أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - رفع الحصار أم إعادة رسم الخريطة الجغرافية والسياسية لفلسطين والمنطقة ؟















المزيد.....

رفع الحصار أم إعادة رسم الخريطة الجغرافية والسياسية لفلسطين والمنطقة ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 22:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


ستة أحداث تملأ فضاء المشهد السياسي الفلسطيني في المرحلة الراهنة : 1) فشل التسوية المؤسَسة على اتفاقات أوسلو التي تتعامل مع الضفة وغزة كوحدة جغرافية وسياسية واحدة ،2) توقف المقاومة في كامل ربوع فلسطين باستثاء المقاومة المشرفة وغير الحزبية لأهلنا في 48 ،3)فشل المصالحة الفلسطينة الهادفة لإعادة توحيد غزة والضفة أوالدولة المُفترضة،4) تكثيف الحديث عن رفع الحصار عن غزة بحيث بات مطلب رفع الحصار أو تخفيفه مطلبا فلسطينيا عاما وعربيا وإسلاميا ودوليا وحتى أمريكيا ،5) تصاعد التهديدات ضد فلسطينيي 48 وتعاظم المطالبة بطردهم من إسرائيل ،6) التخوفات التي تعبر عنها أوساط أردنية من مخططات قادمة تتعلق بالتسوية . فهل التزامن أو التعاقب المتسلسل لهذه الأحداث جاء مصادفة أم يربطها رابط ما بحيث يمكن أن تؤسس مجتمعة أرضية لتسوية جديدة ؟وهل سيؤدي رفع الحصار عن غزة لاستنهاض الحالة الوطنية الفلسطينية من خلال رد الاعتبار للسلام العادل وللمقاومة وللمصالحة الوطنية ؟أم سيؤسس رفع الحصار لحالة جديدة تعيد صياغة تعريف القضية الفلسطينية وقد تعيد رسم الخارطة السياسية والجغرافية في المنطقة ؟.
قد تبدو هذه التساؤلات في نظر البعض خارج سياق حدث جزئي وإنساني وهو رفع الحصار عن قطاع غزة ،ولكن كل من يعود لجذور الحصار وملابسات حدوثه ،ومَن يلم بالاستراتيجية الإسرائيلية خلال السنوات القليلة الماضية،ومَن يقرأ جيدا تصريحات ومواقف المسؤولين الامريكيين والأوروبيين حول الحصار وشروط رفعه ،سيلمس أن هناك توجهات لتوظيف رفع الحصار عن قطاع غزة بما يتجاوز تصورات ونوايا ذوي النوايا الحسنة من المتعاطفين مع اهل غزة .يمكننا وضع اليد على ستة تصورات أو رؤى حول الحصار وشروط رفعه :
1. الرؤية الإسرائيلية :رفع الحصار مقابل تكريس الانقسام ووقف المقاومة وتسليم شاليط.
2. الرؤية الأمريكية :ربط رفع الحصار بتسوية قادمة تؤسَس على واقع الانقسام.
3. الرؤية الأوروبية :رفع الحصار الاقتصادي في إطار سلام اقتصادي كما هو الحال في الضفة مع ضمان أمن إسرائيل.
4. الرؤية العربية :ردود أفعال ارتجالية وإعلامية بدون استراتيجية واضحة.
5. رؤية الرأي العام العالمي : دوافع إنسانية ورفع الحصار بدون شروط .
6. الرؤية الفلسطينية :رؤية شعبية مُغَيبة ،ورؤية رسمية غائبة.

إذن هناك عدة رؤى للحصار وشروط لتخفيف الحصار أو رفعه وسيرتبط مصير قطاع غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام بغلبة إحدى هذه الرؤى على غيرها أو توافق بعضها على حساب الرؤى الأخرى .وعندما نتحدث عن رؤى فليس المقصود مجرد تصورات نظرية لمثقفين أو مفكرين أو رجال سياسة بل كل رؤية تعبر عن مشروع سياسي للصراع ولمستقبل القضية الفلسطينية.وللاسف فإن الرؤى والتصورات محل البحث تصدر عن الامريكيين والاوروبيين وهي تلتقي بدرجة كبيرة مع الرؤية الإسرائيلية ،أما الفلسطينيون فليس لهم رؤية خاصة بهم بسبب الانقسام ،صحيح ان الجماهير تريد رفع الحصار في إطار المصالحة ،ولكن هذه الرؤية مُغَيبة عن ساحة الفعل ،أما بالنسبة للمواقف الرسمية العربية ،فباستثناء التصريحات النارية ،كنيران ألعاب الأطفال،للقادة العرب والاكتشاف المتأخر للقادة وللسيد عمرو موسى بأن غزة محاصرة وان القضية الفلسطينية في خطر مما يتطلب رفع الحصار ،فلا توجد رؤية أو استراتيجية عربية لرفع الحصار ولمرحلة ما بعده ،حتى زيارة السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة وهي زيارة تأخذ طابعا شخصيا وجاءت نتيجة إحساسه بالحرج بعد ما قامت به تركيا وبعد إبداء أردوغان استعدادا لزيارة القطاع ،فلا قيمة لها ولن تبيض وجهه ولا وجه الجامعة العربية،غزة وفلسطين لا يحتاجا لزيارات إعلامية وتصريحات بدون مضمون، بل لقرارات مصيرية. كان باستطاعة السيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية الدعوة لقمة وانتزاع قرار منها حول رفع الحصار والمصالحة ،وخصوصا أن فلسطين، وليس غزة ، عضو كامل العضوية في الجامعة العربية ،لو كانت زيارة عمر موسى في إطار قرار قمة عربية أو في إطار تفويض وتكليف بالمصالحة الوطنية ،أو كان لديه رؤية عربية حول رفع الحصار ومستقبل قطاع غزة والضفة والقدس بعد رفع الحصار، لكانت زيارته أكثر قبولا وترحابا ،أما أن يأتي بزيارة ثم يترك ترتيبات رفع الحصار للأمريكيين والاوروبيين والإسرائيليين ،فهذا ما لا نقبله لأمين عام جامعة دول عربية . كنا نتمنى لو أن احد مستشاري عمرو موسى نصحه بعدم زيارة غزة الآن .
نأمل في النهاية أن تتغلب الرؤية الوطنية الفلسطينية العقلانية الحريصة على المصلحة الوطنية،مصلحة كل الشعب وكل الوطن على الرؤى الأخرى ،ولا نعتقد أن شعبنا تعوزه العقول القادرة على اجتراح حلول إبداعية لرفع الحصار عن غزة ومواجهة الاستيطان والتهويد في الضفة من خلال تقاسم وظيفي وطني مؤقت ،يبدأ بجهود فلسطينية مشتركة ومتزامنة تعمل على رفع الحصار عن غزة في إطار توافق وطني ،وفي نفس الوقت تشكيل جبهة مشتركة لمواجهة الاستيطان والتهويد في القدس ،وعندما نقول تقاسم وظيفي مؤقت لان هذا الجهد لن يكون بديلا عن الاشتغال على إعادة بناء المشروع الوطني .يجب عدم الاستهتار بما يحاك من مخططات تحت عنوان رفع الحصار عن غزة ،فبعيدا عن الشعارات الإنسانية والعاطفية فهناك محاولات حثيثة ليكون رفع الحصار عن غزة جزءا من مخطط لإعادة رسم الخريطة السياسية والجغرافية في المنطقة ،مخطط سيؤثر على أوضاع فلسطينيي 48 و على كيان الأردن وعلى حدود مصر وعلى هوية الضفة وغزة وعلى فلسطيني الشتات .اليوم تتوفر فرصة تاريخية لا تعوض لمواجهة الإرهاب الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية في كل أبعادها ووقف ما يحاك من مؤامرات .نعم هناك إنقسام فلسطيني وتردي في النظام السياسي العربي ،ولكن هناك فرصة تاريخية تتمثل في المأزق الصهيوني وحالة الرفض الشعبي الدولي لسياساته والتعاطف المتزايد مع عدالة القضية الفلسطينية ،والعالم مستعد ليخطو خطوات أكثر أهمية لرفع الحصار إذا ما وجد حاضنة وطنية فلسطينية تمثل الكل الفلسطين ،هذه الحاضنة هي مشروع وطني تحرري بأهداف واستراتيجيات عمل واضحة ومحل توافق الجميع .إن لم نبتهل هذه الفرصة التاريخية فسرعان ما سيضعف هذا الهيجان الشعبي والتعاطف الدولي لأن الرأي العام حالة متقبلة ،وقيمته تكمن في القدرة على توظيفة لحظة تأججه وحراكه،وقد سبق أن تحرك الرأي العام العالمي لصالحنا مرات عدة كان آخرها أثناء العدوان على غزة في يناير 2009 ولم يؤدي هذا الحراك لحماية أهل غزة من الدمار الصهيوني ولا لبناء ما تم تدميره ولا لرفع الحصار عن غزة بسبب الإنقسام الداخلي .
‏12‏/06‏/2010
[email protected]
الموقع الشخصي:
www.palnation.org



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يكون ثمن رفع الحصار أسوء من الحصار
- السياسة التركية :ايديولوجيا صدامية أم براغماتية مستحدثة
- رفع الحصار عن غزة ومستقبل المشروع الوطني
- معادلة صعبة:رفع الحصار أم تكريس الانقسام؟
- الواقعية السياسية:العقل،الدين ،الدولة القومية
- هل الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية صالحة للتطبيق الآن؟
- لم تكن نكبة بل هزيمة متواصلة
- عود غير أحمد للدور الرسمي الجمعي العربي
- رحل الجابري وبقيت إشكالياته الفكرية
- هل صحيح أن المقاومة خيار بديل للمفاوضات؟
- جورج ميتشل لم ولن يفشل
- السلام خيار استراتيجي كما المقاومة حق طبيعي
- مشكلة غزة ليست إنسانية وغزة ليست هي المشكلة
- أفكار أولية حول مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني
- لن يستقيم حال الفلسطينيين بدون مشروع وطني جامع
- وهل كانت مشلكة المفاوضات أنها مباشرة؟!
- قراءة سسيوثقافية في فقه الثورة والدولة
- عندما تحل السلطة محل الوطن
- لماذا لا يوجد قانون وطني فلسطيني لحماية التراث؟
- قراءة متأنية في قضية اغتيال المبحوح


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - رفع الحصار أم إعادة رسم الخريطة الجغرافية والسياسية لفلسطين والمنطقة ؟