أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حبيب محمد تقي - مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة ) .















المزيد.....

مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة ) .


حبيب محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 16:31
المحور: سيرة ذاتية
    


مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة ) .
تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .

الصورة والمظهر الذي ظهر ، ويظهرون به الوافدون العرب ، في دولة المهجر الآمنة المملكة السويدية :

للأسف ( وهذا ما يحز في نفس كل أنسان نظيف بدواخله ) أنها صورة في معظم مساحاتها ، قاتمة ولاتبشر بخير . وأشدد على مفردة ( معظم ) ، لأن هناك أستثناء ، سأتي عليه لاحقاً . هي صورة ملونة بألوان الطيف ، ملوثة و وسخة بمسالك وتصرفات وموروث وعادات وتقاليد ، مسيئة ، ومعيبة ، ومشينة ، ومقززة ، ومنفرة ، ومخجلة ، للوافدين العرب ، ودون أستثناء لجنسية هذا القطر أو ذاك ، من الأقطار العربية جمعاء ، التي فروا منها لأسباب أتيت على ذكرها في الحلقات الأولى من هذه المذكرات . طلبا للأستقرار والعيش بكرامة وآدمية . وتلك الصورة التي رصدت وماتزال ترصد لهم ، في بلد المهجر الأمن المملكة السويدية ، كانت وماتزال تشكل عائق وعقبة ، من عوائق وعقبات ، التلاقي والأندماج والتزاوج الثقافي والأجتماعي بدولة المهجر . وهذه الصورة الشديدة القتامة و ( المبكية والضاحكة والساذجة ) ، والتي تجسد وتلخص ، جانب كبير المساحة من المشاهد المشوهة ، للجالية العربية في المملكة . لم يتأتى من وحي الأنطباعات ، المكتوبة ، أو المقروءة ، أو المسموعة أو المتناقلة ، عبر أفراد أو جماعات ، هنا أو هناك . أنما تأتى من معايشتي الميدانية ، لفصول هذه المشاهد ، ومشاركتي فيها ضمن نطاق مهنتي كمترجم . حتمت عليّ الأحتكاك بهذه التفاصيل الحياتية ، والمنفرة في معظمها ، والتي عرقتني ، وأرقتني ، وخدشت حيائي ، وآذتني ، وأستنزفت من طاقتي الكثير . وسأحاول جاهدا ، وبأمانة ، في هذه الحلقة الخاصة ، من المذكرات تسليط الضوء الكاشف عليها . علني بذلك ، ( أريح وأستريح ) ، و ( العبرة لمن يعتبر ) .


يخيل أليّ وفي أحيان كثيرة ، وخصوصاً عندما أترجم لنماذج تصدمني وضاعت تصرفاتها ومسلكياتها وطريقة تفكيرها ومنطقها. أن أغلبية الوافدين العرب الى المملكة ، هم من الذين أنتزع الله منهم نعمة العقل وفضيلة العلم . إذ أن عدد كبير منهم ، يعاني من سرطان الأمية . وبالطبع لا أعني بالأمية هنا القراءة والكتابة ، أنما أعني ( فقه الحياة وكرامتها ) . إذ لو كانت هذه النماذج ، تدرك قدراتها وتحترم نفسها ، لما تجرأت على الهجرة الى بلد مثل السويد . ولفضلت البقاء في مكانها الطبيعي لها ، خلف أكشاكها ، ( أذا كانت لها أصلاً أكشاك ) ، تبيع ما قسم الله لها . إذ أعتقد أحياناً أن هذا هو القدر الوحيد الذي يتناسب مع هذا النوع من العاهات الوافدة الى المملكة . بستثناء القليل منهم ممن رزقه الله فضيلة العقل والعلم والخلق . وهذه الأمية والجهل والتخلف المركب والمزدوج ، فهو الذي يدفع بسقوط هذه الشريحة وبأبناءها ، الى الهاوية ، وعلى البقية بسوء الصيت . أنهم يتصرفون ( عن وعي أو دون ) ، وكأن السويد ، التي توطنوا فيها . هداهم الله أليها لتحقيق نزواتهم وملذاتهم وجنونهم وشذوذهم المكبوت ودون وازع ضمير أو مسحة كرامة . فهية جنتهم الموعودة من الرب ، يسرحوا ويمرحوا فيها ، دون جهد وأجتهاد ، ودون قطرة عرق يتيمة .


قد يكونوا محقون ، إذ ما الضرورة ، لأستنزاف عرق الجبين ، ما دامت هناك دوائر للشؤون الأجتماعية ، تتكفل بكل شيء . بدءا بأجار شقته ، ومروراَ بفاتورة كهربائه ، وبفاتورة الرعاية الصحية ، وبفاتورة الحضانة والروضة ، وفاتورة تأمين المنزل ، وبفاتورة وسائط النقل من والى المدرسة ، وفاتورة أكله وشربه . ونفس الشيء ينطبق على الذي عمل لبضع أشهر ، ولسبب وأخر سرح من عمله ، هو الأخر يفضل القعود المريح في بيته ، والنوم الى الظهاري ، مادام مؤمناً ضد البطالة ، فصندوق تأمينات البطالة ، وصندوق التأمين الأجتماعي ، كليهما كفيل به وبمعيشته حتى يحين أجله . والنوع الثالث من هذه العاهات ، التي ترتدي رداء البشر ، فهم الأسوء . فبتحايلهم على نظام الرعاية الصحية وصندوق التأمينات الصحية في المملكة ، من خلال زعمهم ، كذباً وتلفيقن بأصابتهم بأمراض عضوية ونفسية مستديمة ومزمنة . نصب وأحتيال ( عينك ، عينك ) ، بهدف الحصول على التقاعد المرضي المبكر . وبسبب من كثرة هذه الحالات ، والتي طفح كيلها ، وخصوصاً بين الوافدين العرب ، من التقاعد المرضي المبكر ، الى الحد الذي أستنزف موارد وأعتمادات صناديق التأمين الصحي . أضطرت الحكومة وبرلمانها الى تغيير قوانينها و تشديد قواعد ولوائح الضمان الصحي الجديدة ، محاولة منها ، للحد من أستغلال وأستنزاف تلك القوانيين ، والتي خرقت وأنتهكت حرماتها ، على يد أبناء جلدتنا ( الغيورون على سمعتهم وسمعت أبناء جلدتهم ) ، وكتحصيل حاصل ، بات الحصول على التقاعد المرضي المبكر أكثروأشد صعوبة ، بفضل ( شطارة النصب والأحتيال للوافدين ) . إذ القوانيين السابقة المتساهلة وبحسن نية من مشرعيها، كانت تتيح للمريض ( الحقيقي وليس المتمارض بالطبع ) ، للحصول على التقاعد المرضي المبكر ، لمجرد وعكة في كتفه أو رقبته أو فقراته . أما القوانيين الجديدة ، متطرفة بشدتها وصرامتها ، فلم يعد من الممكن الحصول على هذا النوع من التقاعد ، حتى للمرضى الحقيقيين وإن كانوا ياعنوا من أمراض مزمنة كالسرطان . والنوع الأخر من العاهات المستديمة الوافدة ، والمتسلحلة ( ولله الحمد ) بأحدث أبتكارات ومهارات وأساليب الأحتيال والنصب ( الشطارة بمفهوم هذه العاهات ) ، وتهرباً من ألزامية تعلم لغة دولة المهجر المجانية ( اللغة السويدية ) ، راحت تتقاطر تلك العاهات ، على المراكز الصحية بغية الحصول على أجازات مرضية تتيح لها الأعفاء من الجلوس على المقاعد الدراسية ، لتعلم اللغة الألزامي . ولكي تتفرغ كليا للمصيعة المريحة ، أو بدافع الحصول على مصدر دخل أضافي غير شرعي ( عمل أسود ) ، بعيد عن متابعة سلطة الضرائب . أو بغرض السفر الطويل للموطن الأم ، كزيارة وتجارة . وهناك نوع أخر من هذه العاهات ، أبتكر وسائل جديدة لزيادة مداخيله ، دون أن يكلف مسامات جلده قطرة عرق واحدة ، وذلك بأستغلال وأستثمار قوانيين تأمين الوالدين والطفولة . ليصطداد ثلاثة عصافير وبضربة واحدة . من خلال أنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال وبشكل متواتر . ليضمن أولاَ الحصول على نقدية شهرية ثابتة للطفل تقدر بحوالي 150 دولار شهرياَ وتستمر في دفعها الدولة من خزينة جبايت الضرائب حتى يبلغ الطفل سن البلوغ ( الثامن عشر من عمره ) . وليضمن ثانياً نقدية الوالدين التي يتفاوت حجمها ، حسب عمل الأم والأب قبل الحمل ، ففي حالة وجود عمل سابق للأم أو الأب قبل الولادة يحصل أحدهما على أجازة الوالدين مع مرتب شهري قدره 80% من أخر مدخول عمل . وأن لم يكن لهما عمل سابق قبل الولادة فيحصل أحدهما على أجازة ومرتب شهري يصل حوالي الى 600 دولار ، وعلى مدار سنة ، يتقاسمها الأم والأب .


ومن أساليب النصب والأحتيال المبتكرة وبأبداع منقطع النظير ، لهذه العاهات الفيروسية المعدية . أبتكار طريقة الطلاق الصوري ( أي طلاق رسمي مصدق من المحاكم الرسمية الأبتدائية ، وليس من سلطة شرعية دينية ) . بمعنى أن الزوجين يدعيان ( مجرد أدعاء ) الطلاق لأستحالات الحياة بينهما ، وبالمقبل يمارسان الزنا والجماع مع بعضهما البعض ( أي تحليل الزنا ) . والهدف الوضيع من وراء هذه الرذيلة والدنائة والأنحطاط ، هو أولاً للحصول على نقدية النفقة الشهرية والتي تصل الى حوالي 500 دولار شهريا ، وتدفع للتي تدعي بطلاقها ( المطلقة ) من خزائن بيت المال ( الضرائب ) . وثانياَ لكي يحصل الطليق ( مايسمى بالزوج ) ، بشقة سكنية خاصة به ، ولكي يقوم بتأجيرها باطنيا ( سراَ ) الى معارفه ، وبذلك يكون قد ضرب عصفورين ( نقدية النفقة الشهرية والشقة الخاصة به ) وبحجر الطلاق الواحد الأحد ( الحلال والغير محرم حسب فقهه وشرعه ) ومن المفارقات الغريبة والطريفة ، أن معظم هؤلاء الذين يسلكون هذا النوع من النصب والأحتيال ، هم من أكثر الناس تشدداً و تمسكن وتعصبن للدين ، كما يزعمون أو يتظاهرون . وهذه بالذات منتشرة وللأسف بشكل واسع بين أبناء جلدتنا .

للموضوع تتمة تتبع في الحلقة السادسة من سلسلة هذه المذكرات .

١٠ / ٦ / ٢٠١٠
حبيب محمد تقي



#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابنا منا سلاما ...!
- مذكرات مترجم : ( الحلقة الرابعة ) .
- حضن الحكاية ...!
- مراكب من الضمير رسولٌ بيننا ........!
- مذكرات مترجم : ( الحلقة الثالثة ) .
- مشنقة التاريخ ونفاياته....!
- مذكرات مترجم : ( الحلقة الثانية ) .
- أولاد الأفاعي ...!
- مذكرات مترجم ...!
- أيها الرفاق : أنا العراق ...!
- معاً ننسج الراية ...!
- هيهات منا القسمة ........!
- سرادشت عثمان - والله يازمان...!
- قصيدة / السنين العجاف ...!
- أوهبكَ سيف أجدادي ...!
- على ضوء الشمعة ...!
- الهجرة والأغتراب : بين الأمس الغابر والحاضر العابر ...!
- قصيدة / في ذكرى مجزرة شارون بشتآشان ...!
- ١ آيار / بطاقة عيد ... !
- في ذكرى التاسع من نيسانها...!


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حبيب محمد تقي - مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة ) .