينما أصواتهم الانتخابية التي حصلوا عليها (لم تتجاوز القاسم الانتخابي المطلوب ) حالهم مثل حال غيرهم من المتمسكين بمساند الكراسي القيادية أكثر بكثير من تمسكهم بالتكوين الأساسي لمصلحة الشعب والوطن ، خالقين بذلك مواقف (متوترة) في داخل ما يسمى بالعملية السياسية ، خاصة بعد ظهور نتائج (إعادة الفرز والعد) التي أكدت شروق الشمس بعد أسبوعين من جهد الدولة وعمل المفوضية الانتخابية فتبين أن النتائج الانتخابية الأولى لا ولن تتغير . هذا ما جعل نظر الشارع العراقي يقول أشياء كثيرة بانفعال تام عن موقف نوري المالكي الذي ظل رئيسا ساكنا ، مستسلما ، منسجما مع تدهور أركان العملية السياسية من دون أن ينفعل انفعالية الإنسان القادر على تقديم الاعتذار للشعب الذي ساهم بتضييع وقته أو على الأقل الاعتذار للمفوضية الانتخابية في وقت كان من الضروري على أي مسئول ديمقراطي حقيقي أن يستقيل فورا من جميع مناصبه الحزبية والوزارية بسبب ما أعياه من الفشل لو استطاع آن يتعلم من حاضر وماضي الأمثلة الكثيرة التي قدمها ويقدمها القادة الغربيون لمواجهة حالات فشلهم ، الجزئي أو الكلي .
لا أريد البحث في جذور أمثلة ماضي الحكومات الغربية المماثلة ، بل أريد تقريب نوري المالكي ومستشاريه من اقرب أمثلة الحاضر الانتخابي في دولة غربية اعني بذلك مثال موقف رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينده الذي يملك تاريخا وزاريا حيا وفاعلا وإنتاجيا خلال سنوات طويلة من العمل الوزاري المتواصل لكن نتائج الانتخابات البرلمانية الهولندية التي جرت يوم 9 - 6 – 2010 التي أعلنت نتائجها الأولية قبل منتصف الليل بقليل حتى تناقلت نشرات الأخبار الهولندية والعالمية نبأ استقالة ٍفورية ٍ قدمها هذا الرئيس التنفيذي الهولندي متنازلا ، إلى الأبد ، عن المركز القيادي في حزبه ليمارس بشجاعة متناهية نقدا ذاتيا لحاضره القيادي الذي أدى إلى خسارة كبيرة في مقاعد حزب المسيحيين الديمقراطيين بمعدل النصف تقريبا عما كان يحتله في البرلمان السابق . خسارة غير مسبوقة لهذا الحزب وصفها بالكينده في تجمع لأعضاء ومناصري حزبه في مدينة لاهاي ( إنه وحده يتحمل المسؤولية عن هذه الخسارة ، وإنه لذلك يعلن استقالته الفورية من زعامة الحزب) .
تلك هي المسافة المتباعدة بين ثقافتي نوري المالكي وبيتر بالكينده ، مسافة لا يعبر بها المالكي نهيرا صغيرا لأنه متمسك بمسند الكرسي ، بينما تساعد بالكينده على إتمام نقلة السلطة من بحر إلى آخر ، وتداولها سلميا ً ، كي تبقى رحمة الديمقراطية دائمة للجميع لأنه متأكد بأن (النقد الذاتي) هي أعلى مراحل الثقافة الحرة .
انبثقت هذه الصورة أمامي وأنا أتصور أمر الدنيا ، كما رآه ابن المقفع في كتابه القيم كليلة ودمنة ، على أن الدنيا ليست سوى ليل ونهار ينتهيان مقضومين بالموت إذا لا تستفيق حياة المرء بفرحة تهل على الناس أجمعين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي 16 – 6 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الهولندية نزهة بين الزهور ..
- رسالة من جاسم المطير إلى جلالة الملك عبد الله الثاني
- الزمان لن يسمح للشارع العراقي أن يبقى مقفرا أو ساكنا ..
- مدافع الحرب الباردة في المنطقة الخضراء ..
- ليلى الخفاجي وعلي الأديب ونظريات الاستبداد والمستبدين ..!
- الرئيس جلال الطالباني ليس بمنأى عن غبار الديمقراطية ..!
- سجال البحث عن تحالف شيعي بلا التزام وطني ..
- فنانات عراقيات تحت شمس الانترنت ..
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى فخامة الرئيس مسعود البارزاني
- عن مؤتمر الغداء الملحمي المسمكي المدجج ..!
- تصريحات مسئولين عراقيين يتخيلون أنفسهم قادة عالميين ..‍‍!
- ثقافة الغداء الرئاسي الأخير..!
- المالكي أشعل النار بدوندرمة المفوضية الانتخابية .. !!‍‍
- الفائزون في الانتخابات البرلمانية يتحدون الديمقراطية ..
- أذا تحركت أمانة بغداد كن حذرا أيها المواطن..!
- حلقات القيد الزراعي بين مكتب نوري المالكي وفرات الناصرية
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى القاضي مدحت المحمود
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى سماحة السيد عمار الحكيم
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد علي اللامي
- آللهم نجنا من زعاطيط السياسة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - بين نوري المالكي ويان بيتر بالكينده مسافة بعيدة ..