أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - حرية الرأي وحرية التعبير لا تنفصلان















المزيد.....

حرية الرأي وحرية التعبير لا تنفصلان


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأدب الهامس ؟ أم الأدب الزاعق ؟ ( من طرق التعبير بالكتابة ).
أيهما أكثر تأثيرا ؟

نقسم طبيعة الناس ، في ذلك الي ثلاثة اقسام :
القسم الأول . اناس يؤثر فيهم الأدب الهامس . يوغر ويقر في نفوسهم باكثر من الأدب الزاعق أو الواخز
القسم الثاني : اناس بطبيعتهم . . يستنهضهم الأدب الزاعق الواخز . وليس الأدب الهامس . وهؤلاء في حسابنا . ليسوا بنسبة أقل من النوع الأول . بل لعلهم هم الأكثر . ولاسيما بشعوب دول العالم غير المتقدم .

القسم الثالث : هؤلاء لا يؤثر فيهم ولا يحركهم . لا الأدب الهامس ، ولا الزاعق ، ولا الأدب اللاذع ، ولا الواخز ، ولا الناخس ، ولا اللاسع ..
وهذا النوع الثالث من الآدميين. يمثلهم خير تمثيل : حكام الشعوب الناطقة بلغة خير الأنام وسيد البشر . . ...

مثل أنصار التعبير بالأدب الزاعق ، والواخز ، ومثل أشياع التعبير بالأدب الهامس ، كمثل من يعشقون الشطة ، ومثل من يحبون الحلوي .
فليأكل كل منهما ما يحبه ، وليترك الآخرين يستمتعون بما يفضلون .

يبدو انه من آداب التعبير وعلمية الأسلوب . ومن منهجية النقد . عند بعض انصار الأدب الهامس . انه عندما نتكلم عن اللص الخطر المتعدد السوابق – مثلا - ، ألا نصفه بصفة : اللص .. ، ولا نستخدم كلمة المجرم مقرونة بكلمة اللص .. كلا . فتلك شتائم لا تليق بمفكر أو كاتب أو مثقف ، وعيب منا ، وليس عيب من اللص .. ويبدو أن الصواب عندهم هو أن نقول عن الحرامي :
السيد ، أو الأخ . الذي يأخذ أشياء غيره بدون علمهم وبلا اذن منهم
... ! ...
هناك من يكرهون نقد الحاكم ، ويمقتون نقد المعتقدات العتيقة المعوقة للنهوض والتقدم ! – ولكنهم لا يقولون ذلك صراحة . وانما يبدأون كلامهم بالقول : لسنا ضد النقد ..( وهم كاذبون ) ويستطردون : انما نحن مع النقد البناء والموضوعي ، مع النقد العلمي ، المنهجي .. ( هكذا يزعمون كذبا .. !) .
كلام يبدو حقا ، ولكنهم لا يقصدون به سوي الباطل .. وما يقصدونه هو اما منع نقد نظام ديكتاتوري . لمصالحهم الخاصة من وجوده . ، واما للحيلولة دون نقد عقيدة تفرخ التخلف وتنبت الجهل . فرضت كرها علي الجدود وتوارثها الناس وراثة ..
واحيانا يقول بعض هؤلاء : نحن لسنا ضد نقد الدين ، وانما ضد الشتائم والتهجم وجرح الأحاسيس ( وهم في ذلك غير صادقين . بل كاذبون مخادعون ) ويضيفون : نحن مع النقد العلمي ، كما يفعل دكتور فلان ...
فان بحثت عن الدكتور فلان هذا .. وجدته مطاردا ومهددا بالقتل ..ومهاجما دائما . وربما كان نفس الشخص الذي امتدحه في هذا الحديث. هاجمه في حديث سابق ، وسيهاجمه في حديث لاحق .. (!) . أي انه لا هذا ولا ذاك قد سلم من أذاهم ..! .. انها خدع جدلية ، ومناورات ماكرة . هدفها الخبيث هو الحيلولة دون ممارسة حق نقد الحاكم الظالم أوالمعتقد الغاشم . خوفا علي مصالحهم المرتبطة بالاثنين معا . أو : هكذا عقولهم تعي .. ، وهكذا عيونهم تبصر ..!

الكتابة الساخرة شكل من أشكال التعبير عن الرأي . وهي فن يتذوقه ويحبه الكثيرون . ويتضايق منه آخرون ..
وهناك من لا يمكنهم التعبير عن آرئهم بدون استخدام السخرية ( كفن ناقد هادف بناء ، وليس السخرية للسخرية للاضحاك ، أو للاستهزاء بدون مبرر ) . فهل يجوز حرمانهم من ابداء الرأي – وحرمان محبي هذا النوع من فن التعبير بالكتابة - . بسبب طريقتهم في التعبير التي لا تروق لاناس – خاصة لو وظفت لنقد حاكم طاغية ، أو عقيدة عتيقة بالية ! - ؟!
كلا .. فحرية الرأي لا تنفصل عن حرية التعبير ، وهما متلازمتان في نصوص القوانين والدساتير الحديثة ...
والكتابة الساخرة - كفن من فنون التعبير- .. متداولة بالعربية . منذ ما يقرب من ألف عام . من " البهاء زهير" – من شعراء العصر المملوكي الأيوبي بمصر .581هجرية الي 656 هجرية . النديم الي عبد الله ويعقوب صروف ، وعبد الحميد
قطامش ومحمود السعدني - وتلميذه عصام حنفي - ومحمد عفيفي ، ومحمد مستجاب وغيرهم ، ( ويتوج هؤلاء : ملك الكتابة الساخرة " أحمد رجب " الساخر الأعظم ) ..
والكتابة الساخرة فن . يموج بالظرف وخفة الظل – . و من لديهم حساسية شديدة من أية عبارة ساخرة أو حتي شبه ساخرة مهما كان عمقها وهادفيتها ومهما كانت جرعة الظرف وخفة الظل بها ! . عليهم أن يعرفوا بأن هذا شأنهم هم ، وينصرفوا عن هذا الفن . نحو غيره . ويدعوه لمحبيه ..

فغالبية القراء المصريين - ما لم يكن جميعهم - يحبون جدا الكاتب الساخر الأعظم " أحمد رجب " الذي يوظف سخريته لنقد الفساد والفاسدين ..

أشهر وأهم 3 شعراء سياسيين بالدول التي تم ربطها بلغة البدو . هم أحمد فؤاد نجم ، أحمد ابو مطر ، مظفر النواب .
هؤلاء الثلاثة كما لو كانوا يكتبون بالسكين .- كما قال نزار قباني عن نفسه – بعد النكسة 1967
وقد يستخدمون شتائما صريحة ..
كما فعل " أحمد فؤاد نجم " . ببرنامج تليفزيوني . وصف عصابة الفساد الملتفة حول الحاكم والشريكة له بقوله : أولاد الوسخة ... (!) .
تجدون ذلك علي الانترنت ، بهذا الرابط - بل وبأكثر من رابط آخر- :
http://www.youtube.com/watch?v=CAy5WGu0NnY
ويتأفف بعض الناس بالطبع من طريقة تعبيره ، بينما البعض الآخر . لعلهم الغالبية . يضحكون اعجابا به ويقولون : قليل علي عصابة الفساد والحكم . أن يصفهم بذاك اللفظ وحده ..

ومظفر النواب كذلك . خاطب الحكام العرب ذات مرة :
" أبناء القحبة انتم ... "
من هم قراء هذين الشتامين : نجم ، والنواب ، ومعهما الشاعر الرائع – الشتام . في عرف البعض - أحمد مطر ؟
الجواب : غالبية أثقف المثقفين هم قراؤهم .. وليس وحسب من هم من عامة القراء .
فلماذا ؟
لأن شعرهم – . علي درجة فائقة من العمق والفنية ، والاحساس بقضايا أوطانهم ، وبآلام وآمال الفقراء . أبناء شعوبهم ... عبقرية لم تتأت لغيرهم من الشعراء الكبار الذين يكتبون الشعر بأناقة ولياقة أبناء الطبقة المخملية ..

من الذين يهاجمون شاعر الشعب – أحمد فؤاد نجم - ؟
فيقولون عنه انه ليس بشاعر ! وانه شتام . ..
ما هؤلاء سوي من يعرفون انه شيوعي . ويتقولون عليه لأسباب عقائدية ، وكذلك من يصفونه بسلاطة اللسان وفحش القول . هم من رجال أعلام النظام الديكتاتوري الحاكم . الذي يناضل ضده – الشاعر نجم . شاعر مصر .
هؤلاء وأولئك هم أعداء شاعر الشعب ، وهم الذين يعادون الشعب والوطن لأجل مصالحهم مع نظام طاغية أو عقيدة عتيقة - بلوة وبالية -..

ممن تعلم الشعراء : " نجم ، ومظفر ، و مطر – وقبلهم بيرم التونسي - " طريقتهم في التعبير بشعرهم ، التي لا تخلو من الشتائم ؟
تعلموها من التراث العربي والاسلامي .. الذي يدافع عنه مدافعون ، حراس غيورون .. ..
فالكلمات القارصة وحتي الخارجة التي قد نجدها بشعر فؤاد نجم أو مظفر ، أو أحمد مطر . لا تعادل واحد بالألف ، مما جاء بشعر شاعر الرسول – أشرف الخلق . ...
- - راجع مقالنا " أخلاق شاعر الرسول .. "
الحوار المتمدن - العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=153532
----
الهجاء – الذم والشتم – ضلع ضليع في شعر العرب . قبل وبعد " محمد النبي " . وفي حياته بصفة خاصة . اذ حمل لواءه شاعر . خاص بمحمد سمي بشاعر الرسول " حسان بن ثابت " ( نحبذ أن يكون الاطلاع علي ديوانه للكبار فقط ، وألا يحتفظ به في مكتبة الأسرة ، حرصا علي حسن ألفاظ وادب النشء ) .
في المرحلة الثانوية من الدراسة . كان مقررا علينا في الستينيات من القرن الماضي . شعر اثنين من أشهر شعراء التراث العربي . في الهجاء . وكان مطلوبا منا أن نحفظ أشعار جرير ، والفرزدق – أشهر شعراء العصر الأموي . التي يشتم ويسب فيها . كل منهما الآخر ..!
وكذلك قرروا علينا – وقتذاك - شعر المتنبي وهو يشتم كافور الاخشيدي – أدب عربي .. ! - تعلمناه منذ الصبا بالمدارس الحكومية . وتجري حوله للآن رسائل الماجستير والدكتوراه .. انه تراث الشتائم والمسبات الشعرية العربية والاسلامية ( المجيدة ..) .

الكتاب الليبراليون عندما ينقدون معتقد الارهاب والتخلف – .. ويصفونه بما فيه . لا بشيء من خارجه -.. ان صح انهم لا ينقدون وانما يشتمون ويسبون ويسخرون .. حسبما يتهمهم المتهمون ..
فتري .. من شابه تراثه العربي الاسلامي ( المجيد .. ) والتزم بدروسه . وسار علي دربه .. ..
هل هكذا يكون قد ظلم ؟!؟
***********



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد علي تعليقات القراء علي مقالنا السابق
- زوبعة د. طارق حجي . بالحوار المتمدن
- المؤرخ .. مذيعا تليفزيونيا تقليديا (!) .
- الناس والحرية -49
- فوبيا نظرية المؤامرة ضد العرب والمسلمين
- الصديق والعندليب ( عبد الحليم حافظ ، ومجدي العمروسي ) .
- ما قبل اغتيال الصحفي الكردي - سردشت عثمان - .
- من بريدنا الالكتروني - 8
- من بريدنا الالكتروني - 7
- نكات من السماء
- قصور صدام . والأجيال القادمة
- البرادعي رئيسا لمصر 2-2 الاجتماع الأول والقرار الأول
- من بريدنا لالكتروني 6/ فضفضة شعبية
- البرادعي رئيسا لمصر 1/2
- الوهابية هي الاسلام . صريحه وصحيحه
- موال. من أحرق مكتبة الاسكندرية القديمة ؟ 2-2
- موال : من أحرق مكتبة الاسكندرية القديمة ؟ / 1-2
- وقفات سريعة
- أزهار الكرز والرمان بين اليابان ومصر
- من بريدنا الالكتروني 5- أنوار الشريعة السمحاء


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح الدين محسن - حرية الرأي وحرية التعبير لا تنفصلان