أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - هل للأصنام مسؤولية جنائية؟














المزيد.....

هل للأصنام مسؤولية جنائية؟


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 09:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل للأصنام مسؤولية جنائية ؟
سؤال يتسم بالبراءة والخبث معاً آلا هو من خلق الأصنام و أوجدها ؟هل الله بصفته خالق كل شيئ أم أن الإنسان هو الذي صنعها ؟ هل آتي بها المشرك الكافر من تهويمات خياله عندما استوحى فكرتها من الطواطم المقدسة لدى القبائل البدائية أم أن فكره المتخلف قد هداه إلى ايجادها ومن ثم تصنيعها ونحتها من جلمود صخر توسم فيه القداسة ثم عنّ له فكره المتخلف أن يطلب منها الشفاعة التي تنقذه من الواقع المرير الذي لا يفهم جدليته ؟ أم أن الله كونه المتفرد الأوحد بعمليات الخلق وإحداث كافة المخلوقات في السماوات والأرض كونه مسؤولاً عن الوجود وكل ما فيه ؟هذا السؤال قد وجدنا الآيات البينات التي تؤكد بقطعيتها الدلالية أن الله هو الذي خلقها و في ذلك ما يثير إشكالية الحكمة والمقصد والغاية من خلقها وإليك الأدلة من الآيات ومن كتب التفسير .
انظر إلى قوله تعالى : " ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ؛ قالوا سبحانك ما كان لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا (17- 18 سورة الفرقان ) قال المفسرون : الضمير في يحشرهم عائد إلى المشركين و( ما يعبدون من دون الله ) الأصنام كأختيار الضحاك و عكرمة لكن مجاهد وابن جريج اختاروا الملائكة والجن والمسيح وعزير والأستفهام من " أأنتم أضللتم عبادي" استفهام توبيخ للكفار وإن كنا لا نوافقه لأن الخطاب موجه للأصنام وليس للكفار و( قالوا سبحانك ) أي قال المعبودون من دون الله : سبحانك أي تنزيهاً لك ( ما كان لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ) هنا يفهم من السياق أن الأصنام محشورون يوم القيامة مثلها مثل البشر فإن قيل : فإن كانت الأصنام التي تعبد تحشر فكيف تنطق وهي جماد ؟ قيل له : ينطقها الله يوم القيامة [ تفسير القرطبي 7 / 4726 لسورة الفرقان ] فإذا كانت الأصنام لا تستطيع صرفاً ولا نصراً وأنها لا تنفع ولا تضر فهل الله يخاطب الأصنام وترد عليه كما نفهم من سياق الآية ؟ أم لنا أن نعتبر ذلك من باب المجاز أو المتشابه من الآيات التي لا تؤخذ على ظاهرها لأنه سوف يتجلى المأزق حين يخاطبها الله وهي أصلاً مستهجنه ومحرمة واتخاذها وسيطاً يعتبر شركاً منهي عنه .إذن كيف نفهم أن الله يخاطبها ويسأ لها وهو عليم بكل شيئ ؟ ثم اعتبرها الله من جملة العباد وهو ما يعقد الأمور وتلتبس أشد الإلتباس من كونها عباد أمثالنا وذلك على افتراض أن لها عقول تعي بها وأنها مكلفة بالتمييز بين النجدين وبين الإيمان والكفر انظر ما جاء في سورة الأعراف حين قال تعالى : " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ؛ ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون( 194 - 195 الأعراف ) وقد سميت الأوثان والأصنام عباداً لأنها مملوكة لله مسخّرة . وقال الحسن : المعنى أن الأصنام مخلوقة أمثالكم ولما أعتقد المشركون أن الأصنام تضر وتنفع أجراها مجرى الناس.
ثم وبخهم الله وسفه عقولهم وبين جهلهم بقوله : ألهم أرجل وأيد وأعين وآذان فكيف تدعون من دون الله عباداً أمثالكم أي من حجارو وخشب [ القرطبي 4 / 2778 لسورة الأعراف ] نعود إلى سؤالنا الذي طرحناه في البداية هل الأصنام خلقها الله أم صنعها الإنسان ؟ ما يدل على أن الإنسان هو صانعها ما جاء في سورة سبأ قوله تعالى : " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور" ( سبأ -13 ) وما جاء في قوله تعالى :" إذ قال لإبيه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون " ( الأنبياء -52 ) هنا تتبدى المفارقة ويظهر التناقض فالأصنام والأوثان والتماثيل أوجدها الإنسان وصنعها سواء من حجارة أو نحت صخر أو نجر خشب ودليل النحت قوله : " قال أتعبدون ما تنحتون " ( الصافات – 95 ) لذا تتفاقم الإشكالية لقوم يتدبرون ويتسألون هل الأصنام عباد من عباد الرحمن وعباد أمثالنا كما تؤكد الآيات أم هي من تخاريف الإنسان البدائي الباحث عن الطوطم المقدس في أوهامه التعيسة ؟



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير
- يسألونك عن مأزق النكاح
- الله بين الزمان والتصور العقلي


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - هل للأصنام مسؤولية جنائية؟