أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة














المزيد.....

تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة


رأفت عبد الحميد فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأملات يوم الخندمة
يوم فر صفوان وعكرمة
في شهر رمضان من العام الثامن الهجري تجّهز النبي لفتح مكة إثر نقض قريش لصلح الحديبية حين ناصرت بني بكر على خزاعة فأعتبر النبي ذلك إخلالاً ببنود العهد والميثاق لصلح الحديبية وقد قالت عائشة للنبي : أترى قريشاً يجترئون على نقض العهد الذي بينك وبينهم ؟ فقال : ينقضون العهد لأمر يريده الله . وقيل أن قريشاً ندموا على نقضهم العهد فأرسلوا أبا سفيان ليشد العقد ويزيد المدة فقالوا له : ما لها سواك اخرج إلى محمد فكلمه في تجديد العهد وزيادة المدة . ثم مضى النبي بجيش في عشرة ألاف وكان المهاجرون 700 ومعهم 300 فرس وكانت الأنصار 4000 ومعهم 500 فرس ومن قبائل الحلفاء مزينة وأسلم وجهينة وقيل كان النبي في اثني عشر ألفاً وفي هذة الغزوة أباح للجيش عدم الصوم نظراً لمشقة السفر من يثرب إلى مكة.
ونظراً لتعداد الجيش الكبير فقد قال أبوسفيان للعباس بن عبد المطلب حين استعرض القوات المهاجمة : الأن أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما فقال العباس : يا أبا سفيان إنها النبوة [السيرة الحلبية 3/ 116 ] وقولة أبي سفيان هي اعتراف منه على هزيمته والإتفاق على تسليم المدينة وكأنها فتحت صلحاً كقول الشافعي وقال غيره : فتحت عنوة . وقد حصل أبو سفيان على الشرف الرمزي حين قال العباس للنبي : إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً فقال النبي له : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن .
. وتروي كتب السيرة على اختلافها وتنوعها كيف قسّم النبي قواته إلى أربع فرق تدخل مكة من أعلاها و من أسفلها وكانت القوات بقيادة سعد بن عبادة على كتيبة الأنصار وخالد بن الوليد على قبائل العرب و الزبير بن العوام على كتيبة المهاجرين وقد أمر النبي خالد بن الوليد أن يدخل من أسفل مكة وقال له : لا تقاتلوا إلا من قاتلكم وكان صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو قد جمعوا ناساً بالخندمة وهو جبل بمكة ليقاتلوا .
لكن خالد بن الوليد قاتل القوم قتالاًعنيفاً فقتل من المشركين 24 من قريش وأربعة من هذيل لكن النبي رأى وهو على العقبة بارقة السيوف فقال : ما هذا وقد نهيت عن القتال ؟ فقيل له : لعل خالداً قوتل وبدئ بالقتال وما كان يا رسول الله ليخالف أمرك . ثم قيل جاء أبو سفيان وقال للنبي : أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم .
وفي لفظ أن النبي قال لرجل من الأنصارعنده : يا فلان ائت خالد بن الوليد وقل له إن رسول الله يأمرك أن لا تقتل بمكة أحداً فجاء الأنصاري فقال : يا خالد اقتل كل من قدرت عليه فاندفع خالد فقتل سبعين رجلاً بمكة فجاء رجل إلى النبي وقال : هلكت قريش لا قريش بعد اليوم قال: ولم ؟ قال : هذا خالد بن الوليد لا يلقى أحداً من الناس إلا قتله قال النبي : ادع لي خالداً فدعاه له فقال : يا خالد ألم أرسل إليك أن لا تقتل أحداً ؟ قال : بل أرسلت إن اقتل من قدرت عليه قال النبي : ادع لي الأنصاري فدعاه إليه فقال الرسول للأنصاري : أما أمرتك أن تأمر خالداً أن لا يقتل أحداً قال : بلى ولكنك أردت أمراً وأراد الله غيره فسكت النبي ولم يقل للأنصاري شيئا فقال النبي : كف عن الطلب قضى الله أمراً ثم قال : كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكرإلى صلاة العصر وهي الساعة التي أحلت فيها مكة للرسول [ السيرة الحلبية 3 / 121 ] .
لكن من غريب هذة الرواية أن المؤرخين لم يذكروا من هو هذا الأنصاري الذي غيّر وبدّل أوامر الرسول من لا تقتل إلى اقتل من قدرت عليه فإذا وجه الرسول اللوم إليه لتزويره الأمر الصريح من لا تقتل إلى اقتل والأنصاري سمح لنفسه بالمزايدة لتحقيق رغبة دفينة للإنتقام من خضراء قريش فهو افتئات لم يعاقبه الرسول عليه ولم تثر حفيظة عمر بن الخطاب بمقولته الشهيرة لقد نافق ...دعني أضرب عنقه ولم يذكر فقهاء الصحابة المترعين بتعاليم الدعوة المحمدية ورسالة السماء كأن يقول قائل منهم للأنصاري الذي بدا افتراؤه بينناً لا شك فيه : من كذب على رسول الله متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . ويوجهون إليه تهمة الكذب الصريح . جميعهم صمتوا وكأن على رؤوسهم الطير حتى الرسول صاحب الشأن سكت وهو الغريب في تلك الرواية .
لكن الشبهة الخطيرة في هذا الأمر والتي أسكتت الرسول فلم يحر لها جواباً هي الحجة الدامغة التي قدمها الأنصاري تبريراً لإفتأته وكذبه وهي [ لقد أردت يا محمد أمراً وأراد الله غيره ] هكذا تمت معالجة الأمر وتسويته وعفى الله عما سلف فهل كان يجرؤ الرسول أن يدخل مع ذلك الأنصاري مجهول الأسم والهوية في استجواب و تحقيق والإستفادة من شهادة الشهود العدول وهم كثرُ فلا يعقل أن الرسول كان وحيداً حين أمره بالذهاب إلى خالد بن الوليد كما نرى أنه لم يطلب الحجة والبينة على صدق ما ادعاه أم جاء السكوت والتغاضي وتجاوز المعضلة نوعاً من الحنكة السياسية والدينية . فلماذا لم يتهمه الرسول هنا بالكذب والإدعاء حيث لا يوجد دليل يقيني يخرس الأفواة فلن يجرؤ الأنصاري الإدعاء أن جبريل جاءه أو أن الله أوحى له بشكل ما هنا كانت ستتفاقم الإشكالية لذا سكت الرسول ولم يقل للأنصاري شيئاً [ السيرة الحلبية – 3 / 121 ] وفي ذلك البعد ما لا يخفى كتعليق برهان الدين الحلبي ..... حيث تتجلى مقولة هذا ما أراده الله لتمرير كافة التجاوزات والإفتراءات.
ً



#رأفت_عبد_الحميد_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التكتيك السماوي والتكتيك الأرضي
- البينة المفقودة والغائبة
- القضية المغلقة و الوقوع بين محالين
- الغيب المقروء هل يصمد الغيب طويلا
- اشكالية الصفات الحسنى والأسماء غير الحسنى
- بين مكة وجرينتش يا قلبي إحزن
- الأعتداد في أحكام المعتدات
- عن التصنت والإستماع سألوني
- دلائل الكشف العميق عن القتل العميق
- المناظرة العجيبة
- الطهارة المزعومة
- آل جحش والظلم المستباح -3-
- آل جحش والظلم المستباح -2-
- آل جحش والظلم المستباح
- السقف الأبستمولوجي للأساطير
- يسألونك عن مأزق النكاح
- الله بين الزمان والتصور العقلي


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رأفت عبد الحميد فهمي - تأملات يوم الخندمة يوم فر صفوان وعكرمة