أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا فرنسيس - عانس ..... كلمة لابد أن تُمحَى














المزيد.....

عانس ..... كلمة لابد أن تُمحَى


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 11:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هناك أسباب كثيرة لعدم زواج بعض الفتيات ، بعضها أسباب شخصية وبعضها أسباب تجهلها الفتاة نفسها ، وبعضها أسباب تتعلق بالحالة الإقتصادية ، ولكننا ندرك جيداً ان الأزمنة تغيرت، وبشكل نسبي زادت استقلالية المرأة ولم تعد تعتمد فقط على زوج يمنحها الأمان المادي ، تقول بعض الفتيات ان النجاح في الحياة قد لايكون بزواجها من شخص يستطيع ان يجعلها سعيدة ، اكثر من الهروب من الكثيرين الذين قد يجعلونها تعيسة ويقول البعض الآخر انه من الأفضل ان تكوني غير متزوجة وتتمنين الزواج عن أن تكوني متزوجة وتتمنين لو انك لم تتزوجي مطلقاً !!!
سواء اختارت الفتاة الا تتزوج أو قبلت الأمر الواقع لعدم لوجود شخص مناسب أو لأسباب أخرى،فالنتيجة المشتركة في النهاية ان يطلق عليها لقب ( عانس ) وهذا هو موضوع حديثي ، هذه الكلمة المقيتة التى اتمنى ان تُمحَى من قاموس مفرداتنا اللغوية في مجتمعنا ، وكأن البنت لم تخلق إلا لغرض واحد فقط ؛ هو أن تتزوج وتنجب وتربي الأطفال .وكعادتنا نحن العرب نقبل الرجل في كل الأحوال متزوج ، أعزب ( وهي كلمة الطف نسبياً تطلق على الرجل غير المتزوج ) ، مطلق ، أرمل ، فنرحب به وقد نشفق عليه وعلى مشاعره بينما نخص الفتاة بكلمة عانس وبأنها السبب في انها لم تتزوج .
عندما لا تجد الفتاة زوجاً مناسباً لتنتقل بحياتها الى مستوى الراحة والإستقرار والسعادة الذي تتمناه فما الذي يدفعها لقبول هذه المجازفة غير المضمونة النتائج ؟خاصة اذا كانت شخصية لها كيان اجتماعي ، وقادرة على اتخاذ قرارات حياتها بإتزان وكفء في الإعتماد على نفسها مادياً ونفسياً ،فما الذي يجعلها تقبل عبئاً تعرف انه سيُحني ظهرها في أقرب فرصه وفي هذا الحين لن تجد لها منصفاً من الذين سببوا لها رعباً من عدم الزواج .ولا من المجتمع أو حتى من القانون .
متى تكف الأمهات والأباء عن ملء آذان بناتهم بهذه الكلمات (ضل راجل ولا ضل حيط ، والبنت مالهاش غير بيتها وجوزها ،والبنت مسيرها للجواز ) وغير ذلك من العبارات التي تحصر دور وحياة البنت في الزواج فقط وتشعرها انه الزاماً عليها ان تتزوج قبل أن يفوتها الدور حتى لو إضطرت الى قبول اي طارق على بابها ودون التدقيق في كونه مناسباً ام لا فقط خوفاً من ان تكتسب هذا المسمى اللعين (عانس ).بل وتقتل كل طموح بداخلها في المستقبل .
متى نقبل ان تعيش الفتاة كإنسان وفرد عامل في المجتمع في كل مجالاته ؟ متى نقبل ان ترفض الفتاة الزواج إذا لم تجد نفسها في احتياج له ، او اذا وجدت انه لن يضيف الى حياتها ماينقصها ؟ متى نقبل ان نخرجها من الإلتزام بإختيارمن اختيارين اما زوجة او عانس .؟ متى نغير النغمة التي تُعزَف في آذان بناتنا وأولادنا فنبني داخلهم الثقة بالنفس والقدرة على التمييز واتخاذ القرارات ، ونعلمهم الإعتماد على انفسهم ونعلمهم المعنى الحقيقي الصحيح للزواج وانه لايتعارض مع أن قيمة الإنسان الحقيقية ليست في تبعيته أو انتمائه لشخص آخر بل في داخله كإنسان .
متى نتوقف عن تلقيب المرأة ببنت فلان أو زوجة فلان أو أم فلان ؟ وكأن إسمها خطيئة لابد أن تخفى ، متى نكف عن معاقبة غير المتزوجة بمراقبة تصرفاتها، وفرض الحدود الخانقة لإنسانيتها ، والتدخل في شئونها خاصة من جهة مواعيد خروجها ودخولها ومن جهة ملابسها ومن جهة زياراتها للأهل والأصدقاء وكأن عدم زواجها هو وصمة عار التصقت بها .
هذا الكلام لايعني التقليل من اهمية وضرورة الزواج ،بل بالعكس فالزواج عهد أبدي رائع إذا توفرت له عوامل النجاح ، بداية من الإختيار ثم رعاية هذا العهد والعلاقة حتى تنمو وتثبت وتتحقق الأهداف المرجوة منه .
في المسيحية تعامل السيد المسيح مع المرأة بشخصها سواء كانت متزوجة او غير متزوجة ، لم يعطِ تلميحاً من قريب اومن بعيد لهذا الأمر ، وهذا ماتعامل به بولس الرسول في كتاباته فكتب عن خادمات اشتركن معه في الخدمة غير متزوجات وأيضا مع عائلات زوجاً وزوجة ، وقوله أن المرأة المتزوجة تهتم فيما للعالم كي ترضي زوجها وبالمثل الرجل المتزوج ، قوله هذا حقيقة واقعية بمعنى أن الزوجة او الزوج لديهم اهتمامتهم التي تستغرق الكثير من الوقت وهذا يعني الإنقاص من وقت الخدمة ولكن غير المتزوجين يكون لديهم وقت أكثر لخدمة الكنيسة والمؤمنين . وهذا غير ملزم بالزواج او بعدم الزواج .
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم أنا أحب الحياة
- هل تسمح عزيزي الرجل ؟؟
- يالهُ مِنْ لقاءٍ
- هل تفهمني؟؟؟
- أنا انسان
- موقف المرأة من خرافة وأكذوبة دونية المرأة
- شريعة الزوجة الواحدة


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مرثا فرنسيس - عانس ..... كلمة لابد أن تُمحَى