أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا















المزيد.....

اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 20:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


"افلاطون والحقيقة – كلاهما عزيزان علي، ولكن واجبي هو ان أقول الحقيقة" (ارسطو)
"اكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا لعل بعض افتراءاتكم تعلق بأذهان الناس" (غوبلز)

في الندوة الصحفية العاجلة التي عقدها غسان بن جدو، مدير مكتب “الجزيرة” في بيروت، للكشف عن "حقائق المجزرة التي اقترفتها الصهيونية في عرض البحر" أطل من جحره الشيخ رائد صلاح وقص لملايين المشاهدين الرواية المذهلة التالية:
عندما دوى وقع الرصاص من كل حدب وصوب، وتساقطت الجثث من اليمين ومن الشمال، رأى الشيخ الجليل أحد "الشهداء المحترفين" يهرول نحوه وعلى وجهه أمارات البهجة والسعادة والسرور. مد هذا "الشهيد المحترف" يده إلى الشيخ ، صافحه وقال له مبتسماً: مبروك يا شيخ! لقد أنعم الله علينا وعما قريب سنصبح شهداء بعون الله تعالى!
لا اريد ان ابحث هنا إذا كانت هذه الرواية حقيقية أم إنها ثمرة الخيال المحموم ل"شيخ الأقصى". في كلتا الحالتين هي وصمة عار في جبين منظمي "القافلة". (أقسم لكم اني رأيت غسان بن جدو يستمع إلى هذه القصة المخجلة بأعجاب كبير ولسان حاله يقول: هذا هو المثل الأعلى للشاب العربي (أو التركي) المعاصر: ان يموت في سبيل الله.)
لا اريد ايضاً ان ابحث هنا المسألة الفلسفية: أي إله هذا الذي يريد ان يموت الناس في سبيله؟
اريد هنا ان اسأل سؤالين اثنين فقط:
السؤال الأول: لماذا لم يبعث اردوغان برقية إلى نتنياهو يشكره فيها على استجابة الحكومة الأسرائيلية لطلب تسعة من رعاياه فقتلتهم و"حولتهم" إلى شهداء كما أرادوا وتمنوا؟
السؤال الثاني: لماذا لم يبعث الشيخ رائد صلاح رسالة احتجاج إلى منظمات حقوق الأنسان يشكو فيها الحكومة الأسرائيلية لأنها منعته من ممارسة حقه الطبيعي في التحول إلى شهيد؟

ادونيس: " للسياسة الإسرائيليّة معجمٌ خاصّ - لغويّاً، وفكريّاً، وأخلاقيّاً". (هذا صحيح. في قاموس السياسة الأسرائيلية اليمينية: الأحتلال = تحرير، والأراضي المحتلة = يهودا والسامرة. ولكن ما رأيك، ادونيس، في معجم يطلق على قافلة ينظمها قاتلو الأكراد ومغتصبو لواء الأسكندرونة اسم «أسطول الحريّة»؟ ما رأيك في معجم يسمي دولة ذات سيادة ب"كيان صهيوني" يجب محوه؟

سعاد خيري : "كل ما كان يشغل تفكيرهم واهتمامهم هو ايصال هذه المساعدات الى جماهير غزة وانقاذ اطفالها من الفقر والمرض." (هذا غير صحيح. كل ما كان يشغل تفكير واهتمام ركاب السفينة "مرمرة"، عدا نفر من السذج والحمقى، هو الاستشهاد في سبيل الله. هذا حسب شهادتهم هم انفسهم. اطفال غزة هم آخر ما يقلق بال حماس واسيادها المعممين في ايران. و "مرمرة" نفسها لم تحمل أية "مساعدات انسانية" كما انكشف فيما بعد.)

" أن ضحايا هذا العمل الإجرامي الإسرائيلي سيبقون نجوما ساطعة قي سماء البشرية اسوة بملايين شهداء الحرية على مر التاريخ." (على مر التاريخ، لا أكثر ولا أقل: اسوة بشهداء كومونة باريس، الذين خلدهم كارل ماركس بواحدة من اشهر مقولاته، و اسوة بشهداء الحرب ضد الفاشية في الحرب العالمية الثانية الذين انقذوا الحضارة الأنسانية من البربرية. مما يؤكد مرة أخرى أن الورق (الألكتروني) يحتمل كل سفاهة تكتب عليه.)

"عبد الحسين شعبان" : "هي المهاجِمة وهي القاتلة . وهكذا يترتب عليها دولة وأفراداً مسؤوليات مختلفة ومتنوعة، لارتكاب عدّة جرائم قتل ، لاسيما ضد السكان المدنيين، وتترتب عليها بالتالي عقوبات، لاسيما ضد من اتخذ القرار ومن أصدر الأوامر ومن قام بالتنفيذ، بمن فيهم كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، الذين لا بدّ من جمع الأدلة والأسانيد ضدهم والتقدم بشكاوى أمام القضاء الدولي (المحكمة الجنائية الدولية) . . . طالما تحمل سمات جرائم دولية وضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، إضافة إلى جريمة العدوان".

كلا أيها القراء الأعزاء. أنتم مخطئون. "عبد الحسين شعبان" لا يتكلم هنا عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبها عمر البشير وصحبه ضد شعب دارفور المنكوب. هو لا يتكلم أيضاً عن القرى الكردية، الواقعة على الحدود العراقية-التركية، التي يمطرها منظم "القافلة" اردوغان بقنابله.
هذه أمور تافهة لا تقض مضجع صاحب نظرية "البؤرة الصهيونية". هذا المنتحل للقب "المدافع عن حقوق الأنسان" لا تهمه اوضاع حقوق الأنسان في سوريا وإيران ما داما يقفان "موقفاً حازماُ" من "الكيان الصهيوني"، ولكنه يذرف دموع التماسيح على الذين قتلوا في مكيدة نصبها الأسلام المتطرف لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الحمقاء. ولذلك يضحك على القراء ويقول بلا تردد: "(اسرائيل) شنت هجوماً على قافلة الحرية وقتلت 9 نشطاء جاءوا ينتصرون لقضية حقوق الإنسان".
" جاءوا ينتصرون لقضية حقوق الإنسان": من يقرأ هذا الأدعاء ل"عبد الحسين شعبان" يظن أن ركاب السفينة جاءوا ليخلصوا سكان غزة من اكبال ذوي اللحى الحماسيين. ولكن احمدي نجاد كشف النقاب عن اهداف هذه "القافلة" بصراحة فائقة عندما قال: "قافلة الحرية هي مقدمة لآلاف القوافل والسفن التي ستأتي قريباً من كل انحاء العالم للاطاحة بالكيان الصهيوني". لا حقوق انسان ولا بطيخ.

الدكتور عمار بكداش في كلمة امام جلسة طارئة لمجلس الشعب السوري: "لقد خضعوا لهجوم قرصني متوحش من قبل القوات الصهيونية. واسرائيل الصهيونية بذلك لا تحيي فقط التراث النازي بل أيضاً كل الجوانب المتوحشة في تاريخها المظلم المليء بعمليات النخاسة والقرصنة وقطع الطريق والاغتيال. إن جلستنا هذه لسيت استثنائية، بل طبيعية منسجمة مع التراث الوطني السوري العريق."

اليكم احد مآثر هذا " التراث الوطني السوري العريق" وقارنوه ب" بالهجوم القرصني المتوحش الذي قامت به القوات الصهيونية على أسطول الحرية " :
في 2 شباط عام 1982 هاجم الجيش السوري، بامر من الرئيس حافظ الأسد، مدينة حماة العربية السورية واحرز نصراً مبيناً على شعبها العربي السوري. هذا النصر المبين عرف في التاريخ باسم "مجزرة حماة". في هذه المجزرة، التي هي دون شك مبعث فخر واعتزاز للدكتور التقدمي "اليساري"، والتي لم تبلغ مستوى "عمليات النخاسة والقرصنة وقطع الطريق والاغتيال" التي قامت بها "اسرائيل الصهيونية"، دمرت كل أحياء البلدة الأثرية القديمة، قتل اكثر من 20000 شخص كلهم مواطنون سوريون وابيدت عائلات كاملة عن بكرة ابيها.

خيرة المثقفين من اليسار الأسرائيلي كانوا أول من ادان العمل الجنوني الذي اقدمت عليه حكومة اسرائيل اليمينية عندما هاجم جنود جيش الدفاع الأسرائيلي "القافلة" في عرض البحر. لم يتلعثموا ولم يتملقوا ل"وطنية" الشارع وللغوغاء.
اثنان من اكبر كتاب اسرائيل، عاموس عوز وديفيد غروسمان، اشارا في مقالين منفردين نشرا على الصفحات الأولى من جريدة "هآريتس" إلى الهوة الأخلاقية السحيقة التي اوقعتنا بها حكومة نتنياهو وإلى المخاطر التي انزلتها على رؤوسنا بفعلتها النكراء.

"أنا لا استهين بأهمية القوة" - كتب عاموس عوز- "ولكننا يجب أن لا ننسى، ولا للحظة واحدة، إن القوة يجب ان تستخدم فقط من اجل منع إبادة اسرائيل واحتلالها، من اجل منع الأعتداء على حياتنا وحريتنا. كل محاولة لاستخدام القوة لأغراض أخرى غير الدفاع عن النفس ستوقع بنا المآسي تلو المآسي، من مثل المأساة التي انزلناها على رؤوسنا في المياه الدولية، في عرض البحر، مقابل شواطئ غزة."

" ما حدث بالأمس ليس سوى استمرار لحالة العار التي تحياها إسرائيل بسبب حصار غزة" – كتب ديفيد غروسمان الذي حصل هذا الأسبوع على "جائزة السلام" في معرض الكتاب العالمي في فرانكفورت، ونحن نهنئه بهذه المناسبة - " إسرائيل دولة تحيى في ذعر، وهاهي تتحول إلى عصابة من القراصنة".

"ارحلوا عنا واتركونا لشأننا، عافاكم الله" – قال يوسي سريد مخاطبا "سبعة الحمقى" الذين اتخذوا قرار القيام بالعملية.

أين هم المثقفون العرب؟
"لا يمكن الدفاع عن الهجوم على القافلة البحرية" – كتبت جريدة "لي موند" الباريسية – "ولكن إذا كانت هناك دولة يرفع فيها المبدعون الموهوبون صوتهم ضد سياسة حكومتهم فإن تلك الدولة هي دولة اسرائيل."
ألا يحق لنا بعد هذه الشهادة أن نسأل: أين هم المثقفون العرب؟
أين هو عاموس عوز العربي؟ أين هو ديفيد غروسمان العربي؟
أهي الصيحة القبلية القديمة: أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً؟ أم إنه المرض العضال: مرض معاداة الصهيونية المطلق وغير المشروط، في كل الظروف وبلا حدود، وبثمن التعاون مع أسوأ انواع الرجعية؟

غيوم سوداء تتلبد في سماء الشرق الأوسط واسطول الرجعية يسعى رويداً نحو شواطئنا كما يسعى اللص في الظلام الحالك.
وعندما سيصل اسطول الرجعية إلى شواطئنا، إذا وصل، سنغرق كلنا، يهوداً وعرباً، في اعماق البحر. وعندها، بعد فوات الأوان، سيسأل الغارقون المثقفين العرب: أين كنتم؟



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قافلة حرية؟
- على من يتستر عبد الحسين شعبان؟
- موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟
- من أنت، جورج حداد؟
- هكذا اختفى مفهوم الرجعية من أدبيات اليسار
- الدقة العلمية، الخيال الخصب والديالكتيك الإلهي
- فؤاد النمري ودفاعه عن -فناء الضدين-
- نحو فهم أوضح للستالينية (2)
- نحو فهم أوضح للستالينية (1)
- على -أنقاض الدولة الصهيونية-
- اليسار العربي و-الكيان الصهيوني-
- حل منصف لا عدالة مطلقة
- إبتذال الماركسية
- ماركسيو -ألف ليلة وليلة-
- بين ماركس وانجلز
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (2 وأخير)
- اليسار والصراع العربي-الاسرائيلي (1)
- الستالينيون (اخيرة) : يعيشون في الماضي
- الستالينيون (5) : تزوير التاريخ
- الستالينيون (4) : حسقيل قوجمان ضد فريدريك انجلز


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا