أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع














المزيد.....

المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 01:05
المحور: المجتمع المدني
    



الهدف والمغزى الحقيقي للثقافة الجادة هي الاحتفاء بالحرية، وهناك دائما علاقة تداخل وتشابك جدلي ما بين الكتابة والثقافة الجادة وسلطان الثقافة الحرة.
غير ان مصطلحات ومفردات مثل المثقف، المعرفة، الايدولوجيا وكنه الحرية بالمفهوم السيسولوجي لاتزال غائمة، وغير محددة الملامح، ويكتنفها الالتباس التاريخي والمعرفي في الآن معا. ويفسر ذلك جزئيا إلى غياب الحاضن الاجتماعي، والتخلف البنيوي (اقتصاديا وسياسيا وثقافيا) والتبعية، ما أدى إلى غياب الحداثة وتأصيلها في العمق وهشاشة التحديث وسطحيته وتقليديته ، والناجم عن عدم رسوخ منظومة الحداثة و قيمها، الحرية والعقلانية والتنوير، ما رشح عنه إعاقات وصعوبات وتشويهات في تكون وتبلور انتلجنسيا وثقافة عربية حديثة ومستقلة نسبيا ، خلاف ما حدث تاريخيا في المجتمعات الغربية، وكثير من المجتمعات المعاصرة . طبيعة المسار الذي اختطته أو فرض عل المجتمعات العربية الولوج فيه، تحت وطأة التبعية، والاستبداد، والتخلف التاريخي / المحدث ، أدى ذلك إلى المراوحة والعجز عن تمثل واستيعاب وتجاوز إشكالات ما برحت توسم الوضع الاجتماعي، وامتداداته، وإفرازاته كما العلاقة بين التراث والحداثة، القديم والجديد، النص والعقل، الأنا والآخر، الكونية والخصوصية . تلك الصعوبات ترجع في جانب مهم منها إلى عوامل موضوعية وتاريخية وذاتية، وسمت طابع التطور (المشوه والتابع بوجه عام) وتناقضات نشوء الدولة العربية الحديثة، مما استتبع غياب وتهميش دور الانتلجنسيا والمثقف العضوي (النقدي) أمام سطوة وحضور المثقف التقليدي بشقيه، وهما المثقف المحافظ الذي يعكس ويعبر عن الثقافة والفكر السائدين على المستوى العام و الشعبي (الثقافة العامية) وخاصة في الأرياف والبادية، وبين الفئات والشرائح الإجتماعية الدنيا المهمشة التي جذبتها المدن والحواضر، من اجل ظروف عمل وحياة وخدمات أفضل ، مما ولد ظاهرة " ترييف " و " بدونة " العواصم و المدن الكبرى ، التي تمتد فيها المناطق الشعبية ومدن الصفيح العشوائية التي تضم أعدادا هائلة من الفقراء والعاطلين والمسحوقين . وهناك من الجانب الآخر المثقف (الموظف) المعبر عن احتياجات ومتطلبات المؤسسات المرتبطة بالمجتمع السياسي (الدولة)، ويدرج بعض علماء الاجتماع ضمنهم ما يطلق عليهم الوعاظ، وفقهاء السلاطين، حيث يقومون بدور الموظف الأيدلوجي، وبغض النظر عن اختلاف ذواتهم وتصوراتهم وذهنيا تهم، فالمدرسون والموظفون يطرحون ويعبرون عما هو مسطر في المناهج، والأنظمة، وينصاعون إلى عمليات الضبط الإداري والبيروقراطي، وحتى عل الصعيد الإعلامي فإن الأفراد المنخرطين واعون لدورهم، وذلك من خلال أولوية المؤسسة حيال الأفراد، وعبر قنوات الرقابة والضبط وفقا لرؤية أيدلوجية محددة (رسمية)، مع انها تتسع أحيانا لرؤى وممارسات ثقافية، وفكرية، وأيدلوجية متنوعة ومتعددة، من اجل إضفاء نوع من الحيوية والمصداقية والمشروعية الشكلية . كما أدى تنامي الدور (لأسباب مختلفة) السياسي، والاجتماعي، والأيدلوجي للقوى الدينية وجماعات الإسلام السياسي وخصوصا المتزمتة والمتشددة منها على مدى العقود الأخيرة ، إلى تعميق الأزمة عبر فرض مزيد من الحصار، وتكميم الأفواه، وتقنين الحريات العامة والخاصة، ومحاربة حرية الفكر والثقافة والإبداع.
ومن المهم هنا الإشارة إلى خاصية الاستقلالية النسبية التي تتمتع بها الثقافة، والايدولوجيا بوجه عام إزاء البناء الاجتماعي - السياسي، غير إن ذلك لم يمنع أويحد من الاستتباع الثقافي والأيديولوجي، والذي لم يكن حكرا على الدولة العربية بالمطلق، فهنالك استتباع مماثل إزاء التكوينات الاجتماعية، والمؤسسات الموازية كالحزب، والطبقة، والاتحاد، والجماعة، والطائفة، والمذهب، والقبيلة ، وغيرها من تكوينات المجتمع " المدني " والمجتمع الأهلي على حد سواء. في حين يعتبر البعض المثقفين فئة إجتماعية لهما مميزات وخصائص وادوار مشتركة وموحدة، هنالك من يشير إلى التباعد والافتراق بين المثقفين. وهذه التباينات الفكرية والأيدلوجية انعكاس لواقع اجتماعي معقد ومتناقض بطبيعته. غير إن ما يميز الانتلجنسيا العربية هو التلفيقية التي تقوم على الجمع بين متناقضات فكرية، ونظم ومناهج معرفية متقابلة، والانفصام بين الفكر والواقع، وبين النظرية والممارسة، وسيادة النزعة الشعبوية. المثقف العربي عموما، لا يجرؤ على أن يقول للشعب والمجتمع ما يريده أو يفكر فيه ويتطلع إليه بالتحديد، مما شوه ويشوه طبيعة العلاقة بين المثقف والشعب، فالمثقف العربي الحامل للمعرفة والقادر على صياغتها علميا في رؤيته للعالم والواقع والمجتمع ينتسب إلى الأقلية النخبوية، لكن ذلك لا يعني البتة الانعزال عن قضايا مجتمعه وشعبه، ولا التنازل عن الموقف والرؤية النقدية والعلمية، مما يتعين رفض التدني المعرفي، تحت عنوان تقديس واحترام القيم السائدة، أو الحفاظ على خصوصية المجتمع، والذي هو في أغلبيته وعي زائف ومغيب، تحت وطأة مفاهيم وتصورات وأساطير متخلفة. هنالك إشكالية أخرى تتعلق بعلاقة المثقف بالسلطة عل وجه العموم، والتي تندرج بين الاحتواء والتماه والتبعية، أو الممانعة والمواجهة التي تؤدي غالبا إلى سحقه (المثقف) وتغيبه تحت وطأة الماكينة البيروقراطية - الأمنية االمتغولة للدولة، أو العزوف والسلبية والغربة الداخلية والذاتية، أو الهجرة إلى الخارج، في حين تغيب وتنتفي علاقة المشاركة النقدية الحرة والفاعلة.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / حداثة وتنمية مبتورة( الح ...
- بيان تضامني مع - قافلة الحرية- وإدانة للمجزرة!
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/الثابت والمتغير ( 4 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية .. مركزية غربية ومركزية مع ...
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / البعد الأيديولوجي ( 1 )
- 10 سنوات على رحيل المشري .. الغائب الحاضر!
- رحيل أحد أعمدة التنوير العربي في عصرنا الراهن
- التسامح كقيمة دينية ( 1 )
- تجديد الخطاب الديني .. ضرورة الراهن!
- العنف الرمزي كحالة ثقافية – مجتمعية (1)
- البوح.. هموم ذاتية.. مسرة خاصة ( 1 )
- احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1)
- - ماراثون - القطيف في معرض الكتاب في الرياض
- ماراثون - القطيف - .. وحراس - الفضيلة -
- عوامل التغير الاجتماعي.. وفكرة التقدم
- نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -
- المنتديات الثقافية الأهلية والحراك الثقافي في المملكة


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع