أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخير )















المزيد.....

اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخير )


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 23:57
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


كنا قد أشرنا في الجزء الثاني من مقالنا هذا لضغوط الولايات المتحدة ومنظمة التعاون والتطوير الاقتصادي O. E. C. D، على الحكومة الصينية لفتح أسواقها للشركات الأجنبية. وفي كلمته أمام مؤتمر قمة عقد في بكين في الرابع والعشرين من مايو الماضي لتمتين العلاقات بين البلدين، حضره 200 مسئول أمريكي وما يوازيهم من المسئولين الصينيين ، قال وزيرالخزانة الأمريكي تيموثي جينتر بحضور الرئيس الصيني والسيدة هيلاري كلنتون : أنه " يرغب في رؤية الصين تفتح أبوابها للشركات الأجنبية " وأضاف قائلا : " التجديد هو مفتاح الرخاء المستقبلي، والتجديد يزدهر مع فتح الأسواق وتأمين فرص عادلة للتنافس". علما أن الولايات المتحدة تضغط على الصين لترك الحرية لعملتها ( اليوان ) للتداول في أسواق العملة الخارجية كوسيلة لرفع قيمتها ، لأن الحكومة الصينية باعتقادهم تتعمد بابقاء قيمة عملتها أقل من قيمتها الحقيقية لتشجيع صادراتها. لكن العملة الصينية بسعر صرفها الحالي تجعل السلع الصينية أرخص في نظر المستوردين الأجانب من الصين ، وهو في صالحها اقتصاديا ، لأن الاقتصاد الصيني يعتمد بشكل رئيسي على الصادرات. وتخشى الصين أن تفقد هذه الميزة ، مما يعرض مواردها من الصادرات الى هبوط حاد في حالة ما استجابت لطلب الأمريكان برفع قيمة اليوان بالنسبة للدولار. لقد وعد الرئيس الصيني بتغيير سعر صرف عملته لكنه لم يحدد جدولا زمنيا لوضعه موضع التطبيق. وهكذا تتوالى الضغوط الأمريكية لتحرير الاقتصاد الصيني نهائيا من تدخل الدولة في الاقتصاد وبتركه لقوى السوق الحرة. تجدر الاشارة هنا إلى أن الصين قبل تحريرها عام 1949 كانت تأخذ بمبادئ الاقتصاد الحر ، ولم تفرض أية قيود على دخول وخروج السلع ورأس المال الأجنبي والمحلي ، لكن ذلك لم يجلب للغالبية العظمى من الصينيين الرخاء بل البطالة والفقر. ومع عودة الرأسمالية الى الحياة مرة أخرى بسبب سياسة التجديد التي ينصح بها الأمريكان ، عادت معها كل أمراضها ومساوئها.
لقد أتت سياسة التجديد بالجريمة المنظمة التي احترفت السطو والاغتصاب والقتل وتجارة المخدرات والجنس ، ومهنا لم يعهدها المجتمع الصيني خلال فترة بناء الاشتراكية . كان أسوء ما أتت به هو الانتشار الخطير لظاهرة الدعارة بكل ما تفرزه من انحطاط أخلاقي وهدرا لقيمة الانسان ، لتتفشى بين السكان بمعدلات مخيفة. وأمام تجاهل السلطات الرسمية لهذه الكارثة الاجتماعية / الاقتصادية، فقد أدى انتشارها المتسارع الى مضاعفات لا يمكن السكوت عنها. فقد اظهرت دراسة نشرتها في عدد مايو 2010 مجلة "نيو انغلاند جورنال اوف مدسين" جاء فيه :

" انه في كل ساعة يولد أكثر من طفل مصابا بالسيفليس الخلقية في الصين التي تشهد انتشارا متزايدا لهذه العدوى في السنوات الاخيرة ، بسبب نمو قطاع الدعارة الناتج عن الطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وكان قضي على هذه العدوى البكتيرية قبل خمسين عاما في الصين ، الا انها عادت اليوم لتصبح العدوى الاكثر انتشارا في مدينة شنغهاي. واوضحت المجلة العلمية ان ناقلي هذه العدوى هم المومسات والمثليين او ثنائيي الجنس، علما ان عددا كبيرا منهم متزوج وله اطفال. ووصل العدد الاجمالي للمصابين في كل عام 9480 مصابا ، مما يعني ان هذا العدد قد زاد 12 مرة في السنوات الخمس الاخيرة ، نقلا عن المركز الوطني لمكافحة الامراض المتناقلة جنسيا في نانجينغ ، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء. وعلى الرغم من ان هذه العدوى قد لا تسبب اي عوارض ظاهرة ولا يمكن تشخيصها الا بمعاينة معمقة، فان عواقبها على الصحة العامة بارزة جدا. فمرضى السيفليس اكثر عرضة للاصابة بفيروس الايدز. كما ان 50% من النساء المصابات والحوامل يجهضن. ويحتمل ان يعاني الاطفال الذين يولدون وهم مصابون بالسيفليس التي انتقلت اليهم من الام من آثار غير قابلة للشفاء. ويفوق معدل وفيات حديثي الولادة المصابين بهذا الداء ال " 50 % ".
كان هذا الوباء منتشرا بشكل واسع إبان النظام الرأسمالي/ الاقطاعي الذي كان سائدا قبل الثورة الاشتراكية ، لكنه ومع البدء ببناء النظام الاشتراكي كوفح جذريا عبرالقضاء على أسبابه الرئيسية التي تجسدت بالفقر والبطالة والتفسخ الأخلاقي ، وقد توقف وقطع دابره نهائيا أثناءها. لقد تزامن ظهوره وانتشاره مع اتساع التفاوت بين الفقراء والأغنياء ، وليس من قبيل الصدفة أن يكون في شنغهاي مدينة المال والأعمال وحدها 116 ألف مليونيرا ، بينما فاق عدد المصابين بالسيفليس فيها 143 ألف مصاب. ولكل من الفساد والدعارة ، و ظاهرة الثراء الفاحش في أوساط الشعب الذي يشكل الفقراء فيه أكثرية ساحقة أسبابه وعوامل انتشاره.
ومن يجري دراسة متأنية للحالة الاقتصادية الراهنة ويتقصى ما حققته سياسة التجديد ، سيجد أن الصين بالفعل قد حققت نجاحات مهمة في مجال الفوائض المالية ، تجاوزت بها ثاني اقتصاد في العالم وهو اليابان. ولها في الولايات المتحدة وحدها سندات خزينة تبلغ حوالي واحد تريليون دولار ، ومع أن هذا المبلغ ملك الدولة الصينية ، غير ان المستفيد الأول منه هو الاقتصاد الأمريكي. وبحسب موقع شبكة الاعلام العربية ليوم 5/ 6 / 2010 ، سجل احتياطى النقد الأجنبي في الصين ـ الذي يعد الأكبر في العالم ـ رقما قياسيا جديدا حيث بلغ 2.447 تريليون دولار في نهاية مارس الماضي بزيادة 25.3% عن العام السابق. وبحسب بنك الشعب الصيني "البنك المركزي" في بيان نشره عبر موقعه على شبكة الانترنت أن الاحتياطي ارتفع بمقدار 47.9 مليار دولار في الربع الأول من عام 2010 بما يتجاوز 40.2 مليار دولار الفترة نفسها من العام الماضي.وكان البنك قد اعلن في يناير الماضي أن احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي بلغت 2.399 تريليون دولار في نهاية العام الماضي. وتعد الصين البلد الوحيد الذي يتعدى احتياطي النقد الأجنبي فيه أكثر من تريليوني دولار، متجاوزة اليابان منذ فبراير 2006 لتكون صاحبة أكبر احتياطي للنقد الأجنبي في العالم كما أنها واحدة من اكبر حاملي سندات الخزانة الأمريكية. فمن أين جاءت هذه الفوائض المالية الهائلة ؟
هناك مصدران مهمان واساسيان للفوائض المالية الصينية ،
أولهما ، الميزان التجاري البضاعي الصيني الموجب مع دول العالم وبخاصة مع الدول النامية والولايات المتحدة الأمريكية. استمرار الميزان التجاري بوضعه الحالي موجبا مع الدول النامية يستنفذ موارد البلدان النامية من العملات النادرة ، ويلحق ضررا كبيرا بقطاع الصناعة فيها على المدى الطويل ، إذا لم تتخذ إجراءات حمائية ضد السلع الصينية التي تغرق اسواقها حاليا. فالصينيون يتبعون سياسة اغراق الاسواق الخارجية بالسلع المصنعة الرخيصة ، والصين قادرة على الاستمرار باتباع هذه السياسة مادامت كلف انتاج تلك السلع منخفضة جدا مقارنة مع دول العالم الأخرى ، بسبب اتباعها سياسة حد الكفاف في تحديد الأجور. وكما بينا سابقا إن سعر صرف اليوان الصيني بالنسبة للعملات الأوربية والأمريكية في صالح المستوردين للسلع الصينية. أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن اقتصادها القوي لا يتأثر كثيرا بسبب رصيدها السالب في الميزان التجاري مع الصين في مجال البضائع ، لأن رصيد الخدمات فيه بعكس رصيد البضائع يميل لصلح الولايات المتحدة ، مع العلم أن الولايات المتحدة تسعى بجد لاعادة التوازن الى ميزانها التجاري مع الصين.
وثانيهما : إن الاستثمارات الصينية الواسعة الانتشار في الخارج وخاصة في البلدان النامية ، تجلب لها عائدات ضخمة من الموارد في العملة الصعبة. ويساعد الصين في توطين استثماراتها في تلك البلدان انتشار الفساد السياسي والمالي في أنظمة الحكم فيها ، حيث يسهل هذا شراء ذمم المسئولين ذوي النفوذ في تقرير قبول الشركات الصينية ومنحها أفضلية في العمل في البلاد.
الملم بدورالصين الشعبية في حركة التحررالوطني وعدم الانحياز حتى السبعينيات من القرن الماضي ، والمتابع حاليا لشبكة العلاقات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية الصينية مع العالم يصاب بالصدمة والذهول. فرؤوس الاموال الصينية تنقض كالصقورعلى فرص استغلال الثروات الطبيعية في البلدان النامية في تعاون ودي محير مع الشركات الرأسمالية الاحتكارية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والهولندية والكندية والكورية الجنوبية، لتقاسم ما تتيحه لها حكومات تلك البلدان من مواردها الطبيعية الغنية. وتقوم بهذا النشاط الاستثماري الواسع حوالي 500 شركة كبرى صينية أو مندمجة مع شركات من جنسيات اجنبية أخرى عاملة عبر العالم ، كان العراق واحدا فقط من تلك الواحات الغنية بالثروات التي فازت فيه جنبا لجنب مع احتكارات نفطية غربية بأغنى حقوله النفطية. حيث بسطت الشركات النفطية متعددة الجنسية بمافيها الصينية هيمنتها على العشرات من حقول النفط والغاز المكتشفة ، بما فيها المستغل حاليا ، عبر مساومات ومؤامرات لعبت فيها تعبئة اعلامية مخطط لها جيدا لتعمية الرأي العام العراقي عن ما دار خلف الأبواب المغلقة من وعود وتعهدات ورشاوي رافقت ومهدت لتوقيع عقود " وطنية السمعة " لم يكشف عن تفاصيلها بنودها حتى اليوم ، لكن المؤكد أنها رهنت لعقود حقوق استثمار النفط والغاز العراقي. وكانت الجهات العراقية المسئولة قد أصرت إلا أن تسلم تلك الحقول لتلك الشركات برغم اصرارنا على منح الفرصة لكوادرنا الوطنية لتطويرها لصالح بلدنا ، وهي صاحبة التجربة الطويلة في هذا المجال ، الممتدة منذ بدايات الستينيات من القرن الماضي.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون للعدالة وجهان ....أحدهما ظالم ،،،
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(2 )
- من قال .. إن اسرائيل دولة نازية ....؟؟
- اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....(1 )
- هل تطيح أزمة اليونان المالية .... بالاتحاد الأوربي ....؟؟ .. ...
- هل يحتمل العراقيون .. أربعة سنوات أخرى .. بدون كهرباء ..؟؟
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...( 2 ) . ...
- هل تطيح أزمة اليونان المالية ... بالاتحاد الأوربي ...؟؟
- دردشة مع والدتي .... حول اندماج دولتي المالكي والحكيم .... ( ...
- حكومة انقاذ وطنية ... لإنقاذ ما تبقى من العراق ....؛؛
- الأول من آيار ... هل ما زلت عيدا ...؟؟
- ولم لا يكون رئيس حكومة كردستان ... كرديا فيليا أو أيزيديا .. ...
- التاريخ بين ... مآثر ستالين ... وجحود العقلانيين ...؛؛
- دردشة مع والدتي ... حول العاصمة الصيفية للعراق ... ( 7 ) ... ...
- دردشة مع والدتي ... حول أوسمة الملك سعود .. وحكومة العراق ال ...
- السياسيون العراقيون في السعودية....ما هي الرسالة....؟؟
- وفاء سلطان ... ومعركتها مع وعاظ السلاطين... ( الثالث والأخير ...
- وفاء سلطان ... ومعركتها مع وعاظ السلاطين... ( 2 )
- وفاء سلطان ... ووعاظ السلاطين ...(1 )
- الحج الى طهران والطائف ودمشق .... والعمرة إلى أربيل ....؟؟


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - اشتراكية اقتصاد السوق الصينية ... وماذا بعد .. ؟؟ ....( الأخير )