أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسام محمد يونس - إسرائيل تقتل و تبرر وتحاكم نفسها














المزيد.....

إسرائيل تقتل و تبرر وتحاكم نفسها


حسام محمد يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 17:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أثار هجوم قرصنة قوات البحرية الإسرائيلية موجة سخط عالمية ووضع إسرائيل في مواجهة عالمية على المستوى الدبلوماسي ، فقد اجتاحت التظاهرات مدن العالم احتجاجا على المجزرة التي قام بها مجموعة من الكوماندوز الإسرائيلي بحق نشطاء أسطول الحرية الذي يقل مساعدات إنسانية وطبية للسكان المحاصرين منذ ما يزيد على الأربع سنوات ، والتي أدت إلى استشهاد نحو 20 متضامناً إضافة إلى عشرات الجرحى ، وتراوحت ردود الفعل الدولية بين الاستهجان ودعوة العديد من الهيئات الدولية لعقد اجتماعات طارئة لمناقشة هذه القرصنة الإسرائيلية ، والتي خرقت كافة المبادئ الإنسانية والشرائع والقوانين والأعراف الدولية .

وساد جو من الحزن والحداد على المستويين الدول و الإقليمي بعد المجزرة الإسرائيلية ، وبشكل خاص على المستوى المحلي الفلسطيني ، فقد تهيأ الفلسطينيون واستعدوا للخروج بمسيرات شعبية من شتى المناطق الفلسطينية للترحيب بالأسطول البحري .

و لم تكتفِ إسرائيل بذلك ، فإلى جانب هذه الهجمة البربرية فقد قدمت مجموعة من سيل من الادعاءات و التبريرات في سياق اعتدائها على السفينة على لسان رئيس وزرائها ، بأن قواته كانت تتصرف دفاعاً عن النفس ، فقد برر عدد القتلى ، الذين كانوا على متن القافلة بأنهم هم الذين اعتدوا على الجنود الإسرائيليين بالسكاكين والعصي ، مما اضطر الجنود إلى التحول إلى جنود مقاتلين للدفاع عن أنفسهم ، فهذه القافلة لم تكن قافلة سلام بل قافلة تأوي أنصار العنف و الإرهاب. وجدير بالذكر أنه لم يكن هناك أي شيء على متن السفينة من شِأنه أن يهدد الأمن الإسرائيلي ، حيث كانت القافلة تحمل مواد البناء ، والكراسي المتحركة الكهربائية وأجهزة تنقية المياه لسكان غزة ، لصالح 5000 أسرة لا يزالون في خيام بعد الخراب والدمار الذي سببه عملية الرصاص المصبوب .

فضلاً عن الرسالة الأخلاقية و القيم النبيلة التي يحملها هذه القافلة الأسطول وهي للأسف فقدناها عروبياً ، والانتصار لكل المبادئ السامية والدينية وحماية الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في فلسطين كلها ، في أن هناك من يهتم بالشأن الفلسطيني ، هناك من يهتم بالمحاصرين و بالشهداء ، هناك من يبحث عن فلسطين حرة ، في رسالة موجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي . الذي كشف عن وجهه الحقيقي للعالم . ومن ثم فكان العزم نحو كسر هذا الصمت الرهيب تجاه الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني ، لكي تكون نقطة انطلاق نحو كسر و تحطيم قيود هذا الحصار الجائر على قطاع غزة . من خلال تسليط الضوء على الأساليب و الممارسات الإسرائيلية .

فهؤلاء الجنود الإسرائيليين الذين تحولوا إلى مدافعين عن أنفسهم وفق الإدعاء الإسرائيلي ، قد أطلقوا الرصاص على قافلة الحرية قبل اقتحامهم لها ، بل إن الضحايا الذين استشهدوا ، كانوا قد قتلوا على الفور نتيجة أن الاستهداف كان في منطقة الرأس ،وتجاهل الجنود دعوات النشطاء في نقل الجرحى من السفينة لتلقي العلاج و القتل كان يتم بعناية فائقة وبصورة مستهدفة ، فقد قتل الجنود الإسرائيليين متطوعاً تركياً أنشأ نظاماً متطوراً ينقل وقائع حية من العدوان على النشطاء ، فقد كانت أولوية الجنود الإسرائيليين وقف بث مشاهد العدوان لأن النشطاء الأتراك نشروا على السفينة نحو مئة كاميرا كانت تبث صوراً بانتظام وانقطع البث عندما قتل هذا المتطوع الذي كان يدير الشبكة . وفقد شهادة أحد الناجين و التي تم نشرها في صحيفة الإندبندت البريطانية في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي .

و إلى جانب الإدعاءات الإسرائيلية السالفة الذكر فقد رفضت أيضاً الدعوات والاقتراحات المقدمة من الحكومات والهيئات والمنظمات الدولية بشأن تشكيل لجان تحقيق دولية تقوم بتحقيق سريع ومحايد وذي مصداقية وشفاف . فقد واجهت كافة الضغوط الدولية من خلال إعلانها على أنها ستشكل لجنة تحقيق إسرائيلية للنظر فيما جرى مدعيةً انه دولة ديمقراطية ستراعي الحياد و النزاهة ، ولا تأخذ قراراته من مجلس دولي ، في خطوة تعتبر محاولة التفافية على الرأي العام العالمي ، لأن ما حدث قرصنة في المياه الدولية يبعد عن إسرائيل بمقدار 77 ميل تقريباً ، فليس لإسرائيل أي حق قانوني في ذلك ، وما حدث ليس شأناً إسرائيلياً داخلياً يتم التحقيق فيه على هذه النحو ، كما حدث في اللجنة المشكلة برئاسة فينوجراد بعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006 ، كما أن القتلى ليسوا مواطنين من إسرائيل ، فالقاتل قد نصب نفسه قاضياً على جريمته .

فلاشك أن هذا العمل الإجرامي الإسرائيلي سواء بالقرصنة و القتل ، وتزييف الوقائع بالادعاءات الكاذبة ، و إنشاء لجنة تحقيق صورية للتخفيف من حدة الانتقادات الدولية و تلميع صورتها في الخارج لهو صورة من صور إرهاب الدولة‏ المنظم ،‏ وأكثرها انتهاكاً لأبسط معايير حقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني و لقواعد الأعراف الدولية و الإنسانية ولشرائع الأديان السماوية و غير السماوية‏ ، ولقيم المجتمع الإنساني .



#حسام_محمد_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسام محمد يونس - إسرائيل تقتل و تبرر وتحاكم نفسها