أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وميض خليل القصاب - قصة عراقية واقعية 2















المزيد.....

قصة عراقية واقعية 2


وميض خليل القصاب

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 08:49
المحور: المجتمع المدني
    


يحكي لي صديقي أبن بغداد عن شاب عراقي ألتقى به في احدى الدول الأوربية ,الشاب خريج 2004 من كلية العلوم ,كان من مؤسسي الحركات الطلابية المدنية بعد الحرب و التي تهدف لأعمار الكلية وأدخال مفاهيم العراق الجديد والحرية للجامعة ,هو أبن عائلة عراقية محافظة تطغى عليها عادات أهل بغداد القدامى , نشىء على حب العراق قبل الطائفة والقومية وخصوصا ان والديه من طائفتين مختلفاتين مما جعله يتشرب من نهري دجلة والفرات ويخرج نشىء أصيل عاشق للوطن
الطبع العسكري للوالد ترك أثاره في الولد وجعله صاحب صفات قيادية وميال للألتزام وتحمل المسؤولية وصاحب حس عالي بألايثار ومساعدة الاخرين وحمايتهم
سرعان ماتخرج الشاب ليجد نفسه عضو فعالا في مجال المجتمع المدني العراقي وموظف في احدى كبريات المؤسسات الصحية العراقية ,وتحول من طالب مجد وناشط طلابي الى ناشط أنساني فعال وجاد في مجال الصحة في العراق
وبدأء الشاب يستقر عائليا من خلال خطبه زميلة دراسة وشريكة قصة حب جامعية عاشها رغم ظروف الحرب والدمار , ولكن سرعان مابدأت الغيوم تحاصر الشاب وهو يواجه كم من الضغوط في محيط عمله من شخوص طارئين يحاولون التغلغل لفرض أنفسهم على فريق عمله الجاد لتحقيق طموحات مادية وشخصيه وخدمة شخوص ورموز على حساب خدمة المواطن
وزاد من مرارة الأمر ان الوالد تعرض لمحاولات أغتيال لكونه احد رموز الحرب العراقية الأيرانية المعروفين ,ورغم سيرته الحسنة بين الناس واهل المنطقة وتاريخيه الحافل بتضحايته من أجل الوطن على حساب المصالح الشخصيه ومحاولته أن ينوء بنفسه عن ان يكون اداة تظلم المواطن من خلال عمله قدر الامكان ,الأ ان كل تاريخه لم يشفع له لدى من أرتى ان يستهدفه واجبر الرجل المتقاعد وزوجته ان يحملوا اثاثهم القليله ويرتحلوا في أرض العراق لعجزهم المادي والصحي عن الهروب خارج العراق وبقى الاب يعيش حياته بأسم جديدي وهويه جديده ومن دخل بسيط لايكفي لمعاشه الخاص بالأدويه
وسرعان ماوجد الشاب ان التهديد بدأء يتحول من تصفيه الاب الى تصفيه العائله بأكملها وتحولت ضغوط العمل الى تهديدات لها نبره وحس مملوء بالغل والكره والحقد
واجبر الشاب تحت ضغوط الخوف من ترك والديه برعايه اخوته الصغار وخطيبته والترحال في الارض ,وبعد عامين من الانتظار بدون طائل امام مكاتب الامم المتحده في احد دول الجوار ,رحل بفيزا دراسية لاحد الدول الشيوعيه سابقا وعضو في الاتحاد الاوربي حالياو بقى فيها مدة يعمل بوظائف حقيرة لغرض تسديد ديون الرحلة ,وخرج منها يروم الامان وبعد رحلة طويلة وشاقة كاد ان يتعرض فيها للحبس من شرطة حدود ألالمان تمكن من الوصول لأحد ملتجئات العراقيين في اوربا, جاء ليجد ان الحكومة العراقية قد وقعت اتفاقيه مع الدولة لأعادة العراقيين اللاجئين للوطن ,وبقى الشاب يعيش في منطقه جبليه وعرة الجغرافيا بعيد عن سبل الحضارة ويعمل في اي وظيفة في انتظار الحلم بألاقامة وسحب الوالد والام والزوجة لبر الامان
خلا فتره تواجده أحس بظروف اللاجئين العراقيين الصعبه وخصوصا وهم يجهلون اللغة والتعامل ويعيشون في مخيم في منطقة بعيده عن المدن الكبرى ,فتحول الى طالب مجد للغة وعامل متطوع مجانا مع أدارة المخيم لمساعدة اللاجئين ,وخلال فتره عمله ساعد عدد كبير من العراقيين وخصوصا ممن خرجوا بهدف الهجرة والعمل والهروب من سوء الخدمات ,فيساعدهم على الاستعداد لجلسات التحقيق وفي صياغة قصصهم ويدربهم ليكونوا مقبولين لدى جهات التحقيق ,ومع مرور الوقت لاحظ تأخر في اجابته في وقت كان كثير ممن أتى بعده وبحالات أقل خطرا منه يحصلون على اجابه ,وبعد الاستفسار جاء الجواب بوجود اخطاء من قبل الجهات التحقيقة معه وبعد مداولات روتينيه ممله جائه رد برفض طلب لجوئه بسبب نجاح خطه فرض القانون في العراق وامكانيه ان يعيش في المناطق الامنه من بغداد
ليدخل في حلقة قانونيه ممله وطويله انتهت برفض ثان لنفس الاسباب ,ورغم ان والده تعرض لمحاوله اغتيال جديده وتعرض خال له عضو في احد القوائم الانتخابيه الناجحه لمحاولات أسائه داخل العراق لم تشفع المعلومات الجديده في اعادة النظر بقظيته وتم اجابته بان العراق بلد امن حسب اخر التقارير الدولية وان اللجوء للعراقين متوقف الا لمن اثبت تعرضه لخطر واضح على الحياة مدعوم بأدلة كصور لمحاولات اغتياله أو بلاغات قانونيه تحمل اسماء الجهات المسؤوله عن تهديده
وتم طرد الشاب من البلد وطرده من الكامب وطرده من عمله التطوعي وألقاء القبض عليه من قبل الشرطه واقتياده مكبلا في عربات الشرطه ليرمى في سجن المطار في أنتظار الترحيل للعراق
خرج من البلد وهو يصيح بالشطره كيف يمنحون الاقامه لمن كان يقتل العراقين ولمن يتاجر بالممنوع ويتركون كل مجرمي البلد ويلحقوا شخص اندمج في المجتمع وكان عضو ناجحا في خدمت ابناء جاليته بغض النظر عن خلفيتهم
كيف يكون مصير الناشط في حقوق الانسان والعالم في مجال الطب والصحة ان يتم تكبيل يديه كالمجرمين ؟اين دولته وأين كرامته ومن يجيره لو ظلمه الاغراب ؟ ومن سيؤمن له انه لو عاد لوطنه ان لن يتم تهديده وتصفيته ؟
سكت صديقي أبن بغداد وشرب شيء من الماء وعلق :هل تعرف ان نفس الدوله منحت اقامه لعراقين ممن عملوا في الحكومة الحالية وهربوا خلال أيفادات حكومية ؟ولعراقين مقيمين في دول عربية ودوله مجاورة جلبوا هوايات مزورة لعملهم في الشرطة ومع الامريكان وبعد حصولهم على الاقامه طلبوا العودة للعراق ليقبضوا مكافأءة العودة للعراق ,بل ان عدد من قبلوا لتقيدمهم مستندات مزورة بأنهم من عرب كركوك والموصل اكثر بثلاث مرات من عدد اهل تلك المحافظتين من العرب الاصلين المقبولين,بل ان بعض الدول الاوربية منحت جزائرين وسورين انتحلوا صفه عراقي لجوء !!
واكمل :ان الخلل في الانظمة ممكن وكون النظام الاوربي فعال فهو لايجعله فوق الخطء ولكن مشكله صاحبنا ليس في سوء الحظ مع الدوله الاوربيه بقدر سوء ظروفه كعراقي,وماقدمته الحكومة العراقية على مستوى الامن لايجعل خطوة اعادة العراقين النازحين ممكنه بسب التقارير التي تدل على عدم نجاح اعاده الكثيرين ولعد استقرار الوضع كليا حسب مانسمع من تقارير عن كون حتى الشرطة مخترقه,وتوقسع اتفاقيات العودة خطوة الاولى بهم ان كانوا يقوموا بها بعد انجاح المصالحه الوطنيه وانتهاء سياسة التصفيه والاجتثاث والاقصاء
كيف سنحمي مثل عائله الشاب لو طلبوا الحمايه ونحن لانزال بحاجة لحمايه اصحاب الرتب الامنيه من الاغتيال والتصفيه ؟
الشاب قصته قصة 5 مليون عراقي .. اكثر او اقل لااعرف بالضبط كم... ولكن قصه كثيرين ممن يتشردون في اوربا بعيدا عن العراق مطاردين ومختبئين ويعملون في وظائف حقيرة , يريدون ان يعودوا ولكن المشهد الامني والسياسي لايرفع الروح المعنويه ,بل ان عدد ابناء الاماكن الامنه والمحافظات والاقاليم الامنه في معسكرات اللجوء اكبر من عدد ابناء المناطق والأقليات المهدده
قل لي لم يلتجيء هؤلاء لولا وجود سبب ؟
نظرت له وأكتفيت بالسكوت.......
[email protected]



#وميض_خليل_القصاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة عراقية واقعية
- خواطر في المجتمع المدني العراقي
- لمحة في كتاب ( الأداء البرلماني للمرأة العراقية)
- تطلعات لبناء التيار العلماني العراقي


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وميض خليل القصاب - قصة عراقية واقعية 2