أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت














المزيد.....

بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 22:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


العلاقة التي تربط أسامة بن المنقذ ب دون كيشوت ليست بعيدة فهي سخرية من نشاط أسامة بن المنقذ وتأثيره في الأدب الاسباني الشعبي , حتى قال برناردشو كلمته المشهورة حول الرواية )أن القراءة جعلت من دون كيشوت شخصية نبيلة ولكن تصديق ما قرأه جعل منه مجنوناً)وهذا ما كان يرمي إليه الكاتب وهو عدم تصديق الأخلاق المكتوبة لأنها على أرض الواقع ليست حقيقية بل ومن المستحيل أن تكون حقيقية وجنح أسامة بن المنقذ إلى تعميم الأخلاق الإسلامية من خلال ما رواه في آخر زمانه عن الفروسية وأخلاق النبلاء الفرسان والشعراء الذين عاصرهم لأنه هو كان شاعراً وفارساً وحين امتدت النهضة في أوروبا وإسبانيا كان المجتمع الجديد قد سخر من تلك الأخلاق في بداية القرن السابع عشر والتي عفا عليها الزمن فظهرت رواية دون كيشوت لتسخر من الفرسان وطبائعهم التي لا تتناسب مع أخلاق المجتمعات الحديثة وتطورها وخروجها عن أعراف وعادات وتقاليد الأخلاق المثالية غير الموجودة على أرض الواقع , ويقال بأن رواية دون كيشوت في بداية عصر النهضة في أوروبا كانت سخرية حقيقية أو لتسخر من (أسامة بن المنقذ) الذي حارب مع الدولة الأيوبية وانقطع في آخر زمانه للتأليف عن الفروسية وما شاهده من حروب ونبل أخلاق المحاربين وقد مات أسامة بن المنقذ وقد تجاوزا لتسعين علماً أنه ولد سنة 1095 – 1185م .
وكانت الناس تتناقل أخباره في عموم أرجاء اسبانيا وأحاديثه عن الفروسية ومن هنا كان للكاتب ثربانتس سايدرا ( ميجويل دى سرفانتس ) ردة فعل تجاه الفروسية وما يتبعها من أخلاق فكانت رواية دون كيشوت سنة 1605م بعد 500 عام من تناقل أخبار ما كتبه أسامة بن المنقذ عن أخلاق الفرسان والرواية الاسبانية هزلية من النظام الفروسي وكانت تشجع على كتابة رواية بيكاريسكاPICARESCA أو لفظ بيكاريو و هذا نوع من الكتابة أصبح جنساً أدبيا مثل قصص حسن الشاطر وعلي الزئبق في الآداب العربية الشعبية وتشجيع على الصعلكة بدل الفروسية وبيكاريسكا يعني الشطار أو الشاطر الذي لا يكترث بالأخلاق ومستواها الرفيع طالما أنه يعيش في مجتمع وضيع وأخلاقه منحطة .
وبين شخصية أو جنس البيكارسكا ظهرت رواية دون كيشوت لتهزل من شخصية أسامة بن المنقذ الذي انتشرت أخباره في اسبانيا .
وأجمل ما قرأته عن دون كيشوت ما قاله الناقد الكبير (كارلوس فوينتز): إن رواية دون كيشوت فنٌ يحيي ما قتله التاريخ , لقد طغى التاريخ العربي الإسلامي على كل شيء وما زال قتل التاريخ وأعاق حركة العصرنة التي نطمحُ إليها وما زلنا حتى اليوم بحاجة إلى دون كيخوتا الاسباني أو كما نعرفه بمصادرنا العربية باسم دون كيشوت.
إن أسلوب الحياة القديمة في السرد الروائي والأدبي هو في قصص الملوك وبناتهم والحطابون , وبعد دخول العصر الصناعي على يد الانكليز تغيرت النظرة من جديد فالحياة العصرية عن عصر البخار والطواحين لا يوجد بها غني للأبد أو فقير للأبد فالغني في لحظة يعلن إفلاسه وجنونه ويدخل السجن أو المصحة العقلية والفقير فجأة يصبح غنيا وهذا أدى للقلق من الحياة بكل أشكالها وصراعاً مؤلما مع الواقع وإما أن تكون ذئباً أو أكلتك الذئاب حتى الذئاب تأكلها ذئاب أقوى منها وكذلك الصناعة أدت إلى رقي جماعات سكانية حديثة لتنال حظها ونصيبها ولتشرب ما تريدُ شربه من ماء الحياة فنيا وأدبيا وفلسفيا , وهنا حياتنا العربية والتاريخ الذي يقف أمامنا مثله مثل الطواحين التي يريد أن يحاربها الفارس النبيل الهزيل الجسم, والذين يقفون في وجه العصرنة هم شخصيات مثل دون كيشوت يجب أن تسخر منهم وأن نسحر من فروسية أسامة بن المنقذ .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلغوا عني
- حديث الإفك الثاني
- نعمة النسيان
- أنا رجل على البَرَكه
- الازدواجية أو تجزئة الاسلام
- اللمسة الذهبية
- ازدواجية الفكر الاسلامي1
- الاسلام ضدنا جميعاً
- فيلسوف من الشرق
- النزعة المسيحية
- من المسجد إلى الكنيسة
- لم أفكر بذلك
- العنف ضد الآخر
- أعياد ميلاد الزعماء العرب
- أنا على دين المحبة والمساواة
- الحرية الجنسية تنمية مستدامة
- المرأة المُستعمَلة
- لماذا أحب وفاء سلطان وتحبني
- المرأة هدف الرجل المسلم
- أنا رجل مشبوه


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - بين أسامة بن المنقذ ودون كيشوت