أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - المخرج السينمائي سمير زيدان















المزيد.....

المخرج السينمائي سمير زيدان


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 923 - 2004 / 8 / 12 - 08:58
المحور: مقابلات و حوارات
    


المخرج السينمائي سمير زيدان
- نفتقر لوجود سينما عراقية يفتخر بها المواطن العراقي
حاوره: عدنان حسين أحمد / باريس
سمير زيدان هو أحد المخرجين السينمائيين العراقيين الذين تتلمذوا في أوروبا الشرقية تحديداً، إذ درس الإخراج السينمائي في جامعة وودج البولندية، وأخرج في بداية الثمانينات من القرن الماضي فيلمين روائيين قصيرين وهما "نسيم الحديقة" 9 دقائق، و"الهواء" 14 دقيقة، وفيلمين تسجيليين "الأرض" و"الجسد" كما أخرج عملاً تلفزيونيا أسماهً "الهروب" وهو عبارة عن دراما عائلة كردية في العراق. ثم انتقل إلى النرويج منذ عام 1987 حيث يعيش لاجئاً أسوة بالكثير من العراقيين الذين تشردوا في المنافي البعيدة. وبمناسبة اشتراكه في مهرجان بينالي السينما العربية السابع في باريس حيث كان فيلمه الموسوم بـ " الخرساء " هو أحد الأفلام التي أُنتقيت ضمن " اللقطة المُكبرة " عن السينما العراقية. هناك وفي أروقة معهد العالم العربي في باريس إلتقيناه ودار بيننا الحوار التالي:

* في فيلمك الروائي القصير " الخرساء " ثمة توظيف مدروس بعناية فائقة للغة الصامتة التي كانت تقول كلاماً مفهوماً عبر الأداء البانتومايمي في إيصال ثيمة الحدث والأبعاد الرمزية الكامنة وراء الموضوع. هل كنت تتعمد هذه اللغة الصامتة المشذبة أم أن هناك أسباباً أخرى للتعويل على الأداء البانتومايمي الذي يجمع بين السينما والمسرح في آن معاً آخذين بنظر الاعتبار أن الصورة السينمائية في كثير من الأحيان يمكن لها أن تستغني عن الحوار؟
- هناك هالة من الغموض حول فن كتابة السيناريو وفن الإخراج السينمائي لأن مقومات الفيلم تتداخل فيما بـينها زمنياً، وتتوازى في التقديم ، وتتجانس كأنها جزء واحد غير مفصول حين تلمس أحاسيس الجمهور.هذا التركيب المعقد يحتاج إلى توظيف مدروس بعناية ويتطلب خـبــــرة فـنـيـة؛ غـنـيـة بـالـتـجـارب وبـالـمـعـرفـة الـثـقـافـيـة الـمـوسـوعـيـة، إضـافـة إلـى تواجد الموهبة ولا يوجد شيء مبني على الصدفة وحتى الصدف توظف. والمخرج السينمائي، بحاجة إلى تنمية موهـبته طوال الوقت بالقراءات وبالمشاهدات وبالتجارب الفنية ويغـنيها بمعايشاته الحياتية. عندما تستطيع الصورة والمؤثرات الصوتية بما فيها الموسيقى عرض القصة والجو الدرامي والنفسي للشخصيات فلا حاجة للحوار وخاصة في الفيلم الروائي القصير، ولكن بالطبع هذه عملية صعبة وتفرض بالتالي نوعاً معيناً من العمل بالدرجة الأساسية في كتابة السيناريو ومن ثم التمثيل والإخراج. رغم أن شمولية المواضيع لبعضها البعض، تجعلها تراكيب معقدة جدا فلا يمكن بعض الأحيان، فصل الإخراج عن محتوى السيناريو أو المونتاج ...الـخ ، والعكس صحيح، مما يكون تصنيف المواضيع بـخانات لوحدها أمر شبـه مستحيل. فلم الخرساء فيه شيء من المسرح بالتأكيد فأنا عملت في المسرح كممثل ومخرج ومؤلف في مدينة الموصل وفي النرويج في أوسلو والفلم بالتالي كفن هو حصيلة مركبة من الفنون الأخرى (المسرح ، الرسم والنحت، الفوتوغراف، الموسيقى والغناء، الأدب؛ القصة، والرواية والشعر) إضافة إلى التقنية، وهذا يجعله أعـقـد الـفـنـون فـهـو يـحـتـويـهـا بــشكله النهائي ماراً خلال آلات تسمح لهذه الفنون مجتمعة، بالوصول إلى حاستي السمع والبـصر في نفس الوقت، واللتين تؤثران على الذهن، فيحدث التمويه بحقيقة الأشياء. لذا جعلتُ من بعض الرموز تتداخل فيما بينها على مساحة الفلم إذ حين تتم عملية التقارب بين ما هو معاش من تجارب غنية يحملها المتفرج معه، وما يحدث على الشاشة فيتحول الفلم إلى منجم أفكار كل يرى فيها ما يستطيعه متقاربا جهد قدره إلى خلفيته الثقافية ومعايشاته الحياتية وقراءاته و رغم التـمـكـن الكبير للفلم مـن الـمـوضـوعـيـة فـي الـطـرح، يـبــــقـى الـفـلـم رؤيـة ذاتـيـة فـنـيـة، لـلـعـالـم الـذي نـعـيـشـه والذي نخلقه أو الذي نـرغـب بـه. أنا أرى بأن فيلم الخرساء كان بالنسبة لي وللمتفرج رحلة اكتشاف مضنية، وممتعة في نفس الوقت للعالم الذي نراه أمام أعيـننا ( على الشاشة ) لأنه عالم خصب بالأحداث والرمـوز، يتحمل التأويل ويحث على التفكير والتأمل لحياتنا وأنا في هذا الفيلم لا أقدم ببساطة بل أقتحم نفسية المشاهد ليشارك في التقبل بشكل فعال.
* ما الذي دفعك في فيلم " الخرساء " إلى إسناد دور البطولة إلى المهندس المعماري " بهجت سليمان ". ألم تعثر على ممثل محترف لهذا الدور، أم أنك كنت متقصداً في اختيار شخصية عامة لا علاقة لها بالخبرة الفنية؟ وكيف تعاطيت مع الفنانة البولونية أدريانا غروشكا، ولماذا منحتها هذا الدور الإشكالي الذي يتضمن بعض المشاهد الإيروتيكية؟ هل واجهت صعوبة ما في العثور على فنانة عراقية أو عربية تقبل بدور " المُغتصبة " بالطريقة الجريئة والمكشوفة التي قدمتها أدريانا في الفيلم؟ وما حدود الإفادة من هذا التلاقح بين الخبرتين العراقية والبولندية؟

- اختياري للمعماري بهجت سليمان لعمل الديكور كان أمراً عادياً فالفيلم مصور في بولندا وهو مقيم هناك وتكاتف معي ً للعمل في فيلم عراقي. في أثناء البحث عن مكان صالح للتصوير يمنحنا جوَّ دارٍ عربي انتبهت لضخامة جسمه وعفوية تصرفاته. بساطته شجعتني على سؤاله إن كان يستطيع أن يمثل أو يرغب بذلك، بعد أول بروفة تحضير اتفقنا على أن يؤدي الدور. ولا أخفي أنني استفدت من نصائحه ورؤيته لبعض الأمور كما استفدت من عفوية أدائه. طبعا أدريانا كروشكا ممثلة قديرة وبحكم مهنتها كممثلة فهي لا يمكن أن ترفض مشاهد إيروتيكية طالما أنها ليست للإثارة بل لمتطلبات الحكاية والعمل مع الممثلة الاوروبية بالتأكيد زاد من جرأتي التي لن أستطيع العمل بها مع غيرها في عالمنا. دراستي في بولندا جعلتني أتمكن من التقنية وبالتالي لأن أبدع كسمير بثقافتي العراقية وبالتأكيد العيش في غير بلدي جعلني أراجع نفسي وشخصيتي وأكتشفها أكثر من لو أني بقيت محصور بثقافة واحدة.

* بدأت تجربتك الإخراجية بأفلام قصيرة بعضها لا يتجاوز التسع دقائق مثل فيلم " نسيم الحديقة " و " الهواء " 14 دقيقة. ألا يحددك الزمن القصير، ويعيق من عمليه الإفصاح الفني، أم أنك تميل إلى اللغة السينمائية المركزة والمكثفة؟ وهل تفكر في إخراج أفلام طويلة إذا ما أتيحت أمامك فرصة من هذا النوع؟
- الفلم القصير يعتمد على الفكرة الواحدة أكثر من اعتماده على العوالم المختلفة للشخصيات لكن أظن أن فيلم " الخرساء " يظهر أجواء الفيلم الروائي الطويل ولدي الآن مشروع عمل فيلم روائي عراقي طويل يعتمد على كادر عراقي بالكامل وسيتم تصويره في بلدي العراق لكنني بحاجة إلى تمويل ولا بد أن تبدأ المؤسسات العراقية بدعم الأفلام الروائية لكي يكون الإنتاج مستمراً فنحن بالتأكيد نفتقر لوجود سينما عراقية يفتخر بها المواطن العراقي كما يفتخر بفريق المنتخب العراقي لكرة القدم ويرفع من معنوياته. وأظن أن مؤسسة السينما في العراق الآن وفي المستقبل مجبرة على دعم الإنتاج السينمائي الروائي لتحقيق ذلك. والعراق بحكم خضم الحياة الهائجة فيه على مدى تاريخه الحديث والقديم غني بالقصص التي يحتاج الكثير منا كعراقيين مراجعتها وتحليلها لكي نفهم ما حدث وما يمكن أن يحدث ما لم نراها من أبعاد مختلفة.
* كيف تقيّم السينما العراقية التي أنجزت أفلامها في بلدان الشتات؟ هل هناك سينما عراقية حقاً، أم أن هناك أفلاماً عراقية أنجزها عراقيون في المنافي الأوروربية والأمريكية؟
- كثير من الدول العربية ليس لها مدرسة سينمائية خاصة بها ولا يخفى علينا وجود مخرجين متميزين من بعض هذه الدول والعراق ليس شاذاً عن هذه المسألة. فيلم الحارس والظامئون والأهوار من الأفلام العراقية الجيدة وتمتعت فعلاً بمشاهدتها في مهرجان السينما العربية المقام من قبل معهد العالم العربي في باريس.
* حضرت مهرجان السينما العربية السابع في باريس، وشاهدت اللقطة المكبرة عن السينما العراقية التي تضمنت 18 فيلماً عراقياً. كيف تقيّم هذه اللقطة المكبرة أولاً، وما هي الأفلام العراقية التي أثارت انتباهك على الصعيد الفني، وأين تضع هذه السينما قياساً إلى السينما العربية على وجه التحديد؟
- رغم أني كنت قد رأيت بعض هذه الأفلام سابقا لأكثر من مرة ، إلا أنني استمتعت بهذه اللقطة المكبرة, أفلام المخرجين العراقيين في المنفى هي قليلة لكن البعض منها واعد، وقد عرض البعض منها في مهرجانات عالمية، وأرى أن الآخرين أولى مني بالتحدث عنها. طبعا أود أن أقول بأن الجيل الجديد الذي استطاع أن يدرس في مدارس عملية أكاديمية سينمائية في الخارج يجب أن يمنح الفرصة للمشاركة في إعادة بناء السينما الروائية العراقية لرفعها إلى مستوى فني جيد على صعيد الوطن والعالم وأتمنى أن يبادر المثقفون في وزارة الثقافة باستقطاب هذه المواهب من خلال تأسيس نظام يدعم الفلم الروائي كما هو موجود في كثير من البلدان الأوربية.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم العراقي- عليا وعصام
- فيلم - الطوفان - لعمر أميرالاي
- يد المنون تختطف النحات إسماعيل فتاح الترك
- ندوة السينما العراقية في باريس
- المخرجة هيفاء المنصور أنا ضد تحويل الممثل إلى آلة أو جسد ينف ...
- برلين- بيروت لميرنا معكرون: مقاربة بصرية بين مدينتين تتكئ عل ...
- على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكو ...
- بنية المفارقة الفنية وآلية ترحيل الدلالة في - أحلى الأوقات - ...
- فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي ا ...
- الصبّار الأزرق ) بين مخيلة النص المفتوح وتعدّد الأبنية السرد ...
- في إختتام الدورة السابعة لمهرجان السينما العربية في باريس
- الطيب لوحيشي: في السينما استطيع أن أكون واقعياً وحالماً
- إختتام الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
- المخرج طارق هاشم في فيلمه التسجيلي الطويل 16 ساعة في بغداد. ...
- فوز الشاعر السوري فرج البيرقدار بجائزة - الكلمة الحرة - الهو ...
- الكاتبة الهولندية ماريا خوس. . قناصة الجوائز، ونجمة الموسم ا ...
- التعالق الفني بين التناص والتنصيص ..قراءة نقدية في تجربة الف ...
- رفعت الجادرجي يسطو على تصميم لعامر فتوحي في رابعة النهار
- بعد أربعين من صدوره يسبّب- منهاج المسلم - بترجمته الهولندية ...
- التابو في المشهد الثقافي العربي والإسلامي إشكالية التحريم وا ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - المخرج السينمائي سمير زيدان