أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعاء قنديل - الفن وأيقونة الجسد














المزيد.....

الفن وأيقونة الجسد


دعاء قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 00:06
المحور: الادب والفن
    


ما مفهوم الجسد وماذا عن فلسفاته التي تناولها الفن الحديث بالدراسة والبحث والتطوير؟؟؟
وهل ظل الجسد منفصلا في تلك الدراسات الفنية عن الإرث الديني وأخلاقيات المجتمع؟؟؟
إن دخول الجسد منعطف التشكيل الفني جعله يخرج من ذاتيته و كينونته البشرية الحية ليدخل إلى عالم آخر (بيوذاتيintersubjectif ) أضحى فيه مجرد رمز داخل لغة التشكيل الفني، ونجده أيضا في لغة البيان ظل مستترا لا يعرف غير الكنايات والتشبيه مذايا داخل الخصوصية في كلمات لا تعبر عن جسدانيته بل الأحاسيس التي تسكنه من ضحك وبكاء وألم وصراخ .
ولم يؤخذ الجسد بمفهومه الجسداني بعيدا عن وجهه الآخر وهو الروح إلا في أواخر عصر النهضة الأوروبية عندما تناوله الرسامون الأوروبيون في لوحاتهم بشكل شبه مركزي في معظم منجزاتهم إلى أن تحول إلى مفردة ثقافية وتاريخية في تلك الحقبة من تاريخ الفن، ثم تسرب الجسد تدريجيا من تلك المركزية ليتشيأ ويصبح رمزا كغيره من الرموز .
ولقد كانت السهول التي تروى بسيول الفن لتزهر فيها أروع الأعمال منذ القدم هي القماش والكتلة سواء أحجرا كانت أم معدنا أم خشبا فكانت تلك الأسطح هي المساحة الرحبة آنذاك ليفرغ الفنان أفكاره عليها وكانت بمثابة حقل التجارب لكل الأعمال الفنية التي تمخض عنها تاريخ الفن منذ عصر الكهوف إلى العصر الحديث .
إلى أن جاء عصر ما بعد الحداثة ودخل فن الأداء ( البيرفورمنس) منعطف الفن إلا أنه كان موجودا في مجتمعاتنا منذ القدم في مهن كثيرة منها الحاوي، ولاعب الاكروبات في السيرك أو لاعب البانتوميم كلها مهن ترفيهية أدائية دمجت مؤخرا تحت اسم فن الأداء .
امتلك فن الأداء شفرة سرية قلب بها موازين الفن ومعاير الجمال رأسا على عقب حين اتخذ الجسد البشري واللحم والدم حقلا يجري عليه تجاربه الفنية أو مضمارا يطلق فيه خيول أفكاره متخطيا بها كل حواجز العقل وقناعاته .
وهناك سؤال يفرض نفسه علينا بإلحاح أمام التجارب المثيرة التي بقوم بها فنان البيرفورمنس والتي يراها البعض غير منطقية وربما تكون منحرفة بعض الشيء، هل الفن عقيدة مقدسة يؤمن بها الفنان لدرجة أنه يقدم جسده أمامها قربانا ؟، أم أن الفنان يرى أن الجسد مادة خام حية تختلف في مدلولها وقوة تأثيرها عن غيرها من المواد ؟؟؟....
إننا حين نري تمثالا مثلا مصنوعا من الخشب يعطي لنا معنى مغايرا وإحساسا مختلفا عما لو رأيناه مصنوعا من حجر أو معدن .
و في هذا السياق نجدنا أمام تواشج قوي بين الجانبين الايروتيكي والصوفي رغم التناقض الظاهري بينهما.
إن للفن الذي نحن يصدده صياغة خاصة مشروعة بالوجود نسجت في زمنية الماضي وغدت أوضح في واقعنا ،إلا أنها ارتبطت في الوعي البشري بثنائيه المقدس والمدنس بشكل تقريبي حيث الألم واللذة اللذان يتجاذبان الجسد منذ نشأة الخليقة، فالألم والمعاناة قد يطهرانه ويحيلان الإنسان لرتبة القداسة أما اللذة فالعكس ، وبما أن الجسد قد دخل في منعطف الفن فلابد أن يلمس طرفي تلك الثنائية وحين إذ تذوب الحدود الفاصلة بين الفن والحياة في هذا الوسيط الجسدي.
ونرى ذلك بوضوح في أعمال الفنانة الفرنسية أورلان وهي من أهم فناني هذا الاتجاه وأكثرهم تواجدا في ساحة فن الأداء ، وتعد أعمالها خطوة مغايرة و جريئة ومستفزة لا تحكمها مقاييس تخترق لحم البشرية وتوقع مشاهديه في حيرة التصنيف والتوصيف، هل هي مغامرة أم مقامرة ؟؟؟.وإن كانت مغامرة فما هي مقاييسها، وإن كانت مقامرة هل تستحق فكره الديمومة في الفن تقديم جسدها قربانا له مهما كان عمق الفكرة وقدرها.
اتخذت أورلان الفن محرابا مقدسا لها تقدم فيه طقوسها وصلواتها الجسدية المميزة وأمنت بأفكارها الخاصة بقوه لدرجة أنها سافرت في جسدها بعيدا مستنكرة وجوديته المفروضة معلنة فرضيه الثورة على ملامح الواقع فيه وجعلته نحتا جاهزا (readrmade)تقدمه للعامة والمثقفين محطمة به كل قيود الفكر وتنبش فيها جسد الفن ومكانته في المجتمعات رافضة قبول الطبيعة البشرية بماهيتها التي فطرت عليها ومن أهم أعمالها التي كان لها صدا واسع لدى المهتمين بكل جديد في الفن (تناسخات القديسة أورلان) حيث أن هذا العمل الأدائي تم بثه عبر الأقمار الصناعية مباشرة حيث سعت فيه لاستنساخ أورلان جديدة حسب مقاييس اختارتها بعناية من مقاييس الجمال السبع المحددة في تاريخ الفن وهي (أنف الروح لجيروم،وثغر أوروبا لفرانسوا بوش،وجبهة المناليزا، وعيون ديانا، وذقن فينوس لبوتتسيللي وقد أخضعت نفسها لعمليه جراحيه وكانت هي البيرفورمنس نفسه حيث اختارت أزياء الطاقم الطبي وبدله الجراحة الخاصة بها وديكور غرفه العمليات بعناية فائقة .
وبهذه العملية أدت الفنانة عرضها الأدائي فكانت الجراحة هي البيرفورمنس نفسه حيث أنها كانت في حاله وعي تام أثناء العملية ممسكة بكتاب تقرأ منه بعض أبيات الشعر وتصمت للحظات ثم تسترسل ثم تتوقف للرد على أسألة المشاهدين وكل هذا مع موسيقي هادئة، والمثير للدهشة هنا تواشج الدم والمشارط والخيوط بالموسيقي والشعر .
أي فكر سيطر عليها لتخضع نفسها رهن هذه المقامرة التي هي من وجهة نظري ربما تكون خاسره ؟؟؟؟ وذلك لأن معايير الجمال التي اختارتها بدقه وبالفعل تحمل كل منها كل معايير الجمال إلا أن اجتماعها في وجه واحد ربما لا ينتج عنه جمال .
ولكني أعتقد أنها أرادت أن تثبت عكس مسمي الجمال وأن وجهة نظر الرجل فيالجمال الأنثوي قد تكون خاطئه في معظم الأحيان وتثير بالقدر نفسه أسئلةً حول ماهية الفن ومعايير الجمال المعاصر والحدود الذائبة بين الفن والحياة.



#دعاء_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاروخان وفنه المشاغب
- البلاغة التشكيلية وأجرومية اللغة في القرن العشرين
- تجليات الفن المعاصر - في بينالي الإسكندرية الدولي الرابع لكت ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعاء قنديل - الفن وأيقونة الجسد