أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بيت خالته















المزيد.....

بيت خالته


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 13:56
المحور: كتابات ساخرة
    


مش بس المستشفيات بصير عندهم أخطاء وبروح فيها مريض بجرعة خطأ أو زائدة , كمان المراكز الأمنية بصير عندهم أخطاء في الاعتقالات وأحيانا يُعذب شخص بريء أو يعتقل شخص بريء فيسجن ويضرب ويهان ومن ثم يخلى سبيله لعدم المسئولية كما حدث معي سنة 1998م.
وفي ليلة من ذات الليالي بينما كان رئيس الشرطة في ورطة وبالذات في إحدى الدول العربية المتخلفة وغالبية الدول أصلاً متخلفة دون استثناء وقعت قصة لأحد الرجال أو الشباب الأفاضل الذين ليس لديهم سجلات مشبوهة أو جرائم سرقات واغتصاب وكسر محلات تجارية ونصب واحتيال , وكان ذلك الشاب وسيماً ومؤدبا وقوي البدن والبنية الجسمانية ,حين كان بكامل قواه العقلية أما الآن فلا أستطيع التكهن بصحة قواه العقلية والبدنية ,وقد ذهب لزيارة أحد مدراء الشرطة من أقرباءه وحين وصل مقر الشرطة قام مدير الشرطة باستقباله استقبالاً حارا غير أنه كان ينشغل عنه بين الفينة والأخرى ببعض المشاكل التي وقعت في المدينة حيث كان هذه المرة مشغولاً أكثر بقصة سرقة إحدى المحلات التجارية الكبرى وكان يتحدث مع الضيف بكلمة أو كلمتين ومن ثم ينشغل عنه لدقائق بقراءة التقارير الواردة عن السرقة وبينما هو مشغول جدا كان يدخل إلى مكتبه بعض الضباط الزملاء وقد اعتقدوا أن الضيف مجرما من المجرمين نظرا لأن المدير مشغولا عنه ولا يكلمه ويعده بين الفينة والأخرى بزيارة خالته وكان يقول له : والله انك زمان ما زرت دار خالتك والله يا رجل إنها مشتاقيتلك , وكان غالبية الضباط يلقون بالتحية على المدير والضيف جالس بلا حراك وكلما حاول الضيف التحدث مع المدير قريبه كلما طلب منه التوقف ريثما ينهي كل أعماله وكان الضباط يلاحظون ذلك وقد تكونت لديهم جميعاً فكرة سيئة وهو أن الضيف مجرم خطير جدا نظراً لأنه يعده بزيارة بيت خالته وأن المدير يتعامل معه بحذر شديد ولطف متناهي وقد اعتقدوا أن اللطافة التي يتمتع بها المدير مع الضيف ما هي إلا سياسة المحققين حتى يحصل من المجرم على ما يريده بدون عنف أو ضرب أو تشويه للجسد , وغالبية الضباط لديهم كلمة سر مع زملائهم إذا أرادوا تعذيب أي متهم وتلك الكلمة هي (جيبوله شاي ) ومعنى جيبوله شاي وأكرموه أي (إشبحوه) وعلقوه في غرفة التعذيب وكمان كلمة (بيت خالته) تعني السجن , وكان من حظ ذلك الرجل المؤدب المسكين أنه فعلاً ابن خالته ويريد منه إيصاله لبيت خالته .
و خرج قريبه المدير من مكتبه للعمل الميداني ساعة من الزمن وقد أوصى الضباط زملاءه على الضيف وصاية حثيثة حيث قال لهم:
-هذا الضيف غلبني أكثير وبدي أطلع مشوار قصير لساعة من الزمن وبس أرجع لازم أبعثه على بيت خالته وأريد منكم إكرامه وضيافته حتى أعود.
وحين خرج قال ملتفتاً للضيف وهو متعبٌ جدا ويلتقط أنفاسه: بس ارجع ببعثك بسيارتي على بيت خالتك بس أنت أصبر..ماشي؟..وتنهد تنهيدة كبيرة وضخمة وقد فهم الضباط الزملاء من حديث مديرهم بأن الضيف مجرم خطير جدا وفهموا من التنهيدة أنه قد تعب منه فقالوا له : تكرم يا باشا ..تكرم يا سيدي ..لعيونك والله غير نكرمه على حسب الأصول آخر كرم.
ويخرج المدير ويأت إلى مكتبه ثلاثة ضباط أشداء جدا وقد طلبوا من الضيف أن يعطيهم ما بحوزته من موجودات وبخلع ملابسه على عادة بعض المحققين , وأخذوا منه القداحة وباكيت الدخان وبعض العملة النقدية والبطاقة الشخصية بحيث أثبتوها في سجلاتهم أنها موجودات كانت قد وجدت مع المتهم الضيف قبل بدأ التحقيقات معه , وقادوه إلى غرفة مظلمة وقد أطفئوا فيها كل الأنوار وليس فيها أي نافذة وجلس الضيف على الأرض وجاء المحققون وقالوا له :

-آهلين.

-هلا انتوا لويش وضعتوني هنا ؟

-يا رجل ال ..إل..بيك وصى أكثير على ضيافتك ولازم نكرمك جدا , وبدون لف أو دوران مين اللي حرق مكب النفايات ؟ اعترف يا كلب
-ما بعرف أنا هون ضيف.

-ضيف!! صدقت حالك ؟ يعني ما بدك تعترف ؟

-على شو بدي أعترف ؟

-مين اللي كسر إمبارح في الليل محل الصرافة اللي في الشارع الرئيسي.

-ما بعرف أنا ضيف.

-أي زهقتنا إحنا عارفين انك ضيف والمدير أوصى على ضيافتك وبس يجيك وعد يبعثك على بيت خالتك , مشتاق لبيت خالتك ؟

-آه صح مشتاق .
-اشبحوه يا شباب على شان يروح على بيت خالته وهو مبسوط.
فعلقوه في سلة بين سقف الغرفة والأرض ووضعوا على صدره جرة غاز ممتلئة وتركوه لعشرة دقائق ثم جاءوه وقالوا له :شو ما بدك تعترف ؟.
-لا كيف بدي أعترف بس أنزلوني من مكاني .


فأنزلوه وبدأ بتسجيل اعترافاته وقال :

المحل التجاري الذي في وسط البلد أنا سرقته بصحبة فلان وفلان وفلان , وقمت أيضا باغتصاب ثلاث متزوجات وأنا أعمل سائقا للتكسي الذي أملكه , وكذلك أنا من قام بحرق مكب النفايات وأنا من قام بعدة أعمال أخرى أهمها سرقة الباصات والسيارات التي تصطف في وسط المدينة على أطراف الطريق , وأي شيء بدكوا أعترف عليه سأعترف ولكن بدون ضرب أو (شبح) أو اهانة .

فقام إليه أحد الضباط ولطمه على خده وهو يقول : لعاد ليش غلبتنا وغلبت المدير تبعنا , ثم لطمه لطمةً ثانية وثالثة ورابعة وخامسة حتى ظهرت على وجهه بقعاً خضراء وحمراء وفقد وعيه ورشوا عليه الماء لكي يصحو من غيبوبته ,وأثناء تعذيبه وضربه عاد المدير من مهمته الميدانية وسأل عن ضيفه وقريبه فقالوا له : انه في ضيافتنا وقد أكرمنا نُزله كما طلبت بل وأفضل مما طلبت وقد اعترف على كل الجرائم التي كانت تشغلنا جميعاً , لقد كنتَ معه أنتَ لطيفاً جدا وهذا النوع من الدماثة في الخُلق لا يمكن أن يكون أسلوباً مع أولئك المجرمين الخطرين جدا أمثاله , لقد اعترف بأنه سرق واغتصب خلال عشرة دقائق من استجوابنا له بالقوة .

-شو بتقولوا!!! ؟

-اللي حصل يا بيك.

-الله لا يوفقكوا..ولا يكسبكوا ..ولا يربحكوا ..ولا يفرجها عليكوا ..ولكوا انتوا بقر؟؟حيوانات ؟؟ ولكوا هذا ابن خالتي وكان يشتغل في الخليج ولأول مره بزورني .
-يا بيك احنا فكرنا لما قلت ليه وانت طالع بدي أوديك بنفسي على بيت خالتك اعتقدنا انه السجن , مش السجن اسمه عندنا بيت الخاله؟.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - بيت خالته