أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كمال حسن علي - أزمة الإنسان العربي














المزيد.....

أزمة الإنسان العربي


كمال حسن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 23:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


واقع الإنسان العربي واقع مأزوم تتخبطه الأوهام والخرافات ,رغم تعدد محاور الدراسات التي تحاول حل أزمة واقعنا العربي ,ولكن تبقى المشكلة الرئيسية غائبة عن معظم هذه الدراسات,والمتمثلة في الكشف عن الجوهر الأساسي المؤدي لهذه الأزمة.
إن معظم هذه الدراسات ومنها التي استخدمت الجانب النقدي رغم تعددها إلا إنها لم تفي بتوضيح أسباب الأزمة,لان هذه الدراسات جاءت إما لتوضيح الماضي في ضوء الحاضر ,ومنها ما جاء وافدا من الحلول التي قدمتها بعض الثقافات في أجزاء مختلفة من الكرة الأرضية.
تؤكد بعض الدراسات كما هو في فكر التيارات السلفية إن مثل هذه المشكلات التي يعيشها العالم العربي,إنما هو نتيجة للابتعاد عن التعاليم التي راجت في بداية الدعوة الإسلامية,وبالتالي قدمت رؤية ماضوية اهتمت بالقديم وتجاهلت الحاضر,اتجه أصحاب مثل هذه النظريات إلى التغني بماضي أجدادنا دون الوعي بواقعنا المعاصر.
وفي مقابل ذلك شكلت التيارات التي جاءت لردم الهوة بين الفكر العربي والفكر الوافد,او التي رفضت كل ما ليس عربيا وبالتالي أقرت المحاولة عن تتبع دراسة أسباب الأزمة في ظل الفكر العربي نفسه .إلا إنها مع ذلك أهملت في النظر في الجوهر الذي يمكن إن نجعله محور كل دراسة والذي يمكن من خلاله الكشف عن أسباب مثل هذا الواقع,إنها أهملت الكيفية التي يمكن من خلالها أن نجعل من الإنسان العربي مؤهلا في تحديه لمثل هذه الصراعات.
إن جعل الإنسان محور كل دراسة هو ما يمكن من خلاله تحديد اي (قانون –قيمة أخلاقية-نظام سياسي-نظام اقتصادي......الخ)يمكن إن نجعله صالحا نسبيا لتجاوز الأزمات ,فالإنسان حسب بروتاجوراس (مقياس الأشياء جميعا )وعلى هذا فان:
1-دراسة الإنسان وتقديمه في ظل رؤية ماضويه آسهم في تشكيل ايدولوجيا أسفرت في تقديم كل ما ندركه من الكيفية التي يسلكها بعض الأفراد بداية من الأفكار التي ينتمون إليها إلى الممارسة الفعلية من حيث الشكل والمضمون,وبالتاي لم تقدم مثل هذه الدراسات أي تقدم رغم استخدامها للمناهج النقدية في نقد التراث,ومع ذلك أفرزت اجهاضات فكريه أخرى ,كانت بمثابة رد فعل لها ,وبالتالي أصبحت مفارقة عن التحديات التي تواجه الإنسان,وبدلا من القيام بدورها في تحقيق التقدم والرقي للإنسان والذي طالما بقى حلما يراودنا جمعيا .إلا إنها في الوقت نفسه تحولت إلي ايدولوجيا,اتخذتها معظم التيارات السياسية كما هو الحال في التيارات السلفية كالمذهب السلفي والمذهب الشيعي ,وأصبحت الفوضى تعم معظم إنحاء الوطن العربي كما هو ظاهر من الصراع بين المذهب الشيعي والمذهب السني ,وما نتج عنهما من تكفير لطوائف لبعضها البعض ,وبالتالي أزمة فكرية وصراع عقائدي ,منا من يؤكد أحقية الولاء لعلي والأخر معاوية وتجاهلنا أنفسنا ودورنا.
2-لقد تجاهلت بعض هذه الدراسات إن الفكر الغربي التي حاولت التوفيق بينه وبين الاصالة الإسلامية,إنما هي اتخذت من الإنسان الغربي مركزا وذات يمكن من خلاله دراسة أي قيمة (سياسية-اقتصادية- أخلاقية.....الخ.التي تمت دراسته على أساس منطق الحريات الفردية ,وبالتالي محاولة التوفيق بين هذا الوافد وبين الأصيل نتج عنه كثير من التناقضات ,بحيث اصبح الوعي العربي في مرحلة ما يسمى عصر النهضة وعيا متناقضا ,انعكس ذلك على السلوك الفردي في تخوف البعض على أصالته كما هو حاصل عند جماعة الإخوان المسلمين,اما البعض الأخر تخلى عن أصالته وفضل الوافد باعتباره نموذجا متحررا من كاهل كل ما هو قديم ,وسيطرت التبعية العربية للأخر على معظم التيارات السياسية والثقافية والاقتصادية...الخ .والى حد الآن ظل الإنسان العربي إنسانا مأزوما تتقاذفه الأهواء الماضية والتبعية الخارجية.
ان التأكيد على القيام بمثل هذه الدراسات في مختلف توجهاتها وتياراتها السلفية والتوفيقية والقومية والماركسية ,هو تاكيدا لا يمكن من خلاله تقديم نظره لتجاوز الإنسان العربي لازمته الراهنة ,لان مثل هذه الدراسات اتجهت الى دراسة الأوضاع بذاتها ,وتجاهلت موقف الإنسان,
حيث اصبح الإنسان العربي ينقاد لمثل أفكار هذه الدراسات بدلا من دراسة موقف الإنسان المتغير.
مع اخذ الاعتباران
- التأكيد على تغير الموقف الإنساني العربي لا يعني هدما لمشروعية الهوية العربية ,فالهوية العربية لا يمكن فصلها عن أي موقف إنساني عربي وانما تتجلى هذه الهوية وتكون أكثر تمظهرا في المواقف المتغيرة تجاه أي قضية.
-ان دراسة التراث لا يعني تجاهله مطلقا او إقصاؤه في التأثيرات التي يعيشها الواقع العربي,وإنما نقصد بدراسة التراث (الدين-العادات- القوانين...)من اجل دراسة الإنسان المعاصر من خلال إنشاء المناهج التأويلية.
-إن الموقف من الوافد الآخر لا يعني إنكاره بقدر ما هي الكيفية التي يمكن إن نقبله بها.
لقد أكدنا مسبقا إن كل دراسة تحاول إقصاء الإنسان باعتباره ركيزة أساسية في بحثها ,وتحاول الكشف في اطارات موضوعية بعيدة عن ذاتية الإنسان وتبدل افكارة ومواقفة ,لا يعدوا إن يكون امرا اكثر توضحيا للزج بالانسان في غمار الموضوعات التي قيدته ورمته في هاوية شباكها,وبالتالي إن انسان اليوم هو انسان الامس لا يعي نفسه ويالتالي فقد وجودة ودورة في بناء الأرض الموكل اليه بأعمارها.
3-تتجه الدراسات الاجتماعية بدراسة الاوضاع القائمة للمجتمعات دراسة موضوعية وتقدم تفسيرات متباينة لتفسير مثل هذه الأوضاع ,واستخدمت في دراستها مناهج علمية صارمة من اجل الوصول الى قوانين عامة تحكم سير المجتمعات ,في الوقت نفسه تجاهلت التغيرات الحاصلة في دور الافراد,وعلى الرغم من استقرار هذة القوانين نسبيا الا انها ترجع التبدل والتغير في اوضاع تلك المجتمعات,وبالتالي تسعى مثل هذه الدراسات الى تعميق ازمة الإنسان العربي ,لانها لم تكشف عن الدور الفردي لمحاولة تجاوز الواقع ,وانما تحصره في نطاق المجتمع الذي تسري عليه مثل هذه القوانين.
عضو الجمعية الفلسفية اليمنية



#كمال_حسن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كمال حسن علي - أزمة الإنسان العربي