أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...














المزيد.....

الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجندي المجهول ... والآخـر المعلوم ..
حسن حاتم المذكور
الجندي المجهول ... هو ذاك الذي سحقته نزوات وغزوات طغات الأنظمـة الشمولية فتركته ضحية مجهولة الهوية في ساحات القتال’ او ذاك الذي افترسته البحار والصحاري والغابات او غيبته مقرات التصفيات والأبادات التي ابتكرها الطغات للعقاب الجماعي او من ابتلعتهم المقابر الجماعيـة قتلى او احياء صغار وكبار كحصيلـة للأنتقام الطائفي العرقي ’ او مغيباً بشكل وآخر بعيداً عن الوداعات الأخيرة للأهل والأحبة’ وقد ابتكرت اغلب دول العالم رمزاً او نصباً تذكارياً لتخلد تلك الملايين المغدورة .
قبل فترة شاهدت عودة بعض رفات ضحايا حرب الخليج الأولى مـن ايران ثم رفات اكثر مـن خمسين ضحيـة عراقيـة من حرب الخليج الثانيـة عائدة مـن الكويت ’ يتقدمهم موكب مهيب يعزف النشيد الوطني واجساد الضحايا يحتضنها العلم العراقي .
كنت حينها مسروراً جداً لهذا الموقف الذي اعاد الأعتبار لتلك الأجساد المغدورة .
موقف جميـل ذكرني بصديقنا الفنان التشكيلي والشاعـر احمـد امير الجاسم ’ حيث كان ولوحاته يتقدم مواقفنا الرافضة للنظام البعثي المقبور ’ ولا زالت ذكرياتنا معه طرية تعيد علينا نكهة الأنتماء والولاء للناس والوطن العزيز’ وهناك العشرات مـن امثالـه جنوداً معلومين بمواقفهم وعطاءاتهم ووطنيتهم وانسانيتهم .
اعدت على نفسي اسئلة كانت تخص المعنيين بأعادة الأعتبار لضحايا رواد الفكر والمعرفـة والأبداع ’ وكذلك بسطاء الناس الذين قدموا دماءً وارواحـاً اكثر مـن غيرهـم .. متى سنرى مواكب عودة طلائعنـا الى احضان مدنهم واهلهم ... ومتى ستستقبل الناصريـة ابنها البار احمد امير الجاسم ’ وكذلك البصرة والعمارة وبغداد وكربلاء والمدن العراقيـة الأخرى ... متى ستطرز الساحات والشوارع ومؤسسات العلم والمعرفـة بأسماء تلك الجنود البواسـل الى جانب مـن سبقوهم لتكتسب مدنهم هوياتها التي تليق بها حقاً ... ؟
متى سنرى لجان ومنظمات ومؤسسات حكوميـة وغير حكوميـة تتخـذ خطوات الوفاء لتلك الأعلام اللامعـة ’ لتعيدها حيث مدنها واهلها لتستعيد ويستعيدون كحـل ذكراهم الى عيون الذاكرة الوطنيـة ... ؟
قبل اسبوع تقريباً ’ كنت وعائلتي في زيارة لضريخ فقيدنا العزيز احمد امير الجاسم في برلين ’ ونحن نتنفس ذكرياتنا معـه في لحظات حالمـة بأشياء كثيرة ’ كانت ولا زالت امنيات مشروعـة ... متى سنزوره ويزوره الكثير مـن اهلـه ومحبيـه ومعجبيـة في مدينته الناصريـة التي كان هائماً في عشقها ... ؟
اقترب منـا مسؤول في المقبرة ’ فأفسد علينا احلام مجانيـة مـع انها جميلـة ’ فأخبرنا بما لا نتوقعـه ولا نريد سماعـه ’ حيث لا يملك احمد امير الجاسم غير هذا المتر يستضيفنا فيـه " سادتي امامكم عامين فقط ’ بعدها سنرفع ضريح فقيدكم ’ ويؤسفني حينها سوف لن تجدوا مـن ستزورونـه ’ ارجو ان تعلموا ذلك ’ انها قوانين " ’ شعرت بقسوة عفويـة موظف المقبرة ’ كما شعرت بقسوة الوطن على مغيبيـه ’ انها مفارقـة مؤلمـة ان يدفع الأنسان ضريبـة صدق عواطف الولاء والأنتماء لوطنـه ’ كما شعرت ايضاً بالمرارة والضعف وعقدة الجحود ’ ان هذا المتر واللوحـة الصغيرة التي تحمل الرقم ( 175 ) آخـر ما تبقى لنا مـن صلـة الوصل مع العزيز احمـد ’ امر مرعب حقاً ’ ان يصبح هذا الفنان والشاعر مجرد رقماً يتصدر متراً مستعاراً مكفناً بثلج الغربـة وبردها ’ انـه تعبير عـن عجزنا وخيبـة املنا بأنفسنا وبؤس مواقفنا واكتفاءنا بالرجوع احياناً الى عطاءاتـه عبـر لوحـة او قصيدة شعر ’ وهذا اضعف ما فينا مـن الوفاء .
جميل جداً ان يبحث الوطن عن المجهولين مـن ضحاياه ليكرم ذكراهم ... لكن كيف يمكن لـه ان يتجاهل المعلومين مـن رموزه الفكرية والفنيـة والمعرفيـة والأجتماعيـة والسياسيـة ’ نأمل ان يصحح الوطن تلك المعادلـة البائسـة وتحترم الدولـة ارث وحق وارواح المبدعين .
كيف لي ان اتصور ’ ان احمد امير ’ ذلك الجندي المعلوم والعراقي الباسل ’ لن يجد له في وطنـه العراق ومدينتـه الناصريـة متراً يستقبل فيـه ضيوفـه مـن رفاق دربـه لتستعيد رحـه بهجتها ومرحها وابتسامتها وهي تستمع الى ذكريات ايام كان فيهـا طليعتنـا في كل ما هو جميل .
07 / 06 /2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متسرعون لتشكيل الحكومة ... لماذا ...؟
- البعثيون يرفعون ذيولهم ...
- يا عراق البيك بيه ...
- بين المالكي وعلاوي جدار من المقابر الجماعية ...
- على الجوار الأسراع في تشكيل حكومتنا !!!
- عندما تنفجر بالونات اللعبة الأنتخابية ...
- التهديد : هو آخر نوبات الأفلاس ...
- خيمة نسب ...
- اذا كان الأمر هكذا : فلتسقط العلمانية...
- لو ان : علاوي رئيساً للحكومة ... ؟
- من يحاصر من ... ؟
- وطن في مزادات الجوار ...
- ننتخب والديموقراطية ( خباز ) ...
- تعدد القتلة والقتيل واحد ...
- سباق النوايا السيئة ...
- من الخاسر في الأنتخابات ... ؟
- فرج الحيدري : اسئلة تنتظر الأجابة ...
- لنضحك من انفسنا ثم نبكيها ...
- المالكي وحماقة فيتو الآخر ...
- التحالفات القادمة وجهة نظر


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...