أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - المطر قبيل الشتاء















المزيد.....

المطر قبيل الشتاء


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 20:36
المحور: الادب والفن
    


المجموعه القصصية "المطر قبيل الشتاء " لسالم آل تويه حين تكون التجربة الأولى مغامرة !

قصص تحمل بكفيها التساؤل عن الحب والفقر والموت !
عناوين بين المباشرة والإختلاف .
كتبت رحاب الهندي
لم يزل عالم القاص سالم آل تويه ( الكاتب العماني )يأخذني إلى حيث المعنى الحقيقي لكينونة الإنسان وأي إنسان أنه الأقرب للفقر والحاجة والمعاناة والبحث عن سبيل للخروج من ورطة الحياة . حتى هذه اللحظة ما أعرفه عن القاص المتميز سالم آل تويه أنه بصدد إصدار رواية قد تطل علينا في أية لحظة وسبق أن غصت في عالمه القصصي من خلال مجموعته الثانية في عالم القصة وهي تحمل عنوان ( حد الشوف ) وهو اسم لقريته التي عاش فيها طفولته . وكنت قد نوهت عن تجربته الأولى لمجموعته القصصية المطر قبيل الشتاء والتي كتبها وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من العمر أي بمعنى لم يتجاوز ذلك النضج الحياتي والمعرفي والكتابي لكنه كان مغامرا في إصداره لمجموعته الأولى التي ضمت إحدى عشرة قصة قصيرة لكنها تميزت بمتعه القراءة وذلك الألق الذي نستشعره بكتابات آل تويه فهل كان فعلا مغامرا في كتابة مجموعته الأولى ؟ سؤال قد نستشف الإجابة عليه من خلال تحليل القصص التي ضمتها دفتي الكتاب الذي تزين بلوحة أقرب للصورة الفوتوغرافية لشمسه الحارثي وكانت لوحة معبرة عن بقعة من الأرض المغلفة بشئ أقرب للمياه أو إعصار ترابي بامتدادها مع السماء ذات ألوان باهته بشكل كامل وبارتفاع للمياه أو التراب وكأنه تمرد أو صراخ ضد شئ ما يستطيع المتلقي أن يفهمه كما يريد أو يحاول استنتاجه . ويعترف سالم ضمن إهداء مجموعته الأولى لوالديه إنه إنسان ذا خطايا حيث كتب يقول في إهداءه:" إلى والدي ّ خطاياي دائما تبحث عن غفران . إذن هو إنسان لديه خطايا ولا يكابر بقول الحقيقة ويعترف إنه أيضا يبحث عن الغفران !
إغتيال :
أجمل ما في هذه القصة القصيرة أن الكاتب يختزل حياة الفقر ومعاناة الشاب في بضعة أوراق لا تتجاوز الثلاث وريقات من الحجم القصير لكنها تجاوزت حدود الوصف لمعاناة ذلك الشاب الذي يعيش حياة الملل والتوتر وهو يجد كل الأمور شبه مغلقة في حياته فالدوام كئيب ومتطلبات الحبيبة فوق قدراته وهو فقير لا يستطيع أن يلبي أحلامه وأحلام حبيبته . يعيش مأساة كثير من الشباب الذين يحلمون في مدينته الذي اعتبرها مدينة سوداء ولا تختلف عن غيرها من المدن والقرى والصحاري .. إنه يعيش ضمن وجود يعتبره عدميا طالما يقف على أعتاب اللاشئ واللامعنى ومازال ينتظره الفقر في بيته الملقى كعلبة كبريت نصف فارغة في أقصى الشارع . وقد يكون عنوان القصة المباشر هو مواجهه حتمية لاغتيال أحلام وحب الشاب ونظرته للمستقبل اغتيال للأمل والحب والحياة بلا اغتيال لأن الاغتيال جاء ضمن المعنى لوجوده وكيانه وحبه . تكثيف أدى إلأى جمال وتوهج للقصة القصيرة في بداية مجموعته وإن بدت أقرب للنص الأدبي في سرد وصفي للمشاعر والزمان والمكان .
حين تركنا مطرح :
وصف سردي لمدينه مطرح هذه المدينة الجميلة التي تطل على البحر فيزيد البحر جمالها جمالا تبدأ القصة في أيام البرد والشتاء وحكاية صديقين فقيرين يتناقشان في أمور الحياة ضمن حوار بينهما يبدو مغلفا بفلسفة الحياة ونقد الحال من فقر ومعاناة ومتطلبات ودائما نجد الفقر حاضرا في قصص سالم فكل من الصديقين يعيش حياة الفقر وكل منهما ترك القرية للمدينة في سبيل العمل لعل الفقر يبتعد فهل ابتعد الفقر ؟ ورغم أن لهما صديق غني أنقذهما من ليلة ماطرة إلا أن إحساسهما كما يقول الكاتب " ما يزال شئ يتربص فينا والمطر في الخارج يعزف لحنه الصاخب " القصة تنتهي بعد أن يعري الكاتب واقعا أليما للفقر والحاجة رغم الشهادة والعمل والتعب . تعرية ونقد لواقع يبدو حسب الكاتب أنه لن يتغير !
سقوط :
هذه القصة تحكي عن الفقر ولو من بعيد وصف سردي لواقع العمال الذين يحفرون ليصلون لشئ ما تحت الأرض قد يفسره القارئ بئر نفط ولو كان التفسير أقرب لبئر الماء تعب وعرق وحفر وتركيز على شخصيات بلا ملامح إلا ملامح الجهد والعمل من أجل الوصول إلى أبعد نقطه في البئر لكن البئر يلتهم الجهد والتعب بابتلاعه لعامل ما . تكثيف مركز بشكل يدعو للإعجاب والدهشة في اختصار موقف القصة بهذا الشكل وكأنه يريد أن يقول لا عزاء للفقراء أو للعمال . ما الفرق ؟
شئ اسمه الموت :
هذه القصة تروي حكاية موت طفل وبعضا من خرافات الموت التقليدية المتعارف عليها في القرى وأحلام طفل البريئة في أن يكون طائرا كالجريندايزر . قصة سلسة هادئة رغم الحزن المخيم على أجواء القصة بدءا بمرض الطفل وحيرة وحزن أمه وتوتر وقلق والده . لكن ما يلفت الانتباه أنها لا تختلف عن باقي القصة في الغوص بعالم الفقر الذي يهيمن على الحياة ويكون سببا في موت الطفل ودعاء والده الذي لا يملك أمره بأن يقول في نهاية القصة " اللهم أمتني وأرحني "
خريطة الحبر :
تبدو هذه القصة سورياليه الطابع رغم الإحساس بواقعيتها لكنها أيضا تدخل في باب متاهة الإنسان ووحدته وفقره وحاجته إلى أن يكون . القصة لا تتعدى الثلاثة أشخاص الأم والأب والطفل المشاكس وإشارات إلى الحياة اليومية السوق والاحتياجات المادية المقدور عليها وإشارات واضحة إلى التوهان والملل واللا فائدة من شئ اسمه كتابة . رغم محاولة الكاتب لمتابعه كتابته لكن مشاغبة الطفل تسبب باندلاق الحبر وبعثرة الأوراق لتكتشف الأم أن مابين أيديها أوراق قصة هي أشبه بنداء للتشاؤم ليس إلا .
الرحيل الأخير :
رحلة للبطل المتكلم إلى المجهول رحلة بلا عودة لأنه ببساطة مريضا بالإيدز لكنه منذ البداية لم يشر إلى حقيقة المرض . يحملنا خيط التشويق في هذه القصة إلى عالم قرار الرحيل والحزن في الداخل ولهفة الأم وتشوق الشقيق الصغير . قصه تحكي عن معاناة إنسانية وتساؤل يشرح فيها المرارة بقوله : لماذا عندما يشعر الإنسان بالمرارة لا يجد غير الرحيل ؟ لماذا ؟ كنت أعود منكسرا كل مساء داخلي خيبة وخطيئة " ورغم أن الكاتب حاول أن يلمح بشكل غير مباشر في البداية عن حقيقة مرض البطل إلا أن العنوان كان مباشرا وصادما فمعنى الرحيل الأخير أي الموت والموت هنا كان محتوما طالما دخل المرض إلى جسد البطل عن طريق الخطيئة .

خطوات نحو الوراء :

تبدو قضية فلسطين هنا مختلفة حين يناقشها مدرسا يسكنه الملل من كل ما حوله وهو ضد كل تلك الاستنكارات والشجب بل هو ضد الحياة التي يجدها لا تعطي أحد حقه ومن خلال القصة يقدم لمحة تاريخية عن فلسطين ضمن السياق القصصي . ورغم ألمه وقهره واعتراضه على كل ما يحصل في فلسطين نجد الكاتب يقدم مفارقة لاذعة إذ أنه ككل الناس لا ينسى وصية زوجته بشراء حاجيات العيد لأطفاله فيشتري ما هو مطلوب منه ويمضي للبيت بينما خطوات قهره تتراجع للوراء .
الرمزية في قصتي التابوت والزوبعة :

تبدو قصة التابوت التي تحكي عن أشياء ذات دلالات عميقة إحدى القصص المميزة بصيغة الرمز إلى غربة الإنسان واتخاذه موقفا لا يشاركه به أحدا لكنه يصمم عليه حتى ليظن الناس أنه ينفذه حتى بعد موته . ولعل قصة الزوبعة تحمل هي الأخرى دلالات متعددة عن الفقر والجوع والسيطرة والانتصار والهزيمة معاني كثيرة ومتعددة في صفحات قليلة وكأن الكاتب يريد أن يقول كل شئ لكن بصراخ واحتجاج وإن كان في النهاية لا يحصل من وراء احتجاجه سوى الهزيمة المؤكدة .

ستة مشاهد مفقودة من يوميات رجل وحيد :
هذه المشاهد هي نص أدبي أقرب منه إلى القصة ذات الملامح المعروفة إنها مونولوج داخلي لرجل مستاء من كل شئ رغم أنه كاتب وشاعر ويحاول أن يكتب رواية وكأنه بطل كل القصص السابقة في المجموعة . المشاهد كتبت بنص أدبي راق وبلغة شفافة رغم واقعيتها . بها ثورة على النفس وتمرد وصراخ بها قوانين الضد مع الذات ومع الأخر بها تساؤل وفلسفة وعمق في النظرة للحياة وبها مواصفات الإنسان الحساس القادر على العطاء ويبحث عن مكان أشبه ما يكون مثاليا . يختتم سالم آل تويه بهذه المشاهد ليؤكد لنا من خلالها ومن خلال قصص المجموعة إنه إنساني النزعة أكثر من كونه محليا بكل معنى الكلمة فمعظم قصصه تحكي عن قصة الإنسان الحائر المتسائل الفقير الذي يبحث عن شئ ما ويكفر بالحاجة والفقر ويكره اسيجة المدن تلك الأسيجه التي تحمل رموزا كثيرا وليس بمعنى السياج كبناء قائم بذاته . لذا نجح سالم بأن يمتلك ناصية الأدب والفكرة من خلال مجموعته رغم عمره الصغير وقت كتابتها ورغم تجربته القليلة في الحياة لكنه يؤكد لنا مرة أخرى أن الإنسان ذو العقل المتفتح المنكشف على الأخر هو أعمق بكثير من سنين العمر . قصص سالم تحمل الحياة بأكف التساؤل والاكتشاف عن الفقر والغني والحب والموت قصص تحمل أبعادا إنسانية وهذا سر عمقها وجمالها



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايا وطن معاصر ( قصص قصيرة )
- الفلم المصري واحد صفر
- مساءلات سينمائية لعبدالله حبيب
- حزب الحب الديكتاتوري !!!!!
- الروائي العماني محمد العريمي ورحله التفوق على الذات وصولا لل ...
- نساء ذبح حلال
- القاص العماني سالم آل توية
- ذكريات إمرأة مشاكسة 2
- بشرى خلفان كاتبة من عمان (مسقط)
- ذكريات إمرأة مشاكسة !!!!
- إني أغرق ياعراق !!!!!
- لؤلؤة الشعر العربي ج 1
- العودة للبيت وسقوط الأقنعة !!!!
- هذيان إمرأة نصف عاقلة حلول في زمن اللاحلول !!!!!
- أحمد الفلاحي
- هذيان إمرأة نصف عاقلة إمرأة لاتعرف الحب !!!!
- هذيان امرأة نصف عاقلة يارب !!!
- حين يشبهنا نصفنا الأخر !!!!
- إمرأة برسم الخدمة !!!!!
- هذيان إمرأة نصف عاقلة !!! كبيرة على الحب


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب الهندي - المطر قبيل الشتاء