أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد البابلي - متى يكون العربي ليس عربيا !!














المزيد.....

متى يكون العربي ليس عربيا !!


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 20:30
المحور: حقوق الانسان
    


الوهم بنكهة عربية ..
يعرف الوهم بأنه صورة أو انطباع أو مفهوم ينعكس في العقل بشكل خاطئ ، والانعكاس هو عملية عقلية تحليلية قائمة على بيانات معرفية تتعلق بالوعي البشري ، أو بعبارة أخرى هو تشكيلات ذهنية زائفة ليس لها حضور واقعي فاعل !! الوعي المنقوص يؤدي إلى معرفة منقوصة وبالتالي لمرحلة الوهم .. أو بشكل أبسط هو الأفكار والمعتقدات والآراء التي لا تنطبق على الواقع، ولا يمكن ربطها بأســـاس سببي يفسره ، كما لا يمكن إزالتها بالمنطق والإقناع ، فضلاً عن تناقضها مع ما هو معلوم عن المستوى الثقافي والاجتماعي للفرد .. ليست الأوهام كلها سالبة الصورة لأنها تحمل للجماهير بعض من الديمومة في مسرحة الأحداث !!
كيف ؟؟ المواطن بحاجة للوهم حتى يستطيع العيش في هذه البيئة الغير مناسبة !! أذن البيئة الغير مناسبة لا يمكن العيش فيها من غير وهم !! أنه أنتحاء موجب وليس سالبا لأنه يحمل تغييرا في البنية الداخلية توافقيا بين البيئة الخارجية والبيئة الداخلية .. النظام والعقل مفاتيح العيش في لندن مثلا ، والوهم والخرافة هما مفاتيح العيش في أي مدينة عربية .. أذن ( مرة أخرى ) علاقة الوهم بالفوضى علاقة تماثلية فكلاهما سبب مباشر لغياب ملامح الشكل الإنساني من حياتنا ، النخبة الحاكمة ( بورجوازية + رجال الدين ) ســـبب الفوضى وبالتالي سبب الوهم الجمعي !! العامل البيئي ( الاجتماعي ) هو الرحم الأولي ، فالبيئة الملوثة هي السبب الرئيسي في ظهور الوهم والأوثان ( صور ذهنية زائفة تتعلق العبادة ) ، البيئة العربية كمثال على بيئة خصبة لظهور الأوهام والأوثان التي تشل العقل وتجعله يسكن منطقة طيفية غير واضحة المعالم .. البيئة العربية هي قشرة ضاغطة وخانقة للحريات الفردية والتفكير العقلاني ، بيئة تنمي التطرف والخرافة إلى مستويات مفزعة ، البيئة العربية غير متطورة تعيش في حقبة بعيدة في الزمن الماضي حيث مازالت ثقافة الماعز والاباعر تتحكم بكل مفاصل الجسد العربي المصفح والمدرع ضد أي حركة تنويرية .. الجســـد العربي الملوث بالقمامة والمتفسخ في مستنقع الوهم كان ضحية طبيعية لدكتاتوريات عســـــكرية خالدة خلود القمر في سماء الليل ..

تأتي هذه الأوهام بأنماط وصور متعددة ، منها :

1. الأوهام الاضطهادية :
اعتقاد الفرد بأنه مضطهد وأن الآخرين يراقبونه ويضمرون له العداء ويتآمرون عليه لإلحاق الأذى به .. المواطن العربي هو خلاصة رائعة لهذا النوع من الوهم فهو ضحية مؤامرة امبريالية ماســـونية تريد القضاء على حضارته المجيدة ودينه العظيم ..
(( الحق أنني أسير بين الناس كأنني أمشي بين أنقاض وأعضاء مبتورة عن أجسادها وذلك أفظع ما تقع عليه عيناي ، فأنني أرى أشـــــــلاء مقطعة كأنها بقايا مجزرة هائلة.. وإذ ما لجأت عيني إلى الماضي هاربة من الحاضر فأنها لتصطدم بالمشهد نفسه .. ))
فريدريك نيتشه

2. أوهام العظمة :
المواطن العربي يتمتع جيدا بهذا النوع من الوهم فهو مختار ألهيا ضمن خطة مقدسة في منزلته بين شعوب الأرض ، ومن هذا نشأت عبادة الفرد الفرعونية عند الشعوب العربية ، فكل الرؤساء والملوك العرب هم آلهة خالدة في قيادة الجماهير العربية نحو اليوتيبيا الموعودة ، هذا على صعيد فردي وأما على صعيد أوسع لاحظ معي حديث النبي ( أمتي بين الأمم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ) هذا الاعتزاز السوريالي المشوه مشكلة شعب وتاريخ بأكمله وليس فرد ، ويظهر جليا في حركات وتيارات مريضة فكريا لا تنشغل سوى بالحماسة والتطبيل والتهليل بوهم الحضارة العربية مثل الحركات القومية كالبعث والحركة الناصرية .
(( الناس في كلِّ العصور، هتَّافون على مستوى واحد من الحماس ، هتفوا لجميع الحكام والزعماء والعقائد والنظم المتناقضة: هتفوا للإيمان بالله والإيمان بالأمجاد، للمَلَكية والجمهورية، للديمقراطية والدكتاتورية، للرأسمالية والشيوعية؛ هتفوا للعدل والظلم، للقاتل والمقتول !! )) القصيمي

3. أوهام الإثم :
المشكلة ذات بعد ديني فالاكليروس الديني حقن هذا الشعب بصكوك التوبة والغفران على خطايا لم يفعلها أصلا !! لضمان الولاء للسلطة الدينية طوال العمر ، لاحظ معي الخطاب الديني السلفي للناس عن أن الجسد هو أيقونة رذيلة تسكن فيها الشياطين ويجب الدخول للمطهر ، المطهر هنا هو المكوث أطول مدة ممكنة في المسجد أو الحج لبيت الله أو يتطرف الخطاب أكثر بأن المطهر الوحيد لقائمة الخطايا هو اللحاق بدرب الشهداء في عملية انتحارية عبر تحويل الجسد إلى قنبلة متحركة !! ونلاحظ أوهام الإثم أيضا عند الشيعة وعلاقتهم التراجيدية مع الحسين المذبوح في كربلاء ..
(( إن أهل الأديان يريدون تحويل التاريخ كلِّه إلى مبكى بعد أن حوَّلوه إلى معبد. لقد ابتكروا خصاء الرجال ليفقدوهم كلَّ طموح إلى الحرية والتمرد والاستقلال والمقاومة، ليفقدوا حوافز المجد والغضب للكرامة عند فقدانهم الرغبة الجنسية التحريم يعني أنه يوجد شيء فوق البشر؛ إنه دائمًا دلالة أليمة على أن الإنسان محكوم من بعيد !! )) القصيمي

ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

وقفت في زنزانتي
اُقُلُبُ الأفكار
أنا السجين ها هنا
أم ذلك الحارسُ بالجوار ؟
بيني وبين حارسي جدار
وفتحة في ذلك الجدار
يرى الظلام من ورائها و ار قب النهار
لحارسي ولي أنا صغار
وزوجة ودار
لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار
وبيننا الجدار
يوشك أن ينهار
حدثني الجدار
فقال لي : إنّ ترثي له
قد جاء باختيارهِ
وجئت بالإجبار
وقبل ا ن ينهار فيما بيننا
حدثني عن أسدٍ
ســــجانهُ حمار
( أحمد مطر )



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو لاهوت مخنث !!
- الكانزفيلد في البارا سيكولوجيا .. وعن الكانزفيلد العربي الأس ...
- جدلية الحب .. حسب قاموس بريجيت باردو !!!!
- حين شرحت الشيوعية لجدتي ... لماذا أنا شيوعي ؟؟؟
- عزرا ئيل بقبعته المكسيكية في مدينة الحلة سائحا !!!
- من مفكرة نيزك يتسول في شوارع المجرة !!
- أنا ونرجس ونيتشه ... الوحي بلون أحمر !!!
- فأر يكتب مذكراته .. ( الأنزيمات التي أعلنت نبوتها )
- ماكياج عربي ... فقط !!!
- تعاسة البشر وأشياء أخرى
- رسالة للرفيق حميد مجيد موسى .. ليته يسمعني ؟؟؟
- من الباراسيكولوجي .. فرضية بيجماليون في تفسير مابعد الحياة
- الماتور بأمر الله !!!
- من ميراث رحم سيدة لاتنجب سوى الأناث !!
- ترنيمة ماركسية للموت وللحياة
- قطعة من وليمة لأعشاب البحر
- وحي بأربعة أبعاد .. المشهد الخامس { الزمن الراجع }
- فتوى أقتصادية من ثلاجة الفقه الأسلامي !!!
- ديموقراطية السماء !!!
- من وحي إله أسمه إله العار .. نصوص سوريالية !!!


المزيد.....




- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد البابلي - متى يكون العربي ليس عربيا !!