أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.














المزيد.....

الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 02:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يجد سياسيو الأحزاب الإسلامية حرجا في إن يصفوا أنفسهم بما يتناقض مع أفعالهم، لا أتحدث هنا عن ادعاءاتهم بالنزاهة ولا عن الامتيازات ولا عن الرواتب الضخمة التي يتنعمون بها ولا عن عدم التزامهم بالقوانين والأنظمة ومخالفتهم حتى الأعراف وتعاليم الدين التي يصرون على إن لا يتناقض معها أي قانون يزمع تشريعه، لكن أود إن أشير إلى ما دأب قادة الأحزاب الإسلامية الطائفية على ترديده وتكراره وأصبح لازمة كلامية يبدءون وينهون بهم خطبهم وتصريحاتهم وتأتي مصاحبة لتكتيكاتهم المفضوحة. أود إن أشير إلى ما يردده ويكرره قادة الأحزاب وكبار السياسيين الإسلاميين حول ضرورة عدم تهميش وإشراك المكونات العراقية في أي حكومة مقبلة. وكأن هؤلاء القادة الأفذاذ جربوا كل الطرق والأساليب فلم تف بالغرض، فلم يجدوا إلا إسلوبا وطريقا واحدا لحكومة للشراكة الوطنية فسلكوه مضطرين.
انه إسلوب المحاصصة وإعادة تقسيم وتوزيع الغنائم حيث مبدأ اطعم الفم تستحي العين هو المبدأ السائد في التعامل. ووفق هذا المبدأ الديمقراطي الإسلامي يتم منح المناصب والرواتب الضخمة والامتيازات الكبيرة لرموز الطوائف والمذاهب ورؤساء العشائر والشيوخ ورجال الدين وإشراك فلان من المذهب أو الدين أو القومية الفلانية في السلطة لتمثيل هذه المكونات المغلوبة على أمرها.
إنها سياسية لئيمة وخدعة خبيثة يحاول هؤلاء السياسيون الإسلاميون بها الضحك على الذقون بالإيهام بان مصالح مكونات الشعب العراقي متناقضة متضاربة وإنهم خير حارس وضامن لها وان اسلوب المحاصصة هي الكفيل بعدم تفكك اللحمة الوطنية. مصالح وأهداف غالبية الناس غير متناقضة ولا متناحرة، وليس ثمة غير معقول لا يمكن تحقيقه في طموحاتها. إنها لا تطمح إلى أكثر من حياة كريمة وسلام اجتماعي والتمتع بحريتها واحترام كرامتها وإنسانيتها وضمان مستقبل أطفالها.
المتناقضة والمتصارعة والمتناحرة فيما بينها وفيما بين الاحزاب الاخرى هي مصالح الأحزاب الإسلامية الطائفية، ولا يدور هذا الصراع والتناحر من اجل المصالح بين أحزاب الطوائف المختلفة بالعقيدة والمذهب فقط، بل يحدث ايضا بين أحزاب الطائفة الواحدة، فقد شهدنا صراعا حادا وحربا عشواء وتسقيطا سياسيا ودينيا بين أحزاب وشخصيات المذهب الواحد، مثل الصراع الحاد بين حزب المجلس الأعلى الإسلامي وشق من حزب الدعوة بزعامة المالكي وتيار مقتدى الصدر بتشعيباته المختلفة وكذلك هو الحال في زمر الأحزاب الدينية للطائفة السنية.
حسب أسلوب المحاصصة الأرعن، يعتبر تمثيل المكونات العراقية متحققا حال تسلم علان أو فلان من الطائفة أو المذهب الفلاني منصبه ليشغل وقته بعدها بتمثيل المكون وذلك بتعيين معارفه واقرابه في الوظائف المهمة التي تشتمل عليها وزارته ويملأ فراغ جيبه وعقله بما يستطيع بسلطته الاستحواذ عليه أو تحقيقه من امتيازات وثروات وصفقات لنفسه أولا ولأهل بيته واقرابه ثانيا ولحزبه ثالثا.
من منهل هذه السياسية اللئيمة قامت الأحزاب الإسلامية بتشكيل كتل أشركت فيها السني والمسيحي والكوردي والعربي والشيعي لأجل الادعاء بأنها فوق الطائفية والمذهبية والقومية وان هذا التكتل يمثل جميع الطوائف والقوميات في العراق وهو وحده القادر على الحكم.
ما الذي يجمع علماني مع إسلامي كل ما يطمح إليه في الدنيا هو تطبيق حكم الشريعة وجعله القانون الأوحد في البلد؟
إن هؤلاء الذين يدعون العلمانية ويشتركون بتكتل الأحزاب الدينية لا يبحثون إلا عن المناصب والمال أو أنهم مع علمانيتهم قد أصابهم مرض الطائفية وبدات اعراضه تظهر عليهم بتصرفات مواقف متناقضة لما يأمنون به.
وبغض النظر عن عدد السياسيين المختلفين مذهبيا أو دينيا في تكتلات الإسلام السياسي، لا يمكن تمثيل مكونات الشعب بتكتل أو بمجموعة تكتلات ، لان من خصائص هذه الأحزاب نقل خلافاتها وتناقضاتها المذهبية والطائفية إلى قاعدتها الشعبية ثم إحداث فجوة وشرخ في اللحمة الوطنية.
لم يحدث في التاريخ ولا مرة إن استطاع حزب ديني توحيد شعبا ما، بل على العكس من ذلك، كلما استطاع حزب ديني الوصول الى لسلطة وكلما مالت الدولة نحو الحكم الديني ، كلما انشق الشعب على نفسه وانقسم إلى طوائف ومجاميع غير منسجمة ، لأن أيدلوجية و سياسة الحزب الديني بطبيعتها تقسم الشعب إلى طوائف وأشياع ومجموعات متصارعة حتى داخل الطائفة الواحدة كما هو الحال بإيران والسعودية.
هل استطاع هؤلاء الذين يدعون الحرص على المكونات العراقية التأسيس لثقافة وطنية عامةـ ثقافة مشتركة عامة شاملة على الصعيد الفني والأدبي والتراثي والتاريخي والموسيقي والرياضي.؟
فكم من العراقيين يعرفون عن الفلكلور الكوردي، الكلداني والسرياني واليزيدي والمندائي، عن موسيقيهم وفنانوهم وأدبائهم وأبطالهم وانجازاتهم .؟
هل استطاعت الأحزاب الدينية الحاكمة إن تتجاوز عقليتها المنغلقة وتتخلى عن أنانيتها المفرطة بتمجيد وتقديس رجالها المذهبين بينما تتجاهل تماما مشاعر باقي مكونات الشعب ولا تعير اهتماما ولا انتباها للآخرين وان كانوا إبطالا أو شخصيات تحتل مواقع متميزة لا يمكن إغفالها في التفكير الشعبي للمكونات الأخرى.؟
إن من يدعي الحرص على المكونات عليه إن يهتم بثقافتها وبتراثها وفولكلورها لا إن يحاول إن يصبغ الوطن بصبغة الحجاب والنقاب والجلباب وبناء الحسينيات والمساجد ومدارس القرآن والحرص على مواسم العزاء المستمرة طيلة أيام السنة ويغلق دور السينما ويحرم الموسيقى ويغلق المسارح ويؤسس لتربية دينية منغلقة.
لا يمكن وصف الحكم إلا طائفيا إذا كانت الحكومة تتبنى ثقافة ايديلوجية دينية محددة تحاول فرضها على الآخرين بالقوة أو بتغيير القوانين أو بالبطش بالفعاليات الثقافية والفنية وإلغائها وعدم دعمها ومحاربة روادها.
وبعدها من نصدق.
ان الدموع التي يذرفها الإسلاميون بغزارة على الوحدة الوطنية وعلى تمثيل المكونات يكذبها الواقع الثقافي والفني المؤلم و الواقع الأمني المتدهور و الواقع المعيشي الخرب و واقع الانقسامات والتناقضات الطائفية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.
- المثقفون الاسلاميون والتحريض على الارهاب.
- عندما يموت الله لا يشيعه احد.
- دماغ سز!
- سماحة السيد طلع كذاب!!
- اسلامقراطية
- العلمانيون والاسلاميون حب من طرف واحد
- حميد الشاكر قلم مريض ام قلم حاقد.
- الاسلام الاحتراف والهواية
- الرحمة والنقمة الالهية.


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.