أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - Ernst Jandl














المزيد.....

Ernst Jandl


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


تُوفي Ernst Jandl في مهوى رأسه "فيينا"

رُغم أن Ernst Jandl اشتهر بقصيد المرح، إلا أن أشعاره الأخيرة كانت متشائمة:

"بالأمس شابٌ أنا وغبي/ اليوم عجوزٌ أنا وغبي/ أتعرى أمام جمهوري/ وفجأة يغرقون في الصمت".

مساء 9 حزيران 2000م، تُوفي الشاعر النمساوي Ernst Jandl في مسقط رأسه "فيينا"، عن عُمر ناهز 75 عاماً، مخلفاً إرثاً طليعياً - كلاسيكياً.

وُلد Ernst Jandl في "فيينا"، في أول آب 1925م. لم يُعر أحداً اهتماماً باكورة قصائده، نشر شعره مطلع منتصف القرن الماضي في المجلة الفييناوية "سبل حديثة Neue Wege". ولأنه عمد لمفردات أقرب إلى شعر الكاتب المسرحي والشاعر الألماني الشهير "برتولت بريشت"، رائد المسرح الملحمي "برتولت بريشت" و الشاعر التعبيري "أوغست شترام"، ولغة النثر وتفاصيل الحياة اليومية، ووجه برفضه كشاعر بلا لغة، نشر ديوانه في أهم دور النشر الأدبية في ألمانيا "Suhrkamp".

في الثامنة عشرة من عمره، جُند في جيش هتلر. وخاض غمار الحرب العالمية الثانية فانُتزع من وسط بيئته وأحلامه ليُقذف به إلى ساحات الوغى حيث الدعاية النازية تتحدث عن حب الوطن وشرف الشهادة، فكتب Jandl عن الاتجار بالشعارات: "يقول الأب: خذ بيدي/ تقول الأم: لله والوطن!".

وقع Jandl أسيراً في قبضة القوات البريطانية، وبعد بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أطلق سراحه وعاد إلى "فيينا". درس علوم - أدب اللغة الألمانية والإنجليزية. وتخرج في عام 1949م، وحصل عام 1950م على شهادة دكتوراه في الأدب، وعمل مدرساً في مدرسة ثانوية حتى أواخر عقد سبعينات القرن الماضي. عام 1973م، أصبح عضواً في تجمع أُدباء (جراتس)، و تدرج فيه إلى نائب الرئيس، وأصبح رئيسا له بين عامي 1983 - 1987م. نشر Jandl باكورة دواوينه عام 1956م بعنوان "عيون أخرى". في هذا الديوان بدا الشاعر واضحاً -شكلاً ومضموناً - بالُبعد عن البلاغة والمُحسنات البديعية. حاول تنقية لغة الشعر من الترهل والإسفاف في الإبهام والتهويم، لم يُثرثر، إنما اعتمد الإختزال أسلوباً، وتعمد الإخلال بالترتيب المألوف للجملة، وخرق قواعد النحو والصرف. كان Jandl على خطي رواد سبقوه، مثل "شترام" الذي خر صريعاً على جبهة قتال الحرب العالمية الأولى، يقول عنه Jandl: "هو أوغست شترام/ جداً اختصر/ القصيدة الألمانية/ هو أوغست شترام/ اختصرت حياته/ الحرب العالمية الأولي/ أما نحن / فلدينا وقت أطول / لنثرثر".

وكما يتضح في قصيدة "إيكاروس" من باكورة دواوينه. وإيكاروس (عباس بن فرناس): بطل أسطورة عربية - يونانية، حاول الطيران مستخدماً أجنحة ثبتها بالشمع على جسده، فلما علا فقد أجنحته وسقط في البحر. وقد استخدم الأدباء هذا "الموتيف" كثيراً للتعبير عن اقتران الهزيمة بالنصر والنصر بالهزيمة في كثير من الأحيان. Jandl يختزل القصة في بضع كلمات لاغير: "إيكاروس طار/ إيكاروس سقط/ إيكاروس سقط/ عاليا فوق الآخرين".

مع زوجته على طريق الدادا رفيقة دربه في الشعر والحياة الشاعرة Friedrike Mayröcker

عام 1954م إلتقى Jandl شخصية كان لها أثر كبير في حياته شاعراً وإنساناً، الشاعرة الشابة Friedrike Mayröcker التي وجد فيها توأم روحه. بدأت بينهما صداقة عميقة، دفعت كليهما إلى الإنفصال عن زوجه كي يكملا رحلة الحياة معاً. ومن خلال الشاعرة May röcker، تعرف Jandl على "جماعة فيينا الأدبية"، ما طبع قصائده بعد ذلك بسمات مذهب الدادا الرافض للثقافة البورجوازية والمدنية الحديثة عموماً.

لم ينشر Jandl ديواناً له إلا عام 1966م بعنوان "عال وعالية". حقق الديوان شهرة عريضة، و يحتوي على كل السمات المميزة لشعر Jandl التجريبي المتأثر بحركة "الشعر المحسوس. الفارق الأساس بين Jandl وكثير من رواد ذاك النوع من شعر الصياغة اللغوية الرشيقة التي طبعت أعماله وأوصلتها إلى الجمهور الذي ظل لا يعرف شيئا ًعن زملائه المجربين الجادين.

القصائد لاقت نجاحاً عندما كان Jandl يلقيها بنفسه. أصبح Jandl ابتداء من ثمانينات القرن الماضي، نجم إلقاء يتهافت الناس على عروضه الشعرية التي تصاحبها دوما موسيقى الجاز!، ويتهافتون أيضاً على الاسطوانات التي سجل عليها بعض أشعاره!!.



#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الداعية السوداني والمغني التركي
- خيانت حريت جمهوريت
- ماء وزيت وجار جنب
- مئوية ثانية Schumann
- نفاق عودة جحوش العثمانيين لتركيا
- تحقيق دولي في الإقليم لحله
- قاوم هيئة النهي عن المعروف والأمر بالمنكر السعودية!
- قاوم السلطة السعودية !
- رجولة منبع الرافدين
- شهيدة الصليب المعقوف
- الرجولة تركية
- حصار حرية
- الحملات الصليبية
- الطائفية صهيونية سياسية
- بداة خارج العصر
- لا عودة مع الدعوة
- وضع المسيحيين في العراق
- وزالثقافة العراقية دِعاية مضادة
- مذكرات مؤجلة Twain
- رئاسة مجلس وزراء لا رئيس وزراء


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن ظافرغريب - Ernst Jandl